عن الكتاب المقدس...

Rosetta

Proud Christian
إنضم
17 أبريل 2008
المشاركات
17,193
مستوى التفاعل
996
النقاط
0
الإقامة
† Jesus Heart †

اضغط هنا
للحصول على
نص الكتاب المقدس


*ما هو؟ هو مجموع
الكتب الموحاة من الله
والمتعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه وتاريخ معاملة الله لشعبه، ومجموع النبوات عما سيكون حتى المنتهى، والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب جميع بني البشر في كل الأزمنة. ويدعى أيضاً الكتب (يو 5: 39) وكلمة الله (رو 9: 6).

ويبلغ عدد الكتاب الملهمين الذين كتبوا
الكتاب المقدس
أربعين كاتباً. وهم من جميع طبقات البشر بينهم الراعي والصياد وجابي الضرائب والقائد والنبي والسياسي والملك الخ.... واستغرقت مدة كتابتهم ألفاً وست مئة سنة وكان جميع هؤلاء الكتَّاب من الأمة اليهودية ما عدا لوقا كاتب الانجيل الذي دعي باسمه إذ يُظن أنه كان اممياً من إنطاكية وكان طبيباً اشتهر بمرافقته
لبولس الرسول


صورة الكتاب المقدسوفي الكتب المقدس جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحكم وأدب وتعليم وإنذار، وفلسفة وأمثال. ومع أن الأسفار التي يتألف منها الكتاب تختلف من جهة وقت كتابتها وأسلوب الكتابة نفسه فإنها لا تخرج عن كونها نظاماً واحداً مؤسساً على وحي واحد، رغم التنوعات التي لا بد منها في الأحوال المختلفة التي كتب فيها الكتاب. ورغم تقادم العصور التي كتب هذا الكتاب فيها، فإنه ما زال يوافق الشعوب كلها في شتى أوقات تاريخها، وما زالت أهميته تظهر بأكثر جلاء لبني البشر كلما تقدموا في حياتهم. والكتاب أصل الإيمان المسيحي ومصدره وهو خال من الأخطاء والزلل. وفيه كل ما يختص بالإيمان والحياة الروحية وهو الخبز السماوي اليومي لكل مسيحي حقيقي ومرشده في الحياة والموت ويزداد درس الكتاب المقدس وانتشاره يوماً بعد الآخر إذ يبلغ الموزع من أسفاره الآن أكثر من 25 مليون نسخة كل عام. وقد تأسست على مبادئه القويمة أمم عظيمة كان الكتاب أساساً لشرائعها، واتباعه سبباً لعظمتها وفلاحها، وتفوقها وارتقائها في سبيل الحضارة ومضمار التمدن.

1- لغات الكتاب المقدس

(1) كتب أكثر العهد القديم بالعبرانية وهي لغة سامية تشبه العربية من وجوه كثيرة. وقد وجد في العهد القديم بعض فصول بالآرامية وهي لغة شبيهه بالعبرانية.

(2) وكتب العهد الجديد باليونانية وكان قد شاع استعمال هذه اللغة بين يهود الشتات بعد فتوحات اسكندر ذي القرنين والرومانيين. وهي لغة مناسبة كل المناسبة للفلسفة واللاهوت ولذلك اختارها الله لإعطاء وحيه بواسطتها من جهة التعاليم المسيحية.

ويونانية العهد الجديد هي ما يسمونه "بالكوني" وهي اللغة العامية ممزوجة ببعض اصطلاحات عبرانية ويظهر هذا الامتزاج بنوع خاص في إنجيلي متى ومرقس وسفر الرؤيا، وقليلاً في رسالة يعقوب وإنجيل لوقا ولاسيما في مقدمة إنجيله وفي سفر آخر سفر أعمال الرسل. أما بولس فطريقته في الكتاب كانت خاصة به.


2- نص الكتاب المقدس

أوحى الله بكلمته إلى أنبياء ورسل نطقوا بها حسب اصطلاحات اللغات البشرية. فكان الكتب الملهم أما أن يكتب بنفسه ما يوحى به إليه وأما أن يمليه على كاتب يكتبه له. إلا أنه لم يصل إلينا بعد شيء من النسخ الأصلية التي كتبها هؤلاء الملهمون أو كتابهم. وكل ما وصل إلينا هو نسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناءً عظيماً فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الإملائية الطفيفة جداً إليها، ولكن هذه لا تغير مطلقاً من الوحي الإلهي الموجود في هذه النسخ.

(1) والعهد القديم العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد. وقد وضع هؤلاء المعلمون الشكل على الكلمات بواسطة النقط وعملوا للنص تفسيراً يسمى "المسورة" أي التقليد يتضمن كل ما يتعلق بصحة ذلك النص. وكانت العبرانية تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها. وقد دون الماسوريون الإصلاحات التي ارتأوها على النص وجعلوها في الحاشية تاركين للعلماء الخيار في قبولها أو رفضها بعد البحث والتدقيق.

وأقدم النسخ من مخطوطات العهد القديم في اللغة العبرية هي التي وجدت في وادي قمران بقرب البحر الميت ويرجع تاريخ بعض هذه المخطوطات من العهد القديم بجملته في اللغة العبرية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وقد بقيت إحدى هذه المخطوطات المهمة في حلب قروناً طويلة أما الثانية فلا تزال في ليننجراد.

وأول مرة طبع فيها العهد القديم بالعبرانية كانت سنة 1488 م في بريشيا، وهذه هي النسخة التي استعملها لوثيروس للقيام بترجمته الألمانية المشهورة.

(2) أما العهد الجديد اليوناني فتقسم نسخه إلى قسمين:

أولاً:

النسخ الاسفينية التي بحروف كبيرة فحروفها مفردة لا تقطيع فيها تقريباً، وفي عواميد متساوية العرض، وفي كل صحيفة من عامود إلى أربعة عواميد، وإذا وصلت الكتابة إلى نهاية سفر ولم تكن الكلمة قد تمت كتب تمامها في السطر التالي. وهذه النسخ كمتوبة من رقوق على هيئة كتب. وأحدث النسخ الاسفينية كتب في القرن العاشر. وأقدم النسخ من بعض أسفار العهد الجديد وجدت مكتوبة على البردي وترجع إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين مثل بردي بودمر وبردي تشستربيتي وبردي أوكسيرنخس أو البهنسا. أما أهم النسخ الكاملة من العهد الجديد بجملته. فهي النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية وقد كتبتا في القرن الرابع، والنسخة الاسكندرانية وكتبت في القرن الخامس.

ثانياً:

النسخ الجرارة وهي ما كتبت بالخط الاعتيادي. وقد أخذ النساخ من القرن الحادي عشر يكتبون على ورق مصنوع من القطن والكتان. ويمكن لأراب فن النسخ أن يعرفوا القرن الذي كتبت فيه النسخة وذلك من شكل الكتابة الذي كتب فيه.

أما العهد الجديد في اللغة اليونانية فقد طبع لأول مرة عام 1514 م ضمن النسخة التي طبعت في أسبانيا والتي تعرف بالكتاب المقدس الكومبلوتي المتعدد اللغات. ولكن هذه الطبعة لم تذع إلا عام 1522 م. وقد تمكن اراسمُس أثناء ذلك من طبع العهد الجديد باللغة اليونانية ومن نشره عام 1517 م. وقد نشرت النسخة المساة "بالمقبولة" عام 1633 م. وقد عنى كثيرون من العلماء بنشر نسخ يونانية مضبوطة استخدموا فيها أرواق البردي والمخطوطات القديمة ونشروها. ومن ضمن هذه نسخ تشندورف ووستكوت وهورت ونسلة وسوترومرك وتقوم جمعيات الكتاب المقدس الآن بإعداد نسخة مضبوطة للعهد الجديد في اللغة اليونانية.


3- ترتيب أسفار الكتاب المقدس

يختلف تبويب وترتيب الأسفار المقدسة عند اليهود هما هو عليه عند المسيحيين. وقد أشار العهد الجديد إلى تقسيم العهد القديم إلى قسمين: الناموس والأنبياء (مت 11: 13 و 22: 40 واع 13: 15 الخ).

ومرة أخرى إلى ثلاثة أقسام: موسى والأنبياء والمزامير (لو 24: 44). وربما كان ذلك على سبيل التعميم. أما اليهود فقد قسموا كتبهم المقدسة إلى:

(1) الناموس: وهو أسفار موسى الخمسة.

(2) الأنبياء: وهم الأنبياء الأولون أي يشوع والقضاة وصموئيل الأول والثاني والملوك الأول والثاني - والمتأخرون وينقسمون إلى الأنبياء الكبار: وهم اشعياء وارمياء وحزقيال- والأنبياء الغار وهم: هوشع ويوئيل وعاموس وعوبديا ويونان وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وحجي وزكريا وملاخي.

(3) والكتب: وهي المزامير والأمثال وأيوب ونشيد الانشاد وراعوث والمراثي والجامعة واستير ودانيال ونحميا وعزرا وأخبار الأيام الأول والثاني. ويرّجح أن هذه الأسفار قد رتبت هكذا بالنسبة إلى زمن كتابتها.

أما المسيحيون فقد قسموا العهد القديم إلى أسفار تاريخية وشعرية ونبوية حسب ترتيبها في الترجمة اليونانية السبعينية.

ويقسم العهد الجديد إلى: الأناجيل- وأعمال الرسل - ورسائل بولس - والرسائل الجامعة - والرؤيا.

وقد يقسم أيضاً إلى: الكتب التاريخية - والتعليمية - والنبوية - وقد اختلفت النسخ في ترتيبها إذ وضع سفر أعمال الرسل في بعضها بعد الرسائل الجامعة أي رسائل يعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا. وقد قدمت رسائل بولس على سفر أعمال الرسل في النسخة السينائية.


4- تقسيم الأسفار إلى إصحاحات وأعداد

لم تقسم الأسفار المقدسة أولاً إلى إصحاحات وأعداد بل فقط إلى فصول للقراءة في أوقات معينة (لوقا 4: 16-21 واع 13: 15 و 15: 21 و 2 كو 3: 14) وقد قسم اليهود الناموس إلى 54 فصلاً حسب عدد البيوت في السنة اليهودية الكبيس ولكنهم لم يدققوا في ضبط قسمة الفصول في الأنبياء مع أن هذه الفصول كانت تقرأ مع فصول الناموس كل سبت. وقد قاموا بهذا التقسيم لكي يسهلوا القراءة على الأشخاص المعنيين لذلك. وقد قسم الماسوريون العهد القديم إلى أعداد في القرن التاسع للميلاد.

ونحو سنة 220 م قسم امونيوس من الإسكندرية الأناجيل إلى فصول قصيرة- وبعد ذلك تم تقسيم بقية العهد الجديد بنفس الطريقة، إلى أن انتهى ذلك سنة 500 م وكان آخر ما قسم منه سفر الرؤيا.

والذي قام بتقسيم الكتاب إلى إصحاحات هو، على الأرجح، ستيفن لانجتون رئيس أساقفة كنتربري المتوفي عام 1228.

أما التقسيم إلى أعداد المعول عليه الآن في العهد الجديد فقد قام به روبرت ستفانس الذي أدخله أولاً على نص العهد الجديد اليوناني- اللاتيني المطبوع في جنيف عام 1551 وقد استعملت بعد ذلك في الترجمة الإنجليزية المطبوعة في جنيف عام 1557 وقد أدخل روبرت ستفانس نفس التقسيم (إلى إصحاحات وأعداد) على الكتاب المقدس بأسره لأول مرة، وذلك في طبعة الفلجاتا التي نشرها عام 1555. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). وقد استعملت نفس الطريقة في الكتاب المقدس الإنجليزي الذي طبع في جنيف عام 1560 وقد انتشرت منها باقي اللغات.
ومع أن هذه التقسيمات مهمة جداً للمراجعة فقد وقع فيها كثير من الأخطاء التي جعلتها لا تتناسب تماماً مع المعنى الموجود فيها. لذلك أصلح كثير من هذه الأخطاء في بعض الترجمات العربية.

5- الأسفار القانونية الثانية:

وهي أسفار في العهد القديم يؤمن بقانونيتها اليهود و الأرثوذكس و الكاثوليك من بعدهم.. إلى أن أتى الأخوة البروتستانت منذ بضعة قرون قليلة ورأوا أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي، وقاموا برفضها، واضعين أنفسهم تحت حكم الكتاب: "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 19).

* انظر: أبوكريفا.


6- ترجمات الكتاب المقدس:

يترجم الكتاب المقدس إلى اللغات المعروفة لمنفعة اللذين يجهلون اللغات الأصلية أو الذين يعرفونها جزئياً.

وهذه الترجمات تؤخذ رأساً عن اللغات الأصلية، وبعض الأحيان، عن ترجمات قديمة معروفة. وأشهر الترجمات القديمة المعروفة اليوم التي أخذت عن اللغات الأصلية رأساً هي أربع:

(1) السبعينية

(2) الترجمات

(3) البشيطا السريانية

(4) والفلجاتا اللاتينية.

وقد وجدت هذه الترجمات قبل أن يقوم الماسوريون بإثبات النص العبراني ولهذا فهي ذات قيمة دراسية كبيرة.

والأسفار الخمسة السامرية ليست ترجمة بل هي النص العبراني نفسه مكتوباً بالحروف السامرية أو العبرانية القديمة وهي تحوي بعض الاختلافات الطفيفة عن نص الماسوريين العبراني. أما الترجمة السامرية فهي ترجمة الأسفار الخمسة المذكورة إلى اللهجة السامرية الحديثة.


7- ترجمات العهد القديم وجدت قديماً كما يستعملها اليهود

(1) الكلدانية (الترجمات): لما رجع اليهود من السبي البابلي كانت اللغة التي يتكملونها هي الآرامية (تدعى تجاوزاً الكلدانية). وهي تختلف بعض الاختلاف عن اللغة العبرانية التي كان يتكلمها جدودهم ولذا فأصبح من الضروري ترجمة الأسفار لهم. وتسمى هذه الترجمة "ترجومات" وإليها يشار في نح 8: 8. وهي مفيدة جداً اليوم إذ تبين كيف كان اليهود يفهمون بعض الجمل المستعصي فهمها علينا الآن.

(2) اليونانية (السبعينية): إن أشهر الترجمات اليونانية هي السبعينية وقد بدأ بترجمتها لجنة من العلماء اليهود تحت رعاية بطليموس فيلادلفوس عام 285ق.م. وقيل إن عدد هؤلاء المترجمين كان اثنين وسبعين دعيت بالسبعينية - وهي التي كانت مستعملة في أيام المسيح وقد استشهد كتَّاب العهد الجديد وآباء الكنيسة الأولى بآياتها إما حرفياً أو حسب المعنى. وهي التي ترجمت إلى اللاتينية وما زالت تعد من أسس الإيمان في بعض الكنائس الشرقية اليوم. وكان اليهود يزعمون أن الله أوحى للعلماء الذين قاموا بالترجمة السبعينية بكلمات هذه الترجمة، ولكن عندما أخذ المسيحيون يسشهدون بآياتهم ضد العادات والتعاليم اليهودية التي كانت سائدة في عصرهم عاد اليهود إلى الأصل العبراني الي لم يكن معروفاً للكثيرين وهملوا هذه الترجمة المنتشرة والتي كانت تشهد عليهم. والسبعينية ترجمت إسرائيل أماكن كثيرة بالمعنى لا بالحرف وهي تتضمن اليوم كتب الأبوكريفيا التي لم تكن في الأصل العبراني.

وهناك ترجمات أخرى يونانية موجودة في بعض المتاحف وأخرى لم يبقَ منها لدينا إلا آثار تدل عليها.


8- الترجمات القديمة التي صنعت خصيصاً لأجل المسيحيين:


(1) الترجمات السريانية الدياتسرون: قام أحد سكان وادي الفرات المدعو تيتان، وهو تلميذ سابق إسرائيل رومية ليوستنيانوس الشهيد، قام بحبك حوادث الأناجيل الأربعة في كتاب واحد أطلق عليه الأسم اليوناني "دياتسرون". وقد انتشرت هذه المقابلة للأناجيل الأربعة، وكانت باللغة السريانية، انتشاراً واسعاً في كنائس سورية من أواخر القرن الثاني للميلاد حتى القرن الرابع أو الخامس. وهي اليوم موجودة في ترجماتها العربية واللاتينية وفي الترجمة الأرمنية للشرح الذي كتبه عنها القديس افرام. وفي أثناء الحفريات التي جرت عام 1933م. في قلعة رومانية على الشاطئ الغربي لمنطقة الفرات العليا وجد 14 سطراً غير كاملة للدياتسرون باللغة اليونانية.

ترجمة الأناجيل في اللغة السريانية القديمة: انتشرت هذه الترجمة انتشاراً واسعاً في القرن الثاني للميلاد. وقد وجد إنجيلان ناقصان من هذه الترجمة. وجد احدهما وليم كوريتون عام 1842 في دير السريان الموجود في وادي النطرون جنوبي غربي دلتا النيل. ووجدت الثاني اجنس سميث لويس في دير القديسة كاترينا عند جبل سيناء. ولا شك أنه كان للكنيسة السريانية ترجمة كاملة في اللغة السريانية القديمة للعهد الجديد كاملاً. ولكن هذه لم توجد كلها لغاية اليوم.

البشيطا أي "البسيطة": ترجم العهد القديم إلى السريانية في القرن الثاني أو الثالث للميلاد من اللغة العربية. وقد أصلحت هذه الترجمة فيما بعد بالمقابلة مع الترجمة اليونانية. أما العهد الجديد فقد سهر على ترجمته وجمعه أسقف اديسّا (الرها) رابولا (عام 411 - 435م.). وقد قابل في ذلك الترجمة السريانية القديمة على مخطوطات يونانية متعددة. ولما كانت الكنيسة السريانية لم تقبل الرسائل الكاثوليكية الصغرى وهي رسائل بطرس الثانية ويوحنا الثانية والثالثة ويهوذا والرؤيا فقد بقيت البشيطا بدون هذه الكتب الخمسة.

الترجمة الفيلوكسينية الهرقلية للعهد الجديد: قام عام 508 م. أسقف هيرابوليس في سوريا اليعقوبي المدعو فيلوكسينس بترجمة العهد الجديد كله وقد ادخل، لأول مرة في الكتاب المقدس السرياني، الكتب الخمسة المذكورة أعلاه. وقد نقَّح هذه الترجمة تنقيحاً دقيقاً عام 616 م توما الهرقيلي مستعيناً بمخطوطات كثيرة من مدينة الإسكندرية.

الترجمة السريانية الفلسطينية: ويرجع أصلها إلى أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس للميلاد. وأكثر المخطوطات الباقية لهذه الترجمة مقسمة بطريقة القراءات الكنسية. والأمر الذي يسترعي الانتباه في هذه الترجمة هو احتواءها على قصة المرأة التي أُمسكت في زنى (يوحنا 8: 2 - 11) مع انتشارها الواسع في الكنائس السريانية.

(2) الترجمات اللاتينية:

الترجمة القديمة: لقد وجدت ولا شك ترجمة للكتاب المقدس في اللغة اللاتينية القديمة حوالي أواخر القرن الثاني للميلاد لأنها كانت منتشرة كثيراً في شمالي إفريقيا. ونرى أن ترتليانوس (150 - 220 م) كان يُعرف أقساماً كثيرة منها وقد استعملها أيضاً كبريانوس، اسقف قرطاجنة (200 - 258 م) بكثرة. أما العهد القديم فيها فقد ترجم من الترجمة السبعينية اليونانية وليس من العبرانية.

الفلجتا أو الشعبية: لما دعت الحاجة في القرن الرابع إلى ترجمة لاتينية موحدة مقبولة اللغة، اطلب دماسوس أسقف رومية من ايرونيموس (340 - 420 م). وكان أعظم علماء المسيحيين في عصره، أن يقوم بتنقيح العهد الجديد اللاتيني. وقد نشر تنقيحة للأناجيل بمقابلتها باللغة اليونانية عام 384 م وكذلك ترجمتين للمزامير بمقابلتها بالترجمة السبعينية، أرسل احداهما إلى رومية عام 384 م والثانية إلى بلاد الغال (فرنسا) عام 387 - 39- م. وقد انتقل ايرونيموس إلى دير في بيت لحم عام 387 حيث ترجم العهد القديم عن اللغة العبرانية رأساً بالمقابلة المستمرة مع الترجمات اليونانية. ولما كان قد بدأ درس اللغة العبرانية في حداثته فقد أكمل دراسته فيها في حال انتقاله إلى بيت لحم مستعيناً ببعض الأساتذة اليهود. وهكذا بدأ عمله في ترجمة الفلجاتا عام 390 م وأنهاه عام 405 م. ولم يقدر معاصروه عظم هذا العمل الذي قام به والذي ما برح العالم المسيحي والكنيسة مديونين له فيه دينياً عظيماً جداً.

(3) الترجمات القبطية والحبشية والغوطية والعربية والآرمنية والجورجانية والسلافية:

الترجمة القبطية: ظهرت هذه الترجمة بلهجات أشهرها الصعيدية والبحيرية. وكانت الصعيدية أقدم هذه الترجمات. ولكن البحرية هي التي قبلتها الكنيسة القبطية. ولا يمكننا تحديد وقت الترجمة بالتمام. ومن الممكن أنه وجدت أجزاء من العهد الجديد في اللهجة الصعيدية والبحيرية قبل نهاية القرن الثاني للميلاد، ومن الممكن أيضاً أن تكون ترجمة الكتاب المقدس إلى الصعيدية قد أكملت في القرن الثالث أو حوالي عام 350 م. أما ترجمته إلى البحيرية فقد أكملت بين عام 600 و 650 م.

الترجمة الحبشية: تقول التقاليد أن المسيحية أُدخلت إلى بلاد الحبشة في أيام الملك قسطنطين (324 - 337 م). وقد كرّس اثناسيوس بطريرك الإسكندرية فرومنتيوس السرياني أسقفاً على الحبشة قبل عام 370 م وربما عام 330. ولما تنصر غرانا ملك اكسوم حوالي عام 340 م تنصرت جميع مملكته أيضاً. ومن الممكن أن فرومنتيوس نفسه بدأ بترجمته الكتاب المقدس إلى اللغة الحبشية وهؤلاء القديسون هم الذين هربوا عام 451 من سوريا إلى مصر بعد مجمع خلقدونية بسبب عقيدتهم بالطبيعة الواحدة، وتوجهوا من مصر إلى الحبشة، ومن الممكن أنهم راجعوا هناك الترجمة الأصلية التي يقال أنها تمت في منتصف القرن الرابع عشر وما يليه بمراجعتها مع الترجمات العربية.

الترجمة الغوطية: نقل الكتاب المقدس إلى اللغة الغوطية عام 350 م الأسقف اولفيلاس. ولم يترجم أسفار صموئيل الأول والثاني ولا الملوك الأول والثاني لأنه أدعى أنه من الخطر وضع هذه الأسفار بين أيدي الشعب الغوطي بسبب الروح الحربية الموجودة فيها. وهذه الترجمة هي أقدم اثر أدبي باق في أية لغة توتونية.

الترجمة العربية: إن انتشار الإسلام خارج حدود الجزيرة العربية بعد موت محمد (632 م) تبعه ترجمات كثيرة للكتاب المقدس في اللغة العربية. ومن الممكن أن ترجمات جزئية وجدت قبل الإسلام وفي القرن السابع كان يستعملها مسيحيو الشرق. وإننا نعرف أكيداً عن وجود ترجمة قام بها يوحنا أسقف إشبيلية في اسبانيا عام 724 قاصداً أن يساعد المسيحيين والمغاربة بواسطتها. وقد اكتشفت حديثاً مخطوطات لإجزاء من الكتاب المقدس في مكتبة دير القديسة كاترين بعضها مؤرخ يرجع إلى القرن التاسع الميلادي وبعضها من غير المؤرخ ويرجع إلى القرن الثامن الميلادي وقد ترجم اسحاق فالسكيز عام 946 في قرطبة (اسبانيا) إنجيل لوقا (وربما بقية الأناجيل أيضاً) إلى اللغة العربية. ونقل سعديا جاون أو سعيد الفيومي (892 - 942 م) العهد القديم من العبرانية إلى العربية لمنفعة يهود المشرق. وقد قام هبة الله ابن العسال بترجمة الكتاب المقدس من القبطية إلى العربية وذلك حوالي سنة 1250 ميلادية. وقد طبع الكتاب المقدس باللغة العربية في مجموعة باريس المتعددة اللغات (1645 م) وفي مجموعة لندن (1675 م) وبعض الأجزاء الموجودة في هاتين المجموعتين ترجمت من اللغة العبرية والبعض الآخر من اللغة السريانية كما أن أجزاء أخرى منه ترجمت من اللغة اليونانية، وكذلك نشرت ترجمة عربية للكتاب المقدس من روما سنة 1671 ميلادية تحت إشراف هيئة كان يرئسها الأسقف سركيس بن موسى الرزي.

الترجمة الارمنية: يقول الكاتب الارمني موسى الخوريني الذي عاش في القرن الخامس أن أول ترجمة للكتاب المقدس في اللغة الارمنية قام بها اسحق (البطريرك من 390 - 428 م) وقد كانت من الترجمة السريانية. وكتب كوريون (القرن الخامس) أن مسروب مخترع الأبجدية الارمنية (406 م) عمل عام 411 بمساعدة أحد الكتبة اليونانيين على ترجمة الكتاب المقدس كله من اللغة اليونانية وقد ابتدأ من سفر الأمثال.

الترجمة الجورجانية: المدعوة بحق "الأخت التوأم للترجمة الارمنية" وقد أُكملت في القرن السادس. واشتغل في ترجمتها عدة كتَّاب من اللغة الارمنية والسريانية مع أنها لم تخل من تأثير اليونانية.

الترجمة السلافية: قام بها في القرن التاسع كيريلوس ومتوديوس ولم يبقى منها اليوم سوى أجزاء قليلة.


9- الترجمات الحديثة:

وما برح العلماء وجمعيات الكتاب المقدس دائبين على ترجمة الأسفار المقدسة إلى لغات العالم المعروفة حتى فاقت ترجمتها كاملة أو أجزاء الألف والمئة لسان ولهجة. ومن بين الترجمات العربية الحديثة تلك التي قام بها فارس الشدياق وطبعت سنة 1857 م. والترجمة التي قام بها عالي سمث وأكملها كرنيليوس فانديك بمعاونة بطرس البستاني وناصيف اليازجي والشيخ يوسف الاسير وطبعت في عام 1865 وقد قام الأباء الدومنيكان في الموصل بعمل ترجمة، تمت وطبعت في عام 1878 ثم قام الأباء اليسوعيون في بيروت بعمل ترجمة طبعة في سنة 1880. وتقوم جمعيات الكتاب المقدس في الشرق الأدنى بإعداد ترجمة جديدة تتمشى مع التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة وتساير اللغة العربية في مرحلتها الحديثة. ولهذه الترجمة هيئة استشارية تتألف من خمس وستين عالماً من مختلف البلدان وينتمون إلى مذاهب مسيحية متعددة.

اكتتاب: (لوقا 2: 2) كان الاكتتاب بأمر ملكي في كل العالم الروماني وجرى مثله بعد قيامة المسيح (اع 5: 37). أما اكتتاب كل من يوسف ومريم فيدل على أن هذا الاكتتاب جرى حسب عادة الرومانيين واليهود لأن الرومانيين كانوا يكتبون النساء أيضاً ويرجّح أنهم كانوا يجبروهن على الحضور إلى مكان الاكتتاب. ومما يستحق الاعتبار تدقيق لوقا الذي يتبين منه امتزاج العوائد الرومانية واليهودية في ذلك الاكتتاب الذي جرى في أيام الملك هيرودس اليهودي بأمر من الإمبراطور الروماني وقد ابتدأ ذلك الاكتتاب في ولاية كيرينيوس الأولى حوالي سنة 4 ق. م. ويظن أنه واصل عمل الاكتتاب في ولايته الثانية سنة 6 م.

 
التعديل الأخير:
أعلى