أناسيمون

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
564
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
نشأتها قيل أن أناسيمون كانت ابنة ملك الروم وحيدة وتقية، قرأَت كثيرًا عن سير الآباء فأحبت الحياة النسكية، وكانت تسلك بروح إنجيلي تقوي وهي في القصر. وإذ توفى والدها أقيمت ملكة بغير رضاها، إذ كانت تود الحياة الرهبانية. خروجها إلى البرية مرّ عام على تجليسها ملكة خلاله قدمت الكثير للفقراء والمحتاجين وحررت الكثير من العبيد، وأخيرًا قررت أن تترك كل شيء وتتفرغ للعبادة. كتبت رسالة للأب البطريرك تركتها في حجرتها، وخلعت ملابسها لترتدي ثوبًا بسيطًا، وخرجت عارية القدمين تتسلل من القصر في منتصف الليل لتنطلق خارج المدينة، وتسير في البرية. حاربتها أفكار العودة للقصر لكنها أصرت أن تحتمل كل قسوة البرية متعبدة لله، وفجأة أثناء صلاتها في يوم من الأيام شاهدت أسدًا يقترب منها، فصلت إلى الله ورشمت عليه بعلامة الصليب، وللحال هدأ. بل التف حولها عدد من الأسود كانوا يلاطفونها وتلاطفهم، وشعرت كأنها قد صارت ملكة على الوحوش. لكنها اشتاقت أن تتجرد حتى من تكريم الوحوش لها، فوضعت في قلبها أن تعيش في الصف الأخير تخدم الكل دون طلب كرامة، فسارت إلى مصر حتى اقتربت من أحد أديرة النساء يدعى دير إرميا، وتظاهرت بالجنون، ولما أمسكتها الراهبات خشية أن تتعرض لأذى تظاهرت بالارتياح إليهن، وسألتهن أن تخدمهن وتقوم بتنظيف دورات المياه، وكانت تبدو كمن هي "هبيلة" ولا تنام إلا على المزبلة. الأنبا دانيال في دير إرميا في إحدى الليالي قرع الراهب باب الدير، ولما سألته البوابة عن طلبه أجابها أنه يود أن يبيت الليلة مع معلمه بالدير خشية أن يتعرضا للحيوانات المفترسة، لكن الرئيسة رفضت أن تفتح، فأخبرها أنه جاء مع الأنبا دانيال قس البرية، ففرحت الرئيسة وفتحت الباب وانطلق الكل يستقبلن إياه. وقبل أن ينصرفن سألهن إن كانت توجد أي راهبة أو أخت هنا، فأخبرن إياه عن "الهبيلة". ذهب إليها الأب دانيال فلم تعره اهتمامًا ولا سلمت عليه، فكانت الراهبات يقلن له: إنها معتوهة... أما هو فأجاب "حقًا أنا هو المعتوه والجاهل والمسكين". وإذ انصرف الكل أراد التلميذ أن يستريح فقال له الأنبا دانيال ألا ينام ليرى هذه المعتوهة. أخذه معه إلى حيث تنام فوجداها واقفة تصلي وتصنع مطانيات، والنور يخرج من أيديها، والملائكة تحيط بها، فأسرع التلميذ ونادى الرئيسة التي رأت المنظر فصرخت وأسرعت إليها تطلب منها السماح. وإذ جاءت الراهبات يبكين ويعتذرن لها على ما صدر منهن صمتت تمامًا. في الصباح ذهبت الراهبات إلى حيث كانت تنام فوجدن الفتاة قد هربت، تاركه ورقة جاء فيها: "أنا الشقية، لشقاوتي ومعاندة العدو لي أخرجني من بينكن، وأبعدني عن وجوهكن المملؤة حياة. إهانتكن لي كانت ربحًا لنفسي، وضجركن علىّ كان ثمرة تجمع كل يوم. استقلالكن عني كان فائدة ورأسمال يزداد كل يوم وساعة. مباركة هي تلك الساعة التي قيل لي فيها يا هبيلة، يا مجنونة. وأنتن مسامحات من جهتي بريئات من الخطية، وإني قدامكن وقدام المنبر سوف أجيب عنكن لأجلي، ليس فيكن مستهزئة، ولا من هي محبة للحنجرة، ولا للملبس، ولا للشهرة، بل كلكن نقيات". خرج البعض يبحث عنها خارج الدير لكنها اختفت تمامًا. كاهن بالإسكندرية دخل كاهن بالإسكندرية في فجر خميس العهد صحن الكنيسة فاشتم رائحة بخور زكيه تفوح بشدة، لم يعرف مصدرها، فأخذ يبحث عن المصدر. دخل الهيكل فوجد إنسانًا مهوبًا يقف أمام الهيكل بخشوع، فسقط أمامه. أسرع الشخص وأقام الكاهن ثم طلب منه قليلاً من الدقيق والأباركة ليستخدمها في القداس الإلهي الذي يحضره أربعمائة شخص. سأله الكاهن عن مكان هؤلاء الاخوة، فأجابه بأنه ليس له أن يعرف ذلك، إنما إن أراد فليقدم هذه البركة. قدم الكاهن هذه البركة، ثم سأله أن يأخذه معه، اعتذر أنه لا يستطيع. وإذ ألحّ عليه قال له أعطيك جوابًا في مثل هذا اليوم من السنة القادمة. مرَّ عام بدا طويلاً جدًا في عيني الكاهن حتى جاء خميس العهد، ودخل الكنيسة ليشتم ذات الرائحة ويلتقي بنفس الشخص ويقدم ذات العطية، وصار يسأله أن يأخذه معه، فلما ألحّ عليه جدًا قال له أن يأخذ مثل هذه البركة وينتظره في مثل هذا اليوم في السنة التالية خارج المدينة عند الباب الغربي. مرَّ عام آخر وحمل الكاهن البركة وانطلق إلى خارج المدينة ليجد بعد قليل الشخص قادمًا إليه، وسأله أن يمسك به ليجد نفسه كمن هو محمل على سحابة، وإذا به في كنيسة جميلة للغاية، لم ير مثلها قط. بعد فترة بدأ القداس الإلهي وتناول الجميع... رأى الكاهن شخصًا كبيرًا في السن يقف عند باب الهيكل يسنده شخصان، واحد عن اليمين والآخر عن اليسار، وإذ سأل عنه الكاهن قيل له: "إنها عذراء هي القديسة الملكة أناسيمون دخلت في طغمة السواح الذين يجتمعون معًا سنويًا من خميس العهد حتى أحد القيامة. أراد الكاهن أن يبقى معهم لكن الرجل أخبره بأنه يلزم أن يعود إلى كنيسته ويرعى شعب الله، وبالفعل رده إلى الإسكندرية، وكان هذا الرجل يزور الكاهن سنويًا حتى قرب نياحة الكاهن. نبيه نصر زرق: من كنوز الأديرة: القديسة أناسيمون، القديسة أفروسيا، الأب ببنوده، 1973 م.
 

Coptic Man

ابن المـــــ†ـــــلك
مشرف سابق
إنضم
5 أكتوبر 2005
المشاركات
12,801
مستوى التفاعل
302
النقاط
83
الإقامة
Earth
القديسة انا سيمون ملكة الوحوش

التي تركت بيت ابيها الملك ورضيت بلقب هبيلة لاجل اسم يسوع

بركتها فلتكون معك يا ميرنا ومعانا

شكرا ليكي
 
التعديل الأخير:

Tabitha

العَدْرا أُمي
مشرف سابق
إنضم
23 أبريل 2007
المشاركات
1,911
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
الإقامة
InTheos
رد على: أناسيمون

الهبيلة
راهبة دير البراموس


كما جاءت في بستان الرهبان




كان الأنبا دانيال، سائراً مرة مع تلميذه في طريق، فلما قربا من موضع يقال له: آرامون المدينة، قال لتلميذه: إمض إلى هذا الذي لهؤلاء العذارى ورعف الأم إني هنا، وكان الدير يعرف بدير انبا أراميوس، وكان فيه ثلاثمائة عذراء.

فلما قرعالتلميذ الباب، قالت له البوابة بصوت خافت: من هذا، ماذا تريد يا أبي؟. قال لها الأب: أريد أن أتكلم مع الأم، فقالت له : أن الأم لا تتكلم مع أحد، فعرفني بما تريده، وأنا اعرفها. فقال لها: قولي لها هو ذا راهب، يريد أن يتكلم معك. فمضت ودعت الأم، فجاءت إلى عند الباب وتكلمت معه على لسان البوابة، فقال لها الأخ: إصنعي محبة، وإقبلينا إليك هذه الليلة أنا وأبي لئلا تأكلنا الوحوش. فأجابت قائلة: ليست لنا عادة ان يبيت عندنا رجل، والأصلح لكما أن تأكلكما وحوش البرية ولا تاكلكما السباع الجوانية، اللذين هم الأعداء الشياطين. فقال لها الأخ: إن أبونا أنبا دانيال أرسلني إليك.

فلما سمعت إنه أنبا دانيال، خرجت مسرعة إلى الباب الثاني، والعذارى يجرين خلفها وهن يفرشن بلالينهن في الطريق إلى موضع الشيخ، فما أن دخل الدير حتى قدمت له لقاناً فيه ماء وغسلت رجليه، ولما فرغت من غسيلهما جعلت العذارى يأخذن الماء، ويغسلن وجوههن، ما خلا أخت واحدة، كن يقلن لها الهبيلة، مطروحة عند الباب، بأثمال زرية جداً. فلما فرغوا من الغسل، خرج الأب الأنبا دانيال عند الباب، فنظر إلى تلك الأخت، فلم تسلم عليه ولا إلتفتت إلى كلامه، فصرخت عليها الأخوات، ان تقبل يدي أبينا انبا دانيال، فلم تقف!
فقالت الأم:للأنبا دانيال: يا أبانا، إنها مجنونة، وطلبت مراراً كثيرة أن أطرحها خارج باب الدير، ولكني خشيت الخطية.


ثم إنهن قدمن للأنبا دانيال طعاماً ليأكل وبعد ذلك أكلن، ثم قال لتلميذه: إسهر معي الليلة، لتنظر عظم فضائل هذه القديسة التي يدعونها مجنونة.


ولم تمض هجعة من الليل وإذا بالمجنونة قد قامت وإنتصبت ورفعت يديها نحو السماء، وفتحت فاها وباركت لله، وصنعت ميطانيات كثيرة، وكانت دموعها تجري مثل ينبوع يجري من اجل حرقة قلبها في الله. وكان هذا عملها كل ليلة، وإذا سمعت صوتاً نحوها، طرحت نفسها على الأرض، وتظاهرت بأنها نائمة، وهذا كان تدبيرها جميع أيام حياتها، فقال الأنبا دانيال لتلميذه: إستدع الأم بسرعة. فلما أتت ونظرت الأخت عبدة السيح، والنور بيد يديها، والملائكة يسجدون معها، بكت وقالت: الويل لي أنا الخاطئة، فكم صنعت بها من الشتم والإهانة والتعيير.


فلما ضرب الناقوس وإجتمعت الأخوات للصلاة، عرفتهن الأم بما عاينت. فلما علمت الهبيلة إنهن علمن بخبرها، كتبت ورقة وعلقتها على قصبة عند باب الدير وخرجت من الدير.


وكان مكتوباً في الورقة: أنا الشقية، لشقاوتي ومعاندة العدو لي أخرجني من بينكن، وابعدني عن وجوهكن المملوءة حياة، إهانتكن لي كانت قرة نفسي، وضجركن على كان ثمرة تجمع كل يوم، إستهانتكن بي كانت ربحي، ورأس المال يزداد كل يوم وساعة، فمباركة تلك الساعة التي قيل لي فيها "يا هبيلة" ، "ويا مجنونة" ، وإنتن مسامحات من جهتي، بريئات من الخطية، وإني قدامكن، قدام المنبر، سوف أجاوب عنكن لأجلي، ليس فيكن مستهزئة ولا من هي محبة للحنجرة، ولا لليأس، ولا للشهوة، بل كلكن نقيات.


وهذه هي آخر رسالة لها، فلما قرأها أنبا دانيال قال: ما كان بياتي هنا البارحة إلا لهذا السبب.


وجميع الأخوات، أقررن له بما كن يهينونها ويفترين به عليها، فحينئذ حاللهن الأب أنبا دانيال وعرفهن بأن لا يستهزئن بخليقة الله، فهذه خطية عظيمة، حتى ولو كان هبيلاً، لأن توراة موسى النبي تقول: خلق الإنسان على صورة الله ومثاله بالوقار، والإكرام، وطول الروح، والتأني، ثم صلى الأب عليهن، وتوجه طالباً ديره.
 

pc1

New member
إنضم
13 فبراير 2008
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: أناسيمون

ربنا ينفنا بصلوتها أنا بحبها جامد يا بختها طوبها تستهل المجد السماوى ربنا يتمجد بصراحة ( انا بحبها جامد )
ربنا يتمجد فى قديسة
الله قوى
 

Meriamty

يســ بنت ـــوع
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2008
المشاركات
8,495
مستوى التفاعل
38
النقاط
0
الإقامة
يســ حضن ـــوع
رد على: أناسيمون



بركة صلواتها و شفاعتها تكون معنا جميعا امين



 

يوستين21

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 ديسمبر 2007
المشاركات
363
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
رد على: أناسيمون

بركة صلواتها تكون معنا
امــــــــــــــــــــين​
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: أناسيمون

شكرا على هذه السيرة العطرة

ربنا يبارك خدمتك
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON
رد: أناسيمون

نشأتها قيل أن أناسيمون كانت ابنة ملك الروم وحيدة وتقية، قرأَت كثيرًا عن سير الآباء فأحبت الحياة النسكية، وكانت تسلك بروح إنجيلي تقوي وهي في القصر. وإذ توفى والدها أقيمت ملكة بغير رضاها، إذ كانت تود الحياة الرهبانية. خروجها إلى البرية مرّ عام على تجليسها ملكة خلاله قدمت الكثير للفقراء والمحتاجين وحررت الكثير من العبيد، وأخيرًا قررت أن تترك كل شيء وتتفرغ للعبادة. كتبت رسالة للأب البطريرك تركتها في حجرتها، وخلعت ملابسها لترتدي ثوبًا بسيطًا، وخرجت عارية القدمين تتسلل من القصر في منتصف الليل لتنطلق خارج المدينة، وتسير في البرية. حاربتها أفكار العودة للقصر لكنها أصرت أن تحتمل كل قسوة البرية متعبدة لله، وفجأة أثناء صلاتها في يوم من الأيام شاهدت أسدًا يقترب منها، فصلت إلى الله ورشمت عليه بعلامة الصليب، وللحال هدأ. بل التف حولها عدد من الأسود كانوا يلاطفونها وتلاطفهم، وشعرت كأنها قد صارت ملكة على الوحوش. لكنها اشتاقت أن تتجرد حتى من تكريم الوحوش لها، فوضعت في قلبها أن تعيش في الصف الأخير تخدم الكل دون طلب كرامة، فسارت إلى مصر حتى اقتربت من أحد أديرة النساء يدعى دير إرميا، وتظاهرت بالجنون، ولما أمسكتها الراهبات خشية أن تتعرض لأذى تظاهرت بالارتياح إليهن، وسألتهن أن تخدمهن وتقوم بتنظيف دورات المياه، وكانت تبدو كمن هي "هبيلة" ولا تنام إلا على المزبلة. الأنبا دانيال في دير إرميا في إحدى الليالي قرع الراهب باب الدير، ولما سألته البوابة عن طلبه أجابها أنه يود أن يبيت الليلة مع معلمه بالدير خشية أن يتعرضا للحيوانات المفترسة، لكن الرئيسة رفضت أن تفتح، فأخبرها أنه جاء مع الأنبا دانيال قس البرية، ففرحت الرئيسة وفتحت الباب وانطلق الكل يستقبلن إياه. وقبل أن ينصرفن سألهن إن كانت توجد أي راهبة أو أخت هنا، فأخبرن إياه عن "الهبيلة". ذهب إليها الأب دانيال فلم تعره اهتمامًا ولا سلمت عليه، فكانت الراهبات يقلن له: إنها معتوهة... أما هو فأجاب "حقًا أنا هو المعتوه والجاهل والمسكين". وإذ انصرف الكل أراد التلميذ أن يستريح فقال له الأنبا دانيال ألا ينام ليرى هذه المعتوهة. أخذه معه إلى حيث تنام فوجداها واقفة تصلي وتصنع مطانيات، والنور يخرج من أيديها، والملائكة تحيط بها، فأسرع التلميذ ونادى الرئيسة التي رأت المنظر فصرخت وأسرعت إليها تطلب منها السماح. وإذ جاءت الراهبات يبكين ويعتذرن لها على ما صدر منهن صمتت تمامًا. في الصباح ذهبت الراهبات إلى حيث كانت تنام فوجدن الفتاة قد هربت، تاركه ورقة جاء فيها: "أنا الشقية، لشقاوتي ومعاندة العدو لي أخرجني من بينكن، وأبعدني عن وجوهكن المملؤة حياة. إهانتكن لي كانت ربحًا لنفسي، وضجركن علىّ كان ثمرة تجمع كل يوم. استقلالكن عني كان فائدة ورأسمال يزداد كل يوم وساعة. مباركة هي تلك الساعة التي قيل لي فيها يا هبيلة، يا مجنونة. وأنتن مسامحات من جهتي بريئات من الخطية، وإني قدامكن وقدام المنبر سوف أجيب عنكن لأجلي، ليس فيكن مستهزئة، ولا من هي محبة للحنجرة، ولا للملبس، ولا للشهرة، بل كلكن نقيات". خرج البعض يبحث عنها خارج الدير لكنها اختفت تمامًا. كاهن بالإسكندرية دخل كاهن بالإسكندرية في فجر خميس العهد صحن الكنيسة فاشتم رائحة بخور زكيه تفوح بشدة، لم يعرف مصدرها، فأخذ يبحث عن المصدر. دخل الهيكل فوجد إنسانًا مهوبًا يقف أمام الهيكل بخشوع، فسقط أمامه. أسرع الشخص وأقام الكاهن ثم طلب منه قليلاً من الدقيق والأباركة ليستخدمها في القداس الإلهي الذي يحضره أربعمائة شخص. سأله الكاهن عن مكان هؤلاء الاخوة، فأجابه بأنه ليس له أن يعرف ذلك، إنما إن أراد فليقدم هذه البركة. قدم الكاهن هذه البركة، ثم سأله أن يأخذه معه، اعتذر أنه لا يستطيع. وإذ ألحّ عليه قال له أعطيك جوابًا في مثل هذا اليوم من السنة القادمة. مرَّ عام بدا طويلاً جدًا في عيني الكاهن حتى جاء خميس العهد، ودخل الكنيسة ليشتم ذات الرائحة ويلتقي بنفس الشخص ويقدم ذات العطية، وصار يسأله أن يأخذه معه، فلما ألحّ عليه جدًا قال له أن يأخذ مثل هذه البركة وينتظره في مثل هذا اليوم في السنة التالية خارج المدينة عند الباب الغربي. مرَّ عام آخر وحمل الكاهن البركة وانطلق إلى خارج المدينة ليجد بعد قليل الشخص قادمًا إليه، وسأله أن يمسك به ليجد نفسه كمن هو محمل على سحابة، وإذا به في كنيسة جميلة للغاية، لم ير مثلها قط. بعد فترة بدأ القداس الإلهي وتناول الجميع... رأى الكاهن شخصًا كبيرًا في السن يقف عند باب الهيكل يسنده شخصان، واحد عن اليمين والآخر عن اليسار، وإذ سأل عنه الكاهن قيل له: "إنها عذراء هي القديسة الملكة أناسيمون دخلت في طغمة السواح الذين يجتمعون معًا سنويًا من خميس العهد حتى أحد القيامة. أراد الكاهن أن يبقى معهم لكن الرجل أخبره بأنه يلزم أن يعود إلى كنيسته ويرعى شعب الله، وبالفعل رده إلى الإسكندرية، وكان هذا الرجل يزور الكاهن سنويًا حتى قرب نياحة الكاهن. نبيه نصر زرق: من كنوز الأديرة: القديسة أناسيمون، القديسة أفروسيا، الأب ببنوده، 1973 م.


شكرا" اخت ميرنا
على اسيرة العطرة
ركة صلواتها مع الجميع
سلام المسيح


 
أعلى