نشر فى جريدة الجمهورية فى احدى اعدادها القديمة فى باب بريد القراء
رسالة من شاب كتب فيها اخر حديث دار بينه و بين خطيبته
و فى نهاية الرسالة طلب الشاب من القراء التعليق على الحوار فى العدد اللاحق
الحوار كما ورد بالرسالة
............ ......... ................. ......... ................. .
الفتاة : عزيزى انى احبك حبا جما ولكن الكثير من تصرفاتك تضايقنى و تشعلنى غضبا
الشاب : مثل ماذا ؟
الفتاة : انا فتاة متعلمة ومثقفة و ذات وعى ولا احبذ تدخلك فى عملى اطلاقا حتى ولو بدافع النصح او التوجيه
الشاب : اعدك بالا اتدخل فى عملك مرة اخرى
الفتاة : و ايضا انا فتاة مهذبة و ذات خلق و ارفض تعديلاتك و ملاحظاتك فى علاقاتى الاجتماعية بزملائى ومعارفى
الشاب : ولك ذلك ايضا
الفتاة : انا كائن حر طليق اكره التقيد و ارى فى استفسارك عن مواعيد ذهابى او عودتى من او الى العمل قيدا حادا
الخطيب بلهجة غاضبة : ارجو الا يكون هناك شروط اخرى
الفتاة : يوجد شرط اخير انك تعلم اننى مدللة سريعة الملل واكره تكرار سؤالك على حالى تليفونيا و اكره تكرار زيارتك لبيتنا واكره لقاءاتنا الكثيرة
لذلك لا تحاول السؤال على حالى او رؤيتى ما لم اطلب انا ذلك
واذا واجهت محنة ارجوك لا تتدخل ما لم اطلب انا ذلك
فى النهاية يجب ان تعرف انى احبك حبا جما
............ ........
بالطبع انهال سيل من التعليقات على بريد القراء
و تم نشر كل هذه التعليقات فى العدد التالى مباشرة
اختلفت التعليقات جميعها فى صيغتها ولكنها اتفقت فى معناها وهو ان الفتاة لا تحب الشاب و ان تلك الشروط تنسف العلاقة بين الخطيبيين من الاساس
وختمت جميع التعليقات بنصيحة للشاب وهو فسخ تلك الخطوبة
الغريب ان كل من قراء تلك الرسالة اندهش جدا من شروط الفتاة
ولكننا لا نندهش حينما نطلب نفس الشروط فى
علاقتنا مع الله
-1 نحن نرفض توجيه الله لنا فى حياتنا العملية و ننزعج اذا حدث فصل من العمل او حتى تغيير فى المناصب ولا نعلم ان ذلك تدبير الله فى حياتنا العملية و نحاول جاهدين التخطيط لحياتنا العملية بناءا على خبرتنا و ذكائنا و جهدنا
-2 نحن ايضا نرفض اخيارات الله فى حياتنا الاجتماعية ونحاول ايجاد اصدقاء او شريك حياة بناءا رغباتنا و اهوائنا
-3 نحن ايضا نرفض التحدث الى الله خلال الصلاة او الاستماع اليه عبر الكتاب المقدس اوزيارته فى كنيسته
-4 و ايضا عندما نعثر ونسقط فى محنة نحاول دائما الخروج منها عن طريق مهاراتنا و ادواتنا ويكون الله دائما اخر باب نطرقه حينما يستبد الفشل و الياس بنا
-5 حتى عندما نستشعر جميع الاخطاء السابقة ونحاول الرجوع الى حضن المسيح يكون ذلك باستخدام قوة الذات و ليس نعمة المسيح
و اخيرا نقول الهى انت وحدك تعلم كم احبك
وهو قول بالطبع اجوف خالى تماما من المعنى و الفعل
............ ......... ................. ......... ................. ......... ........
ده كان تامل احد الاباء الكهنة فى الرسالة المنشورة فى الجمهورية و تم نشر التامل ده فى كتاب بعنوان متاعب الانا
