بدأ ميلادي الحقيقي

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
20414335_772672336245554_6432241055944575910_o.jpg

بدأ ميلادي الحقيقي
وُلدت لأب مسلم وأم مسيحية. لم يكن والدي ممن يمارسون شعائر الدين ولكنه كان يجبرنا على ذلك. كنت أنا أكبر إخوتي، وطالما سمعت انتقادات كثيرة فيما يتعلق بالكتاب المقدس كالتحريف، وأن المسيح لم يُصلب بل شبِّه له. وفي المدرسة تعلمنا بأن المسيحيين كفار مسالمون!
وكان هذا السؤال دائماً معلَّقاً في رأسي:
كيف يمكن أن يكون الكافر مسالماً؟
هم كفار لأنهم يعبدون ثلاثة آلهة. كنت أسأل والدتي كل هذه الأسئلة لأعرف الحقيقة، وقد أعطاها الرب حكمة ونعمة غير عادية لتشرح لي ولإخوتي كل هذه الأمور ببساطة.
*
وكفتاة، كنت أسمع دائماً بأن المرأة آخرتها في جهنم كما ورد في الحديث:
"اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء"
(البخاري، نكاح 87).
وأنها مهما فعلت فهي مصدر شؤم حيث أن :
"الشؤم في ثلاث، في المرأة، والفرس والدار"
(البخاري، جهاد 47).
وكنت أتساءل:
لما كل هذه المصائب ترافق كل فتاة وامرأة؟
كنت أشعر أن الله، ولسبب ما، لا يطيق الفتيات، وأتساءل:
هل خلقنا ليستمتع بعذابنا؟
ثم تعلمت بأن المرأة خُلقت من أجل إسعاد الرجل، وإن لم تلبِّ رغبته فإنها ستنام وتقوم على لعنة الملائكة لها - وكأن الملائكة لا شغل لها إلا أن تلعن المرأة حسب قول الحديث:
"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضباناً، لعنتها الملائكة حتى تصبح"
(البخاري بدء الخلق 7 ونكاح 15).

كل هذه الأحاديث كانت تجعلني أشعر بالرفض لإنسانيتي وكينونتي كفتاة وكامرأة.
*
دخلت الجامعة وكنت مولعة بدراسة اللغات، فبدأت بتعلم الألمانية ودراسة الأدب الإنكليزي ولكنني لم أنهِ الدراسة لسبب السفر فيما بعد. وأثناء دراستي في الجامعة طلّق والدي والدتي وكان هذا من أقسى ما واجهته في حياتي. لم أدرِ لماذا حصل هذا لي ولعائلتي، وكأن الله والملائكة لا عمل لهم إلا ملاحقتي وتدميري. وزاد على ذلك أن والدي بدأ يكيل لي الاتهامات بأني أنا سبب الطلاق. عندها قررت الانتحار!
فقد كان يؤلمني أن أرى عائلتي مشتتة وأن أكون أنا سبب تعاستها. يا للهول!!!
أين الله من كل هذا؟
ربما كان يعاقبني لأنني فتاة..
ولكن ما ذنبي وهو من خلقني؟!
عندها قلت في نفسي: لا.. لا يوجد إله البتة، لأنه لو كان موجوداً لمنع الطلاق من أساسه. وباتت فكرة الانتحار تراودني أكثر فأكثر.. إلى أن جاء اليوم الذي كنت أخطط فيه للانتحار. فبينما كان الجميع خارج المنزل أعددت العدة، إلا أنني وقبل أن أجهز على نفسي سمعت صوتاً في داخلي يقول لي:
”توقفي! أنت لي! أنت ستشهدين عني“.
خفت جداً لأنني كنت متأكدة أنه لا يوجد أي شخص غيري في المنزل، وباءت محاولاتي الثلاث بالفشل. عندها خطر في بالي أن آخذ إنجيل أمي لأقرأ فيه.. ويا للروعة!!!
*

لن أنسى ذلك السلام الذي شعرت به عندما قرأت :

المزمور الثالث والعشرين:
"الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء، في مراع خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني".
لقد ملأ السلام قلبي، ولكن كان لا يزال يلاحقني عذاب الضمير... فصلاة أمي لي وألمها عليّ كانا يؤرقانني. كانت تشعر بأن هناك أمراً يضايقني بل يكاد يخنقني، إلا أني أبيت أن أفضّ لها بما في داخلي.. فلو شاركتها به لكنت اختصرت الكثير من الألم. فأنا أعلم بأن أمي صادقة ولا تكذب عليّ. وفي أحد الأيام أتت أمي إليّ قبل أن تذهب إلى عملها وقالت لي:
"اذهبي إلى الكنيسة اليوم، وستسمعين رسالة خاصة من الرب".
أطعت أمي على مضض وذهبت كيما أجلب السرور لقلبها، لكن ليس عن قناعة. وهناك في الكنيسة رأيت شابة وجهها مليء بالسلام العجيب. فقررت في نفسي أن أتبعها وأجلس خلفها لأراقبها لأني أردت أن أعرف سبب هذا السلام. لم أفهم العظة لأن فكري كان منشغلاً بتلك الفتاة، لكنني سمعت الواعظ يقول:
"قال يسوع: تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم."
وابتدأت أتساءل كيف يكون هذا؟!
انتهت العظة وذهب الجميع إلا أنا وتلك الشابة. وإذ بها تستدير إلى الخلف وتسألني هل أنت مؤمنة؟
أجبت: لا!
فقالت هل تودين أن تصلي وتطلبي من الرب أن يحمل عنك أحمالك ويشفيك من الخطية؟
قلت: نعم!
فأنا متعبة ولكن لست أدري إن كان فعلا يريد أن يزيل تعبي وخطيتي؟
قالت لي:
إن الله هو أبونا السماوي الذي لا يرفض أولاده بل يحبهم محبة عظيمة حتى فداهم على الصليب. في ذلك اليوم صليت، ومنذ ذلك الحين بدأ ميلادي الحقيقي. حصل هذا في :

العاشر من شهر ديسمبر 1990،
فمنذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة لم يتخلّ عني أبي السماوي، بل ساعدني لكي أغفر لأبي كل اتهاماته لي، والتي لم يكن لها أي أساس من الصحة.
*
أشكر الرب على عنايته، فبالرغم من كل أنواع الاضطهادات التي تعرضت لها أنا وزوجي فيما بعد إلا أنه هو وحده كان معيناً ومعزياً لنا. له كل المجد والإكرام إلى أبد الآبدين، آمين.
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
أشكرك على نقلها لنا
الرب يباركك ... يسوع بيحبك

و اطلب منه انه يطمنا عليك
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
ربنا دايما بيدور على الخروف الضال

و لازم يسترده لان قلبه لربنا

ميرسى كتير أستاذى للاختبار الجميل ده
 

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
464
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
شكراً كثير للاختبار
اخى الحبيب الكرمه الصغيرة
ربنا يباركك ويعوض تعب مجبتك
 
أعلى