رداً على من يشتكي من خطاياه وعدم استمرار توبته وعودته للخطية بطريقة أصعب مما كانت

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0


سلام في الرب

إخوتي الأحباء كثيرون يشتكون من ضعفهم وكثرة خطاياهم، وذلك لأنهم تابوا توبة خاطئة، لأن كل هدفهم انهم يكفوا عن الخطية ليصيروا أُناس طاهرين مرضيين عند الله، والله بطبيعته قدوس لا يقبل شبه شرّ ولا أي خطية خارجة عن المسار الطبيعي الذي خُلق عليه الإنسان، لكن بسبب السقوط من نعمة الله وتيار الفساد الذي يعمل في أبناء المعصية، الكل زاغ وفسد وصار في أشد الحاجة لمجد الله الحي، وليس الحل في الكف عن الخطية بالرغم من أنه ضروري ولا بُدَّ من أن نهرب منها بأي صورة وبأي شكل، لأنها تجرح النفس وتهبط بالإنسان لمستوى التراب والعزلة عن الله حياة النفس.
لكن الكف عن الخطية وحده لا ينفع،
لأننا سنكون معرضين أن نعود إليها وبصورة أشرس وأعنف من الأول، وبطريقة موسعه عما كانت، ولنلاحظ أن توبة داود النبي لم تكن في إطار سامحني يا رب واغفر لي، ولا انه حتى قدم ذبيحة ولا عطية ولا أي شيء، بل بدأ كلامه ب: "ارحمني يا الله حسب رحمتك حسب كثرة رأفتك امح معاصي" ثم اكمل كلامه وقال أيضاً: "استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي. قلباً نقياً اخلق فيَّ يا الله، وروحاً مستقيماً جدد في داخلي"
لننتبه يا إخوتي لطريق التوبة الحقيقي،
لأن الخطوة الأولى إني أحس بخطورة الخطية فأبغض ما أفعله واتركه واهرب منه، لكنها خطوة أولية لا تنفع وحدها، لكن أساس التوبة الاتكال على مراحم الله وطلب خلق جديد آخر، لكي يغيرني الله بفعل عمل نعمته، وتغيير الله = خلق جديد، لذلك يقول الرسول: إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً (2كورنثوس 5: 17)
فالتوبة وحدها لن تنفعنا بدون تجديد الروح القدس
وتغيير القلب بقوة نعمة الله، لذلك نحتاج ان نُصلي مزمور داود النبي بوعي عمل المسيح الرب الخلاصي: مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات (1بطرس 1: 3)، لذلك فنحن نحتاج أن نعيش الخليقة الجديدة، وهذه الحياة وحدها هي التي تخرجنا من نطاق الخطية والموت والدينونة، لحرية مجد أولاد الله لكي نصير عتقاء المسيح الرب، اي مثل الذي يتحرر من الأسر ويعتق من العبودية، لأننا قبل المسيح الرب وعمله فينا كنا عبيد للخطية: لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً (تيطس 3: 3)، ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح (أفسس 2: 13)
فحذاري أحد يتوب من خلال آخر غير شخص المسيح الرب،
فتوبتك وتوبتي عزيزي القارئ لا تتم خارج المسيح او بعيداً عنه، فلا يتصور أحد أنه سيفلح في التقوى وحياة البرّ بسبب توبته أو عمل يعمله، بل في المسيح وبالمسيح الرب وحده ننتقل من الموت للحياة، ومن الخطية للبرّ، لأن في المسيح الرب الحياة وبدونه ليس هناك حياة مهما ما كان الإنسان ذو أخلاق رفيعه، لأن الرب حينما أتى في ملئء الزمان لا لكي نعيش حسب الناس ولا أخلاق البشر، بل نأخذ من طبعه الخاص ونكتسي بمجده ونتخلق بأخلاقه السماوية وبذلك نرتفع فوق العالم والموت لندخل الحياة لأننا نسكن في حضن الله بسبب أن الكلمة صار جسداً، وباختصار حسب قول الرسول والتعبير الصحيح: (نلبس المسيح) = بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات (رومية 13: 14)
 
أعلى