القديس أنبا ابرآم بابا الإسكندرية الثانى والستون.

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
كان هذا الأب من نصارى المشرق، وهو ابن زرعة السريانى وكان تاجراً ثرياً وتردد على مصر مراراً، وأخيراً أقام فيها.
وكان يتحلَّى بفضائل كثيرة، منها الرحمة على ذوي الحاجة، وشاع ذكره بالصلاح والعلم، وعندما خلا الكرسي البطريركي، أجمع رأي الأساقفة والشيوخ العلماء علي اختياره بطريركاً. فلمَّا جلس على كرسي الكرازة المرقسية، وزَّع كل ماله على الفقراء والمساكين.
وفى أيامه عُيِّن قزمان الوزير القبطي ابن مينا والياً على فلسطين. فأودع عند الأب البطريرك مائة ألف دينار إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة، إن مات هناك.
فلمَّا بلغ البطريرك خبر استيلاء هفكتين على بلاد الشَّام وفلسطين، ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر. فأخبره الأب بما فعله بوديعته فسر بذلك وفرح فرحاً جزيلاً.
ومن مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع وحرم كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة. كما حرَّم على الشعب اتخاذ السرارى وشدد في ذلك كثيراً. فلما علم بذلك الذين اتخذوا لأنفسهم سرارى استيقظ فيهم خوف اللـه، كما خافوا أيضاً من حرمه، فاطلقوا سبيل سراريهم وذهبوا إليه تائبين، ما عدا رجلاً من ثراة الدولة. فإنه لم يخف اللـه تعالى ولا حرم هذا الأب الذي وعظه كثيراً وأطال أناته عليه، حيث لم يرتدع ولم يخشَ أن يهلكه اللـه. ومع هذا لم يتوانَ الأب عن تعليمه واصلاحه، بل اتضع كالمسيح معلمه وذهب إلى داره.
فلمَّا سمع ذلك الرجل بقدوم الأب إليه أغلق بابه دونه. فلبث الأب زهاء ساعتين أمام الباب وهو يقرع فلم يفتح له، ولا كلَّمه، ولمَّا تحقق أن هذا المسكين قد فصل نفسه بنفسه من رعية المسيح، وقد أصبح بجملته عضواً فاسـداً، رأى أنـه من الصَّواب قطعـه من جسـم الكنيسـة حتى لا يُفسـد بقيـة الأعضاء، فحرمه قائلاً: إن دمه على رأسه. ثم نفض غبار نعله على عتبة بابه. فأظهر الله آيته في تلك الساعة أمام أعين الحاضرين إذ انشقت عتبة الدار، وكانت من الصَّوان، إلى نصفين. وبعد ذلك أظهر اللـه قدراته حيث افتقر حتى لم يبقى معه درهم واحد. كما طُرد من خدمته مُهاناً، وأصابته بعض الأمراض التى أدت إلى موته أشر ميته، وصار عبرة لغيره، إذ اتعظ به خطاة كثيرون وخافوا مما أصابه.
وفي زمان هذا الأب كان للمعز وزيراً اسمه يعقوب بن يوسف، كان يهودياً وأسلَم. وكان له صديق يهودي، وكان يدخل به إلى المعز أكثر الأوقات ويتحدث معه، فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير على المعز وسيلة ليطلب حضور الأب البطريرك ليُجادله. فكان له ذلك، وحضر الأنبا ابرآم ومعه الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونين، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين. فقال لهما: لماذا لا تتجادلان؟ فأجابه الأنبا ساويرس: كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور أعقل منه. فأستوضحه المعز عن ذلك. فقال أن اللـه يقول على لسان النبي: " إن الثور عرف قانيه والحمار معلف صاحبه، أمَّا إسرائيل فلا يعرف " (1) ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدَّما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى، وخرجا من عند المعز مُكرَّمين. فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك وصارا يتحيَّنان الفرص للايقاع بالنصارى.
وبعد أيام دخل الوزير على المعز وقال له: إن مولانا يعلَم أن النصارى ليسوا على شيء. وهذا إنجيلهم يقول : " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكُنتم تقولون لهذا الجبل انتقـل من هنا إلى هناك فينتقـل "(2) ولا يُخفى على أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل. وللتحقق من ذلك يُستدعى البطريرك لكي يُقيم الدليل على صدق دعوى مسيحهم.
ففكر الخليفة في ذاته قائلاً: إذا كان قول المسيح هذا صحيحاً، فلنا فيه فائدة عظمى، فإن جبل المقطم المكتنف القاهرة، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة أعظم مما هو عليه الآن. وإذا لم يكن صحيحاً، تكون لنا الحجة على النصارى ونتبرر من اضطهادهم.
ثم دعا المعز الأب البطريرك وعرض عليه هذا القول فطلب منه مهلة ثلاث أيام فأمهله. ولمَّا خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة أيام صائمين مُصليين إلى اللـه. وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة الإله، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس، سيُجري اللـه على يديه هذه الآية.
فاستحضره الأب البطريرك وأخذه معه، وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب، ومَثلوا بين يدي المُعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم. فوقف الأب البطريرك ومن معه في جانب، والمُعز ومن معه في جانب آخر. ثم صلَّى الأب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات، وفي كل سجدة كانوا يقولون: " كيرياليسون، يارب ارحم ". وكان عندما يرفع الأب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض وإذا ما ساروا سار أمامهم، فوقع الرُّعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه وسقط كثيرون منهم على الأرض. وتقدَّم الخليفة على ظهر جواده إلى الأب البطريرك وقال له: " أيُّها الإمام، لقد علِمت الآن أنك وَليٌ، فاطلب ما تشاء وأنا أُعطي ". فلم يرضَ أن يطلب منه شيئاً. ولمَّا ألحَّ عليه قال له: أُريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديـس مرقوريـوس ( أبو سيفين ) التي بمصر القديمـة. فكتب له منشـوراً بعمارة الكنائس، وقدَّم له من بيت المال مبلغاً كبيراً، فشكره ودعا له، وامتنع عن قبول المال. فازداد عند المعز محبَّة نظراً لورعه وتقواه.
ولمَّا شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس، تعرض لهم بعض الأشخاص، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، ولم يزل واقفاً حتى وضعوا الأساس.
وجدد هذا الأب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي.
ولمَّا أكمل سعيه تنيَّح بسلام. بعد أن جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام. يوم 6كيهك


صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
بركه صلواته فلتكن مع جميعنا
اميـــن
ميررسى على السيره العطره يا النهيسى
ربنا يبارك حياتك وخدمتك
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
بركه صلواته فلتكن مع جميعنا
اميـــن
ميررسى على السيره العطره يا النهيسى
ربنا يبارك حياتك وخدمتك

منتهى الشكـــــر



للمرور الغالى الكريم



السيد المسيح معاكم
 
أعلى