تناول السواح

antoon refaat

حب الله افضل
عضو مبارك
إنضم
9 ديسمبر 2005
المشاركات
1,048
مستوى التفاعل
21
النقاط
0
showletter5af.jpg


تناول السواح
القديس الأنبا بولا أول السواح، قضى في وحدته عشرات السنوات لا يرى وجه إنسان، فكان بعيداً عن أسرار الكنيسة
. ماذا إذن عن بعده عن سر التناول، هو وأمثاله من الآباء السواح؟ وهل يمكن أن يبتعد احد منا مثلهم عن التناول بلا ضرر؟


يقول قداسة البابا شنوده الثالث أطال الله حياته​
:


لا تستطيع أن تقلد السواح، لأنك تختلف عنهم في الحالة وفي الدرجة​


هم في درجة روحية عالية، وفي شركة عميقة مع الروح القدس، وفي صلة دائمة مع الله في حياة الصلاة والتسبيح​
. وليس احد من أهل العالم في هذا المستوى الروحي.


وهم أيضاً ساكنون في البرية الجوانية، تائهين في البراري والقفار​
. ولا يعرفون طريقاً إلى كنيسة يتناولون فيها من الأسرار المقدسة.


ولو أتيحت لهم فرصة للتناول من الأسرار المقدسة، لاستغلوها بلا شك​
.


بدليل أن القديسة مريم القبطية لما حدث وقاد الله القديس زوسيما القس إليها، طلبت منه أن يناولها في الزيارة المقبلة​
. وهكذا تناولت من الأسرار المقدسة قبل أن تنتقل من هذا العالم. وهنا يختلف السواح عن الذين يعيشون في المدن، وإلى جوارهم الكنائس، ولديهم الفرصة متاحة للتناول، وعلى الرغم من ذلك لا يتناولون ...


والسواح حينما كانت تتاح لهم فرصة للاعتراف كانوا يعترفون​
.


كما اعترف القديس تيموثاوس السائح بقصته وسقطته على القديس ببنوده الذي زاره قبل وفاته​
. وكما اعترف القديس موسى السائح بكل قصته وكيف أضله الشيطان مرات عديدة بسبب بساطته. وكما اعترف أنبا غاليون السائح بأن الشياطين أضلوه وأخرجوه من وحدته متظاهرين أنهم سواح ... ولولا كل تلك الاعترافات، ما وصلت قصصهم إلينا ...


على أننا نقرأ في سير بعض السواح، أنهم كانوا يجتمعون معاً في بعض الأحيان، ويقيمون القداس الإلهي في كنيسة مهجورة في البرية ويتناولون​
.


يحدث هذا طبعاً، إن كان بعضهم قد نال رتبة الكهنوت قبل أن يخرج للسياحة​
. كما نسمع في بعض الأوقات أنهم كانوا يحضرون خفية إلى كنيسة في المدينة، ويصلون فيها ويتناولون دون أن يشعر بهم أحد.


إن حياتهم فيها الكثير من الأسرار​
. ألله هو الأعلم بها.


ونختم إجابتنا بأن قوة التناول الذي مارسوه قبل السياحة، تظل عاملة فيهم​

 
أعلى