اجاب فيلبس نثنائيل( تعال وانظر)

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,311
مستوى التفاعل
1,738
النقاط
76
في انجيل يوحنا والاصحاح 1 والايات من 45-50
فيلبس وجد نثنائيل وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء،يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة" (45).

نثنائيل هو نفسه برثلماوس Bartholomew للأسباب التالية:

‌أ. الإنجيليون الذين أشاروا إلى برثلماوس لم يذكروا نثنائيل، والذين ذكروا نثنائيل لم يشيروا إلى برثلماوس.

‌ب. كلمة برثلماوس ليست اسمًا لشخص ما، بل تعني "ابن بطليموس"، وأن اسمه الحقيقي هو نثنائيل.

‌ج. تحدث عنه الإنجيلي يوحنا كواحدٍ من الرسل عندما ذهب مع الرسل للتصيد وظهر لهم السيد المسيح بعد قيامته (يو 21: 2-4).

قول فيلبس يكشف عن غيرته في البحث في الكتاب المقدس خاصة الناموس والأنبياء، حيث ألهب قلبه بالشوق لرؤية "يسوع" أو "المسيا" القادم من بيت داود. أخيرًا قد وجد ذاك الذي يعلن ذاته لطالبيه.

ذكر فيلبس عن السيد المسيح إنه "يسوع" أي "يهوه مخلص"، ليعلن لنثنائيل إنه المخلص الذي طالما تحدث عنه الناموس والأنبياء. أما دعوته "ابن يوسف" فلا يعني إنه من زرعه، وإنما ليؤكد إنه من بيت داود الذي جاء منه يوسف.

"فقال له نثنائيل:أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟قال له فيلبس: تعال وانظر" (46).

- هذه ليست كلمات غير مؤمن، ولا من يستحق اللوم بل المديح. كيف هذا؟ وبأية كيفية؟ لأن نثنائيل كان يهتم بكتابات الأنبياء أكثر من فيلبس. فقد سمع من الكتب المقدسة أن المسيح يأتي من بيت لحم، من قرية داود... شخصية نثنائيل لا تنخدع بسرعة. لكنه لم يرذل من جاء إليه بل دخل إلى (المسيح) نفسه برغبة عظيمة شعر بها من نحوه. شعر في داخله أن فيلبس ربما أخطأ في الموضع (لا في الشخص).

القديس يوحنا الذهبي الفم
يرى الأب Bede أن كلمة "ناصرة" تتناسب مع أسرار المسيح، فهي تترجم "عن النقاوة"، أو "زهرته" أو "منفصل". فالرب مخلص العالم هو القدوس الذي بلا دنس، المنعزل عن الخطايا. يقول في نشيد الأناشيد: "أنا زهرة السهل، زنبقة الوادي" (نش 1:2 LXX) ويقول عنه إشعياء النبي: "ويخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من أصوله" (1:11).

(( قال الرب يسوع ل نثنائيل " وأنت تحت التينة، رأيتك."........متى كان نثنائيل تحت التينة ؟ ....و هل توقعت لحظة التعرف ماذا كان يقصد المسيح بقوله لنثنائيل ؟)) (( أحد الأرثوذكسية والأيقونات ))
جاء في الكتاب المقدس (( ورأى يسوع نَثَنَائيل مقبلا إليه، فقال عنه: هوذا إسرائيلى حقا لا غش فيه."
48- قال له نَثَنَائيل: "من أين تعرفنى؟" أجاب يسوع وقال له: "قبل أن دعاك فيلبس، وأنت تحت التينة، رأيتك."
49- أجاب نَثَنَائيل وقال له: "يا معلم، أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل."
50- أجاب يسوع وقال له: "هل آمنت لأنى قلت لك إنى رأيتك تحت التينة؟ سوف ترى أعظم من هذا."
51- وقال له: "الحق الحق أقول لكم، من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان."))
**************************************

فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح.قال له فيلبس تعال وانظر

:عندما رأى المسيح نَثَنَائيل، بادره بقوله إنه " هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه" أى ليس من الأمم المنتشرين فى منطقة الجليل.

وامتدحه الرب بكونه إسرائيليًا لا غش فيه، أي بالحق جاء من نسل يعقوب الذي يجاهد من أجل الرب، فتأهل أن يُدعى "إسرائيل" (تك 32: 28).

بقوله "إسرائيلي حقًا" يعني أنه أهل لأن يكون من نسل يعقوب، ليس فقط يؤمن بإلهه، وإنما أيضًا يتعبد له مجاهدًا بإخلاص وبحق.

وبقوله: "لا غش فيه" يعني أنه وسط الفساد الذي اتسم به الشعب في ذلك الوقت احتفظ نثنائيل بإخلاصه في إيمانه وحياته، يسلك بالبرّ والاستقامة.

وعنى المسيح أنه صادق وتقيٌّ. ولم يقصد المسيح بذلك أن نثنائيل كان بلا خطية لأنه ليس كذلك إلا واحد (1بطرس 2: 2).
.

فتعجب نَثَنَائيل، وسأله: "كيف عرفتنى؟"

أجاب يسوع وقال له.قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة رأيتك.

اجاب نثنائيل وقال له يا معلّم انت ابن الله.انت ملك اسرائيل.

اجاب يسوع وقال له هل آمنت لاني قلت لك اني رأيتك تحت التينة.سوف ترى اعظم من هذا. انجيل يوحنا ( 1 : 45 ، 50 )

لقد مرت علينا هذه القصة التي دارت بين السيد المسيح ونثنائيل علينا كثيرا ، لكن هل توقفت لحظة لتعرف ماذا كان يقصد المسيح بقوله لنثنائيل ؟

" قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة رأيتك."

يقدم لنا التقليد الكنسي تفسيرا لتلك الايه ، فهنا لم يقصد المسيح ان نثنائيل كان جالسا تحت التينة قبل ان يدعوه فيلبس مباشرة .........
لكن لهذا الامر قصة ترتبط بطفولة نثنائيل

وهذه قصة سرية، لا يعرفها إلا نَثَنَائيل وأمه.

في الوقت الذي بدأ فيه جند هيرودس الكبير بتنفيذ مذبحة أطفال بيت لحم البشعة حاولت الكثير من الأمهات إنقاذ أطفالهن ولم يفلحن أمام بطش الجند ودقة بحثهم عن الأطفال من ابن سنتين فما دون حسب (مت 2 : 16 – 18).

كان الطفل نثنائيل أحد الأطفال القلائل الذين نجوا من تلك المذبحة حيث يقول التقليد أن الله ألهم والدته أن تخفيه تحت شجرة تين قريبة من مسكنهم لم يكن يوجد بجوارها شيء يغري الجند علي الاقتراب منها حيث انزل الله علي الطفل سكينة عجيبة فلم يبكِ ولم يسمع احد صوته,

وظلت تراقبه من بعيد.

وكانت أمه تتسلل إليه ليلاً لترضعه وتخدمه ويظل نهاراً نائماً تحت الشجرة طوال فترة المداهمات والمذبحة وبعد انتهاء المهمة تمكنت من إخفائه لفترة طويلة

وبحث الجنود فى كل المنطقة وقتلوا الأطفال، ولم يستدلوا على مكان نَثَنَائيل، وانصرفوا.
ثم أخذته وربّته سرا بعيدا عن كل العيون، حتى لا يُقتل.

وبعدما هدأت الأمور احتفظت أم نثنائيل بالسر في قلبها خوفاً علي ابنها ولم تصارحه به إلا بعد أن صار رجلاً مع تأكيدها عليه بكتمان السر خوفاً علي حياته ولم يعرف بذلك السر غير نثنائيل وأمه فقط وبالطبع المطلع علي خفايا القلوب وأسرارها الرب يسوع المسيح له كل المجد.

وظل يحتفظ بها سرا داخله، حتى كشفها له المسيح عندما قابله. فتيقّن نَثَنَائيل أن يسوع هو المسيا المنتظر، العالم بالغيب، وأعلن أنه ابن الله وملك إسرائيل.

ولأصابة نثنائيل بالدهشة اعترف فوراً "يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل".

و أدرك نثنائيل لحظتها انه يقف أمام اله هذا الكون ومدبر أموره, فاحص القلوب و الكُلي,

وأن سره الخفي الذي لا يعلم به غيره و أمه المخلصة قد كشفه له يسوع المسيح ابن الله وملك إسرائيل المنتظر فأعلن إيمانه به جهاراً.

ولا يفوتنا التنويه إلى أن يسوع الطفل لم يكن فى بيت لحم فى ذلك الحين، بل فى طريقه إلى مصر مع أمه القديسة مريم ويوسف النجار.

أضاف يسوع لنَثَنَائيل أن إيمانه سيزداد، ليس لأنه رأى المسيح العالم بالغيب، بل لأمور أعظم سيراها فى تبعيته له، وهى إتمام الفداء على الصليب،
وبهذا يصالح السمائيين مع الأرضيين، وتصعد الملائكة بصلوات المؤمنين إلى السماء من خلال المسيح الفادى، وينزلون من السماء ببركات كثيرة بالمسيح أيضا مخلّص العالم.

كان يفترض أن يموت نثنائيل الطفل شهيداً مثل أقرانه أطفال بيت لحم لكن الرب حفظه ليكون شاهداً أميناً له وكارزاً بكلمته ولم يحرمه من إكليل الشهادة فقد ناله بعد جهاد وسعي وانضم إلي الكنيسة المنتصرة مع أقرانه الأطفال الذين سبقوه في المذبحة الشهيرة.

وللرب طرقه المتنوعة في الإعلان عن ذاته الإلهية فقد أعلن عن ذاته لنثنائيل الذي لم يكن ليصدق أن المسيح يمكن أن يأتي من الناصرة بهذا الأسلوب الذي يلائمه تماماً كما كشف عن آثار الجراح التي في يديه وجنبه لتوما بعد قيامته فآمن وصدق عندما رآها ولمسها.

فطوبي لكم يا من آمنتم ولم تروا, يا منْ طوبكم الرب بفمه الطاهر عندما قال لكم "طوبي للذين آمنوا ولم يروا" ( يو 20 : 29 ).
 
أعلى