- إنضم
- 11 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 7,924
- مستوى التفاعل
- 439
- النقاط
- 0
فترة الصوم المقدس هي من أقدس فترات السنة الكنسيَّة، حيث نصوم الأربعين يوماً المقدسة كما صامها السيد المسيح عنا، ونحن نصوم معه.. ولأهمية الصوم الأربعيني المقدَّس، فإننا نراه مرتبطاً بثلاثة أصوام أخرى هي:
1- صوم يونان: لمدة ثلاثة أيام، من الاثنين إلى الأربعاء، نصومها قبل الصوم الكبير بأسبوعين، وهو على نفس الطقس من حيث الانقطاع والميطانيات والنبوات والقدَّاسات المتأخرة، كما ينتهي أيضاً بفصح يونان (يوم الخميس)، كمثال لعيد القيامة باعتبار أن يونان النبي هو الشخصية الوحيدة التي شبَّه السيدُ المسيحُ نفسَه بها.
2- أسبوع الاستعداد: وهو الذي يسبق الأربعين المقدسة مباشرة، ونصومه تعويضاً عن السبوت التي تتخلل فترة الأربعين يوماً التي لا يجوز فيها الصوم الانقطاعي، وبذلك تكون الأربعين يوماً كاملة صوماً انقطاعيا.
3- أسبوع الآلام: وهو أقدس أصوام السنة كلها، ويبدأ عقب جمعة ختام الصوم ويستمر ثمانية أيام، وبذلك تكتمل أيام الصوم الكبير كلها 55 يوماً، ويتخلل هذا الأسبوع أحد الشعانين وأيام البصخة وخميس العهد وجمعة الصلبوت وسبت النور، وينتهي بقداس عيد القيامة المجيد.
أما رحلتنا الثلاثية في هذه المرة فهي مع آحاد الصوم الكبير التي هي بمثابة محطات زمنية للصوم، حيث نجد ثلاثية رائعة في كل محطة كما في الجدول التالي:
م
الأحد
إنجيل القداس
الموضوع
الثلاثية
-
أحد الرفاع
(مت6: 1-18)
ثلاثة محاور
الصدقة
الصلاة
الصوم
1
أحد الاستعداد
(مت6: 19-33)
ثلاثة محاذير
لا تكنزوا
لا يقدر
لا تهتموا
2
أحد التجربة
(مت4: 1-11)
ثلاثة تجارب
الطعام
العالم
الغِنَى
3
أحد الابن الضال
(لو 11:15-32)
ثلاث صفات
الأب المحب
الابن التائب
الأخ الرافض
4
أحد السامرية
(يو 1:4-42)
ثلاث مراحل
يهودي – سيد
نبي – المسيَّا
المسيح - مخلِّص العالم
5
أحد المخلَّع
(يو 1:5-18)
ثلاثة مشاهد
وحيد
مخلَّع
صحيح
6
أحد المولود أعمى
(يو 1:9-41)
ثلاثة مواقف
الفرِّيسيون
الأبوان
المريض
أولاً: أحد الرفاع (مت6: 1-18).. ثلاثة محاور:
1- الصدقة أو الرحمة هي المحور الأول: في خطوات الحياة الروحية، حيث ينفتح قلب الإنسان نحو الآخر، يشعر بإحساسه، وباحتياجاته، ومتاعبه، وبذلك يتكامل جسد المسيح بكل أعضائه.. ولذا ترنِّم الكنيسة ”طوبى للرحماء على المساكين..“ طوال فترة الصوم.
2- الصلاة هي المحور الثاني: حيث نرتبط بإلهي بصورة حية من خلال التسبيح، فنرتفع نحو مسيحنا القدوس في تسليم حقيقي لسيدنا الحنون ولراحة قلوبنا.
ثانياً: أحد الكنوز (مت 9:6-33).. ثلاثة محاذير:
ثانياً: أحد الكنوز (مت 9:6-33).. ثلاثة محاذير:
1- لا تكنزا لكم كنوزاً على الأرض: والمقصود أن لا يكون تعلُّق قلوبنا بالأرض بل بالسماء، لأن من أهداف الصوم زيادة اشتياقاتنا للملكوت بعيداً عن تطلعات وشهوة العيون والشهرة والسلطان والجمال ومحبة الأرضيات.
2- لا يقدر أحد أن يخدم سيدين: ليس من اللائق أن ننشغل عن مسيحنا القدوس بسيد آخر، مثل الذين سقطوا في المادية وعبادة المال ومحبته وكل شروره.
3- لا تهتموا للغد: الاهتمامات الأرضية المستقبلية تفقد الإنسان سلامه أحياناً، في حين أن الغد هو في يد الله.. ولأنه كذلك فهذا يجعلنا دائماً في طمأنينة.
ثالثاً: أحد التجربة (مت 1:4-11) ثلاث تجارب:
- تجربة الخبز أو الطعام، أي لقمة العيش: وتعني التشكيك في أبوة ورعاية الله.. ويكون السؤال: هل حياتي هي من الله أم من الطعام؟
2- تجربة العالم أو مجد العالم: وتعني الوقوع في شهوة العيون والمجد الباطل واستعراض الإمكانيات والتباهي بما نملك.
- تجربة الخبز أو الطعام، أي لقمة العيش: وتعني التشكيك في أبوة ورعاية الله.. ويكون السؤال: هل حياتي هي من الله أم من الطعام؟
2- تجربة العالم أو مجد العالم: وتعني الوقوع في شهوة العيون والمجد الباطل واستعراض الإمكانيات والتباهي بما نملك.
3- تجربة الغِنَى أو الطريق السهل: وهى الخضوع لجنون الغنى والطمع وحب المال، وهذا ما نسميه “تعظم المعيشة” وحب حياة الراحة الرخوة بلا تعب ولا اجتهاد..
رابعاً: أحد الابن الضال (لو 11:15-32) ثلاث اختيارات:
تقدم لنا الكنيسة في هذا الأحد ثلاث شخصيات بثلاث صفات أساسية يمكنك أن تختار منها:
1- الأب المحب: حيث نقابل الأب المشتاق الذي يحترم إرادة الآخر (ابنه)، ولا ييأس من خطئه، ويتحنن عليه عندما يرجع ويقبل توبته.. وهذا يمثل الإنسان الذي يقدر أن يسامح وينسى لأنه يحب.
2- الابن التائب: وهو الابن الشاطر الذي رجع إلى نفسه، وبإرادته، وعاد إلى صوابه قبل أن ينجرف أكثر في خطاياه. وهو يمثل الإنسان الشجاع الذي اعترف بخطيته، وأخذ الخطوة العملية ليحتمي في بيت أبيه، أي الكنيسة.
3- الابن المتذمر: وهو الأخ الكبير الغضوب المتذمر من عودة أخيه الأصغر. وهو يمثل الإنسان الذي يعيش مغترباً ومبتعداً بكيانه، حتى وإن كان يعيش بجسده، في داخل بيت أبيه.