سر الاعتراف في حياة الشباب
سر الاعتراف في حياة الشباب
+++القمص لوقا سيدراوس +++
النقطة الأساسية في سر الاعتراف هي التوبة ... والتوبة لا تقف عند الندم على الخطية ولكنها تتقدم خطوة أخرى إيجابية وهي : كيف يبدأ التائب حياة جديدة مع الله .
الـندم على الخطية من عمل الروح القدس . فإن للرو ح القدس عملاً ً مهما في التوبة ( ومتى جاء ذاك يـبكت العـالم كاد خطية )... التوبة ليست من صنع الإنسان، لذلك يقول ارميا النبي : " توبنى يا رب فأترب ".
هناك إذن نوبة مزيفة، فيها خداع للنفس، وتوبة حقيقية من عمل الروح القدس .
أذكـر حادثـة عن شاب كان يسلك حسب هواه، وكلمه الكاهن ً كثيرا ً وكثيرا ما وعد بعدم العودة إلى طـريق الخطـية، ولكن كانت تأخذ هذه الوعود صورة التأثير الوقتي ... وفي ذات يوم كان واقف امام كل محطة التـرام المقابلة للكنيسة في انتظار صديقته ... وطال الانتظار فاضطربت نفسه وتضايق جدا - أ وأخذ يتمشى ذهاباً ً وإيابا ثم بدون يدرى " هكذا نقول نحن " دخل إلى الكنيسة ... وفي نور الكنيسة الخافت على ضوء القناديل المـوقدة - ركع أمام الهيكل والدموع تنهمر من عينيه وفي هذه المرة أخذ يبحث عن الكاهن ليعترف له !!...
هذا عمل من أعمال الروح القدس .
قصـة توبة ال قديس أوغسطينوس توضح لنا أيضاً التوبة التي من عمل الله وتبين كيف أن صلاة الأم لم تذهب سدي ... الكاهن في صلاته يجب أن يصلى من أجل توبة شعبه .وأنت في حياتك الشخصية وبما تكون قد اعترفت مئات المرات، ولكن لماذا لم يعمل الاعتراف فيك مثل المرأة الخاطئة، ولآوى، وزكا العشار، الذين تغيرت حياتهم تماماً؟ !
لا نسـتطيع أن نقـول إن خطـاب بطرس الرسول في يوم الخمسين هو الأساس في توبة الآلاف -ولكـنهم نخسـوا فـي قلوبهم بفعل الروح القدس . اجتماعاتنا محتاجة إلى صلوات لأجل توبة النفوس البعيدة والنفوس الموجودة فيها أيضاً حتى يعمل فيها الروح القدس .
الوجه الثاني للتوبة هو أنه يجب أن يوجه الكاهن التائب نحو صليب المسيح . فكلما أحس التائب بأنه أحـزن بخطيـته الرب الذي أحبه، وأن صليب يسوع المسيح مرفوع أساسا من أجل غسل خطاياه وخلاصه منها ... كلما كانت توبته سليمة وصادقة .
فرق بين أن يحس الشاب بأن خطيته أساءت إلى ذاته أو عائلته أو مستقبله، وبين أن يحس أنه أحزن الله الـذي أحـبه وبذل ذاته من أجله ... والله لا يحزن منى ولكن يحزن لأجلى ... الابن الضا ل كان يظن أن الأب غضبان منه ولكن الحقيقة أن الأب كان قلبه يتقطع من أجله ... لذلك قال الرب يسوع عن عو دة التائب : إن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب ...هكذا يلزم للتوبة أن تتقدم إلى الجانب الإيجابي وهو الحرص على محبة الله وعمل وصاياه .
يجب أن يكون في الكنيسة دعوة مستمرة للتوبة . ولكي أدفع الناس للتوبة يجب :
أولاً - أن أكشف لهم أمراض نفوسهم ... كالطبيب الذي يشخص للمريض داءه . وهـناك أمراض روحية شائعة، يجب على الكنيسة أن تكون يقظة لها ... الحديث باستمرار عن هذه الأخطاء المشتركة بين أفراد الشعب يعطى لكل واحد فرصة اكتشاف نفسه . كما أننا لو قلنا إن طريق التوبة هو طريق الصلاة وإنه طالما أنت لم تختبر بعد العشرة الحقيقية مع الله فـي الصـلاة، ولـم تشعر بالسعادة والفرح مع الرب ... فأنت لم تتب بعد فإننا بدلك ندعو للتوبة بطريقة إيجابية .
ً ثانـيا - الحديث الكثير عن محبة الله مهم جدا لكي يدرك الإنسان باستمرار مد ى تقصيره مقابل هذه المحبة العجيبة ... فلو انتصر الشاب على خطاياه الشبابية، فلا زال أمامه الكثير ليبذله من أجل إلهه الذي أحبه وحـرره مـن خطاياه ... وليست هذه هي الخطية الوحيدة التي فيه فالرب ييسوع يقول لنا : " الذي يحبني يحفظ وصاياي . أتحبني ارع غنمي "... مجرد أن يتلاقى الشاب مع محبة المسيح يكتشف خطاياه .ً
ثالـثا - هـناك ظاهرة خطيرة هي عدم الاكتراث بقراءة الإنجيل بينما كثر الإقبال على قراءة الكتب الـروحية، مع أن الإنجيل هو الذي توب أشر الناس ... والناس لا يتأثرون بالإنجيل إما لأنهم لا يعرفون كيف يقرأونه أو لأنهم مربوطون بالماديات وروح العالم .الشـاب الـذي يأتي الى الكاهن ليتوب أمام الله، محتاج بعد أخذ اعترافاته أن ينضم إلى جو روحي داخل الكنيسة ... كما كان يحدث في كنيسة الرسل : أن الذي يؤمن ويتوب ينضم إلى جماعة المؤمنين القديسين الحارين بالروح ... هذا الجو من طبيعته أن يسند الشاب ويسهل على الكاهن جانباً كبيراً من مهمته .
لـذلك فرسـالة خـادم التـربية الكنسية إزاء الشباب هي قبل الاعتراف وبع ده من حيث تهيئة الجو المناسـب لحـياته الجديدة . مهمة الكاهن الأولى أن يقبل الاعتراف و ينفخ في الشاب معطياً له بالروح القدس الحل من خطاياه، والمؤمنون مسئولون عن احتضانه ونموه . مهمة أب الاعتراف أن يجعل المعترف قادر اً على أخذ القوة من الله مباشرة ... بمعنى أنه يلزم على أن أوصـل الشـاب للمسـيح لا أن أربطه بشخصي، إذا استطعت أن أعلمه كيف يصلى، كيف ييقرأ الكتاب المقدس لكي يجد فيه كل الحلول لمشاكله ... ؟ فهذه هي الأسلحة التي تسنده في جهاده .
علـى الكاهن أن يكون طويل البال أولاً لأنه أب، ولابد أن يسمع لشكوى أولاه - وإذا و جد أن الشابيكرر و يعيد ... ممكن يلفت نظره إلى شخص الرب يسوع القادر على كل شيء .
وأنـا كـنت أشـترط علـى الشبان كثيري التكلم أن يقولوا أولاً : " أخطأت إليك يا يسوع " لكي أوجه أنظارهم وأفكارهم إلى شخص الرب وليس إلى شخصي كأني أستطيع أن أفعل لهم ً شيئا .أريد أن أعلق على موضوع فحص الذات ... أرجو أن لا يفهم من فحص الذات أن يقوم الخادم في مدارس التربية الكنسية بإعداد دليل من الأسئلة أو كتاب يساع د على فحص الذات ... هذا يوحي بأن المسيحية هي مجرد عدم فعل الخطايا ... كما أن معرفة الخطية شيء والندم عليها شيء آخر ... وسر التوبة والاعتراف هو الندم على الخطية وبدء حياة جديدة مع الله وهذا من فعل الروح القدس كما قلنا .
لـيس الاعتـراف هو سرد خطايا بل هو حياة إيجابية في محبة الله ... والكنيسة هي جماعة مؤمنينأخـوة ... فخطية أخي التي تحزن الله هي خطيت ى أيضاً لأن ما يحزن الله يحزنني . لا يمكن أن تكون مسيحي
لاتتألم لخطية أخيك . كل إنسان له مواهب للخدمة ... وعلى الكاهن أن يوجه الشاب إلى خدمة أخوته الذين
فـي البـيت ... بالصلاة من أجلهم، وبروح الوداعة والإتضاع ... وهكذا تنمو محبة الشاب وتترعرع و يتفتح
أكثر فأكثر إلى محبة الآخرين وخدمتهم
سر الاعتراف في حياة الشباب
+++القمص لوقا سيدراوس +++
النقطة الأساسية في سر الاعتراف هي التوبة ... والتوبة لا تقف عند الندم على الخطية ولكنها تتقدم خطوة أخرى إيجابية وهي : كيف يبدأ التائب حياة جديدة مع الله .
الـندم على الخطية من عمل الروح القدس . فإن للرو ح القدس عملاً ً مهما في التوبة ( ومتى جاء ذاك يـبكت العـالم كاد خطية )... التوبة ليست من صنع الإنسان، لذلك يقول ارميا النبي : " توبنى يا رب فأترب ".
هناك إذن نوبة مزيفة، فيها خداع للنفس، وتوبة حقيقية من عمل الروح القدس .
أذكـر حادثـة عن شاب كان يسلك حسب هواه، وكلمه الكاهن ً كثيرا ً وكثيرا ما وعد بعدم العودة إلى طـريق الخطـية، ولكن كانت تأخذ هذه الوعود صورة التأثير الوقتي ... وفي ذات يوم كان واقف امام كل محطة التـرام المقابلة للكنيسة في انتظار صديقته ... وطال الانتظار فاضطربت نفسه وتضايق جدا - أ وأخذ يتمشى ذهاباً ً وإيابا ثم بدون يدرى " هكذا نقول نحن " دخل إلى الكنيسة ... وفي نور الكنيسة الخافت على ضوء القناديل المـوقدة - ركع أمام الهيكل والدموع تنهمر من عينيه وفي هذه المرة أخذ يبحث عن الكاهن ليعترف له !!...
هذا عمل من أعمال الروح القدس .
قصـة توبة ال قديس أوغسطينوس توضح لنا أيضاً التوبة التي من عمل الله وتبين كيف أن صلاة الأم لم تذهب سدي ... الكاهن في صلاته يجب أن يصلى من أجل توبة شعبه .وأنت في حياتك الشخصية وبما تكون قد اعترفت مئات المرات، ولكن لماذا لم يعمل الاعتراف فيك مثل المرأة الخاطئة، ولآوى، وزكا العشار، الذين تغيرت حياتهم تماماً؟ !
لا نسـتطيع أن نقـول إن خطـاب بطرس الرسول في يوم الخمسين هو الأساس في توبة الآلاف -ولكـنهم نخسـوا فـي قلوبهم بفعل الروح القدس . اجتماعاتنا محتاجة إلى صلوات لأجل توبة النفوس البعيدة والنفوس الموجودة فيها أيضاً حتى يعمل فيها الروح القدس .
الوجه الثاني للتوبة هو أنه يجب أن يوجه الكاهن التائب نحو صليب المسيح . فكلما أحس التائب بأنه أحـزن بخطيـته الرب الذي أحبه، وأن صليب يسوع المسيح مرفوع أساسا من أجل غسل خطاياه وخلاصه منها ... كلما كانت توبته سليمة وصادقة .
فرق بين أن يحس الشاب بأن خطيته أساءت إلى ذاته أو عائلته أو مستقبله، وبين أن يحس أنه أحزن الله الـذي أحـبه وبذل ذاته من أجله ... والله لا يحزن منى ولكن يحزن لأجلى ... الابن الضا ل كان يظن أن الأب غضبان منه ولكن الحقيقة أن الأب كان قلبه يتقطع من أجله ... لذلك قال الرب يسوع عن عو دة التائب : إن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب ...هكذا يلزم للتوبة أن تتقدم إلى الجانب الإيجابي وهو الحرص على محبة الله وعمل وصاياه .
يجب أن يكون في الكنيسة دعوة مستمرة للتوبة . ولكي أدفع الناس للتوبة يجب :
أولاً - أن أكشف لهم أمراض نفوسهم ... كالطبيب الذي يشخص للمريض داءه . وهـناك أمراض روحية شائعة، يجب على الكنيسة أن تكون يقظة لها ... الحديث باستمرار عن هذه الأخطاء المشتركة بين أفراد الشعب يعطى لكل واحد فرصة اكتشاف نفسه . كما أننا لو قلنا إن طريق التوبة هو طريق الصلاة وإنه طالما أنت لم تختبر بعد العشرة الحقيقية مع الله فـي الصـلاة، ولـم تشعر بالسعادة والفرح مع الرب ... فأنت لم تتب بعد فإننا بدلك ندعو للتوبة بطريقة إيجابية .
ً ثانـيا - الحديث الكثير عن محبة الله مهم جدا لكي يدرك الإنسان باستمرار مد ى تقصيره مقابل هذه المحبة العجيبة ... فلو انتصر الشاب على خطاياه الشبابية، فلا زال أمامه الكثير ليبذله من أجل إلهه الذي أحبه وحـرره مـن خطاياه ... وليست هذه هي الخطية الوحيدة التي فيه فالرب ييسوع يقول لنا : " الذي يحبني يحفظ وصاياي . أتحبني ارع غنمي "... مجرد أن يتلاقى الشاب مع محبة المسيح يكتشف خطاياه .ً
ثالـثا - هـناك ظاهرة خطيرة هي عدم الاكتراث بقراءة الإنجيل بينما كثر الإقبال على قراءة الكتب الـروحية، مع أن الإنجيل هو الذي توب أشر الناس ... والناس لا يتأثرون بالإنجيل إما لأنهم لا يعرفون كيف يقرأونه أو لأنهم مربوطون بالماديات وروح العالم .الشـاب الـذي يأتي الى الكاهن ليتوب أمام الله، محتاج بعد أخذ اعترافاته أن ينضم إلى جو روحي داخل الكنيسة ... كما كان يحدث في كنيسة الرسل : أن الذي يؤمن ويتوب ينضم إلى جماعة المؤمنين القديسين الحارين بالروح ... هذا الجو من طبيعته أن يسند الشاب ويسهل على الكاهن جانباً كبيراً من مهمته .
لـذلك فرسـالة خـادم التـربية الكنسية إزاء الشباب هي قبل الاعتراف وبع ده من حيث تهيئة الجو المناسـب لحـياته الجديدة . مهمة الكاهن الأولى أن يقبل الاعتراف و ينفخ في الشاب معطياً له بالروح القدس الحل من خطاياه، والمؤمنون مسئولون عن احتضانه ونموه . مهمة أب الاعتراف أن يجعل المعترف قادر اً على أخذ القوة من الله مباشرة ... بمعنى أنه يلزم على أن أوصـل الشـاب للمسـيح لا أن أربطه بشخصي، إذا استطعت أن أعلمه كيف يصلى، كيف ييقرأ الكتاب المقدس لكي يجد فيه كل الحلول لمشاكله ... ؟ فهذه هي الأسلحة التي تسنده في جهاده .
علـى الكاهن أن يكون طويل البال أولاً لأنه أب، ولابد أن يسمع لشكوى أولاه - وإذا و جد أن الشابيكرر و يعيد ... ممكن يلفت نظره إلى شخص الرب يسوع القادر على كل شيء .
وأنـا كـنت أشـترط علـى الشبان كثيري التكلم أن يقولوا أولاً : " أخطأت إليك يا يسوع " لكي أوجه أنظارهم وأفكارهم إلى شخص الرب وليس إلى شخصي كأني أستطيع أن أفعل لهم ً شيئا .أريد أن أعلق على موضوع فحص الذات ... أرجو أن لا يفهم من فحص الذات أن يقوم الخادم في مدارس التربية الكنسية بإعداد دليل من الأسئلة أو كتاب يساع د على فحص الذات ... هذا يوحي بأن المسيحية هي مجرد عدم فعل الخطايا ... كما أن معرفة الخطية شيء والندم عليها شيء آخر ... وسر التوبة والاعتراف هو الندم على الخطية وبدء حياة جديدة مع الله وهذا من فعل الروح القدس كما قلنا .
لـيس الاعتـراف هو سرد خطايا بل هو حياة إيجابية في محبة الله ... والكنيسة هي جماعة مؤمنينأخـوة ... فخطية أخي التي تحزن الله هي خطيت ى أيضاً لأن ما يحزن الله يحزنني . لا يمكن أن تكون مسيحي
لاتتألم لخطية أخيك . كل إنسان له مواهب للخدمة ... وعلى الكاهن أن يوجه الشاب إلى خدمة أخوته الذين
فـي البـيت ... بالصلاة من أجلهم، وبروح الوداعة والإتضاع ... وهكذا تنمو محبة الشاب وتترعرع و يتفتح
أكثر فأكثر إلى محبة الآخرين وخدمتهم