إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول، تابع معنى المخافة، المعنى اليوناني للكلمة الجزء الرابع عشر

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0

إيماننا الحي - إعادة فحص

مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه
المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس
+ الثقة - בָטָח - Πιστεύω +

ثانياً: شرح معاني كلمة الإيمـــــان
المعنى الأول: الثقــــــــــة والاتكال
تابع (2) الثقة والإيمـــان بالله (الجزء 14)
+++ تابع ب - ثقة الإيمان الحي ما بين التقوى والخوف (تابع شرح معنى مخافة الرب) +++
(تابع معنى الكلمة - المخافة - المعنى اليوناني للكلمة بوجه عام)
حينما ننظر للكلمة اليونانية (εὐλάβεια eulabeia) التي تُعبِّر عن التقوى، نجد أنها تدل في الأصل على الاحتراس والتحفظ، وقد وردت في الأدب المسيحي المبكر بمعنى المهابة والوقار كما أنها أحياناً تعني التكريس أو مكرس تقي؛
كما يوجد كلمة أخرى تعبر عن المخافة لكنها مخافة الفزع والذعر والخوف السلبي أو الهلع (φοβέομαι وأصل الكلمة φοβέω phobeō والتي أتت منها كلمة فوبيا Phobia التي تُستخدم في علم النفس لتُعبِّر عن الخوف المرضي).

عموماً نجد أن الفعل اليوناني غالباً ما يرد في الترجمة السبعينية بمعنى "يحترز – يحذر – متحفظ"، وهذا ممكن ان نُميزه بوضوح في الآيات التالية:
+ وَأَوْصِ الشَّعْبَ قَائِلاً: أَنْتُمْ مَارُّونَ بِتُخُمِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ فَيَخَافُونَ مِنْكُمْ فَاحْتَرِزُوا εὐλαβέομαι (eulabeomai) جِدّاً. (تثنية 2: 4)
+ الحكيم يتحذر في كل شيء وفي أيام الخطايا يحترز من الهفوات. (سيراخ 18: 27)

ولكن المعنى العام "يخاف" يغلب في السبعينية، وفي أحيان نادرة يعبر عن الفزع والخوف السلبي مثلما جاء في سفر الخروج وسفر صموئيل النبي:
+ ثم قال: "أنا إله أبيك، إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب، فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن εὐλαβέομαι ينظر إلى الله؛ وكان داود مُفلحاً في جميع طرقه والرب معه. فلما رأى شاول أنه مفلح جدا فزع (ευλαβείτο = εὐλαβέομαι) منه؛ وعاد شاول يخاف (خوف سلبي = مذعور، هلع = terrified φοβέομαι – أصابته فوبيا) داود بعد، وصار شاول عدواً لداود كل الأيام. (خروج 3: 6؛ 1صموئيل 18: 14، 15، 29)
عموماً نجد أن الكلمة ترتكز بالأكثر في العهد الجديد على التقوى أو خوف الله أو التوقير أو الخوف المقدس، وكلها معاني متساوية مع بعضها البعض:
+ وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً (δίκαιος καὶ εὐλαβής) (باراً تقياً = صالح، ورع بصورة خاصة، وفي، مبرر أخلاقياً، تقي يحترم الله، يحترس لحياته أو محافظ على تكريس قلبه لله) يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. (لوقا 2: 25)
+ ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً (εὐλαβὴς) حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ. (أعمال 22: 12)
عموماً ترتكز دائماً التقوى وترتبط بالعبادة الحسنة واستجابة الصلوات وهذا ما كان ظاهراً في حياة اللوغوس المتجسد شخص ربنا يسوع، والذي سلمنا طبعه الخاص في الخليقة الجديدة التي وهبها لنا:
+ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». الَّذِي فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُεὐλαβείας ، مَعَ كَوْنِهِ ابْناً (بالطبيعة للآب) تَعَلَّمَ (في الجسد) الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ، مَدْعُّواً مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ. (عبرانيين 5: 5 – 10)
ولنا الآن أن نعي أن الإيمان الخلاصي هو إيمان الثقة في حمل الله رافع خطية العالم، ويحمل في داخله قوة هبة نعمة التقوى (والتي تأتينا كفعل هبة ممنوح بواسطة الابن من عند الآب في الروح القدس) أي مخافة الرب الإيجابية، والتي تسيطر على الضمير والفكر وكل مداخل الإنسان ومخارجه، فتزيده توبة قوية وتواضع وانسحاق وتدخله في العبادة الحسنة بالروح والحق، وترفعه للمستوى الإلهي فيرى ما لا يُرى فيزداد رهبة وورع واحترام شديد لله مع حب جارف يوثقه بالله الحي في شركة مقدسة مع جميع القديسين في النور، وبذلك يكون قدساً للرب وقلبه مكرس ومخصص للحضرة الإلهية، وهذا هو المعنى العملي للإيمان الحي في حياتنا كمؤمنين بالمسيح، وهذا هو معنى عطية الله.
+ وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمورٍ لا تُرى. (عبرانيين 11: 1)
+ أجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هوَّ الذي يقول لك اعطيني لأشرب لطلبت انت منه فأعطاكِ ماءً حياً. (يوحنا 4: 10)
+ لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. (أفسس 2: 8)
+ البار بالإيمان يحيا. (غلاطية 3: 11)
+ لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت. (يعقوب 2: 26)
+ ولهم سرّ الإيمان بضمير طاهر. (1تيموثاوس 3: 9)
+ أن يكون الأشياخ صاحين، ذوي وقار، متعقلين، أصحاء في الإيمان والمحبة والصبر. (تيطس 2: 2)
فالمؤمن الحي بالله يحيا في المخافة كما أن الكنائس تمتد وتنمو بالتقوى والرسول شرح كيفية الحياة المسيحية بالمخافة الإلهية قائلاً لكل من نال نعمة ودخل في سرّ الإيمان الحي قائلاً:
+ فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِلٍ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ. مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا. لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرّاً ذِكْرُهَا أَيْضاً قَبِيحٌ. وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. لِذَلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ». فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ. خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ. (أفسس 5: 1 – 21)
+ وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ. (أعمال 9: 31)
+ إِذاً يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدّاً فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. (فيلبي 2: 12 – 13)
____فهرس الموضوع____
للدخول على الموضوع اضغط على العناوين

(4) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول تابع معنى الكلمة בض¼×کض·×— الجزء الرابع
(5) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول تابع معنى الكلمة، ترابط المعنى الداخلي للكلمة الجزء الخامس

(6) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول، الثقة والإيمـــان بالله الجزء السادس
(7) إيماننا الحي - إعادة فحص، تابع الثقة والإيمان بالله الجزء السابع
(8) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،مشكلة الإنسان وضعف الإيمان الجزء الثامن
(9) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،تابع مشكلة الإنسان وضعف الإيمان الجزء التاسع
(10) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،الإيمان والثقة في الله الجزء العاشر
(11) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،ثقة الإيمان الحي ما بين التقوى والخوف الجزء الحادي عشر
(12)
إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،المعنى العبري لكلمة مخافة الرب الجزء الثاني عشر
(13) إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،معنى المخافة وتخصيصها ليهوه كنتيجة للإيمان الجزء الثالث عشر
 
التعديل الأخير:
أعلى