مبدأ الرجوع إلى كتابات الآباء لقياس التعليم الصحيح

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
مبدأ الرجوع إلى كتابات الآباء لقياس التعليم الصحيح


  • [ لأنه يجب بالضرورة أن نفهم الإيمان ونُبشر به على نُسق أولئك الذين كان عندهم الإيمان صحيحاً بلا شائبة ] ( أعمال المجامع A.C.O. I, 1, 2, p. 39 )

ونقرأ في أعمال مجمع أفسس الآتي: [ إنه من اللائق أن يعترف الكل بهذا الإيمان المقدس، فهو كافٍ – في الواقع – لكل العالم. ولكن من المؤكد أن الذين يتظاهرون بالاعتراف الصحيح يسيئون تأويل المعنى والتفسير بطريقة اعتباطية تماماً، وهم كأبناء للخطأ والفساد يُزيفون الحقيقة. لذلك لزم الرجوع لمقالات الآباء القديسين الأرثوذكسيين لإظهار كيفية فهمهم للإيمان وكرازتهم به للآخرين، حتى يتضح جيداً وبوضوح لكل الذين عندهم الإيمان المستقيم النقي كيف يجب أن يفهموه ويشرحوه ويبشروا به ] ( أعمال المجامع Acta Concil. )

لقد تعلمنا من آباء الكنيسة القديسين أن لا نُقدم تعليماً إلا إذا كنا تعلمناه من الآباء القدماء وتسلمناه كخبرة في حياتنا وصار نافع لنا من جهة التطبيق وقربنا من الله والالتصاق به في وحدة الكنيسة الجامعة، لذلك كثيراً ما نقرأ في كتابات الآباء الذين سلمونا الإيمان المستقيم كلمة : " لقد علمونا الآباء " ( أنظر مخطوطات اعترافات الآباء )، ويكفي لنا أن نقرأ أعمال مجمع أفسس المسكوني في دورتيه الأولى والسادسة، ثم رسالة القديس كيرلس الكبير الطويلة والمسماة باسم " الإيمان المستقيم " لإدراك هذه الحقيقية ...

وتقول وثيقة أعمال المجمع إن بطرس قس الإسكندرية ومسجل الجلسة تكلم وقال: [ في يدنا كتب الآباء القدماء من الأساقفة والشهداء العديدين، وقد انتخبنا منها عديداً من الفصول، فإن كنتم توافقون نقرأها بصوتٍ عالٍ ... ]

وعلينا اليوم نفس ذات الواجب، أن نُسَلًّم ما تسلمناه بكل إخلاص وأمانة من الآباء القديسين من تعاليم وتوجيهات وفقاً للإيمان المستقيم بدون زيادة أو نقصان بنفس ذات برهان الروح والقوة، وبالطبع علينا أن نتتلمذ لربنا يسوع أولاً، وعند أقدام الكتاب المقدس نجلس متعلمين من القديسين وكتاباتهم وعلى الأخص القديس أثناسيوس الرسولي، ولنستمع لأبينا المكرم والثابت في الإيمان الرسولي القديس كيرلس الكبير فقد قال رغم من أنه بطرك مسئول: [ أثناسيوس أسقفنا وأبونا المكرم الذي نتبعه كمقياس لإيماننا الأرثوذكسي ... ] ( الرسالة الفصحية الثامنة سنة 420 م )

فلنتعلَّم اليوم مهما ما كنا على مستوى عالي من المعرفة والفهم والدراسة بل ومهما كانت مكانتنا ومواهبنا ونقول مع القديس كيرلس الكبير: [ أما من جهتنا نحن، فنحن نتبع أفكار الآباء هذه، أما من يعتقد بخلاف هذا ويُعلَّم تعليماً آخر، فهو خارج عن الطريق الملوكي القويم ... ]

حقاً إن كل النفوس المستقيمة في الإيمان وتحب الله من كل القلب وتتبع وصاياه، تجتهد دائماً أن تتبع تعاليم الآباء القديسين والمعتبرين أعمدة الكنيسة، الذين بعد أن امتلئوا من تعليم الإنجيل والرسل، وبعد أن تشربوا من الأسفار المقدسة إيماناً نقياً كالذهب والماس والحجارة الكريمة، اقتنوا كلمة الحياة وصاروا أنواراً للعالم كله عبر كل الأجيال، وسلموا خبرة الحياة الروحية بتذوق عميق للحق على مستوى إعلان الله بالروح في قلبهم بالإلهام، لذلك يا إخوتي بكوننا كنيسة واحدة مقدسة في جسد واحد لابد ان يكون لنا وحدة التعليم في سر التقوى والإيمان الواحد الحي الذي يرفعنا حتى للاتحاد بالله مع الكنيسة ككل، ليس طائفياً بتعصب بل في روح وداعة يسوع، لأننا كلنا جهلاء وفقراء في الجسد من كل جهة، ولكن أغنياء بروح المسيح الواحد الذي يجمعنا بفكر المسيح الرب الواحد، لنكون جميعاً اعضاء بعضنا البعض في كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة، فلنتأنى في كل ما نكتب ونقرأ متعلمين ان نجلس طويلاً عند اقدام مخلصنا الصلح ليعلمنا بروحه الساكن فينا كل شيء لننتبه إليه ونحيا وفق مشيئته التي يكشفها لنا بالإنجيل، لنتعلم جميعاً أن نفحص أنفسنا معاً، ونضع ما قاله الرسول نصب أعيننا:

" امتحنوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان " ( 2كو 13: 5 )
 
أعلى