أتينا لنسجد له

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
أتينا لنسجد له


الأنبا بيشوى
لماذا جاء المجوس من المشرق إلى أورشليم قائلين "أين هو المولود ملك اليهود، فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له" (مت2: 2)؟

لقد سجد المجوس للسيد المسيح وهو طفل، وسجد له تلاميذه في السفينة قائلين له "بالحقيقة أنت ابن الله" (مت14: 33)، وسجد له المولود أعمى بعد أن خلق له عينين ووجده السيد المسيح بعد أن طرده اليهود وقال له "أتؤمن بابن الله؟ أجاب ذاك وقال: من هو يا سيد لأؤمن به؟ فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو. فقال أؤمن يا سيد وسجد له" (يو9: 35-38).

وقيل عن السيد المسيح "لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فى2: 10-11).

وأيضًا قيل عنه "متى أَدخَل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله" (عب1: 6).

وفي رؤيا القديس يوحنا إذ ارتفع بالروح إلى المشهد السمائي قال "وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر؛ كل ما فيها سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين. وكانت الحيوانات الأربعة تقول آمين. والشيوخ الأربعة والعشرون خرّوا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين" (رؤ5: 13-14).
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
السجود للمسيح
إن عبادة السيد المسيح هي شيء لازم وضروري مهما تكلّف الإنسان في سبيل ذلك من مشقات.

وها هم المجوس وقد جاءوا من بلاد فارس إلى جبال اليهودية لينالوا شرف وبركة السجود أمام القدوس الحق الذي جاء إلى العالم فاديًا ومخلصًا. وليعلنوا أن الله قد أعطاهم العلامة المؤيدة بنبوات دانيال النبي "كبير المجوس" (دا4: 9) عن هذا العظيم الذي ملكوته ملكوت أبدي لا يزول. كما أخبر دانيال النبي وقال: "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض" (دا 7: 13-14).

وقد تحققت هذه النبوة بصورة مبدئية بسجود المجوس للسيد المسيح؛ وكانوا في ذلك رمزًا لكل الشعوب والأمم والألسنة إلى جوار شعب إسرائيل.

أما سمعان الشيخ "كان قد أعلم بوحي من بالروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب، فأقبل بالروح إلى الهيكل. ولما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له كما يجب في الناموس، حمله سمعان على ذراعيه وبارك الله قائلًا: الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب. نورًا تجلى للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (انظر لو2: 26-32).

لم يغفل سمعان الشيخ في كلامه إذ كان منقادًا بالروح القدس؛ أن السيد المسيح هو نور إعلان للأمم إلى جوار مجيئه لخلاص بني إسرائيل ولتحقيق وعود الله للآباء؛ لإبراهيم ونسله من بعده.

والكنيسة لا تغفل في صلواتها أهمية السجود للسيد المسيح وتقديم العبادة له مع الآب والروح القدس.

ففي القداس الإلهي يصلّي كل الشعب في نهاية لحن "بشفاعة والدة الإله القديسة مريم" ويقول: (نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح، والروح القدس؛ لأنك أتيت وخلّصتنا).

وهكذا أيضًا في قانون الإيمان نقول (نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحي المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن).

فالسجود يقدَّم للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. وأيضًا التمجيد يعطي للثالوث القدوس. ففي كل قطع صلوات الساعات نقول بعد القطعة الأولى من كل صلاة [المجد للآب والابن والروح القدس].

نقدم عبادة واحدة للثالوث، ونقدم ذوكصا (تمجيد) واحد للثالوث.. وهكذا.

إن الخضوع للمسيح فيه خضوع للآب والروح القدس أيضًا (لسبب وحدانية الجوهر الإلهي).

وتكريم السيد المسيح فيه تكريم للآب والروح القدس أيضًا (لسبب وحدانية الجوهر الإلهي).

والسجود للمسيح فيه سجود للآب والروح القدس أيضًا (لسبب وحدانية الجوهر الإلهي).

وعبادة المسيح فيها عبادة للآب والروح القدس أيضًا (لسبب وحدانية الجوهر الإلهي).

المسيح هو الذي أظهر السجدة للثالوث بظهوره في العالم، وهو الذي أظهر الثالوث في معموديته في نهر الأردن (عيد الظهور الإلهي = الإبيفانيا).

اعتقادنا بوحدانية الجوهر للأقانيم الثلاثة لا يمنعنا إطلاقًا من فهم حقيقة التمايز الأقنومي بينهم. فلكل أقنوم دوره المتمايز في العمل الواحد. ولكل أقنوم خاصيته الخاصة التي تميّزه عن الأقنومين الآخرين. والحب المتبادل بين الأقانيم الثلاثة هو من أبرز الدلائل على تمايزهم الأقنومي بالرغم من جوهرهم الواحد واسمهم الفريد الواحد، وهو "الكائن" أي "يهوه" الذي كينونته غير منقسمة
 
أعلى