ذكري نياحة قداسة البابا شنودة الثالث العظيم في البطاركة

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
663042_0.jpg


حياة قداسة البابا شنوده الثالث
الطفل نظير جيد - البابا شنوده الثالث


يقول قداسته
+ بداية قصتي لا أعرفها ولكني أعرف أنها بدأت في 23 أغسطس 1923، في إحدى قرى أسيوط
ــــ سلام ـــــ كنت طفلًا وحيدًا ماتت أمه دون أن يرضع منها،

وعاش طفولته المبكرة بلا صداقة ولا زمالة ولا لعب مثل باقي الأطفال.

+ في فترة الطفولة المبكرة، أذكر زيارتي لدير درنكة بأسيوط مع مئات وآلاف العائلات،
التي تذهب إلى جبل أسيوط لتأخذ بركة السيدة العذراء.

+ بدأت دراستي ما قبل الإبتدائي بأسيوط والسنة الثانية و الثالثة الإبتدائي قضيتها في الإسكندرية،

ثم رجعنا إلى أسيوط في السنة الرابعة، حيث كنت اتمتع بقداسات الأنبا مكاريوس الثالث، واستمع إلى عظات الأرشيد ياكون اسكندر حنا.

+ ذهبت إلى بنها مع أخي الأكبر الأستاذ روفائيل ومنها إلى القاهرة، ودخلت مدرسة الإيمان الثانوية في شبرا.

+ بعد أن انتهيت من مرحلة الثانوية دخلت جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) كلية الآداب قسم التاريخ،

وفي السنة الرابعة التحقت بالكلية الإكليريكية، وبكلية الضباط الأحتياط.. وهكذا كنت أدرس بالكليات الثلاث في سنة واحدة.

+ كانت تجمعني بالأرشيد ياكون حبيب جرجس ــــ مدير الكلية الإكليريكيةــــ صداقة ومودة و كنت متأثرًا به جدًا،

وعُيّنت في هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية، وصرت عضوًا في اللجنة العليا لمدارس الأحد، وأصبحت حياتي هي حياة تكريس تقريبًا.


البابا الخادم


+ غرست يمين الرب الخادم نظير جيد في حقل الخدمة منذ صباه، وأثمرت خدمته في التربية الكنسية،
واجتماعات الخدام، واجتماعات الشباب وذلك في كنائس وجمعيات عديدة منها:

كنيسة السيدة العذراء بمهمشة عام 1939، جمعية النهضة الروحية بشبرا في أوائل الأربعينات،
وخدم في بيت مدارس الأحد القبطي 70 شارع روض الفرج بشبرا.

+ عندما صار أسقفًا للتعليم وبعدما أصبح بطريركًا اهتم بخدمة التربية الكنيسة و وضع مناهجها،

كما اهتم بخدمة و أنشطة أسقفية الشباب وأسقفية الخدمات، كما اهتم باجتماعات أمناء الخدمة، واجتماعات الأسر الجامعية.

+ في كل مكان ذهب إليه قداسته اهتم بخدمة المرأة و الأسرة و الطفل، كما اهتم بخدمة المرضى
والذين ليس لهم أحد يذكرهم، والمعاقين، والمسنين، وذوى الإحتياجات الخاصة .

+ حظيت الخدمة التي تقوم بها الجمعيات على اهتمام قداسته و تشجيعه لها.

+ وفي كل هذا يقول قداسته:

“إن طريقنا في الخدمة يا اخواتي هو الحب.. نحب الكل بلا إستثناء.. بلا تفريق.. فالله محبة.. نحن نحب الجميع،

و ننشد الحب في كل زمان.. وفي كل مكان، وفي كل قلب..نحن نحب الذي يحبنا، الذي يكرهنا أيضًا..وثقوا أن المحبة لابد أن تنتصر..
فالمحبة لا تسقط أبدًا”.



البابا الراهب


+ أحب الشاب نظير جيد الرهبنة من كل قلبه، فكان له وهو علمانى قلب راهب.. وكانت حجرته في المدينة قلاية حصينة، وفي 18/7/1954

ذهب إلى الدير وقبّل أبوابه عازمًا أن لا يغادره إلى الأبد، وترهبن باسم الراهب أنطونيوس السريانى.

+ كانت له قلاية منفردة في حصن الدير (قلاية الكرنك)، وفي عام 1956 اشتاق إلٍى حياة الوحدة واختار لنفسه مغارة في الجبل
تبعد 3,5 كم عن الدير،

+ ورسم قسًا في 31/8/1958، ثم ذهب في عام 1960 إلى مغارة في منطقة البحر الفارغ تبعدى 12كم عن الدير،
وتعرف علي الراهب عبد المسيح الحبشي.

+ أختير سكرتيرًا لقداسة البابا كيرلس السادس، وظل 3 أشهر.

+ في موعد رتبته العناية الإلهية اصطحبه رئيس الدير الأنبا ثاؤفيلس لزيارة البابا كيرلس السادس، الذي بحيلة مقدسة
قام بسيامتة أسقفًا للتعليم في 30 سبتمبر 1962،

وفي هذا اليوم بكي وهو يردد قول إرميا النبي: “عرفت يارب أنه ليس للإنسان طريقه، ليس لإنسان يمشي أن يهدي خطواته” (إر23:10).

+ وفي فترة الأسقفية وأيضًا في فترة البطريركية ارتبط قداسته بحب الرهبنة، ولم يتخلّ عن حياة الدير وسكونه،
قاد قداسته حركة التعمير للأديرة “رهبانيًا ومعماريًا”.

رهبانيًا: بسيامة آباء أساقفة رؤساء للأديرة وسيامة العديد من الرهبان والرهبات

معماريًا: وذلك بالاهتمام بتعمير الأديرة القائمة وإحياء الأديرة القديمة.

البابا المعلم
البابا و التعليم


+ أكثر مايميز قداسته أنه البابا المعلم، البابا الذي اهتم بالبحث والاطلاع، وبالتعليم والتأليف، إن قداسته على مثال الآباء الأوائل
معلمي المسكونه: أثناسيوس وكيرلس وديوسقوروس.

+ يقول قداسته:”الوضع الطبيعي هو مصر والخارج، وكذلك بمعهد الدراسات القبطية، ومعهد الرعاية والتربية، ومعهد الكتاب المقدس.

+ أسس قداسته مركز البابا شنوده الثقافي للتعليم وتكولوجيا المعلومات.

+ استمر قداسته حتى آخر لحظه من حياته في إشباع جموع المؤمنين بالتعليم الروحي من خلال عطاته الأسبوعية..

في الكلية الإكليريكية وفي الندوات واللقاءات التي كان يُدعى إليها.. بأسلوب سهل وعميق “أسلوب السهل الممتنع”..ومتنوع ومتجدد.

+ نال جائزة أفضل واعظ ومعلم للدين المسيحي التي قدمتها مؤسسة براوننج Browning الأمريكية لعام 1978، من أجل جهود
قداسته الواضحة في نشر رسالة الإنجيل.

+مدحوك فقالوا:

ياواعظ الدهور عن علم وتجربة كأنه الوحي تنزيلا وتوجيهًا

+ بالحقيقة يستحق أن يدعى عظيمًا:

“وأما من عمل وعلم، فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السموات”(مت19:5).



البابا الراعي


+ قال قداسته في بداية حبريته: “في هذه اللحظة الرهيبة، حين أرى نفسي ملتزمًا بالتقدم في هذا العمل الخطير،
والقيام بهذه المسئولية الكبرى، أرجو أن أتلمس طريقيي وطريقكم في آيتين:

الآية الأولى: أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني”(يو14:10)،

الآية الثانية:”لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا” (يو16:10)”

+ من أجل هذا كان قداسته يجول يصنع خيرًا ليرعى شعبه ويفتقده في كل مكان..

وكم من الآف الأميال قطعها، وكم من ألوف بل وملايين تقابل معهم في قرى ومدن وطننا الغالي مصر، وفي بلاد لم تر أحدًا من البابوات منذ قرون.

+ شارك قداسته شعبه أفراحهم فدشن لهم مذابح وكنائس عديدة ، واستقبله أبناؤه بلافتات الترحيب وسعف النخيل في حشد
ليس له مثيل وهم يترمون بألحان الفرح والتهليل.

+ قام قداسته بتكريس وعمل الميرون 8 مرات.. وأراسي الكثير من المبادئ الرعوية،

وقدم راعي الرعاة لا خوته وأبنائه الرعاة (الأسقف، الكاهن، الشماس، الخادم) نصائحه الرعوية.

+ شاركت السماء في أفراح الراعي والرعية بظواهر روحية عديدة منها:

ظهور السيدة العذراء في كنيسة الشهيدة دميانة ببابا دبلو بشبرا عام 1986،

وظهورها في أسيوط عام 1999، وظهورها في الوراق عام 2009،

هذا غلى جانب معجزة الزيت من أيقونة السيدة العذراء في بورسعيد، وكليفلاند بأمريكا.


البابا الكارز


+ ماأجمل أقدامك أيها البابا الكارز، المبشر بالسلام، المبشر بالخيرات.

+ حملت للذين اغتربوا عن وطنهم رسالة حب عامرة بالصلوات.

+ رأوك فأطمانوا إنهم إن بعدوا لحظة، فهم في قلبك كل اللحظات.

+ منذ الشهور الأولى لجلوس قداسته على عرش مامرقس، انطلق قداسته كسفير أمين وفي جهاد لا يلين يكرز ببشارة الإنجيل..

+ قام قداسته بعدد 104 رحلة العالم زار فيها 195 زيارة، وتباركت بها 38 دولة في قارات العالم الست.

+ مئات الألوف من أقباط المهجر فرحوا بقدومه ومن أجلهم قام بتدشين المذابح والكنائس وأسس العديد من الأديرة والكليات الإكليريكية والمدارس القبطية ومبانى الخدمات وسام العديد من الأساقفة والكهنة والشمامسة.

+ عقد قداسته الكثير من السيمنارات والمؤتمرات مقدمًا نصائحه من أجل بناء الأسرة والاهتمام بالشباب والطفل ليتمسكوا بقيم كنيستهم الأم.

+ رحّب بقداسته الرؤساء وقدموا له الأوسمة وشهادات التقدير ومفاتيح المدن.

+ عقد قداسته العديد من المؤتمرات واللقاءات، شاركه فيها سفراء مصر، ورؤساء الكنائس الأخرى ورجال الدين الإسلامي،

فيها تحدث عن مصرنا الحبيبة وقضاياها واهتماماتها فكان بالحقيقة سفيرًا فوق العادة لبلادنا وكنيستنا.

+ ها أن حبة الخردل قد نمت، وصارت شجرة عظيمة وترعرعت.. ومن لا شئ صار كل شئ.

+ من أجل هذا ننحني أمامك أيها الكارز العملاق.


البابا المسكوني

+ امتدت كرازة البابا شنوده من مصر إلى أقصي المسكونة، لذا فهو شخصية مسكونية عالمية تجاوزت حدود الزمان والمكان..

+ كانت زياراته المسكونية سببًا رئيسيًا في حل مشاكل كثيرة، كانت في القرون الماضية حجر عثر في طريق الوحدة المسكونية،
وبدأ قداسته عهدًا جديدًا من الحوار والتآخي بين كنيستنا وكنائس المسكونة.

+ وفي هذا يقول قداسته: “اول سياسة سارت عليها الكنيسة في هذه الأيام لتواكب العصر هي: “سياسة الانفتاح على الجميع”.

+ صارت كنيستنا القبطية الأروثوذكسية عضوًا في كثير من المجالس المسكونية مثل مجلس الكنائس العالمي W.C.C.،
ومجلس كنائس الشرف الأوسط M.E.C.C.،

وفي عام 1991 أختيٍر قداسته رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي عن الأرثوذكس الشرقيين، وذلك تقديرًا لمكانته كلاهوتي قدير.

+صار قداسته أحد رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط في 3 دورات متتالية إبتداء من عام 1994، كما صارت كنيستنا عضوًا
مؤسسًا في مجلس كنائس كل أفريقيا A.A.C.C.،

وفي عام 1976 ألقى قداسته كلمة الافتتاح بهذا المجلس تدعيمًا للعمل المسكوني والوطني مع كنائس أفريقيا.

+ أسس قداسته علاقات قوية مع مجالس الكنائس في أمريكا وكندا وأستراليا وأوربا.

+ امتازت العلاقة بين قداسته ورؤساء الكنائس بلقاءات المحبة والصداقة.


البابا الوطني


+ منذ سنوات شبابه الأولى، تمتع الشاب “نظير جيد” بالحس الوطني المرهف، وأنشد نشيدًا “تريد الكنانة عزمًا قويًا…”

+ التحق بكلية الضباط الاحتياط، وكان أول الخريجين عام 1947. المجيدة، وحيا قائد العبور وجيشنا الباسل الذي اشترك
فيه المسيحيون والمسلمون بدم واحد، وهو دم مصر.

+ حمل قداسته هموم وطنه وشارك في العديد من القضايا الوطنية، وفي الحوارات الإسلامية المسيحية، وكانت له علاقة طيبة
مع الأزهر الشريف ورجال الدين الإسلامي.

+ أيضًا كان لقداسته دور بارز في قضية القدس والحقوق المشروعة لشعب فلسطين.

+ في مخيم اليرموك بدمشق، أسُتقِبَل استقبالًا شعبيًا حافلًا، وأطلقوا عليه لقب “بابا العرب”.

+ قال عنه الحكماء أنه:

“صمام الأمان، ولرمانة الميزان.. شعاره السائد هو السلام”.

“علامة فارقة، وذو مكانة بارزة، وموهبة كارزمية نادرة، وخبرة طويلة مثمرة”.

+ تغني فV a aa V حب وطنه بمقولته الرائعة:

“مصر ليست وطنًا نعيش فيه.. بل وطنًا يعيش فينا” وأنشد قصيدته:”في حبك يامصر”.



البابا الإنسان


+ لا يستطيع أحد أن يحصى اللمسات الإنسانية العديدة التي كان يقدمها قداسة البابا شنوده في حب عجيب واهتمام فريد.

+ أحب الجميع.. كل البشر.. صديقًا أو عدوًا.. بارًا أو خاطئاًا.. وفي هذا يقول:

“إن البار نحبه لأنه قدوة صالحة، والخاطئ نحبه ونصلي من أجله، لينفذه الرب من أخطائه ويقوده للخير..
ولأن محبتنا للناس تصل بنا إلى محبة الله..”.

+ لم تَر عيناه أمه.. لم تقّبِله أو تهدهده.. هكذا كانت طفولته، وعندما كبر قليلًا، ولأنه ذاق مشاعر اليتم منذ طفولته،
كان رقيق القلب جدًا مع الذين حُرِموا من حنان الوالدين..

وكان أكثر من كريم مع الولد اليتيم.. وتجَّلي هذا عندمَا كان مديرًا لبيت مدارس الأحد بشبرا.

+ وفي حنان أرسل البابا الإنسان تحية للام في عيدها قائلًا:

“تحية لهذه الإنسانة التي تفيض على البيت جمالًا، وأناقة، ونظافة، ووجدانه رحيل الكثيرمن الآباء والأبناء الأحباء،
وإذ يقف أمامهم مصليًا عنهم، تغلبه دموعه عن الاستمرار في الحديث.

+ في أبوة صادقة كثيرًا ما كان يردد هذا القول الرائع: “أنا أب.. ولن يفصلني أحد عن أبنائي”.

+ وما أكثر مشاعره الحانية وقلبه البشوش المرح في لقائه مع أحبائه الأطفال الصغار؛ إذ يسرع بتقديم الهدايا لهم..
وفي حنان يضم الصغير إلى حضنه الكبير.


البابا الشاعر


+منذ أكثر من سبعين عامًا، وقداسة البابا شنوده يمّتع الملاييٍن من محبى الشعر، وغاص قداسته في بخور الشعر
فأخرج لنا منها دررًا: ألحانا، وأنغامًا تفيض علينا قداسة وبرًا.

+بدأت التجربة الشعرية عند قداسته مبكرًا، صقلها في عام 1939 بدراسة قواعد الشعر، بعدما عثر على كتاب”نظير” في أوزانه وأشعاره
على البحور الصافية مثل: (الكامل ـــــ الرمل ـــــ الوافر ــــ الهزج ــــ البسيط) في تناغم رائع وحسن إبداع، وجمال إيقاع!!
وهكذا كان من السهل تلحين قصائده، وإنشادها.

+تميز الطالب “نظير جيد” بالشعر الضاحك؛ فألف قصائد كثيرة منها: (العميد ــــ حاجة غريبة ــــ يامن ستتركنا).

+في عام 1946 وما يليه، اتخذ الشعر عنده مجالًا دينيًا فكتب قصائد عديدة منها:

(ذلك الثوب ــــ أبواب الجحيم ــــ أبطال ــــ هذه الكرمة ــــ وماذا بعد هذا ـــــ الأمومة ــــ من ألحان باراباس ــــ قم ــــ
أغلق الباب وحاجج ــــ همسة حب ــــ وأب أنت ــــ سائح ــــ آدم وحواء..).

+ومع توالي الايام وتتابع السنين، لم ينضب نبع شعره فكتب أيضًا ــــ بدءًا من عام 2007 ــــ قصائد منها:
(ما حياتي كيف صرت ــــ ياإلهي ـــ حُرمت الجبال ــــ أُحبِك يارب ــــ إن للكون إلهًا ــــ حنانك يارب ــــ إن جاع عدوك أطعمه…).

بعض من أشعار البابا شنوده


البابا الحكيم


+ رغم بساطة بابانا الحبيب وطيبة قلبه ووداعته، فإن الحكمة كانت تغلف كل هذه الفاضل،

إنه يمكننا بحق أن نلقب قداسته بالبابا ذو العينين المفتوحتين، فهو لا تبهره الأمور في مظهرها، بل يفحص بحكمة جوهرها..

+ كان يتميز قداسته بملامح مشرقة تكشف عن الموهبة التي أعطاها الله له نذكر منهًا:

إذا عالج قداسته موضوعًا أو مشكلة، فإنه يتناولها بطريقة موضوعية عجيبة ناظرًا إلى الجوهر لا المظهر..

إلى الجذور العميقة لا الأوراق المرئية. كم من انفعالات طرحت أمام قداسته، وهو باسلوبه الهادئ الرصين يطفئ لهيب الموقف
ليبقى الحق خالصًا وحده.

+كان من أهم ملامح بابانا الحكيم من صفاته البارزة: الصبر..يلقى الشبك أو الصنارة، وربما ينتظر طويلًا، ولكنه لا يمل هكذا أيضًا صيد الناس.

“رابح النفوس حكيم في الوسيلة التي يستخدمها للوصول إلى النتيجة التى يريدها”.

+ مثلما كان قداسته حكيمًا في كلامه.. كان حكيمًا أيضًا في صمته.. يعرف متى يصمت ومتى يتكلم، فهو لا يصمت حين يجب الكلام،
ولا يتكلم حين يفضل الصمت..

فحينما يتكلم لابد أن يشعر بأن كل كلمة لها رسالة وهدف، متذكرًا

قول سليمان الحكيم: “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة.. كلمة مقولة في محلها”(أم25:11).


البابا الكاتب


+خلال أكثر من سبعين عامًا، أنار قداسته عيون قلوبنا وأذهاننا بكتاباته التي سطرها منذ شبابه المبكر واستمرت سنوات
يزداد لمعانها وقوتها، في روحانية صادقة وإيجابية فارقة، وموضوعية هادئة وواقعية هادفة..

تجمع بين البساطة والعمق والدقة والاتزان، يفهمها القارئ البسيط والعالم الكبير.

+ في ديسمبر 1947 قامت”مجلة الحق” التي كان يصدرها القمص يوسف الديرى كاهن شبرا البلد،
وهو أب اعتراف الخادم”نظير جيد”بنشر مقالاته بعنوان” أخطأ إلى الرب”، وهىي تتحدث عن سر الأعتراف.

+ كتب قصته الأولى”حدث في تلك الليلة” ونُشرت في مجلة مدارس الأحد في مايو 1948..

ثم بدأ يكتب العديد من المقالات الروحية والإيمانية والشبابية والكنسية، وهي تتضمن الكثير من التوجيهات والنصائح والتدريب الروحية.

+ كان كتاب انطلاق الروح باكورة كتبه، ونشرت مجلة”مدارس الأحد” بعضًا من فصوله بدءًا من عام 1948.

+ بدأ الكتابة في مجلة الكرازة، التي رأس تحريرها، بمقاله الرائع:”بدلًا من أن تلعنوا الظلام.. أضيئوا شمعة”، وذلك في العدد الأول يناير 1965.

+ كتب قصته الثانية” أبونا أنسطاسي” ونشرها في مجلة الكرازة عام 1965.

+ ثم توالت كتاباته التي بلغت حوالي 150 كتابًا ونبذة في مختلف المجالات: الروحية ـــ واللاهوتية ــــ والعقيدية ــــ والكتابية
ــــ والتاريخية ــــ والاجتماعية..

والتي تميزت بسهولة التعبير، وعمق المعنى، ونقاء التعليم، والمبادئ الروحية السامية.


البابا العطاء


+ تميز قداسة البابا شنوده بفضيلة العطاء.. عطاء للكبير والصغير، للغني والفقير.. للحكيم والبسيط.. عطاء بلا حدود.. عطاء يزكينا إلى الملكوت.

+ وعلى الرغم من مشاغل قداسته الكثيرة، حرص على رئاسته للجنة البر، التي تنعقد في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية
الكبرى بالأنبا رويس أسبوعيَّا صباح كل يوم خميس،

وأيضًا صباح كل يوم أحد بالإسكندرية (كل أسبوعين)،

وفي كرم وسخاء يقدم قداسته للأسرة المسورة كل ماتحتاجه وتطلبه، بل وأكثر مما تطلبه، بعدها يبادرها بالسؤال
في حنان أبوي:”هل تحتاجون إلي شئ آخر؟إ.. هل ينقصكم شئ؟!”

+ وهذا بعض من بركات العطاء كما رأيناها وسمعناها في لجنة البر:

– قولي ما تتكسفيش: هكذا يشجع قداسته العروسه لتستكمل احتياجاتها

– فيه حد يتسلف من أبوه: كانت هذه إجابته للابنة التي طلبت قرضًا منه.

– محتاجة لفيتامينات: إذ رأى قداسته سيدة يبدو عليها الضعف الشديد، أسرع وطلب إحضار علبة فيتامينات من قلايته.

– عصا الكفيف: أحضرها سيدنا عندما جاءه رجل كفيف، وفك غلافها، أسرع وطلب أجزاءها وقدمها له في أبوة حانية.

– أريد صلواتكم: ذات مرة سألنا سيدنا: أنا عارف إنه مكتوب في الخولاجي صلوات من لأجل البطريرك..

ولكن أنا باسألكم إنتو بتصلوا من أجلي؟.. حقيقي أنا محتاج لصلواتكم!! وتنتهي لقاءات المحبة هذه بدعوات قلبية، وزغرودة حلوة مدوية..

الوادع الأسطورى

+ في عيد الميلاد 7 يناير 2012 شعر الكثيرون بأنهم قد لا يرون قداسته ثانية بالجسد، فكاننت تحية الوادع الأخير،
وكانت عظة الأربعاء 7 مارس 2012 هي عظة الوداع الأخير.

+ ثم جاء يوم السبت 17 مارس 2012 يوم إنطلاق الروح.. وحلّق طائر السلام والمحبة، ليستقبله راعي الرعاة الأعظم
ومعه أمه العذراء وكوكبة من الملائكة والقديسين.

+ أعلن الحداد.. وبكته مصر بكل طوائفها وخيّمت أجواء الحزن والأسى سماء الوطن، وخرجت الملايين عن بكرة أبيها لتؤكد الوحدة الوطنية في أبهي معانيها، وامتلأت ساحات الكاتدرئية بمئات الألوف من أبناء الشعب المصري العظيم.

+ دقت الكنائس أجراسها حزنًا وألمًا على رحيل الأب الراعي، وقامت أعداد كبيرة جنود وضباط الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي
بتنظيم مراسم تشييع الجثمان،

وتوافد عدد كبير من رؤساء الطوائف وكبار الشخصيات المسيحية والإسلامية من كل مكان لتشارك في تشييع الجنازة وتقديم العزاء، وبعد انتهاء الصلاة حمل الآباء الجثمان وطافوا به ثلاث مرات حول المذبح.

+ نقلته طائرة عسكرية إلى المدفن الذي صار مستقرًا لجسده الطوباوي.

+ قداسة أبينا الطوباوي البابا شنوده الثالث…

وداعًا لجسدك.. شعبك يشكرك من أجل صلواتك التي أعطتنا عطية الله​
 
التعديل الأخير:

grges monir

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
9 نوفمبر 2008
المشاركات
15,630
مستوى التفاعل
2,152
النقاط
113
الإقامة
فى قلب يسوع
البابا شنودة تاريخ لن ينسى
ذهبى الفم القرن العشرين
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
موضوع رائع--فيه تفاصيل جميله مكنتش اعرفها
بابا شنوده تاريخ

بركه صلواته تكون مع الكل
 

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113

771759e68abd6e43bb689a1b11e34046.gif

أنا في البيداء وحدي ** ليس لي شأن بغيري
لي جحرُ في شقوق التل ** قد أخفيت جحري
وسأمضي منه يومًا ** ساكنا ما لست أدري
سائحًا أجتاز في الصحراء ** من قفر لقفر
ليس لي دير فكل البيد ** والآكام ديري
لا ولا سور فلن يرتاح ** للأسوار فكري
أنا طير هائم في الجو ** لم أشغف بوكر
أنا في الدنيا طليق ** في إقامتي وسيري
أنا حر حين أغفو ** حين أمشي حين أجري
وغريب انا أمر الناس ** شيء غير أمري
فلتكن ذكراة موبدة

 
أعلى