- إنضم
- 17 يوليو 2007
- المشاركات
- 36,107
- مستوى التفاعل
- 1,337
- النقاط
- 0
الزواج المسيحي والمرأة الواحدة
الزواج بامرأة واحدة مدى الحياة هو الطريق السليم لاستقرار الدافع الجنسي عند الإنسان وتحويله إلى طاقة خلاقة تسمو بحياة الإنسان الفكرية والأدبية. أما أنواع العلاقات الجنسية الأخرى بين الرجل والمرأة فهي قوة هدامة للجانب الأدبي والروحي السامي عند الإنسان. قد يظن البعض أن التجاء الفرد إلى علاقات جنسية قبل الزواج وخارج الزواج قد يكون وسيلة لتخفيف التوتر عند الإنسان، ليتفرغ بعد ذلك إلى حياته العادية. لكن الواقع غير ذلك لأنّ الدوافع الجنسية إذا أشبعت بدون ضوابط وفي غير إطار الزواج، تصبح طاقة جامحة تستحوذ على فكر الإنسان وتمتص جزءاً كبيراً من طاقاته ووقته وتسخر كل قوى الذات لخدمتها؛ وتكون النتيجة أنها تعوق نمو الاهتمامات الفكرية والروحية عند الإنسان. أما في إطار الحب والإخلاص بين الزوجين، فإن العلاقات الجنسية تصير تعبيراً رمزياً عن الحب، وتكون واحدة من عدة اهتمامات أخرى مرتبطة بحياة الشخصين معاً وعلاقتهما بالمجتمع.
إن طبيعة الطاقة الجنسية إذا مورست بمعزل عن ارتباطها بشخصية شريك دائم، لا تستريح أو تهدأ، لكنها تتصاعد حتى تستحوذ الرغبة الجنسية على كل اهتمامات الإنسان وتحتكرها لذاتها وتضحي في سبيلها بكل شيء آخر - والزواج المسيحي يلائم الرغبة الجنسية في حياة الإنسان ويضعها في مكانها الطبيعي ويعطيها أهميتها لكنه يروضها وينظمها في داخل إطار الوجود الإنساني الشامل.
ولقد أشرنا سابقاً إلى جماعة الزاهدين القائلين بأن الدافع الجنسي أمر حيواني جسدي، وهؤلاء يتقبلون الزواج على أنه علاج للشر أو لمنع شراً أسوأ منه - الجنس في ذاته ليس شراً لكن الإنسان الشرير يسيء استعماله بسبب أنانيته. لأنه ما لم يتغلب الإنسان على أنانيته واهتمامه الزائد بذاته، فإنه لن يستطيع أن يحب المرأة كشخص لذاتها، ويظل يعتبرها أداة رخيصة لإرضاء دوافعه الجنسية - والزواج بامرأة واحدة وإن كان لا يضمن التغلب على الأنانية، لكنه على الأقل يهيء المناخ المناسب للتغلب عليها، وذلك لأنه يتيح للرجل والمرأة بعشرتهما معاً أن يتعاملا باعتبارهما بشراً لا أشياء وأن يشارك أحدهما الآخر في اهتماماته، وأن يتحملا مسؤولية بعضهما البعض، وكلما تقدما في هذا المجال فإنهما سوف يتدربان على تخطي محبة الذات.
وإذا سمح الله وبارك علاقة الزواج بإنجاب أطفال، فإن تنمية مشاعر الأبوة والأمومة، والمشاركة في المسؤوليات الجديدة المتعلقة بالأطفال، تساعد على تنمية الزوجين أخلاقياً لأن دوافع جديدة تظهر في حياة الأسرة وأهداف جديدة تبرز أمامها - وهنا ينبغي أن نشير إلى خطر محاولة الهروب من المسؤوليات والالتزامات تجاه الأطفال، بامتناع الزوجين الاختياري عن الإنجاب. فإن هذا الإتجاه يزيد من أنانية الزوجين إذ أن حبهما يتحول إلى حب أناني غير مثمر، والحب إذا توقف عن العطاء المستمر فإنه يتعرض للخطر. إن وجود أطفال في الأسرة يوسع اهتمامات العائلة، ويدرب الزوجين على التضحية في سبيل الأطفال، ويزيد من شعور الزوجين بارتباطهما معاً في مسؤولية التربية، مقوياً شعورهما بالمسؤولية الاجتماعية. وكل هذه أمور ضرورية لتنمية شخصية الإنسان أخلاقياً.
لذا فالزواج المسيحي بامرأة واحدة مدى الحياة هو الشكل الملائم بين أشكال العلاقات بين الجنسين لتحقيق القيمة الحقيقية للمرأة: لقد كان العالم القديم يعتبر المرأة وسيلة لتحقيق غاية الرجل ومتعته؛ وكانت معاملة المرأة على هذا الأساس لا تسمح لها بحرية تقرير مصيرها. كان الرجل هو السيد وله الحق أن يستمتع بالعلاقة الجنسية مع عدد من النساء حسب أهوائه ولإشباع لذته سواء في وقت واحد، أو أوقات متتالية.
الزواج بامرأة واحدة مدى الحياة هو الطريق السليم لاستقرار الدافع الجنسي عند الإنسان وتحويله إلى طاقة خلاقة تسمو بحياة الإنسان الفكرية والأدبية. أما أنواع العلاقات الجنسية الأخرى بين الرجل والمرأة فهي قوة هدامة للجانب الأدبي والروحي السامي عند الإنسان. قد يظن البعض أن التجاء الفرد إلى علاقات جنسية قبل الزواج وخارج الزواج قد يكون وسيلة لتخفيف التوتر عند الإنسان، ليتفرغ بعد ذلك إلى حياته العادية. لكن الواقع غير ذلك لأنّ الدوافع الجنسية إذا أشبعت بدون ضوابط وفي غير إطار الزواج، تصبح طاقة جامحة تستحوذ على فكر الإنسان وتمتص جزءاً كبيراً من طاقاته ووقته وتسخر كل قوى الذات لخدمتها؛ وتكون النتيجة أنها تعوق نمو الاهتمامات الفكرية والروحية عند الإنسان. أما في إطار الحب والإخلاص بين الزوجين، فإن العلاقات الجنسية تصير تعبيراً رمزياً عن الحب، وتكون واحدة من عدة اهتمامات أخرى مرتبطة بحياة الشخصين معاً وعلاقتهما بالمجتمع.
إن طبيعة الطاقة الجنسية إذا مورست بمعزل عن ارتباطها بشخصية شريك دائم، لا تستريح أو تهدأ، لكنها تتصاعد حتى تستحوذ الرغبة الجنسية على كل اهتمامات الإنسان وتحتكرها لذاتها وتضحي في سبيلها بكل شيء آخر - والزواج المسيحي يلائم الرغبة الجنسية في حياة الإنسان ويضعها في مكانها الطبيعي ويعطيها أهميتها لكنه يروضها وينظمها في داخل إطار الوجود الإنساني الشامل.
ولقد أشرنا سابقاً إلى جماعة الزاهدين القائلين بأن الدافع الجنسي أمر حيواني جسدي، وهؤلاء يتقبلون الزواج على أنه علاج للشر أو لمنع شراً أسوأ منه - الجنس في ذاته ليس شراً لكن الإنسان الشرير يسيء استعماله بسبب أنانيته. لأنه ما لم يتغلب الإنسان على أنانيته واهتمامه الزائد بذاته، فإنه لن يستطيع أن يحب المرأة كشخص لذاتها، ويظل يعتبرها أداة رخيصة لإرضاء دوافعه الجنسية - والزواج بامرأة واحدة وإن كان لا يضمن التغلب على الأنانية، لكنه على الأقل يهيء المناخ المناسب للتغلب عليها، وذلك لأنه يتيح للرجل والمرأة بعشرتهما معاً أن يتعاملا باعتبارهما بشراً لا أشياء وأن يشارك أحدهما الآخر في اهتماماته، وأن يتحملا مسؤولية بعضهما البعض، وكلما تقدما في هذا المجال فإنهما سوف يتدربان على تخطي محبة الذات.
وإذا سمح الله وبارك علاقة الزواج بإنجاب أطفال، فإن تنمية مشاعر الأبوة والأمومة، والمشاركة في المسؤوليات الجديدة المتعلقة بالأطفال، تساعد على تنمية الزوجين أخلاقياً لأن دوافع جديدة تظهر في حياة الأسرة وأهداف جديدة تبرز أمامها - وهنا ينبغي أن نشير إلى خطر محاولة الهروب من المسؤوليات والالتزامات تجاه الأطفال، بامتناع الزوجين الاختياري عن الإنجاب. فإن هذا الإتجاه يزيد من أنانية الزوجين إذ أن حبهما يتحول إلى حب أناني غير مثمر، والحب إذا توقف عن العطاء المستمر فإنه يتعرض للخطر. إن وجود أطفال في الأسرة يوسع اهتمامات العائلة، ويدرب الزوجين على التضحية في سبيل الأطفال، ويزيد من شعور الزوجين بارتباطهما معاً في مسؤولية التربية، مقوياً شعورهما بالمسؤولية الاجتماعية. وكل هذه أمور ضرورية لتنمية شخصية الإنسان أخلاقياً.
لذا فالزواج المسيحي بامرأة واحدة مدى الحياة هو الشكل الملائم بين أشكال العلاقات بين الجنسين لتحقيق القيمة الحقيقية للمرأة: لقد كان العالم القديم يعتبر المرأة وسيلة لتحقيق غاية الرجل ومتعته؛ وكانت معاملة المرأة على هذا الأساس لا تسمح لها بحرية تقرير مصيرها. كان الرجل هو السيد وله الحق أن يستمتع بالعلاقة الجنسية مع عدد من النساء حسب أهوائه ولإشباع لذته سواء في وقت واحد، أو أوقات متتالية.