الجزء الثالث من شرح خميس العهد (مقروء ومسموع) تابع أولاً مسميات هذا اليوم

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[YOUTUBE]gtfljh2dYQ0[/YOUTUBE]​
[FONT=&quot]
(ملخص ما فات)

[FONT=&quot]كمال الشكر في المسيح الذي فيه كل البركة في ملء كمالها السماوي

[FONT=&quot]فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ انْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ
[FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot]εὐχαριστίας [/FONT][/FONT][FONT=&quot]لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ (1تيموثاوس 2: 1)، فنحن نتقدم بذبيحة ربنا يسوع الحي لله الآب بصلوات البركة رافعين لهُ – بأيادي طاهرة – الشكر: رنموا للرب باركوا اسمه بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه (هكذا احب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به – يوحنا 1)؛ ادخلوا أبوابه بحمد، دياره بالتسبيح، احمدوه باركوا اسمه (مزمور 96:2؛ 100: 4)، فنخرج من حضرته مُحملين بالبركة كقوة نافعه صالحة لنقدمها للجميع: فالآن سبحوا بكل قلوبكم وأفواهكم وباركوا اسم الرب (سيراخ 39: 41)، لذلك في هذا الحال من جهة خبرة تذوق بركة الرب التي اغتنينا بها وحلاوة الشكر نُقدم البركة وليس اللعنة، لأن اللعنة اقتُلعت في الصليب بتقدمة ذبيحة المسيح ولم يعد لكلمة [ملعونة الأرض بسببك] أي وجود، بل صارت مباركة بسبب سفك دم حمل الله الوحيد لذلك قال الرب بفمه لنا أولاً: وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ (متى 5: 44)، وأيضاً قدم لنا الرسل التعليم حسب بشارة العهد الجديد قائلين: باركوا على الذين يضطهدونكم باركوا ولا تلعنوا؛ غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين، عالمين انكم لهذا دُعيتم لكي ترثوا بركة [/FONT][/FONT]εὐλογίαν [FONT=&quot] (رومية 12: 14؛ 1بطرس 3: 9)[/FONT]
[FONT=&quot](يوم التذكار الحاضر)[/FONT]
[FONT=&quot]أصنعوا هذا لذكري [/FONT][FONT=&quot]άνάμνησις[/FONT]
[FONT=&quot]Άνάμνησις[/FONT][FONT=&quot] - [/FONT][FONT=&quot]anamnesis[/FONT]

[FONT=&quot]لنا أن نعرف أن الكلمة اليونانية [/FONT][FONT=&quot]άνάμνησις تفيد معنى يصعب أن يوجد في أي لغة، مثل الإنجليزية أو العربية أو أي لغة أخرى، إذ أن المفردات اللغوية لهذه اللغات لا تُعطي المعنى الحقيقي الدقيق لما تعنيه الكلمة اليونانية التي ذُكرت في الأناجيل، ففي اللغة الإنجليزية على سبيل المثال هناك كلمات مثل: [FONT=&quot]Memorial[/FONT][FONT=&quot] تذكار أو [/FONT][FONT=&quot]remembrance[/FONT][FONT=&quot] تذكار أو ذكرى، وهي تُفيد بالنسبة لنا مفهوماً (حسب المنطق العقلي) أنه أمر يدل على أنه وقع في الماضي ولم يبقى منه سوى ذكريات متعلقة بذاكرة الإنسان أو بذاكرة التاريخ، بمعنى مباشر أنه أحداث ماضية قد انتهت ولم تعد سوى مجرد ذكريات مُمكن استعادتها في ذكرها أو ممارستها كعادة الأسر التي تتذكر الماضي حينما يلتفون حول العشاء أو في أي ميعاد للاحتفال بذكرى معينة عندهم، وطبعاً نفس المعنى في اللغة العربية موجود من ناحية تذكر أحداث قديمة قد وقعت في الماضي وانتهت.[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]وطبعاً لشيوع هذا المعنى تُرجمت الكلمة اليونانية بكلمة (ذكرى) وأصبحت تأخذ نفس المفهوم للكلمة الإنجليزية، بل وامتد المعنى ليشمل المفاهيم الموجودة في جميع اللغات المعروفة، ولكن الكلمة اليونانية في الكتاب المقدس ([/FONT]άνάμνησις[FONT=&quot]) فهي على عكس هذا المعنى تماماً، إذ تعني "مُعايشة حدثٍ ما أمام الله كان قد وقع في الماضي، ولكن ما زال فعله وأثرة ممتداً في الزمان الحاضر كما هو بنفس قوته وفعله وبكل اتساعه" ولذلك فأن هذا التذكار مرتبط بنوال البركة.[/FONT]
[FONT=&quot]ولنلخص معنى هذه الكلمة كما قصدها الله في هذه النقاط السريعة:[/FONT]
[FONT=&quot](أ)[FONT=&quot] هذه الكلمة ليست بالمعنى الدارج المشهور للجميع، مجرد ذكرى لماضي، ولكنها في الترجمة الأصلية تُستخدم في الأعمال التي تخص الله، وتُعَّبر عن حدوث "صلة شخصية" على وجه خاص بين الإنسان والله من ناحية الشركة.[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot](ب)[FONT=&quot] ومعناها على وجه الخصوص – كما قصد الرب منها – استعلان وظهور عمل الرب إلى أن يُستعلَّن الرب نفسه في اليوم الأخير (المجيء الثاني)[/FONT][/FONT]


[FONT=&quot](جـ)[FONT=&quot] أصنعوا هذا ([/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]τούτο ποιέιτε)[/FONT]
[FONT=&quot]ليست من الكلمات العادية التي تدخل ضمن الحديث العادي أو التعبير الشخصي، لكنها اصطلاح طقسي ليتورجي وذلك بحسب ورودها واستخدامها في الطقس القديم:[/FONT]
[FONT=&quot]1- وتصنع [/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]κάι ποιήσεις[/FONT][FONT=&quot] لهرون وبنية هكذا بحسب كل ما أمرتك (خروج 29: 35)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]2- هكذا تصنع [/FONT]
ποιήσεις [FONT=&quot] للثور الواحد (عدد 15: 11)[/FONT]
[FONT=&quot]وبالطبع هناك آيات كثيرة جداً خاصة بالطقس الذبائحي فيها نفس اللفظة؛ ومن هنا يتبين بوضوح شديد أن كلمة {أصنعوا هذا} هي اصطلاح مستخدم في الطقس للتعبير عن (تكرار الطقس) وعن (قانونيته)، والتكرار هنا ليس بالمعنى المتكرر بمفهوم الاستقلالية أو الإعادة.[/FONT]
[FONT=&quot]وطبعا كما قلنا في معنى الإفخارستيا إن ذبيحة المسيح واحده وقدمت مره واحده إنما في القداس نستمد نفس القوة من نفس ذات الذبيحة الواحدة الغير منقسمة أو المتغيرة كما سبق وشرحناها في الجزء السابق.[/FONT]


[FONT=&quot](د)[FONT=&quot] لقد أصبح مفهوم [أصنعوا هذا لذكري] في الكتاب المقدس وعند آباء الكنيسة منذ القرن الأول، هوَّ أن يُقيموا هذا الطقس السري من الوليمة المسيانيه الذي يختص بالجسد المبذول والدم المسفوك للرب، حتى بواسطة هذه الذبيحة أمام الله يكون لنا هذا واسطة (لذكر) المسيح الرب لدى الآب كل حين بكونه كفارة وشفيع، إذ بهذا (الذكر) يكون لنا دالة وقبول أمام الله وصفح عن الآثام وغفران الخطايا، وهذا اعتماداً على كلام الرسول: [/FONT][FONT=&quot]فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ (عبرانيين 7: 25)[/FONT][FONT=&quot]، فنحن نتقدم لله ببر الذبيحة الحية الحاضرة في كل حين.[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot](هـ)[FONT=&quot] عموماً نجد أن الإفخارستيا هي أنامنسيس ([/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]άνάμνησις) لعمل المسيح الخلاصي الحاضر الآن بكل مجده معنا في معنى قدسي سري [FONT=&quot]sacramental[/FONT][FONT=&quot] لا يزال مستمراً وعاملاً في كل الأجيال لأنه فوق كل زمان، غير خاضع للزمن أو ممكن يبطل مع الزمان لأن عمل الله الخلاصي عمل حي[/FONT][FONT=&quot]، لأن[/FONT][FONT=&quot] هو حي في كل حين ليشفع فيهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot](و)[FONT=&quot] نجد أن كلمة تذكار، لا تختص بتذكار العشاء الأخير الذي كان مع الرسل القديسين وحسب، وإنما تعني معنى شامل متسع للغاية، يشمل كل عمل المسيح إذ هو تذكار موته وقيامته معاً، ويعتبر التذكار الليتورجي (أي سرّ الإفخارستيا) هو بصخة [/FONT][FONT=&quot]Pascha[/FONT][FONT=&quot] = فصح: [/FONT][FONT=&quot]إِذاً نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا (1كورنثوس 5: 7)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]والفصح لم ولن يكن تذكاراً لآلام ربنا يسوع المسيح ولا لقيامته فقط، بل للاثنين معاً في آنٍ واحد. أي تذكار حاضر: "المسيح الذي مات بل بالحري قام أيضاً" الذي "وضع حياته ليأخذها أيضاً"، الذي "مات من أجل خطايانا، وأُقيم من أجل تبريرنا"[/FONT]
[FONT=&quot]وباختصار هو عيد الفداء الذي لنا، وعيد الفداء جديد لنا كل يوم أو بمعنى أدق نحن نحيا في التجديد، لأن ربنا يسوع مات مرة واحدة وقام، وهذا الفعل يسري لنا كقوة تمتد أثارها كل يوم وبنفس ذات القوة عينها لأنها حاضرة في الزمن وتعمل فيه بقوة، لأنه مضارع مستمر.

[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
التعديل الأخير:
أعلى