من كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
464
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين - كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور

خدمة الملائكة


تمهيد:
الملائكة رتب ولهم ترتيب وطقس ونظام، وقد جعل الله لكل طغمة منها اختصاصات. فبعضها مختص بخدمة السماء، بعضها يختص بخدمة الأرض..
و في الأرض بعضها مختص بالهواء، البعض الأخر بالثمار، وهناك من يختص بالأنهار، والبعض الأخر مختص برفع القرابين والصلوات، لذلك يصلي الكاهن في نهاية القداس الإلهي (اسمها :صلاة صرف ملاك الذبيحة يضع الكاهن الماء في يديه، وينفخ فيه، ثم يفرغه في يدي الأب الأسقف الذي يصرف ملاك الذبيحة، ويعطي التسريح للكهنة والشمامسة والشعب.) مخاطبًا الملاك قائلًا"يا ملاك هذه الذبيحة الطاهرة، الصاعد إلى السماء، اصعدها قدام الرب ليغفر لنا خطايانا".
فالاختصاصات متنوعة، وكلها تبرز وتعلن مجد الله على الأرض، ولو كشفت عن عيوننا لرأينا هذه القوات الروحية تتحرك بين السماء والأرض، لذلك قال السيد المسيح له المجد "من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون".
ونستطيع أن نلخص خدمة الملائكة في الأتي:
1) تسبيح الله
التسبيح هو لغة الملائكة، والكنيسة أخذت طقس التسبيح من الملائكة أنفسهم،
وقد أفصح أشعياء النبي عن هذا التسبيح قائلًا:
"السيرافيم واقفون فوقه، لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه، وباثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (اش 6: 2و3).
ومن هذه التسبحة أخذت الكنيسة تسبحة الثلاث تقديسات المعروفة (قدوس. قدوس. قدوس).
وفي البشارة المجيدة:
"ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين:
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 2: 13و14)

ويوحنا الرسول في سفر الرؤيا يقول:
"ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش... وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف قائلين بصوت عظيم:
مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" (رؤ 5: 11و12).
لذلك يصرخ داوود النبي قائلًا:
"سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده" (مز 148: 2).

2) والسجود لله
السجود تعبير صادق عن مشاعر الخضوع والاتضاع،
لذلك فهو لائق جدًا أبالله،
ويسمى بسجود العبادة،
وهو خاص بالله فقط دون سواه،
لذلك عندما أراد يوحنا الرسول في رؤياه بالسجود أمام الملاك من فرط تأثره بالمناظر الإلهية منعه الملاك...
"فخررت أمام رجليه لأسجد له، فقال لي أنظر لا تفعل.
أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله" (رؤ 19: 10)
وجعله الملاك ينظر السجود الحقيقي لله...
"وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة خروا أمام العرش وسجدوا لله قائلين:
آمين، البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين، أمين" (رؤ 7: 11و12).

3) خدمة الله وتنفيذ أحكامه
فالله خلق الملائكة أساسًا لخدمته وتنفيذ أوامره، وهم في ذلك مسرورون، لأنهم يخدمون العزة الإلهية، وواقفين أمام العرش الإلهي على الدوام.
ويؤكد هذا الكلام داوود النبي قائلًا " الصانع ملائكته أرواحًا وخدامه نارًا ملهبة" (مز 104: 4) وأيضًا (عب1: 7).
ويقول بولس الرسول "أليس جميعهم أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة..." (عب 1: 14).
وهناك أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس ترينا كيف أن الله أرسل ملائكته لينفذوا أحكامه...
أ- في سفر صموئيل يقول "وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب على الشر وقال للملاك المهلك الشعب: كفى الآن رد يدك" (2 صم 24: 16).
ب- وفي سفر الملوك يقول "وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور 185 ألف، ولما بكروا صباحًا إذا هم جميعًا جثث ميتة، فانصرف سنحاريب ملك اشور وذهب راجعًا وأقام في نينوى" (2 مل 19: 35و36).
ج- وفي العهد الجديد ضرب ملاك الرب هيرودس لأنه لم يعط مجدًا لله "ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات" (أع 12: 23).
ء- وفي سفر الرؤيا يقول يوحنا الرسول "وسمعت صوتًا عظيمًا من الهيكل قائلًا للسبعة الملائكة امضوا وسكبوا جامات الله على الأرض" (رؤ 11: 1).
ه- والله يرسل ملائكته لخدمة البشر، كما فعل الملاك جبرائيل مع دانيال النبي بناء على أمر الله ليفهمه الرؤيا "وأنا متكلم بعد بالصلاة، إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء... لمسني عند وقت تقدمة المساء وفهمني وتكلم معي وقال يا دانيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم" (دا 9: 21و22).

4) خدمة المؤمنين
كان الملاك في رفقة العائلة المقدسة عندما جاءت إلى مصر هربًا من هيرودس الملك. وكان يسير معهم حتى وصلوا بسلام الله آمنين "وبعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" (مت 2: 13).
وشجع بولس الرسول ليقف أمام قيصر... "لأنه وقف في هذه الليلة ملاك الإله الذي أعبده قائلًا: "لا تخف يا بولس، ينبغي لك أن تقف أمام قيصر، وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك" (أع 27: 23).

5) حراسة أولاد الله وإنقاذهم
أ- فدانيال النبي الذي ألقى في جب الأسود يقول: "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئًا قدامه (الله)، وقدامك أيضًا أيها الملك، لم أفعل ذنبًا" (دا 2: 22)
ب- إليشع النبي حرسه جيش من الملائكة عندما أحاط به الجيش "فبكر خادم رجل الله وقام وخرج، وإذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات، فقال غلامه له: آه يا سيدي كيف نعمل، فقال لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم... ففتح الرب عيني الغلام فأبصر، وإذا الجبل مملوء خيلًا ومركبات نار حول إليشع" (2 مل ظ¦: 15 - 17).
ج- لذلك يقول داوود النبي "يحل ملاك الرب حول متقيه وينجيهم" (مز 34: 7)
ويقول أيضًا "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز 91: 11).
ح- خلصوا بطرس من السجن (أع 5: 19).




 
التعديل الأخير:

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
464
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
6) يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله


فرافائيل رئيس الملائكة (أحد رؤساء الملائكة السبعة) يقول لطوبيا "انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبئ الموتى في بيتك نهارًا وتدفنهم ليلًا، كنت أنا أرفع صوتك إلى الرب" (طوبيا ١٢: ١٢).
ويقول يوحنا الرسول في سفر الرؤيا "وجاء ملاك أخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب، وأعطى بخورًا كثيرًا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب أي أمام العرش" (رؤ ٨: ٣).

7) يشفعون في المؤمنين
فالملائكة أيضًا شفعاء، بمعنى أنهم يصلون من أجل المؤمنين ويطلبون من أجل سلامهم. فقد جاء في نبوءة النبي زكريا عن الملاك الذي تشفع من أجل أورشليم
"فَأَجَابَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ:
«يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا هذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً؟»
فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ الَّذِي كَلَّمَنِي بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَكَلاَمِ تَعْزِيَةٍ. فَقَالَ لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «نَادِ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً. وَأَنَا مُغْضِبٌ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى الأُمَمِ الْمُطْمَئِنِّينَ. لأَنِّي غَضِبْتُ قَلِيلًا وَهُمْ أَعَانُوا الشَّرَّ. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِالْمَرَاحِمِ" (سفر زكريا 1: 12-16).

8) يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير
الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير:
"فتراءى ملاك الرب للمرأة (أم شمشون) وقال لها:
ها أنت عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين ابنًا...
وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين" (قض ١٣: ٣ - ٢١).

9) يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير
أ‌- "واضطجع (إيليا النبي) ونام تحت الرتمة، وإذا بملاك الرب قد مسه وقال قم وكل، فتطلع وإذا كعكة ردف وكوز ماء عند رأسه، فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع، ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل، لأن المسافة كثيرة عليك، فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة" (1 مل ١٩: ٥ - ٩).
ب‌- وكان (دانيال) هناك (في الجب) ستة أيام... وكان حبقوق النبي في أرض يهوذا، وكان قد طبخ طبيخًا وثرد خبزًا في جفنته وانطلق إلى الصحراء ليحمله إلى الحصادين، فقال ملاك الرب لحبقوق احمل الغذاء الذي معك إلى بابل إلى دانيال في جب الأسود، فقال حبقوق: أيها السيد، إني لم أر بابل قط ولا أعرف الجب، فأخذ ملاك الرب بجبته وحمله بشعر رأسه وضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه، فنادى حبقوق قائلًا: يا دانيال يا دانيال: خذ الغذاء الذي أرسله لك الله، فقال دانيال: اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك، وقام دانيال وأكل، ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى موضعه" (دا ١٤: ٣٠ - ٣٨).


10) خدمات أخرى للملائكة

وإن كانت خدمات الملائكة لا تحصى ولا تعد،
إلا أننا أبرزنا أهمها،
ونستطيع أن نضيف بعضًا منها في الأتي:
أ‌- أنبأوا بولادة يوحنا المعمدان (لو ١: ١١ - ٢١).
ب‌- أنبأوا بولادة المسيح واحتفلوا بها (مت ١: ٢٠ ولو ١: ١١).
ت‌- خدموه وقت تجربته وآلامه (مت ٤: ١١ ولو ٢٢: ٤٣).
ث‌- بشروا بقيامته (مت ٢٨: ٢ ويو ٢٠: ١٢).
ج‌- أنبأوا بصعوده (أع ١: ١٠ و١١).
ح‌- سيرافقون المسيح عند مجيئه الثاني (مت ٢٨: ٢ ويو ٢٠: ١٢).
خ‌- يجمعون شعبه إلى ملكوته (مت ١٣: ٣٩).
 
التعديل الأخير:
أعلى