القديس يوحنا الدمشقي

جورج فارس رباحي

New member
عضو
إنضم
28 أكتوبر 2009
المشاركات
119
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
القديس يوحنا الدمشقي
Iohannes Damascenus
المهندس جورج فارس رباحية
هو يوحنا بن منصور بن سرجون ، وُلِدَ في مدينة دمشق (سورية ) نحو عام 675 م من عائلة مسيحية مؤمنة ، أيام الخلافة الأموية في الشام (660 ـ 750 ) م . كان جده سرجون محبوبا عند الخلفاء كان رئيس ديوان الجباية المالية في بلاط الخلافة الأموية مكرماً عند المسيحيين والمسلمين لما اتصف به من خصال عالية وأخلاق حميدة ،ووالده منصور كان وزيراًفي بلاد الخلافة ايضاً كان يستخدم ما يحظى به من احترام واعتبار لدى الخلفاء لإعتاق الأسرى .
عني منصور بتربية ولده يوحنا وأراد له ان يتعلم العلوم والفلسفة فحار لمن يسلم أمره ، وبينما كان كعادته يتفقد أسرى الحروب رأى كاهنا راهبا إيطالياً فطلبه من الخليفة وأتى به إلى بيته وسلمه مقاليد تربية ابنه يوحنا وولده الثاني بالتبني قزما . بدأ الراهب يلقنهما أصول البيان والفلسفة ورأى من الوالدين ميلاً كبيراً إلى الإلهيات فشرح لهما علم اللاهوت فنبغ يوحنا في تلك العلوم نبوغاً عظيما , ولما أتمّا علومهما استأذن قزما والده في الذهاب إلى دير القديس ســـابا ( دير قرب مدينة القدس ) ليمارس أعمال النسك فأذن له . فالتحق قزما بدير القديس سابا ونسك هناك وكذلك غادر الراهب ـ معلم يوحنا وقزما ـ إلى دير القديس سابا ليتابع حياته هناك .
بعد موت الوزير سلّم الخليفة إلى يوحنا مقاليد السلطة التي كانت بيد ابيه وأقامه وزيراً بدلاً منه ، لما كان يتمتع به يوحنا من علوم عالية ومبادئ سامية ، فقام يوحنا بأعباء منصبه على أكمل وجه رغم حداثة سنّه ولقب بدفاق الذهب لفصاحة لسانه . كان يُشارك في المناظرات التي كانت تجري في قصر الخليفة ، كان يتقن القرآن بشكل جيد
في ذلك الوقت ظهرت بدعة غريبة قام بها الإمبراطور البيزنطي لاون الإيصوري (716 ـ 740 ) م ، يقول فيها إن إكرام الأيقونات هي عبادة وثنية وأمر بتحطيم الأيقونات ونزعها من الكنائس والبيوت ، وأثار على الكنيسة حرباً وأرسل الجند إلى الكنائس والمنازل فأخذوا يكسرون ما وصلت إليه أيديهم من الأيقونات الثمينة ويحملون إلى الإمبراطور صفائح الذهب والحجارة الكريمة التي كانت تزين الأيقونات , فثار الأساقفة والكهنة والرهبان والشعب واستماتوا في الدفاع عن إيمانهم الذي لا يقدم عبادة سجود للذهب وللخشب وللمواد المصنوعة منها الأيقونة , وإنما يكرم الاشخاص الذين تمثلهم الأيقونات وتقدم السجود لله وحده فقط ، وقد شارك يوحنا أبناء الكنيسة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ، وكتب رسائل شرح فيها العقيدة الأرثوذكسية وتعاليمها ببراهين لاهوتية ومنطقية .
يقال أن الإمبراطور لاون حاول أن يخنق صوت يوحنا الدمشقي بالحيلة فاستدعى امهر الخطاطين لديه وطلب منهم أن ينسخوا له رسالة كتبها زوراً وكأنها مُرسلة إليه من القديس يوحنا يستعين بالإمبراطور على الخليفة وأرفق لاون الرسالة المزورة بأخرى شخصية عبّر فيها للخليفة عن رغبته في السلم والصلح بينهما وللتأكيد على ذلك يُرسل إليه صورة الرسالة التي ارسلها إليه يوحنا ، فلما اطلع الخليفة عمر بن عبد العزيز على الرسالتين استبد به الغضب الشديد وأرسل في طلب يوحما وواجهه بهما ، فدافع القديس عن نفسه ولكن دون جدوى ، فأمر الخليفة السيّاف بقطع يد القديس اليمنى ، فاخذ يوحنا يده إلى بيته وارتمى عند ايقونة والدة الإله وصلى بدموع غزيرة لتردا له ، وفيما هو مُستغرق في صلاته غفا ، وإذا بوالدة الإله تتراءى له في الحلم قائلة : ها إن يدك قد عوفيت الآن . فاستيقظ يوحنا من النوم ليكتشف أن يده قد عادت بالفعل صحيحة وموضع القطع ظاهر عليها كخط أحمر على اثر الأعجوبة . حاول الخليفة استعادة يوحنا ولكن يوحنا قد زهد في الدنيا وتاقت نفسه إلى حياة النسك والعبادة فاستأذن الخليفة وترك البلاط وباع املاكه ووزّع ثمنها على الفقراء والأيتام والكنائس والأديرة وسافر قاصداً دير القديس سابا وأتى الدير وتضرّع إلى الآباء أن يقبلوه في عداد صغار الرهبان .
دخل يوحنا الدير مشغوفاً بحب الابتعاد عن العالم وممارسة الفضائل الرهبانية والطاعة والتواضع وقهر النفس . ولما كان اسمه قد ملأ الدنيا . خاف رئيس الدير أن يكون دخوله مؤقّتا ثم يعود إلى حياة النعيم التي تعوّدها وأراد أن يمتحنه فعيّن له مرشداّ راهباً طاعناً في السن كثير التقشّف على نفسه وعلى غيره لاسيما عندما رأوه يُجيد أحقر أعمال الخدمة التي كان يفرضها عليه مرشده ، وبعد أن تحقّق رئيس الدير فضيلة يوحنا السامية وتواضعه وعلمه الغزير ، فكّر في رسامته كاهناً لينفع الشعب بمعارفه وفضائله فقدّمه للبطريرك الذي رسمه كاهناً وأوكل إليه الوعظ والإرشاد في كنيسة القيامة ، فشرح التعاليم اللاهوتية ودافع عن الأيقونات ودحض حجج لاون وأتباعه وأخذ يطوف مدن سورة وفلسطين ليُثبّت المؤمنين في عبادة الله ويبعدهم عن شر تلك البدعة الهرطقية التي جاهر بها لاون وأتباعه .
رقد بالرب نحو سنة 750 م وقيل توفي في 4 كانون الأول سنة 749 م وله من العمر 84 سنة
ترك القديس يوحنا الدمشقي :
ــ كتاب منهل المعرفة يتألف من 3 كتب : 1 ـ الفصول الفلسفية . 2 ـ الهراطقة . 3 ـ معرض الإيمان القويم . ــ مؤلفات أخلاقية ونسكية ــ شرح لرسائل القديس بولس الرسول ــ كتابات عقائدية في الدفاع عن الإيمان المستقيم ــ ناظم للأناشيد والتسابيح الكنسية ــ الألحان الثمانية ( أوكتيشوس ) التي لا زالت الكنيسة الأرثوذكسية تستعملها إلى اليوم في الصلوات والطقوس ــ ضد النسطورية ــ الحوار مع من يرفضون . ــ مقدمة في العقائد المسيحية . ــ في التقديسات الثلاث . ــ في التفكير الصحيح . ــ في الإيمان . ــ حول الشياطين والأرواح . ــ ضد العقيدة الموتوثيلية التي أعلنها الإمبراطور هرقل . ــ مؤلف بشكل محاورة بين مسيحي ومسلم .
تحتفل الكنسية الأرثوذكسية بتذكاره في اليوم الرابع من شهر كانون الأول من كل عام
3/12/2018 المهندس جورج فارس رباحية
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,033
مستوى التفاعل
5,410
النقاط
113
بركة شفاعته تكون معنا جميعا
 
أعلى