امين

بيترالخواجة

<<<< Jesus >>>>
عضو مبارك
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
872
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
آمــيــن
المقدمة:
اليوم أكلمكم بصراحة على الإنسان المسيحي العائش في هذا العالم على المسيحي الممسوح بالميرون المقدس المكرّس للمسيح, المفروز له منذ أوان المعمودية المقدسة الذي كرّس حياته للرب في تحديات العصر, تحديات العالم الحاضر الذي نعيش فيه.
هذا التكريس لا ينوط فقط بالكهنة والرهبان التكريس ليس فقط للخوري, هو لكل واحد اعتمد باسم الآب والابن والروح القدس. "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيحَ لبستم هليلويا"
كل منا هو كاهن بمعنى أنه خادم لله وللآخرين. يقرّب الذبيحة في حياته, يقرّب نفسه يقول سفر الرؤيا: "ذُبحت (أي المسيح) واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنةً فسنملك على الأرض" (رؤيا 5: 9 - 10)
• العالم
العالم يبقى دائماً تحدياً للمسيحي. (defi challenge) لماذا؟ لأن المسيحي عالقٌ ما بين موقفين ظاهرياً متناقضين:
هو من هذا العالم يعيش فيه إلزامّاً وفي الوقت نفسه ليس من هذا العالم لا ينتمي إليه كونه مكرّساً للمسيح وقد اختاره الله من هذا العالم. لا ينتمي إلى هذا العالم ينتمي إلى المسيح, يقول الرسول بولس: "لأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن" (1كور 6: 19- 20)
إذاً لا يستطيع المسيحي أن يغرق في تيار هذا العالم وفي الوقت نفسه عليه أن يعيش ويشهد في هذا العالم. يقول الإنجيلي يوحنا: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الله الآب لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتَعظم المشيئة.....والعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد". (1يو2: 15-17)
من جهة أخرى يقول الإنجيلي نفسه: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16-17)
طابع العالم اليوم
العالم اليوم مادي يستند في أحلى حالاته على العالم والتكنولوحيا Hi-technology science لا على الله. فيه كثير من الضياع, من القلق ومن القساوة. فيه ضعف في المحبة,

ضعف في الإيمان, أنانية ومع ذلك أمراض نفسية شتى. والبرهان حسب الإحصاءات كثرة الأدوية العصبية.
حتى الطبيعة البشرية تتشوه من جراء تشوه نفسية البشر انظروا مدينة بيروت وضواحيها لم يعد فيها أشجار, نعم فساد البيئة يأتي من فساد الإنسان. ليست أزمة البيئة في الخارج بل هي في داخل نفوسنا.
هذا وإننا نحن المسيحيين لا نستطيع أن نرفض هذا العالم الذي نعيش فيه, لا نستطيع أن نهرب منه. حتى الراهب الذي يبتعد مكانياً عن ضجة العالم يسعى من خلال صلاته أن يتحد بكل إنسان (وخصوصاً بكل إنسان معذب) وحتى بكل خليقة ناطقة وغير ناطقة.
المسيحي إذاً مدعو لأن يشهد للمسيح في وسط العالم هذا, الحلو والمرّ. لماذا؟ لأنه كما يقول الإنجيل هو ملح الأرض هو نور العالم هو قلب العالم هو الخميرة التي تخمر العجين كله. "أنتم نور العالم ليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات".(متى5: 14-16)
• لكن كيف تكون هذه الشهادة؟
علينا أن نشهد لإيماننا أينما وجدنا. أن لا نخاف, أن لا نخجل, أن لا نستحي بالمسيح. لكن في الوقت عينه هذه الشهادة للمسيح عليها أن تكون بصمت في الخفية بدون دعاية بدون أبهة (بدون إعلام زائد).
هي رسالة عظيمة في العالم اليوم, رسالة محبة,محبة كل الناس, كل إنمسان وضعه الله في طريقي, محبة كل الخليقة: الحيوانات, الطيور, النبات, هي رسالة أمل أي رجاء. المسيحي دوره أن يعطي رجاء لكل إنسان ليس له رجاء كما نقول للعذراء: "يا رجاء من ليس لهم رجاء سواك وحدك".
يسعى بكل الوسائل من أجل خلاص العالم. هو إنسان مبشر حامل رسالة أينما وجد, مهما كانت مهنته. وأقول لا يقتصر ذلك على الكهنة والرهبان هي رسالة كل مسيحي حقيقي مؤمن ممارس, هو كاهن في العالم (هذا هو الكهنوت الملوكي). لا يمكن أن يكون مغلقاً على نفسه كما هي غالباً الطوائف والمذاهب (علينا نحن المسيحيين أن نغير طريقة نظرتنا للأمور, علينا أن ننظر إلى أمورنا من خلال عيون المسيح, بكلمة علينا أن نتوب).
العالم اليوم يتحدانا: هذه التكنولوجيا العسكرية الاقتصادية التي تجتاح الدنيا بأسرها, وفي الوقت نفسه هو يدعونا, هو متعطش إلينا هو بحاجة إلينا. كان الغني يصرخ إلى ابراهيم وهو يتعذب في الجحيم "يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب"(لوقا24:16)
يا رب أرسل أناساً من هؤلاء الشباب الأتقياء ليردوا قلوب الناس المعذبين في هذا العالم علّنا نصبح أيقونةً لله, مسيحيين حقيقيين إنجيلاً حياً.
• نقطة أخرى مهمة: الحرية
يِعرف أن الدين المسيحي هو دين المحبة والحرية. وأيضاً حسب إيماننا وإيمان الشعوب عبر العصور الحرية هي المطلب الرئيسي للإنسان, لإنسان اليوم. المسيحي يطلب الحرية, العالم اليوم يطلب الحرية, الشباب يطلب الحرية.
ماذا يقول الرسول بولس في هذا الصدد؟ "دعيتم إلى الحرية أيها الأخوة غير أنه لا تصيروا الحرية فرصةً لإشباع شهوات الجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً" (غلا 13:5) إذاً نعم للحرية ولا للفلتان. لماذا لا للفلتان الجنسي؟ لأن هناك رادعاً رادع المحبة, رادع الطاعة. الطاعة للمسيح القائل لنا بلسان الرسول بولس كما ذكرنا سابقاً "لستم لأنفسكم لقد اشتريتم بثمن بدم المسيح" (1كور 6: 19-20)
(ما فيّ يقول المسيحي مثل ما يذكر هنا وهناك أنا حر جسدي لي حرٌّ أن أعمل فيه ما أريد). لماذا أيضاً لا نقبل بالحرية الجنسية؟ لأننا نحترم الآخر, لا نريد أن نستغله من أجل شهواتنا. هناك رادع المحبة: المحبة الحقيقية هي في تعهد الآخر إلى الأبد: هذا هو الزواج المسيحي على صورة المسيح الذي أحبنا حتى الموت موت الصليب.
المسيحي يتحدى عالم الفساد بإيمانه ليس فقط بالأخلاق (Ethics) عش إيمانك تقتني تجرداً عن الأهواء والشهوات. تقتني طاقةً كبيرةً من المحبة! أحبوا اخدموا ساعدوا مجاناً فقط من أجل المسيح دون قيد أو شرط دون مقابل. الرب سوف يعينكم على فراش ألمكم, على فراش الموت وبعد الموت أيضاً.
• المال
أعرف أن هنالك عائقاً وهو المال, المال وأيضاً المال وضيق المعيشة. المال لكثيرين من المسيحيين وسائر الناس أصبح أهم من الله. نحن نخاف من العوز, نخاف من المرض, نخاف من الموت. نركض وراء الضمان الصحي. هذا شرعي طبيعي عند الإنسان الضعيف الإيمان بالرب. الرب هو الضمانة الوحيدة. من أحب الرب لا يخاف "لأن المحبة تطرح الخوف خارجاً" كما يقول الرسول يوحنا (1يو 18:4)
هناك أيضاً عائق أيضاً هو متطلبات العصر, متطلبات مجتمع الاستهلاك: نحن مضطرون في بعض الأوقات أن نقول "لا". قرأت مرة المطران Anthony Bloom يقول: "في كي مرة تقول "لا" تكون قد غلبت". لاء لل Anniversaries, لاء للموضة ولاء لإتباع الموضة بصورة عمياء, الخ....بحريتنا في المسيح نكتسب شجاعة, نحكم في كل شيء ولا شيء يحكم فينا.
• وأيضاً أن نقبل الآخر كما هو:
أن نصلي من أجله, أن نشكر الله على كل شيء, أن نقبل الآخر كما هو حتى وإن لم يكن من عائلتنا, منن بلدنا, من ديننا, من طائفتنا, من مستوانا, حتى ولو أزعجنا أو تكلم علينا بالسوء.
المسيحي يعيش في حضرة الله الدائمة. يصلي باستمرار بطريقة أو بأخرى يعيش مع المسيح ويذكر اسم يسوع, اسم العذراء مريم, اسم القديسين. أتريدون أن أعلمكم الصلاة الفاعلة؟ هذا سر أقوله لكم: من استطاع أن يقوم في الليل (هذا تحدي) أو باكراً جداً ساعة واحدة يصلي ويطالع الإنجيل هذا يملك الدنيا كلها: السماء والأرض في عقله, في قلبه يمتلئ فرحاً رجاءً ومحبةً للعالم أجمع.
ألا تريدون أن تكونوا سعداء, أن تكتسبوا نشاطاً طوال النهار, أن لا تخافوا, افعلوا ما أقوله لكم اختبروه ثلاثة أيام شرط أن تناموا باكراً وأن لا تأكلوا عشاءً دسماً. تنهضون في وقت الصلاة تشكرون الرب, تصلّون للآخرين, ترتفعون توّاً إلى السماء وأنتم بعد أحياء.
نستطيع أن نكون مع المسيح مهما كانت مهنتنا. لننظر إلى عملنا لا كمهنة ووظيفة كسبيل عيش فقط بل كرسالة: المحامي مثلاً ليس بالضرورة كاذباً والتاجر كذلك والطبيب أيضاً يمكن لعلمنا أن يكون سبيلاً للخدمة, للإرشاد للإسعاف تحت ستار سرية المهنة. طبعاً يجب أن يتوفر لنا روح الخدمة كما عند الكشاف.
كلنا كهنة في العالم كلنا خدام أصحاب رسالة هذا هو المفهوم المسيحي الصحيح. التوبة ما هي التوبة في هذا الصوم؟ كلمة ****nie تعني تغير طريقة التفكير: كنا نفكر تفكيراً عالمياً أنانياً مصلحياً. مع الرب, نحن نفكر إيجابياً رسولياً من أجل بنيان الآخر وإغاثته.
عند ذلك الطبيب يسمع لمريضه كالأب الروحي والمحامي والموظف والأستاذ والعامل كذلك يرشد, يخدم, يسعف, يعزي. لا يعود فارق بين الحياة في الكنيسة والحياة في العالم. أعرف قاضياً لم يكن يصدر حكماً قبل أن يصلي بحرارةٍ حتى يطلع الحكم بقدر الإمكان عادلاً.
في عصرنا نحن بحاجة للصمت, إلى الهدوء, إلى الصلاة. الهدوء ليس فراغاً إذا عرفنا أن نملأه بحضور الرب. في عصرنا نحن بحاجة إلى القناعة إلى الاقتصاد في المعيشة وإلى التقشف. في العائلة إلى الصلاة المشتركة, الذهاب إلى القداس الإلهي يوم الأحد, إلى قراءة الإنجيل في البيت وسير القديسين بدل السهر على التلفزيون والمحطات الفضائية أو ال Computer. أيوجد أجمل من أن تجتمع العائلة مع الأولاد ويصلون أمام الأيقونة أو الصليب قبل النوم؟ نحن بحاجة إلى حياة شركة في البيت في الكنيسة وفي الرعية, إلى رعايا صغيرة يعرفون بعضهم بعضاً بدل هذه الكنائس الضخمة المكلفة أو الجوامع البرّاقة. عند المسيحيين الأوائل كان كل شيء فيما بينهم مشتركاً. البساطة في البيت وفي فرش البيت وفي فرش الكنيسة في الصالونات أن نشرب القهوة معاً بعد القداس الإلهي....والسهرات الإنجيلية في البيوت ليس فقط من اختصاص البدع. هكذا نكسر الجليد فيما بيننا نذكر الرب في عالم بعيد عنه نلتقي ولا نعيش فقط لأنفسنا.
الفضية أين الفضيلة؟ هي للغني وكأن ليس عنده شيء, هي للفقير وكأنه يملك كل شيء. هي للمتعلم وكأنه جاهل وللأمي وكأنه يعرف كل شيء لأن الله بروحه قد لقنّه .
أود أن أقول شيئاً هاماً للشباب المسيحي أبناء المدينة أبناء أناس مرفهين: بدل أن تغرقوا في التنعم واللذات والسهر (Dowm Town) والمخدرات والجنس وما غليها ثوروا على كل هذا.
على كل التفاهات. سخروا مالكم وثقافتكم لإعانة الفقراء للخدمة لكي تعطوا أنفسكم ردة فعل لتربية عائلتكم. هم مخطئون أنتم كبش المحرقة, ثوروا من أجل الخير كرسوا أنفسكم لله للعطاء هذه هي الحرية الحقيقية. الثورة الاجتماعية السياسية فشلت تبقى الثورة على النفس على شهواتها هي الثورة الحقيقية هذه هي الثورة التي خاضها المسيح من أجل خلاصنا.
وأيضاً بدل أن تهجروا بلدكم أرض المسيح, اصمدوا بقناعة لو تعلم أيها المسيحي أنك إذا استطعت الصمود والعمل الوضيع لحصلت على أجر كبير أما إذا هاجرت لتعمل في مطعم أو محطة بنزين في الخارج لسقطت في خطأ كبير. والرب لن يوفقك في حياتك الباقية. أنا لست بديان ولكنني أشعر ذلك في ذاتي: لنا شهادة عظيمة في هذه الديار العربية حتى لو لم يستجب إلا قلة للنداء فهذا العدد القليل هو القلة الباقية المعتمد عليها لا الآخرون. عندما يعود المسيح إلى هذه الأرض في مجيئه الثاني هل يجد مؤمنين على الأرض؟
 
أعلى