الاعتراف

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Twin

عودة
مشرف سابق
إنضم
15 أغسطس 2006
المشاركات
11,131
مستوى التفاعل
983
النقاط
113
الإقامة
هنــــــــــــــــــــــــــاك .. حيث لا يراني أحد
رد على: الاعتراف

سلام ونعمة للكل
هاااي أخ مايكل
ايه رايكم فى الاعتراف

الأعتراف شئ رائع وصحي للغاية
فهو ينقي الإنسان من أثامه وشروره بأعترافه بذاته بها
أما التطهير والخلاص بيسوع المسيح فقط لا غير
فالأعتراف هو وسيله نستطيع أن نقترب أكثر من الله بإيمان بلا رياء وبنقاء للنفس

عامة موضوع الأعتراف كبير
وهو يختلف من شخص لشخص ومن طريقة لأخري
فالكل يؤمن بأن
لا خلاص بدون المسيح
كل من يؤمن به لا يدان
ومن لم يؤمن ولا يريد أن يؤمن فقد دين
وأخيراً أخي
مرحباً بك في منتدانا الغالي
وأرجو أن تستمر بيننا بمحبة متذكراً هدف المنتدي الأسمي
أنه منتدي تبشيري صرف
نحاول به أن نصل بالمسيح يسوع بمحبته لنا الي كل من علي الأرض
بعيداً عن أي شئ أخر
فالكل في المسيح واحد

وليكون بركة
سلام ونعمة
 

الكومندو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
18 نوفمبر 2007
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: الاعتراف

هل المشاركة تقتصر علي النصاري فقط دون المسلمين
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,632
مستوى التفاعل
295
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
رد على: الاعتراف

Home
سر الإعتراف
يقول الكتاب المقدس: "امتحنوا كل شئ تمسكوا بالحسن" (1 تس 5: 21). ولذلك فإنك كشاب مسيحي محب لله وغيور على كنيسته ينبغي عليك أن تتأكد من كل فكر أو رأي يقدم لك بأن تقرأ وتبحث ، تسأل وتناقش من أجل أن تبني حياتك على الإيمان المستقيم.

وحينما تؤسس حياتك على صخر الإيمان ربنا يسوع المسيح، وتعاليم الكتاب المقدس العظيم، وتعود إلى كتابات الآباء الأولين فإنك ستشعر حتما بالثقة والطمأنينة والفخر حينما ترى كنيستك وهي تعيش الإيمان المسلم من الرب ذاته للرسل الأطهار.

وليكن هدفنا من التعلم أن نمارس ما نتعلمه في حياتنا لكي نستفيد بكل حسن من أجل نمو حياتنا في الإيمان، وانتصارنا على الحية القديمة المدعو إبليس، متطلعين إلى الحياة الأبدية حينما نحيا في حضرة إلهنا، نتمتع به ونتذوق حلاوته.

وفي هذه الكلمات نجيب على سؤال هام هو:

" تمارس الكنيسة سر الاعتراف ، فهل توجد أدلة كتابية وتاريخية وآبائية تدل على ضرورة أن يكون الاعتراف أمام الكاهن؟ وهل الاعتراف لله غير كافياً".

وللإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نعلم حقيقتين هامتين أولهما: أن الوحيد القادر على غفران الخطايا هو الله عن طريق دم المسيح المسفوك على عود الصليب. والثانية: عن حياتنا المسيحية، فكل مسيحي هو عضو في جسد المسيح الحي الذي هو كنيسته المجيدة، ورأس هذا الجسد هو المسيح له كل المجد (أف 1 : 22).

ومن أجل بنيان هذا الجسد أعطى الله المواهب الروحية المتكاملة فقد "أعطي البعض أن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح" (اف 4 : 11 , 12). ولذلك ينبغي عليك أن لا تحزن إذا وجدت نفسك بحاجة إلى آخر لكي يعمل معك ومن أجلك فبالتأكيد أن الله أعطاك موهبة روحية ولكنه لم يعطك كل المواهب والوظائف اللازمة لتسير في طريق الكمال.

واعلم أيضاً أنك حينما تخطئ فإنك لا تسئ إلى نفسك فقط وإنما تسئ أيضاً إلى الجسد الذي تنتمي إليه (الكنيسة) , كما أنك تسئ أيضاً إلى الله القدوس البار . ولذا فإن الإنسان حينما يخطئ يطالب بأن يندم على خطيئته ويكرهها، ثم يقر بها أمام الكنيسة وحينها يقوم الله بغفران هذه الخطايا. وهذا ما فهمه المسيحيين الأوائل، وهذا ما نراه في سفر الأعمال حينما يقول:" وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع 19 : 18). وقد أعطيت الكنيسة ممثلة في الرسل ومن خلفهم من الأساقفة (اع 20 : 28) هذا السلطان من الرب يسوع حينما قال:" كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السموات" (مت 16 : 19).

وقال أيضاً في سلطة الكنيسة:" وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة، وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار، الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (مت 18 : 17 ، 18).

وبعد قيامته قال لتلاميذه بعدما نفخ في وجوههم:" اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر لهن ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20 : 22 ، 23).ولكن، قد يقول قائل أن هذا سلطان عام للجميع وليس للرسل والكهنة فقط فأنا أستطيع أن أحل وأربط كالرسل تماماً!!

وللإجابة نقول لا فإن الخطاب الموجه في الآيات السابقة كان موجها لقادة الكنيسة ممثلة في الرسل، كما أن أهل كورنثوس لم يستطيعوا ممارسة هذا السلطان إلا حينما مارسه الرسول بولس مع زاني كورنثوس الشهير (1كو 5 : 1- 5).

ولا تنسى أن مواهب الروح قد قسمت على الجميع وكما يقول الرسول "فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي آن يرتئي بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الإيمان" (رو 12 : 3).

وهذا ما فهمه جميع الآباء في القرون الأولى ومارسوه بكل قوة وتكلموا عنه وكتبوه في كتاباتهم التي مازالت باقية حتى اليوم ولا يستطيع أحد التشكيك فيها ، ولا أظن أن شخصاً منصفاً محبا لله ومهتماً بخلاص نفسه
ينكر آيات الكتاب وتفاسيرها ومن مارسوها ليقدم بدعة لا سند لها من الكتاب أو التاريخ أو أقوال الآباء. وهل يستطيع أحد أن بخرج لنا آية من العهد الجديد تقول: لا تعترفوا على يد الكهنة ؟!!

ولن نورد اليوم أقوال الرسل أو شهادة آباء الكنيسة من الأجيال المختلفة أو شهادة التاريخ أو الكتب الطقسية والتي تحتوي على الكثير عن الاعتراف على يد الكهنة - ويمكن الرجوع إليها في العديد من الكتب والمراجع المتوفرة بمكتبات الكنيسة- ولكننا سنتحدث عن شهادة المحتجين (البروتستانت) أنفسهم لسر الاعتراف.

1. مارتن لوثر (1483 – 1546م): (ألماني ، وهو قائد حركة الاحتجاج - ويسميها المحتجون بحركة الإصلاح - حينما احتج على بابا روما ليو العاشر سنة 1517 بسبب صكوك الغفران ).

يقول في كتاب تعليم الدين المسيحي المختصر (ويعتبر من أهم كتاباته وهو عن طريق السؤال والجواب) في الفصل الخامس عن الاعتراف:



عنوان: ماذا يجب أن يُعلَم الشخص المبتدئ عن الاعتراف؟
سؤال: ما هو الاعتراف؟

الإجابة: للاعتراف جزءان أولهما أن يقر الشخص بخطاياه وثانيهما أن يتلقى المعترف الحل من المعرف confessor (الشخص الذي يتلقى الاعتراف) كما من الله نفسه بدون شك في ذلك و باعتقاد راسخ أن الله قد غفر خطاياه من خلال المعرف.

سؤال: ما هي الخطايا التي يجب أن يعترف بها الناس؟

الإجابة: حينما نتحدث مع الله يجب أن نذكر مع الشعور بالخزي والذنب جميع خطايانا، حتى التي لا نعلم عنها شيئاً تماماً كما نفعل في "يا أبانا" ،ولكن حينما نجلس مع المعرف (أب الاعتراف) نذكر الخطايا التي فعلناها بإرادتنا والتي نشعر بها في قلوبنا.

Luther's Little Instruction Book, (The Small Catechism of Martin Luther), V, Translated To English by Robert E. Smith May 22, 1994. Electronic Edition.

ويقول لوثر أيضا: " إني أعتبر الاعتراف الشخصي شيئاً ثمينا جداً ونافعاً للصحة الروحية، آه. في الحقيقة من المؤلم جداً لكل المسيحيين إذا لم يكن هناك اعتراف خاص ويجب أن يشكروا الله بكل قلوبهم أن الاعتراف مسموح ومتاح لهم"

(تاريخ الكنيسة، الدكتور القس جون لوريمر، ترجمة عزرا مرجان، الجزء الرابع ، دار الثقافة، 1990، صفحة 136)

ويقول أيضاً: " من الممكن أن يكون للتوبة صفة سر من الأسرار المقدسة لكنني أبكي على انتهاك الكنيسة (المقصود الكنيسة الكاثوليكية حينما باعت مغفرة الخطايا بصكوك للغفران، وأفشت بعض أسرار المعترفين ) لهذا السر (لاحظ إقراره بأن التوبة سر)" (المرجع السابق صفحة 124 ، 125).

2.جون كلفن (1509 –1564م): (من مواليد فرنسا ، عاش في سويسرا، وقاد هناك أحد تيارات الاحتجاج)

يقول عن الأسرار :بماذا نعرف أننا أعضاء في جسد المسيح؟ بالاعتراف جهاراً بالإيمان والحياة المستقيمة والشركة في الأسرار المقدسة التي توحدنا في معرفة الله والمسيح.

Institutes of the Christian Religion, Book 4, Chap 14 A New Translation In English by Henry Beveridge, Esq (Electronic Edition).


يقول أيضاً: " يكون الاعتراف خاصاً لله وحده، أو لرعاة الكنيسة اختياريا بهدف الراحة والشعور بتأنيب الضمير، أو عاماً أمام الكنيسة كلها" (المرجع السابق ، الكتاب الثالث ، فقرة 48)

3. وفي مقال عن العقيدة البروتستانتية:

Philip Jacob Spener’s Contribution to the Protestant Doctrine of the Church by Dennis H. McCallum. P 26

"وهذا أيضاً (كان يتحدث في الفقرة السابقة عن سر المعمودية) حقيقي بالنسبة للاعتراف والغفران، والتي نحفظها كوسيلة فعالة للراحة حسب الإنجيل ولمغفرة الخطايا والتي لا يجب أن يمارسها إلا المؤمنين".

ولدينا العشرات من كتابات البروتستانت وقوانينهم التي تستحسن سر الاعتراف وتوافق على الاعتراف السري على يد الراعي بشرط عدم إفشاء أسرار المعترفين أو استغلالها أو أن تكون في مقابل مادي.(وكنيستنا الأرثوذكسية تعلم بعدم إفشاء أسرار المعترفين أو استغلالها)

وقول القديس كبريانوس (200 – 258م) :" فليعترف كل منكم أيها الأخوة الأحباء بإثمه مادام من إثم في هذا العالم وما دام ممكناً قبول اعترافه وما دامت المغفرة بواسطة الكهنة مقبولة عند الله"

وننهي حديثنا بقول العلامة ترتليان (160 – 240م):" إن كثيرين ينتبهون إلى الخجل أكثر من الخلاص فيهربون من الاعتراف سترة لهم ويؤخرونه من يوم إلى يوم كمن أصابه مرض في الأعضاء المستحى منها فأخفى عن الأطباء مرضه فيباد بخجله.. فإذا أخفينا نفوسنا عن معرفة الناس هل تخفى عن الله، وهل الأولى لنا أن نهلك وذنوبنا مخفية من أن نحل وهي مكشوفة في التوبة".​
 

Twin

عودة
مشرف سابق
إنضم
15 أغسطس 2006
المشاركات
11,131
مستوى التفاعل
983
النقاط
113
الإقامة
هنــــــــــــــــــــــــــاك .. حيث لا يراني أحد
رد على: الاعتراف

سلام ونعمة للكل
هاااي أخي الكومندو

هل المشاركة تقتصر علي النصاري فقط دون المسلمين

لا يا أخي لا تقتصر علي المسيحين - لاداعي للفظ النصاري فهذا لفظ إسلامي صرف ونحن لا نعترف به -
ولكن يا أخي هذا الموضوع موضوع مسيحي طقسي صرف قد تجهله أنت لأنك لا تمارسه ........... فهمني

وليكون بركة

سلام ونعمة
 
إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83
رد على: الاعتراف

الاعتراف القانونى المقبول من الله يقوم على ثلاثة أشياء لا يمكن الاستغناء عن أى منها، وهى: (1) توبة من القلب ، (2) الاعتراف الشفهى بالفم بخطاياى ، (3) العمل الإيجابى لإصلاح ما أفسدته بخطاياى وأخطائى ، ولعدم الرجوع إليها.
 وذلك يتشابه مع حقيقة أن الإيمان ينبغى أن يكون بالقلب وبالفم معاً : [ لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص ] رو 10: 10، وكذلك مثلما أن المحبة يجب ألا تقتصر على الكلام بل بالعمل أيضاً: [ لا نحب بالكلام واللسان بل بالعمل والحق ] ايو 3: 18 ، فهى عناصر تتكامل معاً.
 لذلك يجب أن يكون الاعتراف بالثلاثة معاً : بالقلب والفم والعمل ، وإلا أصبح اعترافاً ناقصاً وغير قانونى وغير مقبول من الله.
إذا يجب أن يمتلأ القلب بالندم على الخطايا . . . . ثم يعترف بها الفم ، لأن: [ من يكتم خطاياه لا ينجح ، ومن يقـر بها ( يعترف شفهياً) ، ويتركها، يرحم] أم 28: 13 . . . . ثم بعد الاعتراف الشفاهى بالفم تبقى خطوة ثالثة هامة، وهى إصلاح ما أخطأنا فيه ، مثل أن يرد السارق ما سرقه، ومثل أن يكشف صاحب الأكاذيب عن حقيقة الأمور ، ومثل أن يعتذر الشاتم إلى من شتمه أو أهانه، وإن كانت الإهانة علنية فيجب أن يكون الاعتذار علنياً أيضاً، من أجل رد اعتبار وكرامة الذين أهانهم . . . . كما يجب الاحتراس وقمع الشهوات لتجنب عودة السقوط فى الخطايا، لأن الوقاية أفضل.
س7: ولكن كيف يكون الاعتراف الشفاهى بالفم؟ إلى من؟؟
ج7: وضع الله نظاماً لا يتغير لكل نواحى العمل الدينى مثل الكرازة والتعليم والتعميد والاعتراف… الخ. وهذا النظام يقوم على مبدأ أن يخدم بعض البشر – المنتخبين – بعضهم الآخر، ولا يقوم الله بنفسه مباشرة بالعمل الدينى ( بل وحتى خدمة الخلاص ، فإن الله قام به من خلال تجسده وتأنسه، لكى تكون خدمة الخلاص من خلال الناسوت المتحد به كل ملء اللاهوت ، وليس من خلال اللاهوت وحده منفرداً )، ولذلك فإن الله اختار الرسل القديسين وكلفهم بالخدمة الدينية بكل أوجهها من كرازة وتعميد... الخ .
وهم بهذه الصفة لا يغفرون الخطايا بسلطانهم الذاتى ولا بإسمهم الشخصى، بل بسلطان التوكيل الإلهى وبإسم الله الذى منحهم أن يكونوا: [ وكلاء أسرار الله ] ا كو 4: 10 ، إنه سلطان الشرعية لخدمة الأسرار الإلهية.
 و (( وكلاء أسرار الله )) هم الأباء الكهنة ابتداءً من الأباء الرسل وحتى الآن، وهم كهنة العهد الجديد لأنهم [ خدام عهد جديد ] 2 كو 3: 6 .
 وكلمة كاهن معناها رجل الدين (21) الذى يخدم الأسرار الإلهية ، وهى كلمة مكرمة جداً جداً لأن رب المجد نفسه تسمى [ رئيس كهنة ] عب 4: 14 ، لأنه قدم ذاته ذبيحة مقدسة عن خطايا العالم كله. كما أن الرسل تسموا كهنة ، مثل بولس الرسول الذى تسمى كاهناً ( رو 15: 16) ، لأنهم يخدمون نفس ذبيحة المسيح المقدسة الواحدة.
 والإنجيل أوضح أن الكهنوت لم يلغى، بل قد تغير ( عب 7: 12) من الكهنوت العتيق اليهودى ( القائم على ذبائح حيوانية متكررة لا تفيد شيئا إلا بكونها رمزاً لذبيحة الله الكلمة المتجسد ) إلى كهنوت العهد الجديد المسيحى الذى يقوم على الذبيحة الواحدة الغير متكررة، ذبيحة المسيح على الصليب، التى من استحقاقاتها اللانهائية تقوم كل الأسرار الإلهية فى الكنيسة.
 وقد انتقل سلطان التوكيل الإلهى لخدمة الأسرار الإلهية ( وهو سلطان الكهنوت ) من الرسل إلى الأساقفة والقسوس الذين أقاموهم، ثم من هؤلاء الأساقفة إلى الأجيال التالية، فأصبحوا هم أيضاً وكلاء الله ( تى 1: 5، 7) ، وذلك لأن الرب لم يعطى هذا السلطان للرسل ليكون قاصـراً عليهم ثم ينتهى ويضيع مع انتقالهم، بل ليكون لخدمة وبنيان الكنيسة فى كل العصور.
 وإلى الآن لا تزال شرعية العمل بالتوكيل الإلهى ( سلطان الكهنوت ) مستمرة فى الكنيسة الأرثوذكسية من جيل شرعى إلى جيل شرعى من الأباء الكهنة - أساقفة وقسوساً - بلا انقطاع.
وكما سبق وذكرنا ، فإن أخذ الاعترافات ومنح غفران الله، هو أحد هذه الأسرار الإلهية ( يو 20: 22، 23). ولذلك فإن الاعتراف القانونى بحسب النظام الذى وضعه الله بنفسه، يكون أمام الأباء الكهنة - الذين هم : وكلاء أسرار الله- من خلال سر الاعتراف لغفران الخطايا.
 وبسبب هذا النظام الإلهى فإن الإنجيل يقول: [ أمريض أحد بينكم فليدعو شيوخ الكنيسة ( أى رجال الكنيسة، أى رجال الدين وهم الآباء الكهنة) فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت بإسم الرب… وإن كان قد فعل خطية تغفر له ، إعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا ] يع 5: 14-16.
 ونلاحظ هنا أن الإنجيل لم يطلب من المريض أن يدهن ذاته بذاته ولا بأن يعترف باطنياً بينه وبين نفسه بخطاياه، بل قال: [ اعترفوا بعضكم لبعض ، بالزلات ] ، وهكذا أكد الإنجيل مرة أخرى بأن الاعتراف القانونى يجب أن يكون منطوقاً به وليس مكتوماً باطنياً، لأن: [ الذى يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم ] أم 28: 13 ولكن ذلك لا يلغى ضرورة أن تسبقه التوبة القلبية وأن يعقبه العمل الإيجابى، وهو الأمر المذكور فى مواضع أخرى، لأن آيات الإنجيل كلها تتكامل معاً.
 كما أنه من البديهى أن يكون الاعتراف الذى يأمر به الإنجيل هو من المريض إلى الآباء الكهنة ، وليس العكس. فإن الإنجيل أمر المريض باستدعائهم لكى يصلوا عليه والبديهى أن المريض –الذى دعاهم ليصلوا له- هو الذى يعترف بخطاياه لهم حتى يمنحوه الغفران أثناء صلاتهم عليه ، ذلك الغفران الذى وكل الله به رجال كنيسته ( يو 20: 22، 23) .
 أما وصف الإنجيل للأباء الكهنة بأنهم (( شيوخ الكنيسة)) وليس مجرد (( رجال الكنيسة))، فذلك بسبب أن القاعدة فى اختيار الآباء الكهنة هى أن يكونوا من الرجال الكبار الناضجين - إيماناً وعقلا وسيرة- ذوى حكمة الشيوخ، حتى لو لم يكونوا فى سن الشيخوخة ، وليس من غير الناضجين ذوى: (( العود الغض )) ( اتى 3: 6، بالقبطى)  وشيوخ الكنيسة هم كل رتب الكهنة ، بدءاً بالرسل أنفسهم، فالرسل أنفسهم تسمــوا شيوخاً ، مثل الرسل بولس وبطرس ويوحنا : [ بولس الشيخ] فل 9 ، [ أطلب إلى الشيوخ أنا الشيخ رفيقهم ] 1 بط 5 : 1 ، [ الشيخ ] 1 يو 1 ، ولذلك فإن الأب الكاهن الأرثوذكسى- الذى هو الابن الحقيقى للآباء الرسل- يطلق لحيته علامة على أنه من شيوخ الكنيسة، دليلاً عى أن الكنيسة الأرثوذكسية هى الإنجيلية والرسولية بالفعل والحق فى كل صغيرة وكبيرة.
 كما أن الحكمة الإلهية جعلت الاعتراف بالخطايا أمام الأب الكاهن فقط، وليس علنياً أمام شعب الكنيسة كله ، وذلك منعاً للأضرار الجسيمة التى لا حصر لها، مثل:  مضاعفة الإحراج على المعترفين والمعترفات بما يصل إلى درجة التعجيز ، ومثل: استغلال بعض المستمعين - من ذوى النفوس الخبيثة - لهذه الاعترافات لإذلال المعترفين وفضحهم فى كل مكان، ومثل: نقل خبرات الشرور والانحرافات من التائبين المعترفين إلى الضعفاء من المستمعين لهم ، إذ أن هذه المعرفة الفاسدة هى مثل الجراثيم، فهى تفسد نقاوة العقول ، والواجب عدم إذاعتها ونشرها، كما أن: [ ذكرها قبيح ] أف 5: 12.  من أجل كل ذلك جعل الله الاعتراف أمام الأباء الكهنة فقط، لأنهم هم المؤتمنون أمامه على أسرار المعترفين، كما أن الأب الكاهن هو الأب الحنون والمرشد المملوء بحكمة الشيوخ وروح الإرشاد والخبرة الروحية ، القادر على التعامل الحكيم مع التائبين ، كمثل الطبيب القادر على التعامل بحكمة مع المريض والمرض معاً.
 وفوق كل ذلك ، فإن الآباء الكهنة هم وكلاء أسرار الله، الذين أعطاهم السلطان التفويضى للغفران ( يو 20: 22ـ 23) ، فكل ما يحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء ( مت 18: 18) وبذلك تكتمل فائدة الإعتراف.
(((( منقولة من كتيب : ما هو التناول بإستحقاق --- الذى فى هذا النتدى الرائع ))))
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى