هل هناك دليل على ان اليهود عاشوا فى مصر؟

alaakamel30

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
30 ديسمبر 2009
المشاركات
1,986
مستوى التفاعل
21
النقاط
0
الإقامة
رحم المعاناة
يخبرنا الكتاب المقدس ان يعقوب وعائلته هاجروا الى مصر(تك 11) وانهم عاشوا فى ارض رعمسيس ونموا هناك واصبحوا من اصحاب الاملاك وفى النهاية استخدموا كعبيد لبناء مدينة رعمسيس(خر 11) وبعد 430 عام ارتحلوا من رعمسيس(خر40) وبهذا نستنتج ان اليهود قضوا مدة اقامتهم الطويلة فى مصر فى رعمسيس وحولها.
والحق ان الاسم رعمسيس ظهر متأخرا عن فترة وجود اليهود فى مصر حيث ان الاسم اطلق على المدينة فى القرن ال13 قبل الميلاد وكانت تقع فى شرق دلتا النيل،ولكن لان كتبة الكتاب المقدس كتبوا الكتاب بعد هذة الفترة فاطلقوا اسم المدينة على المكان الذى عاش به اليهود بأثر رجعى.
والان صرنا نعرف الكثير عن تاريخ هذة المدينة فمنذ العام 1966 تمت حفريات بشكل واسع النطاق تحت اشراف العالم (مانفريد بايتاك)من معهد الاثار النمساوى.
وللمرة الاولى وجد مانفريد ادلة قوية على وجود اليهود فى هذة المنطقة وفى تلك الحقبة من الزمن.
المدينة رعمسيس تقع الان فى تل الضبعة 100كم شمال شرق القاهرة بدلتا مصر،ومن الحفريات تبين ان هذة المنطقة كان يصلها رافد نيلى مما جعلها ارض خصبة واتاح لسكانها الاتصال بالبحر المتوسط،كما انها تقع على طريق حورس البرى والذى كان يربطها بارض كنعان ، وكل هذة المزايا جعلت من رعمسيس مركز اقتصادى وعسكرى له اهميته.
ويمكننا تقسيم تاريخ هذة المدينة الى ثلاث اقسام:مرحلة ماقبل الهكسوس ومرحلة الهكسوس وما بعد الهكسوس،والهكسوس شعوب كانت تسكن سوريا فلسطين وجاءت لتعيش فى دلتا مصر واخيرا قاموا بالسيطرة على الدليتا وحكموها لمدة 108 عام (1663-1555) ق.م ، ووفقا للدراسات فانيعقوب وعائلته دخلوا مصر حوالى عام 1880 ق.م وخرجوا منها 1450ق.م .
واول دليل وجده مانفريد على وجود اليهود فى تلك البقعة هو وجود بقايا من هذة المدينة والتى كانت تعرف فى تلك الفترة بمدينة الرعاة قبل ان يطلق عليها لفظ(رعمسيس) وكما هو معروف ان المصريين كانوا ينبذون مهنة الرعى ويعتبرونها نجاسة وفقا لمعتقداتهم الدينية،وهناك اكتشف مانفريد مدينة غير محصنة ولكن بها بعض الجدران شديدة القرب لبعضها البعض مثل اسطبلات الخيول وغالبا كانت تستخدم لحفظ الحيوانات.
كما اكتشف مانفريد اكواخ مستطيلة من الطوب الرملى ربما كانت لسكن اليهود ولكن ليست كل المنازل كانت فى صورة اكواخ بل وجد هناك بناء يشبه الفيلا اليوم وربما كان مخصص لشخص ذو صفة رسمية او منصب كبيروكما اخبرنا الكتاب المقدس ان يوسف كان ثان رجل بالمملكة فمن المحتمل جدا ان يكون هذا المنزل هو ليوسف، ولكن كما نعلم ان الدولة الفرعونية كانت تعانى من البيروقراطية وبذلك لا يستطيع ان يعيش يوسف بعيدا عن الملك ولكن ربما انتقل يوسف لهذة المدينة ليكون قريبا من ابيه يعقوب واخوته.
الفيلا كانت بمساحة 12*10 مترا ولها فناء مساحته 12*19 مترا ومكونة من 6 غرف على هيئة حدوة حصان مفتوحة على الفناء ،والغريب فى هذا الشكل انه قريب الشبه لتصميم المنازل التى اكتشفتها البعثات فى فلسطين بل ان 20%من الاوانى الفخارية التى وجدت فى هذا المنزل تعود الى نفس الاوانى الفخارية المكتشفة من العصر الفلسطينى البرونزى الوسيط، اما فى الجنوب الغربى من هذا المنزل وجد شيئا اكثر اثارة حيث اكتشفت مقبرة تضم العديد من القبور وبرغم ان القبور مبنية من الطوب الطينى وهو نفس الشكل المتبع فى المقابر المصرية الا ان المحتويات كانت فلسطينية مائة بالمائة.
وبالرغم من ان 50%من المحتويات قد نهبت من نابشو القبور عبر العصور القديمة الا انه مازال الذكور المدفونين بها يحتفظون باسلحتهم الفلسطينية الطراز بجانبهم،فكل ذكر كان بجانبه رمحان،بلطة وخناجر،والمقبرة الثامنة كانت تحتوى على دليل قوى وهو البلطة الفلسطينية المعروفة باسم منقار البطة وحزام منقوش من البرونز، ولكن احد تلك المقابر كان يحتوى على شىء فريد من نوعه.......

قبر يوسف
83 مترا جنوب غرب المنزل وجد هذا القبر الغريب حيث انه اكبر جميع المقابر الموجودة فى تلك المقبرة ويتكون من غرفة الدفن الرئيسية وملحق بها غرفة اخرى للصلاة والعبادة وبالداخل وجد بعض اللصوص تمثال من الحجر الجيرى لرجل يجلس بطريقة رسمية ولون جلده اصفر وهو اللون المعروف به الاسيويون فى الفن المصرى الفرعونى وشعره باللون الاحمر ومصفوف على شكل عيش الغراب وهى الصورة النمطية للاسيويون عند الفراعنة ويضم عصى على كتفه الايمن وهى علامة الاجنبى عند الفراعنة،والتمثال قد حطم ودنس عمدا كما يروى مانفريد فى كتابه ويؤكد (ديفيد روهيل) فى كتابه الفراعنة والملوك ان هذا القبر هو قبر يوسف.
ولكن لم توجد بداخله اى عظام ليوسف كما حدثنا الكتاب المقدس ان عند خروج موسى من ارض مصر اخذ معه عظام يوسف،عندما فتحوا المقبرة وجدوا بقايا من تابوت من الحجر الجيرى مكسور ومنهوب ما بداخله وكما هو معروف وشائع ان ناهبو القبور كانوا يسرقون محتويات القبر اما ان يسرقوا العظام فهذا شىء لم يحدث من قبل وهذا اكبر دليل على ان هذة العظام كانت ليوسف وهى العظام التى اخذها موسى معه عند خروجه من ارض مصر.
ولكن هل كسر التمثال قبل اخذ العظام ام عند اخذها؟ لم يستطع العلماء الاجابة عن ذلك وان كانوا يرجحون ان القبر اقتحم فى فترة الاضطراب السياسى عند سيطرة الهكسوس على الدلتا وربما اول ملك للهكسوس هو من كسر التمثال وهذا يتوافق مع سفر الخروج الاصحاح الاول عندما يقول بقيام ملك جديد لم يكن يعرف يوسف وانه سخر اليهود كعبيد. وربما ان اليهود بعد اقتحام القبر وتدنيسه خافوا على ما تبقى بداخله فقاموا بتخبئة عظام يوسف فى مكان آمن لمدة طويلة ثم اخذها موسى معه فى خروجه.

سلام يسوع المسيح اترك لكم
 
أعلى