تابع دراسة في الذبائح (19) ذبيحة الخطية ومفهومها - άμαρτία - חַטָּאת

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
تابع دراسة في الذبائح (19) ذبيحة الخطية ومفهومها - άμαρτία - חַטָּאת

تابع / دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
تابع / ثانياً : الخمسة أوجه من ذبيحة الصليب
[2] الوجه الثاني من أوجه الصليب
ذبيحة الخطية - άμαρτία - חַטָּאת
[FONT=&quot]للرجوع للجزء الثامن عشر أضغط هُنــــــــــــــــــا[/FONT]




ذبيحة الخطية وبالعبرية חַטָּאתhattat = خطية أو خطأ، والمقصود منها إعادة الصلة بالله بعد أن عُرضت للخطر بسبب الخطايا غير المتعمدة [ إذا أخطأت نفس سهواً في شيء من جميع مناهي الرب – لاويين 4: 2 ] أو بسبب حالة نجاسة [ ثم يعمل الكاهن ذبيحة الخطية ويُكفر عن المُتطهر من نجاسته ] (لاويين 14: 19)، وسوف نرى بالتفصيل معنى الخطية وخطورتها في هذه الذبيحة التي تخصنا جداً وبالضرورة، كوننا كلنا اختبرنا وذقنا مرارة السقوط الذي فصلنا عن الله محب البشر القدوس، وقبل أن نتلكم عن طقس هذه الذبيحة بالتفصيل، لابد أن نفهم معنى الخطية وخطورتها بالتفصيل لكي نعي هذه الذبيحة وندرك أهميتها ونتذوق عمل المسيح الرب لخلاصنا فندخل في حرية مجد أولاد الله ونتذوق حلاوة عمل الله وندخل في خبرة التحرر من الخطية وننفك من الموت الذي هو نتيجة طبيعية للخطية ...
أولاً : مفهوم الخطية – άμαρτία = خطية، تعدي
  • [أولاً] توضيح المعنى الشامل للكلمة
[FONT=&quot](أ‌) في اللغة اليونانية الكلاسيكية تأتي [ άμαρτάνωhamartano ] بمعنى: يُخطأ الهدف، أو لا يُشارك في شيء ما، وكانت تعتبر نتيجة لبعض الجهل، والاسم المُشابه [άμαρτίαhamartia ] وتأتي على أساس روحي بمعنى خطأ أو فشل للوصول للهدف. النتيجة عموماً لمثل هذا الفعل هي [ άμαρτημαhamartema ] وتعني فشل – خطأ – ذنب [ ارتكب في حق الأصدقاء أو النفس ]، ومن هذه الكلمات اشتقت الصفة والاسم [ άμαρτωλός، - hamartolos ] وهي تأتي بمعنى شرير كصفة، أو كاسم بمعنى خاطئ، أو باختصار تأتي بمعنى الشيء أو الشخص الذي يفشل ...[/FONT]

[FONT=&quot](ب‌) وقد ساد استخدام الاسم [ άμαρτημαhamartema ] على الفعل [ άμαρτάνωhamartano ] وسط عالم متحدثي اللغة اليونانية. وقد استخدم هذا الاسم أرسطو من الناحية الفلسفية بين (الظلم) و (سوء الحظ)، وأظهره على أساس أنه عبارة عن مخالفة للنظام السائد، ولكن بدون نية شريرة. وبذلك أصبحت الكلمة [άμαρτίαhamartia ] كلمة شاملة بمعنى نسبي غير مُحدد، وتأتي بمعنى: إساءة ضد شعور صائب أو سليم، ومعناها يتراوح أيضاً ما بين الغباوة إلى كسر القانون، أو تأتي كوصف لأي شيء لا يتوافق مع الأخلاق السائدة، أو لا يتوافق مع الاحترام الواجب للنظام الاجتماعي والسياسي .[/FONT]

[FONT=&quot](ت‌) ونجد النظرة اليونانية للذنب تصوره التراجيديات الكلاسيكية على أساس التحامه بالجنون المحتوم للإنسان، فالذنب ليس مجرد فعل، ولكنه حقيقة متأصلة في أعماق كيان الإنسان، وهو المسبب للمُعاناة، كما أن الذنب والمصير مجدولين ومشتبكين بطريقة لا يمكن فيها فصلهم عن بعضهم البعض، وهي تعتبر نظرة سليمة وعميقة لمشكلة الإنسان الذي تذوق خبرة الخطية المُرة التي حتمت عليه مصير متعب جداً وهو الموت الذي يعمل فيه من يوم ميلاده بالفساد ...[/FONT]

[FONT=&quot](ث‌) وقد شددت بعض الفلسفات الهلينية على العلاقة بين الذنب والمصير من خلال العديد من الشعائر والفكر الديني في محاولة للهروب من حتمية المصير، وأيضاً اجتهدوا على محاولة إدراك الذنب و صياغته عقلانياً في منهج دراسي، واعتقدوا أنه يُمكن التغلب عليه من خلال الفهم الأفضل والسلوك الصحيح. وتعمل نظريتهم من خلال الافتراض المُسبق بأن الإنسان في الأساس صالح ... [/FONT]
وبالطبع هذه النظرة – للأسف – توجد عند بعض المسيحيين اليوم من جهة تعديل السلوك لتصحيح وضعه والتخلص من الشعور بالذنب ورفع ضمير الخطية، وهذه النظرة بعيدة كل البعد عن خلاص الله كما سوف نرى في تفاصيل ذبيحة المسيح الرب، لأن هذه النظرة تجعلنا ننحرف عن الطريق المرسوم من الله لخلاصنا، لأن أعمالنا لا تقدر أن ترفعنا للمستوى الإلهي مهما كانت رائعة وممتازة، والدليل كله يظهر في العهد القديم وتاريخ البشرية التي لم تستطع أن تتحرر من مصير الموت المحتوم، وعدم معرفة الله كشخص حي وحضور مُحيي، لأنه لا يرى الإنسان الله ويعيش، كما أنه لا يقدر على رؤية الشمس الطبيعية المخلوقة، لأنه لو نظر إليها يعمي تماماً لأن عيناه لم تكن مؤهله لتلك الرؤيا، وكذلك حياتنا كبشر لا تتفق مع قداسة الله، فمن يقدر أن يحتمل أن يتفرس في النور الإلهي وطبعة غير مؤهل لهذا اللقاء ولتلك الرؤيا !!!



_____يتبــــــــــــــع_____
وفي الجزء القادم سنتكلم عن

[ثانياً] توضيح معنى الخطية في الترجمة السبعينية والعهد القديم
 
التعديل الأخير:
أعلى