سمعان الاخميمى
صحفى المنتدى
- إنضم
- 4 أغسطس 2009
- المشاركات
- 12,695
- مستوى التفاعل
- 1,087
- النقاط
- 0
Hassan Saber
#أحمد_مهزوم
على الهواء مباشرة : أنت كذاب ، وتلوي الحقائق
كتب دكتور / حسن صابر
إستضاف أحمد منصور في الليلة الماضية شخصية أمريكية مرموقة على شاشة قناة الجزيرة ، هو أنتوني كوردسمان أستاذ شئون الدفاع والإستراتيجية في معهد واشنطن ، مستشار وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين ، وقد حاول طوال اللقاء أن ينتزع منه تصريحآ بأن ما حدث في مصر كان إنقلابآ عسكريآ ، وأن ستة آلاف مصري قتلوا في رابعة العدوية ، أمام سمع وبصر العالم ، وأن المعدات الأمريكية الثقيلة من دبابات ومدافع قد إستخدمت في هذه المذبحة على حد وصفه ، وأن المعونة الأمريكية لمصر والتي قدرها 1.3 مليار دولار هى معونة للجيش المصري لتعزيز قدراته الإجرامية ضد الشعب المصري ، وإستشهد بجريدة واشنطن بوست التي نشرت هذه المزاعم في محاولة وقحة وخبيثة منه لإظهار أن هذا هو الرأي الرسمي للولايات المتحدة ، ولكن هذا الأستاذ الأمريكي إنقض على أحمد منصور منذ بداية اللقاء وقال له أن ما حدث في مصر كان صراع قوى بين الجيش المصري والإخوان المسلمين ، تمامآ مثل الصراع الذي خاضته جماعة الإخوان مع قوى مجتمعية وسياسية أخرى أثناء توليها حكم مصر ، وهذا الصراع لم يكن إنقلابآ عسكريآ ، ولكنه كان إستجابة لتطلعات ورغبات الشعب المصري ، وأمريكا لا يمكن أن تقف ضد إرادة الشعب ، قال إننا كما تحالفنا مع الإخوان أثناء توليهم للحكم ، تحالفنا مع الحكومة الحالية أيضآ لأننا لا يمكن أن نكون ضد إرادة الشعب المصري ، وردآ على مزاعم أحمد منصور بأن الأسلحة الأمريكية الثقيلة شاركت في فض إعتصام رابعة ، إنتفض توني كوردسمان وقال له أنت كذاب ، فالأسلحة الثقيلة الأمريكية لم تشترك في فض رابعة فقال له منصور ، ألم ترى الدبابات القاتلة ، فرد أنتوني كوردسمان وقال : لا لم تكن الأسلحة الثقيلة هى التي فضت إعتصام رابعة بل كانت أسلحة أوروبية خفيفة توجد لدى قوات الأمن المصرية منذ فترة طويلة ، فزادت الحركات العصبية لأحمد منصور ، وخاصة في منطقة الحواجب التي بدأت في الصعود والنزول والرقص ، وقال لأنتوني كوردسمان أنكم قدمتم الأموال للعصابة المسلحة التي قتلت المصريين ، فعاد أنتوني كوردسمان ووصفه مرة أخرى بالكذاب ، وقال له أنت تلوي الحقائق ، فقد كان الدعم المالي لمصر دعمآ عربيآ من السعودية والإمارات والكويت ، ولم يكن دعمآ أمريكيآ ، وإستطرد قائلآ : أؤكد لك أن الحكومة الأمريكية ستستمر في دعم مصر ، ونظام الحكم الجديد فيها ، وقال له ساخرآ أن ما يستشهد به من صحيفة واشنطن بوست ليس إلا رأيآ يعبر عن صاحبه فقط ، ولا يعبر عن رأي الجريدة أو الحكومة الأمريكية ، وفجأة إنقطع الصوت عن صورة الأستاذ الأمريكي ، بقيت الصورة ، وإختفى الصوت ، وكان سهلآ أن ندرك أن الأستاذ الأمريكي إستاء كثيرآ من الكلام الكاذب والوقح من أحمد منصور ، ولم يشأ أن يكمل الحوار معه ، فسكت ولم ينطق ، وإكتفى بتوجيه نظرات حادة من تحت نظارته لأحمد منصور ، ولم ينطق ، فتسبب هذا في حرج شديد لأحمد منصور وقال للمشاهدين يبدو أن هناك مشكلة في الصوت ، وسوف نخرج فاصل ، ولكن عندما عاد كان الخجل قد ملأ وجهه ، وأعلن أن الأستاذ الأمريكي أنتوني كوردسمان رفض مواصلة الحوار معه ، وإنسحب منه ، وحينئذ شعرت أنه قد تحول إلى أحمد مهزوم .
وما يهمني من هذه الواقعة هو بضعة نقاط أوجزها في الآتي :
١- الثقة في النفس وقوة الحق وعدم تقديم تنازلات يمكن أن تحرك الجبال التي كنا نتصور أنها ستنهار فوق رؤوسنا ، فمن كان يتصور منذ شهور قليلة تغير الخطاب الأمريكي إلى هذا الحد .
٢- التلاحم بين الشعب وقيادته هو أكبر قوة يحتمي بها الحاكم وهو يواجه المؤامرات الخارجية ، وبكل الثقة أستطيع أن أدعي أن الشعب المصري العظيم الذي إلتف حول قادته سواء في داخل مصر أو خارجها كان هو البطل الحقيقي في تحول الموقف الأمريكي والأوروبي من ثورة 30 يونيو .
٣- الدعم العربي لمصر من السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن كان أحد أهم عوامل القوة التي إتسم بها الموقف المصري ، لن أنسى عندما تحدى الأمير فيصل بن فهد وزير خارجية السعودية الرئيس الفرنسي أولاند على بوابة قصر الإليزيه وصاح في وجهه أن دول الخليج سوف تدعم مصر وتعوضها عن المساعدات الأمريكية والأوروبية التي ستقطع عنها ، ولن أنسى في نفس اليوم الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات عندما أصر على لقاء عاجل مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعندما قابله في البيت الأبيض قال له أن دول الخليج ستقف مع مصر بكل قوتها وثرواتها ، ولن تترك الشعب المصري في شدته ، كما كانت هناك مواقف عظيمة مماثلة من الكويت والبحرين والأردن .
٤- علينا أن ندرك أن هناك شخصيات سياسية مثل السيد أنتوني كوردسمان تملك الضمير الإنساني في أمريكا وأوروبا وعلينا أن ننمي تعاطفهم معنا ومع قضايانا ، من خلال مزيد من التواصل معهم .
