- إنضم
- 21 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 30,377
- مستوى التفاعل
- 2,102
- النقاط
- 0
- الإقامة
- Je rêve que je suis un papillon
الجبل فى حياة الأنبياء
كان للجبل أيضآ مكانة فى حياة أولاد الله سواء فى العهد القديم أو الجديد فإذا تأملنا حياة :
+ موسى النبى :
الذى نسميه كليم الله , وأعطى هذا الاسم نتيجة حياته الطويلة فى الجبل وتردده الكثير عليه وكلامه فيه مع الله تبارك اسمه كثيرآ , نرى موسى هذا لما كان عائشآ فى قصر فرعون لم يكن نافعآ كما ينبغى , ولكن متى أصبح نافعآ ؟ لما عاش فى الجبل أربعين سنة , لما تربى فى حضن الله فى هذا الجبل.
أيضآ لما ذهب لاستلام الشريعة ظل أربعين يومآ صائمآ فى الجبل , وتكرر هذا مرتين , وكما استلم موسى شريعة العهد القديم من على الجبل , هكذا أعطانا رب المجد شريعة العهد الجديد من على الجبل أيضآ , ولما نزل موسى من الجبل كان وجهه يلمع لمعانآ شديدآ لدرجة أن الشعب لم يستطع أن ينظر فى وجهه إلا بعد أن وضع برقعآ عليه.
+ إيليا النبى :
هذا النبى العظيم , رجل الجبال , الذىكان يعيش ناسكآ عابدآ , وصام أيضآ أربعين يومآ . هذا النبى لا يحابى وجه إنسان و لا يخاف إنسانآ مهما كان , أخذ هذه القوة من حياته القوية مع الله فى الجبال.
وهنا نلاحظ من حياة هذين النبيببن العظيمين الارتباط الواضح بين حياة الجبل وحياة الصوم والنسك الشديد , وأنهما استحقا أن يظهرا مع ربنا يسوع المسيح على جبل التجلى.
+ إليشع النبى :
تلميذ إيليا العظيم , كان للجبل أيضآ نصيب فى حياته , متعلمآ من أبيه.
+ يوحنا المعمدان :
هذا الذى يعتبر أنه تربية الجبال , وتربية الملائكة الذى ظل ثلاثين سنة متتالية فى الجبال ناسكآ زاهدآ , يلبس منطقة من الجلد على حقويه , وكان لباسه من وبر الإبل , هذا الذى على طقسه وطقس إيليا النبى تأسست الرهبنة . حياة الجبال , حياة الملائكة الأرضيين أو البشر السمائيين.
+ بولس الرسول :
هذا الرسول العظيم , والأناء المختار , قبل أن يبدأ خدمته ذهب إلى الصحراء العربية وقضى فيها ثلاث سنوات كما قال هو عن نفسه.
(غل 1 : 15 - 18 ).
ومنذ بدء القرن الرابع والقرن الخامس بدأت الجبال تصير كأبراج الحمام يتكاثر عليها محبى المسيح من كل مكان , أصبحوا يملأوا الجبال من الإسكندرية حتى أسوان , سواء منطقة نتريا أو القلالى أو منطقة تبايس أو طبانسين أو أسيوط أو منطقة إدفو وأسوان , عشرات الألوف لدرجة أنه كان يدق جرس نصف الليل تقريبآ فى وقت واحد من الإسكندريةإلى أسوان وترتفع صلوات عشرات الألوف فى وقت واحد كرائحة بخور ذكية.
وكم كان آباء الرهبنة الكبار يشتاقوا أن يستمر عمار الجبال بالرهبان بهذا الأسكيم المقدس ومنهم من كان يسأل ربنا يسوع المسيح من أجل هذا , كما حدث مع العظيم الأنبا باخوميوس والذى أعلن له رب المجد ما سيؤول عليه حال الرهبنة من بعده, وأيضآ سأل القديس الأنبا أنطونيوس البار الأنبا بولا أول السواح عن حال هذا الإسكيم فيما بعد , فأجابه , وأيضآ لقد تنبأ القديس مقاريوس الكبير بهذا الخصوص , وأيضآ البار الأنبا بيشوى , ولدينا العديد من هذه النيبوات إن لم يكن جميعها.
وغيرهم , نجد أنه لا داعى لذكر هذه النبوات التى موجزها جميعآ أنه ينبغى للراهب أن يكون له محبة شديدة لربنا يسوع المسيح .
الواقع أن الجبل هو أكثر مكان ممكن يتقابل فيه الإنسان مع الله بحرية وانطلاق , حقآ أن الله معنا فى كل مكان , ولكن المهم أن نشعر نحن بوجود الله معنا ووجودنا معه , وفى حضرته , وإذا نحن أحسسنا أن الله معنا , نعتبر أننا نحن معه فى هذه اللحظات.
مقتطفات من كتاب - الجبال فى حياة رب المجد والأنبياء والقديسين
لراهب متوحد ببرية شيهيت
