كيف أُظهر مسيحيّتي في حياتي العمليّة؟
يعتقد بعضهم أنّ الحياة المسيحيّة تنحصر فقط في الكنائس، حيث يصلّي الإنسان ويعبد الرّبّ ثمّ يعود إلى حياته الطّبيعيّة فور خروجه منها. فيضع الإنسان فاصلاً بين الأمور الرّوحيّة والأمور العمليّة. فتراه في الكنيسة متواضعًا متعبِّدًا تقيًّا، وحين يخرج إلى ميدان العمل، تراه نسرًا كاسِرًا وأسدًا مُزمْجرًا. فهو كمن ينزع رداء ويلبس آخر بحسب الموقع الّذي يكون فيه.
لا شكّ في أنّ هذا الأسلوب في الحياة ليس بحسب كلمة الرّبّ. فالكتاب المقدّس يقول: "تبتَهِجُ نفسي بإلهي لأنّه قد ألْبَسَني ثياب الخلاص، كساني رداء البِرّ". هذا الرّداء لا يمكن للإنسان أن يتلاعب به بحسب مشتهاه. لأنّ ذلك يُحزن قلب الرّبّ. فدور الإنسان الّذي يُطيع الرّبّ هو أن يعكس بِرّ الله من خلاله، وبالتّالي يصنع خيرًا في أيّ موقع كان فيه.
يقول الرّبّ يسوع المسيح: "فكلّ ما تُريدون أن يفعل النّاس بكم افعلوا هكذا أنتم بهم". هذا مبدأ شامل ويرتبط بالوصيّة الثّانية وهي أحبِب قريبك كنفسك. فمَن منّا لا يريد الخير لنفسه، وأن يكون محترمًا يحصل على كامل حقوقه. من هنا، في تعاملنا مع الآخرين في مجتمع متنوّع في التّفكير والشّخصيّات والتّراتبيّات، يجب أن نضع نفوسنا مكان الشّخص الآخر ونعرف وجهة نظره، ونعامله على هذا الأساس ليكون الحقّ والعدل والرّحمة الأسُس الّتي يجب أن نستند إليها.
يقول المسيح أيضًا: "أعطوا تُعطوا. كيلاً جيّدًا مُلّبّدًا مَهزوزًا فائِضًا يعطون في أحضانكم. لأنّه بنفس الكيل الّذي به تكيلون يُكال لكم". فعطاؤنا في عملنا وحياتنا أكان ماديًّا أم فكريًّا، لا ينبغي أن يكون محدودًا، بل يجب أن نقدّمه بأقصى طاقاتنا ولا يكون على سبيل المنّة بل كواجب مقدّس نقوم به. فلا ينبغي أن نؤخّر أجرة عامل أو نقبض أجرة من دون أن نستحقّها. فنحن نعمل وكأنّ صاحب العمل هو الله.
ويوصي المعلّم الصّالح أيضًا: "لا تَحكُموا حسب الظّاهر بل احكُموا حُكمًا عادلاً". ففي الكثير من الأحيان ندع مشاعرنا تحكم حكمًا مُسبقًا على مَن نتعامل معه، وهنا احتمال وقوع الظّلم. لأنّ عدم التّحقّق المنطقيّ والعلميّ بعيدًا عن العواطف الخدّاعة يؤدي إلى اتّخاذ قرارات خاطئة. لذلك يجب أن ندرّب ذواتنا على الاستفسار والتعمّق في باطن الأمور قبل اتّخاذ أيّ قرار، ويجب ألاّ نُعطي حكمًا مُتسرّعًا اعتباطيًّا مُستندًا إلى آراء مُسبقَة وألاّ نحكم بحسب ظواهر الأمور.
إنّ تطبيق كلمة الرّبّ في حياتنا العمليّة يُنجح طريقنا، لأنّ رسالة المسيح لم تتناول فقط الشّقّ الرّوحيّ في حياة الإنسان، بل أيضًا الشّقّ العمليّ. فالرّبّ يسوع المسيح حين سُئل عن أوّل الوصايا، قال: "الرّبّ إلهنا ربّ واحد. وتحبّ الرّبّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ فكرك ومن كلّ قدرتك، هذه هي الوصيّة الأولى". لكنّه لم يتوقّف عندها، لأنّه أراد أن يُشير إلى أنّ الوصيّة الأولى لا تكتمل إلاّ بإطاعة الوصيّة الثّانية. فقد ربط الوصيّتين معًا ووضعهما على المستوى نفسه من الأهميّة، إذ أكمل وقال: "وثانية مثلها هي: تحبّ قريبك كنفسك". والقريب ليس قريب الدّم، بل الإنسان الآخر الّذي هو أيُّّ إنسان نتعامل معه في المجتمع مهما كبر أو صغر شأنه، صديق أو عدوّ، مُحبّ أو مُخاصم. هذه هي المسيحيّة الّتي يريد أن يُظهرها الرّبّ من خلال حياتنا العمليّة، وهذا ما ينبغي أن نفعله
يعتقد بعضهم أنّ الحياة المسيحيّة تنحصر فقط في الكنائس، حيث يصلّي الإنسان ويعبد الرّبّ ثمّ يعود إلى حياته الطّبيعيّة فور خروجه منها. فيضع الإنسان فاصلاً بين الأمور الرّوحيّة والأمور العمليّة. فتراه في الكنيسة متواضعًا متعبِّدًا تقيًّا، وحين يخرج إلى ميدان العمل، تراه نسرًا كاسِرًا وأسدًا مُزمْجرًا. فهو كمن ينزع رداء ويلبس آخر بحسب الموقع الّذي يكون فيه.
لا شكّ في أنّ هذا الأسلوب في الحياة ليس بحسب كلمة الرّبّ. فالكتاب المقدّس يقول: "تبتَهِجُ نفسي بإلهي لأنّه قد ألْبَسَني ثياب الخلاص، كساني رداء البِرّ". هذا الرّداء لا يمكن للإنسان أن يتلاعب به بحسب مشتهاه. لأنّ ذلك يُحزن قلب الرّبّ. فدور الإنسان الّذي يُطيع الرّبّ هو أن يعكس بِرّ الله من خلاله، وبالتّالي يصنع خيرًا في أيّ موقع كان فيه.
يقول الرّبّ يسوع المسيح: "فكلّ ما تُريدون أن يفعل النّاس بكم افعلوا هكذا أنتم بهم". هذا مبدأ شامل ويرتبط بالوصيّة الثّانية وهي أحبِب قريبك كنفسك. فمَن منّا لا يريد الخير لنفسه، وأن يكون محترمًا يحصل على كامل حقوقه. من هنا، في تعاملنا مع الآخرين في مجتمع متنوّع في التّفكير والشّخصيّات والتّراتبيّات، يجب أن نضع نفوسنا مكان الشّخص الآخر ونعرف وجهة نظره، ونعامله على هذا الأساس ليكون الحقّ والعدل والرّحمة الأسُس الّتي يجب أن نستند إليها.
يقول المسيح أيضًا: "أعطوا تُعطوا. كيلاً جيّدًا مُلّبّدًا مَهزوزًا فائِضًا يعطون في أحضانكم. لأنّه بنفس الكيل الّذي به تكيلون يُكال لكم". فعطاؤنا في عملنا وحياتنا أكان ماديًّا أم فكريًّا، لا ينبغي أن يكون محدودًا، بل يجب أن نقدّمه بأقصى طاقاتنا ولا يكون على سبيل المنّة بل كواجب مقدّس نقوم به. فلا ينبغي أن نؤخّر أجرة عامل أو نقبض أجرة من دون أن نستحقّها. فنحن نعمل وكأنّ صاحب العمل هو الله.
ويوصي المعلّم الصّالح أيضًا: "لا تَحكُموا حسب الظّاهر بل احكُموا حُكمًا عادلاً". ففي الكثير من الأحيان ندع مشاعرنا تحكم حكمًا مُسبقًا على مَن نتعامل معه، وهنا احتمال وقوع الظّلم. لأنّ عدم التّحقّق المنطقيّ والعلميّ بعيدًا عن العواطف الخدّاعة يؤدي إلى اتّخاذ قرارات خاطئة. لذلك يجب أن ندرّب ذواتنا على الاستفسار والتعمّق في باطن الأمور قبل اتّخاذ أيّ قرار، ويجب ألاّ نُعطي حكمًا مُتسرّعًا اعتباطيًّا مُستندًا إلى آراء مُسبقَة وألاّ نحكم بحسب ظواهر الأمور.
إنّ تطبيق كلمة الرّبّ في حياتنا العمليّة يُنجح طريقنا، لأنّ رسالة المسيح لم تتناول فقط الشّقّ الرّوحيّ في حياة الإنسان، بل أيضًا الشّقّ العمليّ. فالرّبّ يسوع المسيح حين سُئل عن أوّل الوصايا، قال: "الرّبّ إلهنا ربّ واحد. وتحبّ الرّبّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ فكرك ومن كلّ قدرتك، هذه هي الوصيّة الأولى". لكنّه لم يتوقّف عندها، لأنّه أراد أن يُشير إلى أنّ الوصيّة الأولى لا تكتمل إلاّ بإطاعة الوصيّة الثّانية. فقد ربط الوصيّتين معًا ووضعهما على المستوى نفسه من الأهميّة، إذ أكمل وقال: "وثانية مثلها هي: تحبّ قريبك كنفسك". والقريب ليس قريب الدّم، بل الإنسان الآخر الّذي هو أيُّّ إنسان نتعامل معه في المجتمع مهما كبر أو صغر شأنه، صديق أو عدوّ، مُحبّ أو مُخاصم. هذه هي المسيحيّة الّتي يريد أن يُظهرها الرّبّ من خلال حياتنا العمليّة، وهذا ما ينبغي أن نفعله
الكاتب: جورج فرنسيس