- إنضم
- 21 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 30,377
- مستوى التفاعل
- 2,099
- النقاط
- 0
- الإقامة
- Je rêve que je suis un papillon
وصية الأبن بأمه...
حقآ إن حضور العذراء ووقوفها إزاء الصليب كان مرآ على يسوع مرارة فائقة.
فيا أيها المخلص الصالح لم يبق فيك إذآ شئ عديم الوجع والتألم. فأبوك حجب وجهه عنك وأمك ضاعفت آلامك بوجودها أمامك.
رأى السيد أمه متوجعة ويوحنا بجانبها فقال لها " يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذهوذا أمك " لم يقل لها " يا أمى " بل " يا امرأة " لأنه إذا ناداها " يا أمى" زادت آلامها إذ يذكرها بأن المتألم هو ابنها , فإشفاقآ عليها قال لها " يا امرأة" فكأن المخلص بهذه الكلمة يقول " أنا ذاهب من هذا العالم إلى أبى السماوى وليس لك زوج ولا أولاد , فلكى اشملك بعنايتى أوصيت بك يوحنا حتى يكون لك أبنآ عوضآ عنى.
يوجد صورة فى متحف انتورب من رسم المستر فانديك تدعى " المسيح المائت " وفوقها تجد المخلص موضوعآ عند أسفل الصليب , وذراعا أمه تسندان رأسه, كما تجد يوحنا مشيرآ إلى جسم يسوع العديم الحركة وشاخصآ إلى ملاكين واقفين بجانب المسيح , وترى علامات الأندهاش بادية على وجه يوحنا وكان الملاكان يستران وجههما بأيديهما. وترى على وجه مريم حل المسألة واضحآ فهى ترفع وجهها إلى الله مبتهجة لأن ابنها أكمل العمل الذى أعطاه الله ليقوم به.
إنه درس جميل أن نعرف أن المخلص نظر وهو على صليبه كثيرين كانوا متجمهرين حوله, منهم الأغنياء والعظماء والكهنة والقواد والأقوياء ولكن الرب حول نظره عنهم ولم ينظر إلا إلى جماعة صغيرة من بضعة نساء فقيرات ليعلمنا أن المظاهر العالمية لا تهمه, وأنه لا ينظر إلى الناس لأنهم عظماء أو أغنياء بل لأنهم أتقياء. فكم من كثيرين يوقرهم العالم ويعظمهم ولكن الله يحتقرهم, وكم من كثيرين يجهلهم البشر ولا يدرى بهم أحد, ولكن لهم المركز الأول فى قلب الله.
قال أحد القديسين " ماذا خرجتم لتنظروا . أنبيآ؟ بل أعظم من نبى . أملكآ؟ نعم وأعظم من ملك. كان عرشه صليب الأمتهان, وتاجه إكليل الشوك.هلموا انظروا عظمة الأله, يمتهن البشر الصليب فيختاره ابن الله عرشآ له.
يطأ الناس الفقراء والمساكين بأقدامهم, ولكن ابن الله يرحب به.
ينبذ البشر المرأة الخاطئة كزهرة تستقبل الذبول والأضمحلال. أما الله فقد قبل رجوعها إليه وغفر لها كل خطاياها".
إنه امتياز عظيم ليوحنا الرسول أن يكون موضع ثقة سيده.وحقآ كان جديرآبها لأنه أظهر شفقة على مخلصه أكثر من غيره . ولو أنه تبعه من بعيد إلا أنه لم يفارق صليبه ولم يتركه فاستحق إذآ أن يكون إبنآ للعذراء , ومن ثم أخذه إلى خاصته .
فما أسمى ذلك البيت الذى حوى مريم ويوحنا . إذا وجد منزل كان كالسماء تتحادث فيه الملائكة عن الأمور الروحية فهو ذلك المنزل الذى كانت تسكنه العذراء المباركة والتلميذ المحبوب.
والتاريخ ينبئنا أن يوحنا الرسول لبث بأورشليم ولم يترك فلسطين حتى فارقت روح العذراء جسدها الطاهر.
:download:
عن كتـــــــــــــاب:
يســـــــــــــــوع المصلـــــــــوب
للمتنيح القس منسى يوحنا.
حقآ إن حضور العذراء ووقوفها إزاء الصليب كان مرآ على يسوع مرارة فائقة.
فيا أيها المخلص الصالح لم يبق فيك إذآ شئ عديم الوجع والتألم. فأبوك حجب وجهه عنك وأمك ضاعفت آلامك بوجودها أمامك.
رأى السيد أمه متوجعة ويوحنا بجانبها فقال لها " يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذهوذا أمك " لم يقل لها " يا أمى " بل " يا امرأة " لأنه إذا ناداها " يا أمى" زادت آلامها إذ يذكرها بأن المتألم هو ابنها , فإشفاقآ عليها قال لها " يا امرأة" فكأن المخلص بهذه الكلمة يقول " أنا ذاهب من هذا العالم إلى أبى السماوى وليس لك زوج ولا أولاد , فلكى اشملك بعنايتى أوصيت بك يوحنا حتى يكون لك أبنآ عوضآ عنى.
يوجد صورة فى متحف انتورب من رسم المستر فانديك تدعى " المسيح المائت " وفوقها تجد المخلص موضوعآ عند أسفل الصليب , وذراعا أمه تسندان رأسه, كما تجد يوحنا مشيرآ إلى جسم يسوع العديم الحركة وشاخصآ إلى ملاكين واقفين بجانب المسيح , وترى علامات الأندهاش بادية على وجه يوحنا وكان الملاكان يستران وجههما بأيديهما. وترى على وجه مريم حل المسألة واضحآ فهى ترفع وجهها إلى الله مبتهجة لأن ابنها أكمل العمل الذى أعطاه الله ليقوم به.
إنه درس جميل أن نعرف أن المخلص نظر وهو على صليبه كثيرين كانوا متجمهرين حوله, منهم الأغنياء والعظماء والكهنة والقواد والأقوياء ولكن الرب حول نظره عنهم ولم ينظر إلا إلى جماعة صغيرة من بضعة نساء فقيرات ليعلمنا أن المظاهر العالمية لا تهمه, وأنه لا ينظر إلى الناس لأنهم عظماء أو أغنياء بل لأنهم أتقياء. فكم من كثيرين يوقرهم العالم ويعظمهم ولكن الله يحتقرهم, وكم من كثيرين يجهلهم البشر ولا يدرى بهم أحد, ولكن لهم المركز الأول فى قلب الله.
قال أحد القديسين " ماذا خرجتم لتنظروا . أنبيآ؟ بل أعظم من نبى . أملكآ؟ نعم وأعظم من ملك. كان عرشه صليب الأمتهان, وتاجه إكليل الشوك.هلموا انظروا عظمة الأله, يمتهن البشر الصليب فيختاره ابن الله عرشآ له.
يطأ الناس الفقراء والمساكين بأقدامهم, ولكن ابن الله يرحب به.
ينبذ البشر المرأة الخاطئة كزهرة تستقبل الذبول والأضمحلال. أما الله فقد قبل رجوعها إليه وغفر لها كل خطاياها".
إنه امتياز عظيم ليوحنا الرسول أن يكون موضع ثقة سيده.وحقآ كان جديرآبها لأنه أظهر شفقة على مخلصه أكثر من غيره . ولو أنه تبعه من بعيد إلا أنه لم يفارق صليبه ولم يتركه فاستحق إذآ أن يكون إبنآ للعذراء , ومن ثم أخذه إلى خاصته .
فما أسمى ذلك البيت الذى حوى مريم ويوحنا . إذا وجد منزل كان كالسماء تتحادث فيه الملائكة عن الأمور الروحية فهو ذلك المنزل الذى كانت تسكنه العذراء المباركة والتلميذ المحبوب.
والتاريخ ينبئنا أن يوحنا الرسول لبث بأورشليم ولم يترك فلسطين حتى فارقت روح العذراء جسدها الطاهر.
:download:
عن كتـــــــــــــاب:
يســـــــــــــــوع المصلـــــــــوب
للمتنيح القس منسى يوحنا.
التعديل الأخير: