مهزلة الإدعاء بمعجزة البلاغة

إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83
مهزلة الإدعاء بمعجزة البلاغة
1 – المعجزة هى ما يعجز الجميع عن عمله
2 - توجد معجزات لا يمكن المجادلة فيها ، مثل خلق عيون للأعمى من الطين ، ومثل إقامة الميت بعدما أنتن وصار رمَّة متعفنة وإشتم الجميع رائحتها ، فهذه معجزات مطلقة لا تحتاج لبرهان على كونها معجزة ، بل فقط تحتاج برهاناً على حدوثها فعلاً ، فإن كانت قد حدثت أمام أعين جمهور من الناس ، أصبحت فى غنى عن أى كلام وبرهان ، فبرهانها فى ذاتها.
3 – ولكن توجد معجزات مطَّاطية ليس لها برهان فى ذاتها ، بل إنها تحتاج لمقارنتها بما يفعله الآخرون ، فإن قال إنسان أنه يصنع معجزة فى حمل الأثقال ، فإن الأمر يحتاج لمقارنة الوزن الذى يرفعه بما يرفعه غيره ، وإن قال أحد أنه يصنع معجزة فى القفز العالى فإن الأمر يحتاج لمقارنة الأمتار التى يقفزها بما يقفزه غيره.
4 – وإن قال أحدهم أنه يصنع معجزة فى بلاغة تعبيراته ، فإن الأمر يحتاج لمقارنة بلاغته فى التعبير عن شيئ ما ، مع بلاغة غيره . فالبلاغة ليست شيئاً مطلقاً وليس لها مقياس مطلق ، بل يتم الحكم فيها بالمقارنة مع مثيلاتها
5 – ولذلك كان العرب القدماء يقيمون مباريات الشعر والبلاغة ، فيقول كل شاعر تعبيراته ، ويحكم الجمهور بما يرونه أكثر بلاغة ومتعة. فحكم الناس هو الذى يقرر أي الشعراء أكثر بلاغة ، وليس الشاعر ذاته.
6 – فلا يحق لأى أحد أن يدعى من تلقاء ذاته أن ما يقوله هو معجزة فى البلاغة ، لأن ذلك الحكم ينبغى أن يأتى من المستمعين له ولغيره .
7 - وإن حدث وإدعى أحدهم بذلك ، فإنه من حق الآخرين أن يطالبوه بعمل مقارنة أو مباراة شعرية ، مثلما كان يفعل العرب قديماً ، ومثلما فى حالة الإدعاء بمعجزة حمل الأثقال أو القفز العالى ، لأنها كلها أشياء نسبية تتكشف حقيقتها بالمقارنة.
8 – وإن حدث ورفض هذا المدعى بعمل هذه المباراة ، فإن ذلك يكون دليلاً على عجزه ، وإن وصل الأمر لأن يقتل مطالبيه بعمل مباراة شعرية فإن ذلك يدل على العجز والإجرام معاً.
9 – ويمكن تشبيه ذلك بأن مدعى القدرة على عمل معجزة فى حمل الأثقال ، ويتحدى الجميع بالإتيان بما فعله ، ثم يرسل سرايا لقتل كل من يقبل التحدى!!!
أو يشبه فريق كورة يدعى بأنه معجزة فى لعب الكورة ويتحدى الجميع بأن يلعبوا مثله ، ثم يرسل سرايا إغتيال لكل من يقبل تحديه!!
++++ ألا يكون هذا الإدعاء حينذاك:- مهزلة ومسخرة!!!
 
التعديل الأخير:
أعلى