ظهور الملاك وبشارته للسيدة العذراء ( نيافة الانبا ابرام )

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
4m85qo3jg4.gif


ظهور الملاك وبشارته للسيدة العذراء



وهذه البشارة تحتفل بها الكنيسة لانها بشارة اعطت فرحا للعالم بمجئ المخلص الرب يسوع ويعطينا هذا الانجيل صورة عن حياة السيدة العذراء التى استحقت هذه البشارة نجد فيها اكثر من صفة مقدسة واكثر من فضيلة التى بها استحقت ان تحمل فى احشائها بالله الذى انتظره العالم




ومن اقوى الفضائل التى يمكن ان نتأمل فيها فى حياة السيدة العذراء نجد ان السيدة العذراء تعطى مثالا كاملا لكل فضيلة




ابتداء عندما بشرها الملاك النتيجة ان السيدة العذراء قالت له " هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك " وهذا يوضح كم كانت السيدة العذراء تسلم حياتها لله




والاباء القديسين تعلموا هذه الحياة حياة التسليم للرب وسلموا وقدموا كل حياتهم لله لكى ما يديرها ويقودها حسب ارادته وحسب معرفته الحكيمة وبهذا يستطيع الانسان أن يعيش فى فرح دائم لانه سلم حياته لله .




كل اباءنا القديسين نجد أن مصدر فرحهم أنهم سلموا حياتهم لله فالسيدة العذراء من بدء حياتها نجد ان حياة التسليم ظاهرة وهى عمرها ست سنوات ، فقد توفى أبوها وأمها ولكن السيدة العذراء سلمت حياتها للرب وكان كلامها هو كلام داود النبى " أبى وأمى قد تركانى وأما الرب فضمنى "




البشر عندما يرون موقف كهذا يتعبون :



لماذا يفعل الله هذا ؟




ما ذنب هؤلاء الاطفال ؟


من يقوم بتربيتهم ؟


طفلة عمرها ست سنوات من يعولها ؟




لكن الله يرى أن هذا هو الانسب للكل ، رأى أنه أنسب لخلاص نفوس الجميع لذلك كل ما علينا هو أن نقول الى الله "ياربى فلتكن ارادتك ولتكن مشيئتك فى كل حياتنا "




هكذا كانت حياة السيدة العذراء




دخلت الى الهيكل وسلمت حياتها الى الرب وعاشت حياة قاسية مع اليهود . هل يمكن ان نتصور طفل صغير يعيش فى الهيكل وهو عمره ست سنوات




السيدة العذراء عاشت حياة التسليم الكامل لله فى الهيكل بدون اى احتياجات مما يحتاجها اطفالنا فى الوقت الحالى ، كانت وهى صغيرة قد تعلمت كيف تسلم حياتها لله وتتحمل الحياة القاسية




فعندما بشرها الملاك نجد ان هناك تساؤلات من السيدة العذراء " كيف يكون لى هذا ولست أعرف رجلا ؟"




هذا ليس حياة تسليم فى ظاهره لكن هو فى الحقيقة حياة تسليم فالسيدة العذراء تسأل هنا لانها كانت قد نذرت نفسها للرهبنة ولله فهنا هى تسأل الملاك : كيف يحدث هذا ؟
هل ستكسر نذرها أو كيف سيحدث هذا ؟
فقال لها : الروح القدس يحل عليكى وشرح لها الموضوع فقال له : هوذا أنا أمة الرب طالما انها لن تكسر نذرها : فهوذا أنا أمة الرب




اذا كانت السيدة العذراء كل حياتها حياة تسليم لله ، وبعد أن ولد السيد المسيح نجد أن الله يرسل لها أيضا عن طريق الملاك أن يهربوا إلى مصر




كان من الممكن ان تسأل لماذا نهرب ؟
فنحن معنا المسيح ابن الله .
اليس هذه هو ابنه ؟
لذلك لا يوجد داعى للهروب وكان يمكن ان تمكث ليحميها الله لكن الله يريد من يوسف والسيدة العذراء أن يذهبوا إلى مصر والسيدة العذراء تشعر ان هذه هى ارادة الله فتقول بكل خضوع " لتكن مشيئتك " ويذهبون الى مصر . ثم يرسل اليهم الله رسالة عن طريق الملاك ان يرجعوا الى الناصرة فبكل خضوع تعود الى الناصرة . حياة تسليم كامل لله.




ونرى أن الانسان الذى يعطى ويسلم حياته لله لا يمكن أن يتخلى عنه الله ، الله يدافع عنه ويدافع عنه اكثر مما يدافع الانسان عن نفسه أو يثق بنفسه فالانسان نظرته محدودة لكن اله كل شئ واضح أمامه المستقبل كله واضح أمامه ويرى الخير ويرى الشر وعندما يسلم الانسان حياته لله الله يديرها الى الخير دائما




حياة التسليم حياة مفرحة للانسان ، فيشعر الانسان أنه يرفع عبئ من عليه فعندما يتأمل الانسان ويتسأل عن ماذا يتعبه فى حياته : نجد عدم الاطمئنان فهو غير مطمئن بسبب مشاغل ومشاكل الحياة الغير واضحة ولكن اذا وجد من يضمن له كل هذه الامور ويطمئنه سوف يعيش فرحان وسعيد . الله موجود وهو وعدنا بهذا أنه سوف ينفذ كل مواعيده التى وعدنا بها لكن يجب على الانسان أن يكون عنده ايمان كامل بالله وعنده حياة تسليم كامل بالله وارادته




اباءنا القديسين استطاعوا أن يصوا الى حياة التسليم الكامل لأنهم اختبروا الله




فأنت عندما تختار صديق لك فأنت تختبره هل هو حقا يخاف عليك ، وعندما تسشيره فى موضوع هل رأيه هو الصواب ام يمكن يؤدى الى ضياعك ، وعندما تتأكد من مشورته انها صالحة وتعود عليك بالخير وأنه انسان مخلص يخاف حقا عليك يكون فى هذه الحالة هذا الانسان هو الصديق الذى يمكن أن اعتمد عليه




هو هذا نفس الموقف الذى نعمله مع الله ونرى هل الله يعطينا الارشاد الصحيح والرأى الصحيح ويخاف علينا
ام لا ؟

فاذا تأكدنا من هذا اذا لا يوجد مانع من أن نسلم حياتنا كلها لله




قبل البدء فى أى موضوع أو قبل أن نبدأ بأى عمل فى اليوم قبل كل شئ نطلب ان يكون الله معنا قبل البدء فى اى شئ فما تراه انت يارب صالحا لى فافعله اما لو كان فى هذا الشئ ضرر لى فابعده عنى واوقفه أنا أعطيك هذا الحق يارب وبالفعل يتدخل الله ويرشد ولا يتخلى عن الانسان لان الله لا يتخل فى حياة الانسان بدون ان يطلب منه الانسان ، الله قادر ان يخلصك لكن مش ممكن يفعل هذا الا اذا كانت هذه ارادتك انك تريد أن تخلص ، يستطيع الله أن يقود بيتك ويجعلك فرحا وسعيدا أنت وجميع أهل بيتك لكن عندما تطلب أنت هذا أنت وأهل بيتك وتسلمون حياتكم لله وتثقون فى مشيئة الله لذلك لا يمكن لله ان يتخلى عن انسان يطلب منه هذه الطلبة




+
الشئ الثانى الذى يوصلنا الى حياة التسليم : ألا ننسى عمل الله معنا




فكما كان فى القديم كل تاريخ الانبياء وتاريخ الملوك مكتوب ، فعندما يمر احد الانبياء أو أحد الملوك بفترة من الفتور يبدأ فى التفتيش فى تاريخه القديم فيشعر بماذا فعله معه الرب فى فترة سابقة من حياته وهذا يجعله يتمسك بالله أكثر




لكن ما يعينا أننا نلح على الله عندما نكون محتاجين لشئ ولابد أن نحصل عليها الان وبعد ان نحصل على ما نريده خالص ينتهى كل شئ




فمن منا الذى يشكر الله على ما فعله معه فى مواقف كثيرة مرت فى حياته وعندما نحتاج الى شئ نصرخ الى الله ونطلب منه وعندما نحصل على ما نريد خلاص ننسى كل شئ وننسى الله طالما اخذت ما أريد




فلو كتب كل شخص علاقته بالله زكم اعطاه الله وكم من مرات استجاب له الله فيها واعطاه كل طلباته فسوف يعودنا ان قبل ان نطلب اى طلب أن نشكر الله على كل ما فعله معنا طوال حياتنا




لذلك يجب ان نتذكر دائما عمل الله معنا ولا ننساه وان نذكره ايضا بها ونقول له : كما فعلت معى سابقا واعتنتنى كمل معى ان كان هذا حسب ارادتك ومشيئتك . ولا يمكن ان يتخلى الله عن الانسان




ويجب ان يكون عند الانسان ايمان قوى بمواعيد الله ولطفه . ففى إحدى المرات قال الرب لتلاميذه " إلى الان لم تطلبوا . اطلبوا ليكون فرحكم كاملا " أى أن الله يعتب علينا أننا لا نطلب . اذا ما هى كل هذه الطلبات التى نطلبها : من اجل شفاء الاخرين وطلباتنا الخاصة
اليست كل هذه طلبات ؟
لا ليست هذه طلبات بل هى اشياء يعطيها الله للانسان حتى لا يحزن الانسان لانها ليست عنده




لكن ما يسر قلب الله حقا هو : أن تطلب ملكوت الله وبره . لذلك يقول الرب : " الى الان لم تطلبوا باسمى . اطلبوا ليكون فرحكم كاملا "




هذه هى ارادة الله ان نطلب منه فنحن نطلب منه ان يعطينا ان نسعى للملكوت ، ان نسعى من اجل خلاص نفوسنا ، ان نسعى ان نقدم لك بيتنا كنيسة مقدسة تديرها انت بحسب ارادتك وبحسب مشيئتك




وكلما كان تسليم حياتنا لله بقلب نقى وايمان قوى فلا يمكن ان يتخلى عنا الله . فهل تتصور كم ان ابنك يسلم حياته لك وأنت لايمكن أن تتخلى عنه وأى احتياجات خاصة به ان تعرفها وتلبيها له فورا لانه ابنك وانت تشعر بمسئوليتك عنه . فلو كان هذا هو موقفنا مع الله فالله يقول هذا الانسان ابنى وأنا مسئول عنه وأحافظ عليه فى كل مكان واعطيه ما يحتاجه بدون أن يطلب




الله يعطينا يا أحبائى أن نسلم حياتنا لله حتى ما نتمتع بالفرح الالهى بفرح أبناء الله المعطى من الله لابنائه الذين يسلمون كل حياته اليه ونجد أن الله يقود حياتنا إلى فرح كل يوم فى ازدياد أكثر وأكثر وأكثر . لأن الله يريد للبشرية ان تفرح ، تفرح به وتتعود على حياة الفرح وعلى حياة التسبيح لان هذا ما سيكون فى الملكوت . فالله لا يسعى لخلاصنا لانه يريد شيئا منا لكنه يريدنا ان نتمتع بالملكوت فالاب يعلم ابنه ليكبر ويعيش سعيد مثل كل الناس ونادرا ما نرى اب يفكر انه يكب ابنه ليستفيد منه عندما يكبر نادرا ما نرى هذا وهذه تكون أبوة ناقصة




لكن الابوة الحقيقية ان الشخص يتعب حتى ما كبر اولاده يتمتعون ويعيشون سعداء وهذا ما يفعله الله معنا فالله يتعب معنا ويظل يحرص علينا لانه يريد لاولاده ان يكبروا فى الفرح جتى يصلوا الى المستوى الذى به يستطيعوا ان يعيشوا فى الفرح الابدى فى ملكوت السموات هذا ما يفعله الله .




الله يعطينا أن نحس بهذا العمل وأن نشعر بأبوة الله حتى ما نسلم حياتنا له لنكون له اولادا حقيقين له المجد الدائم فى كنيسته
وإلى الأبد أمين


للمزيد من مواضيعي

دة رابط الموضوع الأصلي : هنا || المصدر :
 

ستيفان

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
19 سبتمبر 2009
المشاركات
500
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
امين
شكرا" على الموضوع الرائع
تحياتي
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON



لكن الابوة الحقيقية ان الشخص يتعب حتى ما كبر اولاده يتمتعون ويعيشون سعداء وهذا ما يفعله الله معنا فالله يتعب معنا ويظل يحرص علينا لانه يريد لاولاده ان يكبروا فى الفرح جتى يصلوا الى المستوى الذى به يستطيعوا ان يعيشوا فى الفرح الابدى فى ملكوت السموات هذا ما يفعله الله .





موضوع رائع يا شحرورة

الك الشكر

ولمجهودك القيم

الرب يارك


 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
مشكور اخي لردك
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
كل الشكر الك اخي كليمو لكلامك المميز
 
أعلى