فكيف صنعوا هذه المعجزات ؟!

إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
سؤال: قال السيد المسيح في نهاية العظة على الجبل: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب: أليس باسمك تنبأنا؟! وباسمك أخرجنا شياطين؟! وبإسمك صنعنا قوات كثيرة؟! فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!!" (إنجيل متى 23،22:7). فكيف صنعوا هذه المعجزات وكانوا فاعلي إثم وهلكوا؟!



الإجابة:

1- المعجزات miracles هي هبة من الله، لا تتوقف على قدسية مجريها، بل على صلاح الله واهبها.

وهناك أمثلة كثيرة في الكتاب تدل على أن أشخاصاً تنبأوا أو أخرجوا شياطين، أو صنعوا قوات، وهلكوا..! ومن هؤلاء:

* مثال شاول الملك:

قيل عن شاول الملك: "أن الله أعطاه قلباً آخر، وأتت جميع هذه الآيات في ذلك اليوم.. وإذ بزمرة من الأنبياء لقيته، فحلَّ عليه روح الرب فتنبأ.. حتى قال الناس بعضهم لبعض أشاول أيضاً بين الأنبياء؟!" (صموئيل الأول 9:10-12).

وشاول هذا هلك. وقيل عنه: "وذهب روح الرب من عند شاول، وبغته روح رديء من قبل الرب" (صموئيل الاول 14:16). ولما ناح عليه صموئيل النبي - المجي الثاني للسيد المسيح - يوم الدين - يوم القيامة"قال الرب لصموئيل: حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته..؟!" (صموئيل الإول 1:16).

* مثال بلعام النبي:

هذا ظهر له الرب وكلمه (عدد 9:22). ولما عرض عليه بالاق أن يكرمه إكراماً عظيماً إذ لعن الشعب، قال: "ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهباً، لا أقدر أن أتجاوز قول الرب إلهي لأعمل صغيراً أو كبيراً" (سفر العدد 18:22). وقال أيضاً: "الكلام الذي يضعه الله في فمي، به أتكلم" (عدد 38:22). وبنى سبعة مذابح، وأصعد محرقات للرب. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.

وتنبأ بلعام بنبوءات صحيحة (عدد 7:23-10). وقيل عنه: فوافى الرب بلعام، ووضع كلاماً في فمه.." (عدد 10:24).

"وكان عليه روح الله. فنطق بمثله وقال: "وحي بلعام بن بعور. وحي الرجل المفتوح العينين. وحي الذي يسمع أقوال الله، الذي يرى رؤيا القدير.." (عدد 2:2-5). وظل ينطق بكلام الرب حتى "اشتعل غضب بالاق على بلعام.." (العدد 10:24).

وتنبأ بلعام عن السيد المسيح فقال: "..أراه ولكن ليس الآن.. أبصره، ولكن ليس قريباً. يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل.." (سفر ألعدد 17،16:24).

ومع ذلك هلك هذا النبي بلعام..!

وتكلم الرب ضده في (سفر الرؤيا 14:2). وتكلم عن ضلالته أيضاً القديس بطرس الرسول الشهيد (رسالة بطرس الثانية 16،15:2)، وكذلك تلكم عن ضلالة بلعام القديس يهوذا الرسول أيضاً (رسالة يهوذا 11).

* مثال قيافا رئيس الكهنة:

وهو الذي حكم على السيد المسيح في المجمع. ومزَّق ثيابه وقال: "قد جدّف. ما حاجتنا بعد إلى شهود..؟! ها قد سمعتم تجديفه!" (انجيل متى 65،57:26).

قيافا هذا، تنبأ عن السيد المسيح وقال: "إنه خير لما أن يموت واحد عن الشعب.. ولك يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة.." (إنجيل يوحنا 49:11-51).

* مثال النبي أو الحالم حلماً (التثنية 13):

قال الوحي الإلهي في سفر التثنيه "إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلماً، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت تلك الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها. فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم، لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم وكل أنفسكم" (تثنية 1:13-3).

هنا نبى، ويقدم آية أو أعجوبة، وتتحقق. ولكنه من فاعلي الاثم، لأنه يدعو لاتباع آلهة أخرى. والله يسمح بهذا لامتحاننا.

2- مثال آخر، وهو الأنبياء الكذبة الذين يظنون أن روح الرب يحركهم، بينما هم مخدوعون، ولا يحركهم سوى الشيطان!!

مثال هؤلاء صدقيا بن كنعنة (ملوك الأول 24،11:22).

كان الشيطان قد دخل كروح كذب في أفواه الأنبياء الذين يشيرون على آخاب الملك، لكي يضل الملك. إذ ينصحونه أن يحارب راموت جلعاد لأنه سينتصر، بينما هذه الحرب لهلاكه (الملوك الأول 23،22:22).

وتنبأ له صدقيا بن كنعنه بهذا الإنتصار (ملوك الاول 11:22) (نص السفر موجود هنا بموقع القديس تكلا)!! ولما قال ميخا نبي الرب عكس ذلك يقول الكتاب: "فتقدم صدقيا بن كنعنة، وضرب ميخا على الفك وقال: من أين عبر روح الرب من ليكلمك؟! (ملوك الأول 24:22).

هنا صدقيا بن كنعنة يظن أن روح الرب هو الذي ينطق على فمه، بينما هو مخدوع! والذي ينطق على فمه بالحقيقة هو روح كذب..

من هنا يظهر أن البعض قد يقولون للرب: "بإسمك تنبأنا"، بينما يكونون في الحقيقة مخدوعين..!!

هذا نوع ثانٍ، فما هو النوع الثالث؟


3- هناك أشخاص كانوا أبرارا حينما تنبأوا باسم الرب، وأخرجوا شياطين. ولكن حياتهم تغيرت بعد ذلك، وصاروا فاعلي إثم.

لاشك أن يهوذا كان ضمن الإثنى عشر حينما أرسلهم الرب، و"أعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة ليخرجوها، ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (إنجيل متى 1:10). ونحن نعلم كيف انتهت حياة يهوذا كابن للهلاك (إنجيل يوحنا 12:17).

و ديماس مساعد بولس الرسول، لا يوجد ما يمنع أنه كان يصنع عجائب حينما كان كارزاً. ولكنه ارتد وصار من فاعلي الإثم، وقال عنه بولس الرسول: "ديماس قد تركني، وأحب العالم الحاضر" (رسالة تيموثاوس الثانية 9:4).

وحينئذ تكون عبارة "باسمك تنبانا" تعني حياتهم الأولى البارة.

وعبارة "اذهبوا عني يا فاعلى الاثم" تعني ما انتهوا إليه بعد ارتدادهم. لأن كثيرين "بأدوا بالروح، وكملوا بالجسد" (غلاطية 3:3).


4- هناك أشخاص وهبهم الله موهبة النبوة وصنع المعجزات، فبهرتهم المعجزات وارتفعت قلوبهم، وسقطوا بالكبرياء. وصاروا من فاعلي الأثم.

وهكذا يقول الكتاب: "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (سفر الامثال 18:16).. هل تظنون يا أخوتي أنه أمر سهل أن يرى إنسان أنه يشفي مريضاً، أو يقيم ميتا، أو يخرج شيطاناً؟! هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.

الموهبة تحتاج إلى تواضع يسندها. وإلا يهلك صاحبها.

ولذلك صدق مار اسحق حينما قال: "إن منحك الله موهبة، فاطلب منه أن منحك تواضعاً ليحميها، أو اطلب منه أن ينزع هذه الموهبة منك"..

ورد في تاريخ القديس أبا مقار الكبير أنه أقام ميتا. فسأله تلاميذه: ماذا كان شعوره وقتذاك؟ فقال: "كنت كمن يسير على سيف من نار"..

إذن لا مانع من أن البعض باسم الرب تنبأوا، وباسمه أخرجوا شياطين، وصنعوا معجزات كثيرة.. ثم تعجرفت قلوبهم، ولم ينسبوا المجد لله، وصاروا من فاعلي الاثم.


5- وقد يوجد إنسان عنده إيمان قوي يصنع المعجزات، ولكن ليست له أعمال صالحة، وليست فيه محبة، ويصير من فاعلي الاثم.

وعن هذا النوع وأمثاله يقول بولس الرسول: "إن كانت لي نبوة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليست لي محبة، فلست شيئاً" (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 2:13).

وهنا إيمان ينقل الجبال، ونبوة. ولكن ليس محبة..!

والذي ليست له محبة، هو من فاعلي الإثم بلا شك.

يؤمن بقوة الله وقدرته على كل شيء. وبهذا الإيمان قد يصنع آية، ولكن في حياته الروحية نقطة ضعف تهلكه..!!


6- وقد يوجد إنسان بعيد عن الرب، ومع ذلك في حياته بعض أعمال فاضلة أخذ أجرها على الأرض. وسمح الله أن تجرى آية على يديه..

وهذا الإنسان يفارق العالم، وليس له رصيد من حساب عند الله.. فقد "استوفى خيراته على الأرض" (لوقا 25:16).

وقد سمح الله بهذا ليس من أجل هذا الإنسان، وإنما من أجل الآخرين.. وهذا يذكربنا بنقطة أخرى هي:


7- هناك معجزات تحدث ليس بسبب مجترح المعجزة، وإنما بسبب إيمان المحتاجين إليها.

إنسان مثلاً يؤمن إيماناً كاملاً من عمق قلبه، إنه إذا ذهب إلى الكنيسة سيُشفى، أو إذا صلى من أجله فلان ستحدث له معجزة. ومن أجل إيمانه هو بالله وبالكنيسة وبرجال الله، تحدث الآية والأعجوبة.

وليس المهم هنا على يد مَنْ..!! يكفي أنها باسم الله، وهنا تختفي أسماء الناس..


8- ومع كل ذلك لقد أمرنا الرب ألا نفرح بالمعجزات.

ولما فرح السبعون رسولاً بالمعجزات، وقالوا له "حتى الشياطين تخضع لنا باسمك"، قال لهم: "لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السموات" (لوقا 20،17:10).. ولهذا فإني أقول دائماً:

إن ثمار الروح، أهم من مواهب الروح.

مواهب الروح لا أجر عليها، لأنه لا فضل لك فيها. إنها مجرد هبة من الله معطيها. أما ثمار الروح، فإنها شركة إرادتك مع روح الله. وهذه لها أجر..

هنا وأقدم لكم مثال يوحنا المعمدان الذي قال عنه الرب: "لم يقم بين المولودين من المساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان" (متى 11:11). هذا الذي من بطن أمه امتلأ من الروح القدس (لوقا 15:1). انظروا ماذا يقول عنه الإنجيل:

"إن يوحنا لم يفعل آية واحدة" (الإنجيل بحسب يوحنا 41:10).

ومع ذلك كان أعظم مَنْ ولدته النساء. وقال عنه الرب: "ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم، وأفضل من نبي. فإن هذا هو الذي كُتِبَ عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك" (متى 10،9:11).

9- وهنا نرى في العظة على الجبل أمراً هاماً وهو:

إن الرب كان يركز على صنع مشيئة الآب.

فقال لهم ليس المهم مجرد الإيمان والعبادة، "ليس كل من يقول لي يا رب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات" (متى 21:7). ثم أكمل بعدها حديثه عن النبوة وإخراج الشياطين وصنع المعجزات. وكأنه يقول:

ليس مجرد الإيمان والصلاة، ولا حتى بالنبوة وصنع المعجزات، بل بصنع مشيئة الآب.

وهكذا قال: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب: اليس بأسمك تنبانا، وبأسمك اخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيره؟.. فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط. إذهبوا عنى يا فاعلى الاثم" (الأنجيل بحسب متى 23،22:7).

وبعد ذلك ضرب لهم مثل البيت المبني على الصخر، والبيت المبني على الرمل، فقال: "كل مَنْ يسمع أقوالي هذه، ويعمل بها، أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر" (متي 24:7).

إذن التركيز في كل هذا على من يسمع الوصية ويعمل بها، على كل شجرة تصنع أثماراً جيدة (متى 17:7).. على من يفعل إراده الآب الذي في السماوات.

ومن الناحية المضادة هلاك فاعلي الإثم، ومن يسمع ولا يعمل. وكذلك "كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً، تقطع وتلقى في النار" (متى 19:7). "فمن ثمارهم تعرفونهم" (متى 20:7).

صفحات ذات علاقة بنفس الموضوع

- كتاب سنوات مع أسئلة الناس - إسئلة خاصة بالكتاب المقدس - قداسة البابا شنودة الثالث
 

QUIET GIRL

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
22 نوفمبر 2010
المشاركات
992
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
في قلب يسوع
اللي يبتدي مع ربنا ويسكنة روح ربنا لازم يكمل علي نفس طريقة ويفضل مع ربنا ويصنع كل اعمال الله
مرسي علي الموضوع الجيد
الرب معك
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
اللي يبتدي مع ربنا ويسكنة روح ربنا لازم يكمل علي نفس طريقة ويفضل مع ربنا ويصنع كل اعمال الله
مرسي علي الموضوع الجيد
الرب معك

اشكرك علي التعليق

كلمه لازم كان الانسان مسير او مجبر
اعتقد ان حضرتك بتردي بناء علي فكر قديم وليس علي المقاله نفسها

تحياتي
 
أعلى