بالامس اخبرتنى والدتى بوفاة جارنا الشاب صاحب ال 42 عاماً فى منزلنا القديم الذى تربيت فيه حيث اكتشفوا وفاته بعد مرورثلاثة ايام
وكان ردى على الخبر ( هو مات من زمان يا ماما )
نعم هو مات منذ سنوات طويله عندما ماتت احلامه حلماَ وراء حلم
كان محمود شاب مسلم وله اخت وحيده تكبره وكانت امهم هى زوجه ثانيه لزوج يكبرها بعدة سنوات كان قد توفى وتركهم وهم ما زالوا فى مرحلة الدراسه
تربوا وسط اسر مسيحيه فلقد كانوا العائله الوحيده المسلمه وسط عمارتنا ولكننا لم نشعر ابداً باى فارق ولم نعاملهم الا بكل ود ومحبه
كنت احب امه جدااا لانها كانت تدللنى وتحضننى وتقبلنى بكل حنان وكانت رغم صغر سنى تناديننى لتتحدث معى رغم مشاغلها فقد كانت تعمل فى وظيفه مهمه فى احدى الوزارات
وما زلت اذكر تفاصيل كثيره عن علاقتى بهذه الاسره تجعلنى اتأكد كم كان محمود يعيش بالفعل حياه تعيسه
فلقد شاءت الاقدار ان يرحل عنه والده مبكراً بعد فترة صراع مع مرضه
ايضاً شاءت الاقدار ان يكون صديقه المقرب شاباً مشلولاً اسمه امين عمه فنان معروف كانت شرفة غرفته مجاورة لشرفة محمود وكنت اقطن اسفلهم فكنت استمع لكلامهم وضحكاتهم فكان امين يرى الدنيا بعيون محمود وكان محمود يسعد بالاوقات التى يقضيها لجوار امين
وحتى هذا الصديق رحل مبكراً وهو فى سن صغيره ومازلت اذكر يوم وفاته فلقد كان يوماً حزيناً للشارع كله وكانت اول مره ارى فيها دموع محمود
ولاننى كنت صغيره لم اكن اعى جيداً معنى فراق الموت فظللت فتره اخرج للشرفه وانظر لمكان كرسى امين لعلى اجده جالس كعادته
واذكر ايضاً يوم ان استيقظت متأخره يوم امتحانى وكان والدى مسافرفجلست ابكى فما كان من محمود الا ان يأخذنى بسيارته مسرعاً وكان يصارع الطريق لاصل فى موعدى وكان طوال الطريق يطلب منى التركيز فى كتابى للمراجعه قبل دخولى للجنة الامتحان
اما عن ثانى مره ارى فيها دموعه عندما حكى لى عن الفتاه التى كان يحبها لقد كانت زميلته فى الكليه ومن الاسكندريه وكان يحلم بخطبتها ولكن ولاسباب لا اعرفها رفضت والدته اتمام خطبته ولقد صارحنى يومها بحزنه الشديد ووجدت عيونه تدمع فما كان منى الا انى قررت بكل براءه مقاطعة امه وعدم الابتسام فى وجهها كعادتى وفكرت انى اطلب ايضاً من كل الجيران ان يفعلوا مثلى حتى توافق على خطبة محمود لمن يحبها
ولكن خطتى فشلت مع اول ابتسامه منها فقد كنت احبها بشده بل هى كانت المفضله لدى من وسط كل كل جيرانى
وحقاً لقد حزنت جدااا عندما علمت بخبر وفاتها منذ حوالى العامين
وحزنت اكثر عندما علمت بخبر وقوع محمود فى يد الادمان اللعين حيث كان يعانى من وحدته وفراغ وقته ويأسه وايضاً من مقاطعة اخته الوحيده له بسبب بيعه لكل مجوهرات والدتهم دون ان يعطيها نصيبها ولم تتفهم ابدااا ان السبب هو ادمانه واعتب عليها عدم سعيها لمساعدته واحتواءه بدلاً من مقاطعته بكل قساوة قلب
وهنا بدأت النهايه الحزينه تنسج خيوطها
التفوا حوله اصدقاء السوء .. سهرات ومخدرات
ومات محمود ولم تكتشف جثته الا بعد ثلاثة ايام وبالصدفه بسبب نباح كلبه المتواصل
اتصلوا باخته فطلبت كسر الباب فوجدوه ميتاً وبجواره كلبه شريك لحظاته الاخيره والشاهد الوحيد على معاناته لاوقات طويله
ورحل محمود ومن قبله رحلت كل احلامه
وليس بيدى الا ان اطلب له الرحمه
سامحونى لقد اثقلت عليكم بقصه قد لا تعنيكم ولكنى كنت محتاجه لان اكتب ما بداخلى عن شخصيه اثر فيا كثيراً رحيلها بهذه الطريقه المهينه
سلامى للجميع
وكان ردى على الخبر ( هو مات من زمان يا ماما )
نعم هو مات منذ سنوات طويله عندما ماتت احلامه حلماَ وراء حلم
كان محمود شاب مسلم وله اخت وحيده تكبره وكانت امهم هى زوجه ثانيه لزوج يكبرها بعدة سنوات كان قد توفى وتركهم وهم ما زالوا فى مرحلة الدراسه
تربوا وسط اسر مسيحيه فلقد كانوا العائله الوحيده المسلمه وسط عمارتنا ولكننا لم نشعر ابداً باى فارق ولم نعاملهم الا بكل ود ومحبه
كنت احب امه جدااا لانها كانت تدللنى وتحضننى وتقبلنى بكل حنان وكانت رغم صغر سنى تناديننى لتتحدث معى رغم مشاغلها فقد كانت تعمل فى وظيفه مهمه فى احدى الوزارات
وما زلت اذكر تفاصيل كثيره عن علاقتى بهذه الاسره تجعلنى اتأكد كم كان محمود يعيش بالفعل حياه تعيسه
فلقد شاءت الاقدار ان يرحل عنه والده مبكراً بعد فترة صراع مع مرضه
ايضاً شاءت الاقدار ان يكون صديقه المقرب شاباً مشلولاً اسمه امين عمه فنان معروف كانت شرفة غرفته مجاورة لشرفة محمود وكنت اقطن اسفلهم فكنت استمع لكلامهم وضحكاتهم فكان امين يرى الدنيا بعيون محمود وكان محمود يسعد بالاوقات التى يقضيها لجوار امين
وحتى هذا الصديق رحل مبكراً وهو فى سن صغيره ومازلت اذكر يوم وفاته فلقد كان يوماً حزيناً للشارع كله وكانت اول مره ارى فيها دموع محمود
ولاننى كنت صغيره لم اكن اعى جيداً معنى فراق الموت فظللت فتره اخرج للشرفه وانظر لمكان كرسى امين لعلى اجده جالس كعادته
واذكر ايضاً يوم ان استيقظت متأخره يوم امتحانى وكان والدى مسافرفجلست ابكى فما كان من محمود الا ان يأخذنى بسيارته مسرعاً وكان يصارع الطريق لاصل فى موعدى وكان طوال الطريق يطلب منى التركيز فى كتابى للمراجعه قبل دخولى للجنة الامتحان
اما عن ثانى مره ارى فيها دموعه عندما حكى لى عن الفتاه التى كان يحبها لقد كانت زميلته فى الكليه ومن الاسكندريه وكان يحلم بخطبتها ولكن ولاسباب لا اعرفها رفضت والدته اتمام خطبته ولقد صارحنى يومها بحزنه الشديد ووجدت عيونه تدمع فما كان منى الا انى قررت بكل براءه مقاطعة امه وعدم الابتسام فى وجهها كعادتى وفكرت انى اطلب ايضاً من كل الجيران ان يفعلوا مثلى حتى توافق على خطبة محمود لمن يحبها
ولكن خطتى فشلت مع اول ابتسامه منها فقد كنت احبها بشده بل هى كانت المفضله لدى من وسط كل كل جيرانى
وحقاً لقد حزنت جدااا عندما علمت بخبر وفاتها منذ حوالى العامين
وحزنت اكثر عندما علمت بخبر وقوع محمود فى يد الادمان اللعين حيث كان يعانى من وحدته وفراغ وقته ويأسه وايضاً من مقاطعة اخته الوحيده له بسبب بيعه لكل مجوهرات والدتهم دون ان يعطيها نصيبها ولم تتفهم ابدااا ان السبب هو ادمانه واعتب عليها عدم سعيها لمساعدته واحتواءه بدلاً من مقاطعته بكل قساوة قلب
وهنا بدأت النهايه الحزينه تنسج خيوطها
التفوا حوله اصدقاء السوء .. سهرات ومخدرات
ومات محمود ولم تكتشف جثته الا بعد ثلاثة ايام وبالصدفه بسبب نباح كلبه المتواصل
اتصلوا باخته فطلبت كسر الباب فوجدوه ميتاً وبجواره كلبه شريك لحظاته الاخيره والشاهد الوحيد على معاناته لاوقات طويله
ورحل محمود ومن قبله رحلت كل احلامه
وليس بيدى الا ان اطلب له الرحمه
سامحونى لقد اثقلت عليكم بقصه قد لا تعنيكم ولكنى كنت محتاجه لان اكتب ما بداخلى عن شخصيه اثر فيا كثيراً رحيلها بهذه الطريقه المهينه
سلامى للجميع