خلاص الأغنياء

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON



خلاص الأغنياء

في اللغة التي كتب فيها الانجيل اي اليونانية، الانسان الذي واجه يسوع في قراءة اليوم كان وجيها او رئيسا اي عضوا في مجمع اليهود وسأل المعلم: "ماذا أعمل لأرث الحياة الابدية". كان يعلم ما قاله الكتاب عن الخلاص. ربما أراد جوابا اوضح او اكثر تفصيلا من يسوع وسمّاه "المعلم الصالح". كان في هذا الكلام مجاملة للسيد او مديح ولا سيما انه كان يعتبر المعلم بشرا فقط. سؤال لا يخلو من الخفة. لذلك رفض الرب ان ينعته هذا الرجل بنعت يليق بالله فقط.

ماذا أعمل؟ اجاب عنها السيد بذكر بعض الوصايا المذكورة بالناموس. زكّى الرجل نفسه بقوله انه حفظها منذ صباه. عندئذ قال له يسوع: "واحدة تعوزك بعد، بع كل شيء ووزعه ثم تعال اتبعني". هذا كلام قاله يسوع لهذا الشخص بالذات ولم يعمّمه. قال له هذا لأن المال الكثير الذي كان له كان عائقا دون خلاصه.

بعد ان رفض هذا الوجيه الميسور دعوة المسيح اليه والى التجند في صفوف اتباعه، قال الرب هذا القول الصعب: "ما اعسر على ذوي الاموال ان يدخلوا ملكوت الله. انه لأسهل ان يدخل الجمل في ثقب الابرة من ان يدخل غني ملكوت الله".يسوع قال انه صعب ولم يقل انه مستحيل. صحّ ان السيد اعطى عن صعوبة الخلاص للغني صورة الجمل والإبرة، والجمل هو الجمل والإبرة هي الإبرة. انها مبالغة في تصوير صعوبة الخلاص.
ولكن يسوع لا يسهّل الصعوبات ليجذب الناس الى الجدية. هذا من باب الملاحظة العامة لأن تعلق الغني بماله يدفعه الى الاهتمام المفرط به الى درجة الاحساس ان المال هو المنقذ وقد لا يعرف الغني ان كثرة المال يدفعه الى عشقه وهذا هو السقوط.

ما من شك ان يسوع لا يرى منفذا من هذا العشق الا بالتوزيع لانه يدل على ان قلب الغني اتسع للفقراء وانه لا يحب المال حتى البخل بل صار يحب الناس ايضا. كيف يكون التوزيع؟ ما مقداره؟ مسائل لم يتعرض المسيح لها، ولكن الدعوة الاساسية هي ان نتخلى عن بعض ما نملك لكي لا يموت الناس جوعا، على الاقل ليتمكنوا من اعالة عيالهم، على ان تكون متواضعا في العطاء وان تجعل نفسك مع المحتاج في حالة التآخي.

انت لا تعرف كل الفقراء ولا تقدر ان تحل لهم كل مشاكل حياتهم. ولكن تستطيع ان تختار بعضا وان تسعفهم بصورة جدية. ولا يكون الامر صوريا، ولكن تكون المساعدة حقيقية، فعالة. المهم أمران: ان تضرب العشق الذي فيك، وان تحب الفقراء وتنفّذ هذه المحبة بالعطاء. هذا يزعجك ان كنت متعلقا بثروتك، ولكن ليس من عمل صالح بلا تعب او بلا تضحية.

عندما سأل السامعون المخلص من يخلص اذًا، اجاب: ما لا يستطاع عند الناس مستطاع عند الله. هذا لا يعني ان الرب يخلصك بصورة اعتباطية فيختار بعضا ويهمل بعضا. هذا يعني ما قاله بولس في رسالته اليوم: "بالنعمة انتم مخلَّصون". فتحل نعمة الله على الغني وتلهمه محبة لم تكن له وهي تفتح قلبه ثم تفتح كفه ليحس بأن الفقير اخوه ويشاركه ما عنده. فالغني يرتاح بالعطاء، والفقير يحس بأن آخر احبه.


 

نور وسط الظلام

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
4 أبريل 2008
المشاركات
4,009
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
روووعة وجميل اوى
ميرسى كتيررر كليمووو
موضوع رائع وجميل جدا جدا
"توكل على الرب الهك بكل قلبك وعلى
فهمك لا تعتمد. لا تكن حكيماً في
عيني نفسك.." (أم 3: 5-7).
"لا تكنزو لكم كنور على الارض
بل فى السماء لان حيث
يكون كنزك يكون قلبك ايضا "
رووووعة بجد وجميل جدا
الرب يبارك حياتك
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,100
مستوى التفاعل
5,455
النقاط
113
رووووعة شكرا على الموضوع
يبارك الرب
 
أعلى