أنا نائمة وقلبي مستيقظ ( نش 5 : 2 - 3 )

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
أنا نائمة وقلبي مستيقظ:(نش 5: 2 _ 3)
_________________________

أنا نائمة وقلبي مستيقظ.صوت حبيبي قارعا.افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل , قد خلعت ثوبي فكيف البسه.قد غسلت رجليّ فكيف أوسخهما. نش 5 : 2 _ 3


ترجمة أخري:
__________
قد نمت ولكن قلبي كان مستيقظا. آه، اسمعوا! ها صوت حبيبي قارعا قائلا: افتحي لي ياأختي، ياحبيبتي، ياحمامتي، ياكاملتي! فإن رأسي قد ابتل من الندى وخصائلي من طل الليل.
: فقلت: قد خلعت ثوبي فكيف أرتديه ثانية؟ غسلت قدمي فكيف أوسخهما؟


هذه مرحلة جديدة فى حياة العروس ,وفى نفس الوقت مرحلة غريبة وعجيبة .,فقصة الحب التى عاشتها العروس مع حبيبها كانت بدايتها غريبة جدا وأخذت العروس زمن طويل جدا حتى انتبهت الى حب عريسها ,
ثم أخذت وقت أخر حتى انفتحت عينها الداخلية لتفهم اهتمام عريسها من نحوها .وتُدرك أعماق عمله من جهتها .

وأخيرا انكشفت بصيرتها وعرفت مقدار حب وتضحية وبذل الحبيب من أجلها ,وكم من المتاعب والألم الذى لا يمكن أن يُحتمل وقد تحمله العريس بسرور من اجل شدة حبه لها وتعلق قلبه الالهى بها , وقد فهمت وانفتحت بصيرة العروس لتعرف وترى بوضوح غاية الوضوح عمل حبيبها وبذل الحب الذى تم لاجلها .

ودخلت العروس في اختبار الحب بشكل عملي وحقيقي وذابت فى الحب وسهرت ليالي تُسبح وتتلذذ بجمال حبيبها ,ومرت أيام جميلة في الحب الإلهي تمكن الحب من قلبها وملك كل كيانها .

وبالحب الذى دخل الى أعماق قلب العروس كان حب فعال بصورة قوية جدا تسبب فى تغير كل حياة العروس وجميع أفكارها بل طهر القلب والنفس وأيضاً وتسبب بقوته فى تغير اشتياقات قلبها فقد ظل هذا الحب يعمل فى داخل كيان العروس بسحر وقوة ولكن بطريقة سرية وغير ملحوظة !!

وفى بداية علاقتها بحبيبها لم تكن صورة العريس واضحة إمامها وكانت تنظر اليه مثل جميع الناس على أنه عظيم ومرتفع وجبار .ولكن رباط الحب السري جذبها نحوه وقربه اليها .

حتى وجدت نفسها تُخاطبه وجهاً الى وجه ووجدت داخلها قوة ومعونة خاصة تدفعها اليه كلما حاولت الاقتراب منه .ووجدت نفسها تشعر نحوه بمشاعر خاصة وجديدة ومختلفة كل مرة تُلبى وتُطيع قوة الجذب التى فى داخلها

وهكذا وجدت لذة جميلة فى ترك نفسها للقوة التى تدفعها نحوه وتخرج من هذا الاختبار بجديد نحو معرفة حبيبها .ومع مرور الأيام وجدت العروس نفسها تتعامل بصورة مباشرة مع شخص حبيبها الالهي .

وكل مرة تسمع صوت ندائه من داخلها وتهم لتسمع منه تجد نفسها تدخل فى حضوره الالهي بالحق ,فهو ها هنا وحاضر وقلبها يشعر به بل يراه بالفعل وجميع أجزاء كيانها يتهلل فيها من حضوره .

ومن فرط الفرح والسعادة بسبب حضوره شخصيا معها تُحاول أن تجد كلمات تُعبر بها عن فرحها الداخلي بحضوره بالحق واليقين فلا تجد كلمات من اللغة يمكن أن تُعبر بها عن إحساسها .فتنظر اليه طالبه منه المساعدة فى عجز كلمات اللغة فى وصف مشاعرها .

ولكن بمجرد أن تلتقي عيناها فى عينه على الفور تنهمر الدموع سيول منها فتمتد يده الحانية لتمسح دموعها وترتسم ابتسامة على وجهه .فتُدرك العروس أن دموعها قد عبرت عما فى داخلها له بما قد عجزت اللغة ان تُعبر به ,فتشعر أن حبيبها يعرف جيدا أن يُفسر دموعها فهى تُخاطب قلبه وتوصل له مشاعرها بطريقة أفصح من اللغة .
هكذا قال الرب.امنعي صوتك عن البكاء وعينيك عن الدموع لانه يوجد جزاء لعملك يقول الرب.فيرجعون من ارض العدو ار 31 : 16

وهكذا عرفت العروس عريسها معرفة جديدة فائقة على اللغة والكلام فهى لا تستطيع أن تصف حضور حبيبها بالكلام ولا تستطيع أن تُعبر عن جمال وروعة هذا الحب الذى سكن قلبها باللغة ,ربما فقط عندما يفيض قلبها بالحب الالهي وخاصا مع لقاء الحبيب لا تجد سبيل للتعبير عن مشاعرها بخلاف دموعها التى لا تستطيع التحكم فيها !!

ومع شدة ما قابلت العروس فى الفترة الماضية من متاعب وحروب ومُغريات كلها كان هدفها هو إسقاط هذا الحب وجعل العروس تنشغل بعيد عن هذا الحب ولكن جميع ما جاء على العروس مع قوة شدته لم يثنى روح العروس عن حب حبيبها بل بالعكس تسبب فى الالتصاق بالحبيب أكثر وجميع المصاعب التى وقفت فى طريق الحب ذهبت ولم يبقى غير الحب شامخ قوى فى قلبها فتأكد لها أن حب حبيبها متفوق على كل شيئ مهما كان .

ومن هنا تسرب الأمان والاطمئنان الى قلب العروس التى كانت دائماً فى إطراب وشعرت أنها لحبيبها وحبيبها لها مها كانت الظروف , وأخذت تشعر بأمان شديد كل مرة تجد نفسها مسنودة على شخص حبيبها الحاضر معها كل يوم ,والتى دخلت فى حضوره وارتاحت بحضوره .

وعلى كل ذلك تركت العروس الشدة الكبيرة التى كانت تغلب على حياتها فى كل مجالات الحياة وأيضا فى مجال التعامل مع الله .ومرت الأيام والعروس فى راحة حتى أنها صارت نائمة وعلى الرغم من أن قلبها لم يستطيع أبدا أن ينام ولهذا قالت العروس :

أنا نائمة وقلبي مستيقظ :
____________________
هذه الحالة التى عبرة عنها العروس بنعمة ونور الروح القدس هى عجب من عجب أنها حالة فى غاية الغرابة ,كيف صارت اليها العروس بعد كل طريق الحب هذا ؟ لا توجد إجابة مُقنعة ولكنها حالة حقيقية تمر بها نفس عروس المسيح التى تمتعت بحبه وذاقت حلاوة وجمال حبه حتى انها سكرت بهذا الحب وتمنت ان يسكر بحبه جميع خلائق الله !!

ماذا بك يا عروس المسيح ؟ قلبك وقد صارا مسكناً للعريس وامتلاء من عبير حبه حتى فاح حبه بقوة من قلبك واشتمه جميع المحطين بك .

قلبك وقد التهب بحب يسوع حتى انه لم يستطيع أن يكف عن التهليل والفرح والرقص المستمر ,فكل شيئ حولك يُحرك قلبك بالرقص من أجل حب يسوع الذى استقر فى قلبك .

حتى الطبيعة وجمال الطبيعة يُحرك قلبك بالرقص والفرح بحب يسوع خالق ومبُدع الطبيعة ,حتى أن القلب قام بالحقيقة قام ,وكيف لايقوم والمسيح القيامة والحياة ساكن فيه والى الأبد !!

فيسوع المسيح الذى دخل على تلاميذه الخائفين المجتمعين فى علية صهيون_ وقد أغلقوا جميع الأبواب خوافاً من اليهود الصاليين_دخل إليهم وجميع الأبواب مُغلقة وهو قائم بالحقيقة والقيامة قد أشعت منه بدون احتجاب أو أخلاء لان زمن الإخلاء قد ولى ومر ,وعلى الفور امتلاء كل المكان من إشعاع ونور قيامة الرب ولمست القيامة نفوس التلاميذ وقلوبهم فانتقلوا من الحزن الذي بلا رجاء الى الفرح الممتلئ بكل الرجاء :

ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. يو 20 : 19

هذا ما حدث بالضبط مع العروس يوم دخل اليها الحبيب واستقر فى القلب وتحول اهتمامها كله الى هذا العريس السمائي الذى ملك على القلب وبدخوله الى القلب ومُلكه على قلبك منذ هذه اللحظة والقيامة تعمل فى قلبك وتملئ قلبك بالنور الحقيقى والقداسة حتى أن قلبك صار مستيقظ على الدوام والحرارة به لا تنقطع ابداً بسبب سر قوة قيامة الحبيب الذى يعمل فيه .

واليوم ماذا أصابك يا عروس المسيح بحق الحب أخبرينى كيف تنامي من جديد ؟كيف بينما قلبك مازال مستيقظ ولا يستطيع أن ينام؟

هل أنت قد أصاب روحك شيء من التراخي بسبب رؤية الحب واتساع قلب الحبيب نحوك؟
ولكن اليس رؤية الحب الذى لك فى قلب عريسك قوة دافعة جبارة لك فى طريق الحياة الابدية والتعلق بشخصه الالهى ؟

هل أصابك نوع من الغرور بسبب فرط إعلانات الحبيب لك ونسيتى أنك فى الاصل لاشيئ على الإطلاق بل أنت هى السوداء اللقيطة والتى وجدك الحبيب فى الشوارع مدوسة من الجميع فقبلك وتحرك قلبه نحوك بالحب فغسلك وطهارك وجعلك صالحة لمملكته ؟

هل نسيتى من أنت وما هى قصة حياتك واصلك المعروف تماما له ولك؟

هل أنشغلتى يا حبيبت المسيح بعطايا المسيح لك وانصرفتى عن صاحب العطايا فنمتى عنه بينما لم ينطفئ عمله فى قلبك ؟

أتعجب كل العجب أنه على الرغم من أنك استسلمت للنوم فى الوقت الذى كان يجب أن تكونى به فى منتهى اليقظة ورغم ذلك قلبك مستيقظ اى أن عمل الله فيك لم يتوقف او يُصيبه شيئ بسبب نومك بالفعل :

فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء.أفلعل عدم امانتهم يبطل امانة الله. رو 3 : 3

أنها حالة تكشف عن بعد جديد فى حب يسوع للنفس فمهما تراخت النفس وحاولت ان تنام عن عمل الله ومحبته ولكن محبة الله ابداً لا تنام !!

فالرب قد أكمل بالفعل كل عمله ناحية الإنسان وأعد كل شيئ وينتظر أن نعيش عمله ونسير فيه من مجدا الى مجد فاليوم يُعلن المسيح أن القلب الذى سكن فيه يسوع لايمكن أن ينام بل هو لابد أن يكون مستيقظ على الدوام ولكن كيف ينام الانسان بينما قلبه مستيقظ لاينام؟

الحقيقة أن سر النوم هذا يكمن فى الجسد الذى نحن مازالنا به الجسد الذى ينتظر برجاء حقيقي تغير لكى يكون على شكل جسد المسيح القوى المنتصر على جميع الاوجاع !!

فالجسد الضعيف الذى نحن فيه هو الذى يشد النفس الى النوم ويطلب الراحة بأستمرار ولاسيما فى حالة الضغط وأوقات الصليب يظهر الجسد كأعظم عائق أمام الصليب !!

ربما الروح تكون مستعدة وتقبل الصليب بكل فرح لانها تعلم أن الصليب عبور الى المجد والفرح الابدى التى طالما أختبرته وفرحت به , ولكن المشكلة فى الجسد الذى يتظاهر بالمرض والتعب دائماً فى أوقات الاحزان والصليب ويُلح على الانسان أن ينام ليهرب من مواجهة الصليب :

ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياما.فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة. , اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة.اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف. يو 26 : 40 _ 41

وهكذا ينكشف بنور نعمة المسيح أن سر النوم يكمن فى الجسد فالعروس تراخت وسمعت الحاح الجسد عليها وأطاعت الجسد ولهذا نامت على الرغم من أن قلبها مستيقظ !!

فالجسد صديق وتابع ولابد أن نُعطيه متطلبته ولكن فى الحدود التى رسمها الله والتى يحرسها روح الله الساكن فى النفس ,ولكن عندما يتراخى الانسان ويتجاهل روح الله او يتخطى صوته حينئذا يتخطى الجسد حدوده يشد الانسان خارج حدود الله وهنا الخطورة الكبيرة.

لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد.وهذان يقاوم احدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون. غل 5 : 17فالحبيب حرر قلب العروس وشعرت العروس بالحرية ولكن كان يجب أن تكون هذه الحرية فرصة للانطلاق فى حب يسوع بلا حدود وبلا عائق ,كانت فرصة أن يتحول كل ما فيها من طاقة الى حب يسوع من كل الفكر ومن كل القدرة ومن كل القلب ولكن واضح ان العروس انخدعت ومالت الى راحة الجسد المزيفة ومطالبه التى تخطت الحدود الطبيعية :
فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة.غير انه لا تصيّروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا. غل 5 : 13

ربما كان هذا هو السبب الذى جعلها تنام حيث خدعها الجسد وألحا عليها أن تنام وترتاح فى الوقت الذى لايجب فيه النوم بل السهر فنامت وهى لا تدرى أنها ليست مع الحبيب كيف تنام وهى ليست فى حضن الحبيب !!
كيف استسلمت للنوم وهى ليست مسنودة على صدر الحبيب؟
كيف صعدت على سرير فراشها وهى لم تجد حبيبها فى موضعه داخل قلبها؟
أتعجب بالفعلا منك يا حبيبة المسيح كيف أعطيتي عينك نوما ولأجفانك نُعاساً وانت لاترى فى قلبك مكان للحبيب؟
لن أدخل بيت سكناي، ولن أعلو فراشي،
: ولن أعطي عيني نوما ولا أجفاني نعاسا،
: حتى أبني مقاما لتابوت الرب، ومسكنا لإله يعقوب القدير مز-132-3 : 5

بل غاب الحبيب من أمام عينها وحجب فرح حضوره الجسد وإلحاحه بأنه تعبان ومحتاج الى الراحة !!

والذى يُشتعجب منه بالحق أن العروس غاب عن عينها حضور الحبيب رغم أنه حاضر بينما لاتدري وكل هذا ولم ينم قلبها بل ظل مستيقظ !!
القلب مستيقظ ومتشوق أن يدخل الى أعماق الحب الالهي والجسد الضعيف يخدع نفس العروس بالتعب وطلب الراحة وهى ليست الراحة الحقيقية !

لان الراحة الحقيقية ليست فى راحة النوم الجسدى بل فى الارتواء والسُكر بحب يسوع حتى الانتشاء أه لو علمتى وصدقتى الروح يا عروس المسيح ولم تُصدقي الجسد لرفضت النوم على طول الطريق وفضلتي اليقظة المستمرة والدخول بها الى أعماق الجب التى لا تنتهى والتى ليس لها حدود أو نهاية .

حينئذاً سوف يجذب الروح الجسد من نومه ويجعله فى يقظة وصحة بدون أن ينام ولكن قد استسلمت العروس لخداع الجسد فنامت وتلذذت بالنوم حتى أنها استغرقت فى نوماُ وثباتاً عميق جعلت العريس يقلق عليها ويتقدم منها ويُنادى عليها لان صوت حبيبها محبب لقلبها فأستطاع أن يدخل لها فى ثبُاتها العجيب ولهذا تنبهت له قائله :

صوت حبيبي قارعا.افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل نش 5 : 2

أنه الحبيب الذى صنع من أجل حبيبته ما لم يصنعه محب فى الوجود كله !
وأحتمل من جهلها وعدم فهمها ما لم يمكن أن يحتمله محب على الإطلاق!
كلما يستقر قلبها فى حبه وتتمتع به غالبا ما تُضاب بنكسة تُغير نفسها وقلبها ,والغريب هذه المرة أنها تنام وتتركه يذهب عنها وهى لاتدري بغيابه فقد ظنت أنه ممكن أن يستمر فى حضوره بينما هي تعيش ببرود وبدون حرارة فى القلب او بشكل روتيني يدعوا الى الملل ,والحب الإلهي من طبيعته أنه نار متقدة لا يمكن أن تنطفئ أو تقل فى لهيبها بل هى تزداد فى لهيبها بصورة مطردة:

جئت لألقي نارا على الأرض.فماذا أريد لو اضطرمت. لو 12 : 49
فهى عندما وجدت الحب يلتهب فى قلبها ارتاحت ولم تضرمه ولم تسعى بكل قلبها فى طلب اشتعال هذا الحب الى ما لانهاية ولهذا نامت فأنحجب حضور العريس عن قلبها ولم تدري ولكن لان هذا الحبيب له فى قلبه نحوها حب من نوع خاص جدا لم يغضب أو تركها نائمة !!!!!!

بل عاد من جديد مغلوباً من حبه لها عاد وما أعجب صبره ليُنادى عليها من جديد ويقرع على قلبها بصوته الحنون وبنغمة الحب التى يعشقها قلبها كل هذا حتى يُحنن قلبها فتصحي من نومها وغفلتها وتنتبه لغيابه .

وليست هذه هي المرة الاولي التى يُنادي بها الحبيب على عروسه بل هو كان يفعل هذا مرات ومرات بصبر الهي فعلاً يُتعجب منه على مدار عمرها الطويل كله .
فصوته الحنون هو الذى ظل يُنادى عليها ولاييأس منها وهى غارقة فى نجاسة العالم وتشرب من مائه ,لم يتوقف صوته عن دعوتها والنداء عليها مرات ومرات ,وهو ينتظر وينتظر رجوعها اليه .

ينتظر اللحظة التى ترفع فيها رأسها من بئر نجاسات العالم وتحاول أن تستنشق هواء نظيف فيقترب على الفور منها ويقرع على قلبها بالتشجيع والحب ,وأحيانا بالتوسل والتودد لها كان ُمتلهف فى انتشالها من حمأة الخطية والشر ,وكثيرا جداً ما خيبت ظنه وصمت أذنها عنه بجسارة وعدم اهتمام ولكنه لم يتوقف عن دعوتها وندائها !!

وكأنه محتاج لها وفى الحقيقة هى التى فى شدة الاحتياج له ورغم ذلك لاتدري ولكنه كان فى قلبه المحب لها إصرار على إنتشالها من الموت والهلاك

وأمام إصرار محبته لها أتغلبت العروس و|أخيرا قبلت أن تمد له يدها لكى ينتشلها ويخُرجها خارج بئر الموت والنجاسة ,وكانت معجزة الحب الكبري يوم أن أخرج العريس عروسة من بئر نجاسة العالم وطهرها بُطهره وبقداسته وسط فرح وذهول ملائكته

ومنذ ذلك الحين وقد كتب الحبيب سيرة عروسه فى السماء بحروف من الحب الالهي العجيب:
فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ايضا ننتظر مخلّصا هو الرب يسوع المسيح في 3 : 20

فهى التى كانت فى وحل وخطية العالم وتشرب الاثم كالماء صوته الذى قرع على قلبها هو الذى أخرجها من العالم ومن أثم العالم لكي يُجلسها مع قديسيه وشرفائه :
ينهض المسكين من التراب، ويرفع البائس من المزبلة، ليجلسه مع أشراف شعبه مز-113- 7 : 8

هذا هو صوت الحبيب الذى ظل طول حياتها يُنادى عليها بالحب كل مرة تميل نحو العالم فيظل قارعاً على قلبها أن لا تبتعد عن الحياة وتميل الى الموت !!

صوت كله حنان وحب صوت حارس للعروس بشكل دائم صوت كله عزاء ورجاء وأمل حتى وهي فى أعماق السقوط لم يكن هو المحطم لها بل هو المشجع فهي كل مرة تري سقوطها وأنغماسها فى الشر على الفور ينسحب عليها الاحباط واليأس لكنه على الفور يحاول أن يخفي عن عينيها فداحة سقوطها ويرفع نظرها الى شخصة المستعد أن يحمل عنها جميع نتائج سقوطها وتعدياتها .

فهو كان دائما لها الصوت الذى يملئ كيانها بالرجاء والامل العجيب, فينقل نظرها بأستمرار الى شخصه وألى طُهره والى قداسته وإمكانياته الغير محدودة فى القداسة والبر ثم يكشف لها بالحق وبرهان الروح أنه لها ويُحنن قلبها أن تحتمي فيه وتترك نفسها له بدون خوف أو أى أنشغل , وكم كانت فرحة نفسه عندما تمكن صوته الحنون أن يُقنع عروسه بأن تحتمي فيه وتحتمي فى أسمه وتحسب نفسها على حسابه هو بل تُلقي بكل رجائها على شخصه ووضعه الإلهي فى السماء والأرض!!

ومنذ أن أقنع صوت العريس عروسه فى أن تحسب نفسها عليه وأن تُحسب على أسمه هو,منذ ذلك الحين لا تنظر أبداً الى نفسها والى سقطاتها وخطاياها فهى قد أحتمت فى اسمه وصارت لحسابه تدخل الكنيسة على حساب اسمه ,تتقدم الى الشركة فى أسراره محتمية فى حضوره ,وخاصاً اللحظات التى تأخذ فيها الجواهر السمائية العالية ,فعندما تتقدم فى سر الشكر لتأكل من الجسد المقدس والدم الكريم تدخل متسحبة وتختفي خلفه عيناها عليه وقلبها ينطق باسمه وتأخذ منه جوهرة الحياة ساجدة أمام جسده الكريم بكل خشوع شاعرة بعدم استحقاقها الكامل فى هذه الشركة ولكن هو أمره أن تشترك فى أمجاده لانها أخذت اسمه وصارت لحسابه !!


فصوته الحنون هو الذى أقامها وثبتها فيه وطهرها وعلمها وأقام بينها وبينه سر رباط الحب ,وشجعها أن تدخل فى حضوره وأعطاها سر السجود أمامه بالروح والحق فحنن قلب الاب عليها لانه يطلب مثل هؤلاء الساجدين بالروح والحق :
ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق.لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. يو 4 : 23

فصوت حبيبها هو سر حياتها وقيامتها من الموت الى الحياة هو سر بقائها حتى الان وقلبها مستيقظ رغم أخفاقتها المتتالية على طول الطريق ولكن لانه روح رجاء وأمل روح قيامة لذلك تخطى بها جميع سنوات الجهل والغباء .

وخرج بها من مواقف موت مُحققة فحماها من الهلاك وكفي عنها شر أيام وسنين شريرة .وأصلح خلفها نتائج حماقتها ,وصد عنها جميع مكايد الشرير والتى كانت تجلبها على نفسها بسبب عدم طهارة قلبها لسنوات طويلة .فتاريخ صوت الحبيب معها كله أمجاد وستر لها !

والى الان والعروس تخفق فتنام فى الوقت الذى يجب فيه اليقظة والسهر فتخفق من جديد وتخرج من حضوره دون أن تدري فيعود الصوت الالهي المحب يُنادي عليها :
افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي:__
______________________________
ما أروعك صوت كلك رجاء وتملئ النفس بالرجاء أنه ينادي عليها بأعظم نداء أنظروا ما هي عنده أنه يكشف مشاعره نحوها وما هي بالنسبة له فهي :
أخته لقد صارت قريبته بتجسده أخته بالحق وهو أخ لها :
لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين رو8 : 29
فهو لا ينظر أنها نائمة ولكنه ينظر الى قلبها المستيقظ فيحاول أن يُحنن قلبها بالحب فتقوم وتستيقظ فينادي عليها حبيبتي

فهي حبيبته التى أنتظرها كثيرا جدا وفرح أخيرا بحبها وتفاعلها مع حبه لهذا يعترف بأنه يُحبها ويُناديها حبيبتي
ويرى فيها روحه الساكن فيها فيقول لها حمامتي ولا ينظر أبدا الى نقائصها بل يرها بعين الحب كاملة فينادي عليها كاملتي!!!!!!!!!!!!!

الحقيقة هو عارف مقدار عمله من جهتها وأنه بررها بعمله وقدسها وجعلها فيه كاملة وبلا لوم فى المحبة ليس من الان بل منذ أن أختارها هو من قبل تأسيس العالم :
كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة أف 1 : 4

ولهذا هو حزين جدا أنها نائمة فى هذا الوقت والذى يجعله حزين بالفعل أنه أذا استمرت فى النوم ولم تسمع نداء الحب هذا الذى يُلح به عليها ربما سوف تتعب كثيرا لكى تجده بعد أن يتحول عنها .
فهو يترجاه أن تستيقظ على نغمة نداء الحب أفضل جدا لها وأفضل له لانه يتألم عندما تتأمل هي أيضاً

اه من نفسي يارب التى لا تُريد أن تسمع صوت الحب وتفتح لك وتفرح بك وتُفرح قلبك أنت واقف تُنادى على نفسى وتوضح لي أنك قد أكملت كل شيئ خاص بنا ولم يتبقي سوى أن أفتح وأتمتع بعملك الكامل في ومن نحوي .
تُعلن بكل وضوح أنك قد جعلتني بعملك أخ لك فصار لي أن أكون فيك أبن لله ثم تُعلن أنني مرغوب منك وأنت تُحبني وأن جميع هذه الأفعال التى صنعتها من أجلي وفى داخلي من جراء شدة حبك لنفسي فأنت تدعو نفسي بمنتهى الصراحة حبيبتك !!
وأنك قد أكملت كل شيئ وضمنت تفعيل عملك في داخلي بمنتهى القوة بسبب أعظم عطية من الأب انسكبت علينا من قبلك وهي الروح القدس أساس وبنيان الحياة الالهية التى انتقلت ألينا ولهذا تدعوني حمامتك ,وأخيراً تكشف أنك قد أكملت كل شيئ عني وأنني بعملك كامل فيك وبكمالك أنت ولهذا تدعوني كاملتي!!

ولكن ما أعجب نفسي التى لا تعرف مقدار حبك هذا فأتركك تُنادي وتُنادى حتى امتلأت رأسك من الطل ,وقصاصاتك من ندي الليل
ولان النوم أغلق فكرى وأبعد النور والاستنارة عن نفسي أجاوبك أجابة كلها ظلام وغباء فبعد أن أسمع صوتك وندائك لم يلتفت قلبي الى تشبيهاتك لنفسى بل التفت فقط الى ذاتي ولهذا أقول لك:
, قد خلعت ثوبي فكيف البسه.قد غسلت رجليّ فكيف أوسخهما؟_________________________________________

ما هذه النفس التى هي أنا ؟! أعترف بأنني خلعت ثوبي بيدى وثوبى هذا هو أنت نعم فأنت ثوبي الذى البسه لكى أتبرر وأعيش ويمكن أن أُقبل فى الحياة الابدية :
لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. غل 3 : 27

خلعته عندما سمعت صوت الجسد المزيف بالنوم والراحة مع العلم هو ينادى لنفسي حتى ترتدى ثوبها من جديد الذى هو يسوع لانه بدون لا يمكن أن تعيش .
اه وأخير تكشف العروس عن مدى الظلام الذى ملئ نفسها بسبب النوم العجيب فقد نسيت أن الذى غسلها وبررها وطهرها هو عريسها يسوع المسيح الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه رؤ 1 : 5

وهو الذى يحفظها فى طهارتها ولا يستطيع أبدا أخر أن يحفظها ولا هى أيضا تستطيع أن تحفظ نفسها فى الطهارة ولو يوماً واحداً .

ولكنها قد دخلت فى النوم فلم تُدرك ماذا تقول قد ظنت أنها تستطيع أن تغسل نفسها وهى التى تحفظ نفسها فى الطهارة ولهذا قالت :
قد غسلت رجلي فكيف أوسخهما ؟

أه يا عروس المسيح أنت السوداء المرفوضة من الجميع ,أنت الذى أنغمست فى بئر نجاسات العالم وتلوثني أشد التلوث .انت الذى أحاطك الشيطان بأسوار من الاثم والخطية ,وقد ربطك بقوة بجميع شهوات الجسد حتى كان الامل مفقود فيك الى الابد

هل نسيتي هذا ؟انت نفسك لم تُصدقي أنك من الممكن أبدا بل من المستحيل أن تخرجي من قبضة يد الشيطان الذى أحبك الغلق عليك ومن كل الجهات

ولكن الرب الحبيب هو الذى أستطاع أن يُحطم جميع أسوار الشر وأن يكسر المتاريس الحديد التى كانت حولك ,هو الذى أخرجك بقوة ذراعه من بئر الموت والدنس بفعل عجيب معجز

اليوم تعتقدى أنك من الممكن أن تغسلي نفسك بل تخافي أن تتسخ رجلك !!
وتخافي أن تتسخ رجلك وانت ذاهب لتفتحي ليسوع ؟هل نسيت حرارة يده المحبة وهو منحني تحتك يغسل رجلك بذاته اتعجب كل العجب يارب من نفسي هذه التى تظن أنها تغسل نفسها من أجلك مع العلم أنه مستحيل أن يغسل ويُطهر أخر سواك

اخاف أن تتسخ رجلي وانت تُنادى علي لكى أقوم وأجري نحوك انه فكر من الشيطان وقد خدع به فكري يُريدنى أن لا أسمع ندائك واقوم من نومي وأعمل عملك بحاجة أن لا تتسخ رجلي .مع العلم أن الذى يغسل ويُطهر انت فقط يارب

أنحني وأسجد تحت قدميك وأصرخ لك ايها الحبيب تعال ولا تعبر أبدا فأنا لا وجود لي خارج عنك ,صوتك القدوس الذى رافقني العمر كله هو الذى يقودني ويرشدنى ,صحيح كنت جاهل عنه مدة طويلة ولكن اليوم أعيش به وأثق فيه وامسك به بكل قلبي

كل موقف وكل تجربة اسمع له يارب وأقبل ندائه حتى لو كان عقلي غير مصدق لا أنحاز لعقلي بل أنحار لصوتك الحنون يارب.
اسمع صوتك حتى لو كان سماعي لصوتك سوف يجلب على خسارة من أي نوع حتى لو كان سماعي لصوتك ضد ما يسمونها الكرامة أقبل أن أخسر الكرامة هذه كراماً فى سماع نداء صوتك القدوس فى داخلي .

كنت فى القديم أسمع مرة لصوتك ثم أسمع مرات لصوت العالم وصوت الجسد فيسبب هذا نوم لي فأفقد أحساسي بحضورك وتمتعي بحبك ولكن اليوم ارجوك أن تعطيني قوة منك لسماع صوتك على الدوام وقوة منك لكى ارفض أى صوت أخر يشدني بعيدا عنك

ربي يسوع لا أُريد أبداً أن أنام ولو للحظة واحدة بعيداً عنك أشتاق يارب أن أفتح قلبي بالكلية لصوت حبك ولصوت روحك الذى هو سر الحب الالهي ,صوتك ايها الحبيب هو الذى يدعوني أن أدخل فى أعماق حبك حرارة قلبي المستيقظ بالروح تدفعنى أن أطلب منك أن تحول كل مشاعري وفكرى وشهوة قلبي لتكون كلها من أجل حبك يارب

أجذبنى يارب من كل شيئ يأخذ أهتمامي بعيد عنك أى شيئ حتى لو كان شيئ صالح ولكنه سوف يأخذ أهتمامي عن حبك أرجوك ابعده عني وعن نفسي ,ولكن الاشياء التى تعمق حبك في قلبي فقط هى التى أسير فيها

فحياتى هي فى محبتك ورجائى هو فى محبتك وصراخ نفسي الليل مع النهار هو من أجل أن تنقلنا فى محبتك الى ما رسمته فى ذهنك قبل تأسيس العالم
أن كان من هنا لمس حبك قلوبنا فتهللت وفرحت بهذا المقدار الذى لايُعبر عنه فكم يكون الوضع بعد أن تنكشف لنا محبتك أكثر وكم يكون الفرح عندما ننتقل الى أبديتك وينمو الحب فينا كما ينبغي وكما رسمت لنا قبل أنشاء العالم ؟

يارب لا تحرم أنسان صارخ لك من أختبار حبك بل أسكب حبك فى قلبه واجعل حبك فيه هو الحياة ,وقربه من حبك بقوة لان حبك هو القوة التى تُحينا وتُطهرنا وتنقلنا الى الحياة الابدية
بصلاوات جميع الذين أختبروا أعماق حبك وسبقونا الى أختبار أكثر وأكثر من حبك أعطنا نحن أيضا مما اختبروا واسكب حبك فينا بلا عائق امين يا ابن الله لك المجد الى الابد أمين
 

mero_engel

بنت المسيح
مشرف سابق
إنضم
18 سبتمبر 2007
المشاركات
13,193
مستوى التفاعل
262
النقاط
0
الإقامة
في حضن يسوع
شكرا علي الموضوع الروحي القيم
تسلم ايدك اني بل
ربنا يباركك
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON
239745250.gif
 

عادل نسيم

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 نوفمبر 2009
المشاركات
3,338
مستوى التفاعل
73
النقاط
0
أختي أني بل
مجهود رائع وأسلوب شيق في ( أنا نائمة وقلبي مستيقظ )
الرب يزيدك من نعيمه لتمتعينا أكثر
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
تسلم الأيادى

موضوع راااائع جدا

شكراااااااااااا
 
أعلى