محاكمة الملكين .. بقلم عبدالله عويس
لا أريد أن أرى رجال المجلس العسكري في غير الصورة الجميلة التي رسمتها لهم حتى وإن كانت صورة هلامية قليلها حقيقة ومعظمها خيال .. صورة أبقيت فيها التحية العسكرية الدراماتيكية للشهداء ، وأزلت منها تواطئهم الرهيب أيام موقعة الجمل وتركهم للجمال والبغال والخيول تمر بما حملت على ظهورها من جمال وبغال وخيول .. صورة تتسخ باستمرار وأزيل اتساخها باستمرار .. ملتمساً لهم أعذار الفشل ومحدودية الذكاء وقلة الخبرة والرعونة .. ولو استمررت في التماس الأعذار فلن أجد بعد ذلك إلا الخيانة والتآمر والانقلاب
لا أريد أن أرى نظرة الشماتة في عيون مبارك وأبنائه إذا ما لا قدر الله رأوا المشير مسجونا معهم في طرة .. وساعتها سيقول له جمال أما كان وضعنا أحسن من هذا لو كنت أطلقت النار على المتظاهرين بالتحرير وخلصتنا جميعا من هذا الكابوس بدلا من هذا السيناريو الأمريكي الذي اتبعته فأوصلك لما أصبحت فيه
أعلم أن هؤلاء كانوا يوماً من الأيام رجال مبارك المخلصين ، ولكني أعلم أيضا أن هؤلاء القادة ما وصلوا إلى مناصبهم تلك في عصر مبارك إلا بعد التأكد بنسبة تزيد عن مائة بالمائة أنهم أبعد ما يكونون عن الثورة ، وأنهم أهل الثقة لا الخبرة ، والطاعة لا النقاش ، والإذعان لا التهور .. فهل خلقت الثورة بداخلهم فجأة .. وضد من .. ضد الشعب .. وأي شعب .. شعب خرج لتوه من ثورة عظيمة .. شعب مات بداخله الخوف والمستحيل
والمضحك أن يهدد رجال المجلس العسكري بعدم دستورية ممثلي الشعب .. من اختارهم مبارك وجمال وسوزان قبل الثورة يطعنون في شرعية من اختارهم شعب مصر بعد الثورة .. وكأنهم عينوا بوحي من السماء و نزل بهم الروح الأمين على جيش مصر
بوازع من ذكرى جميلة وصورة حبيسة في الوجدان أكاد أن أطلق سراحها ، أنصح هؤلاء القادة العظام أن يخرجوا بشرف الثورة بدلا من أن يخرجوا بعار الخيانة .. وأقول لهم إذا كان لمبارك سابقة يد عليكم فرعيتموها ، فاتركوا للثورة ذكرى طيبة حتى ترعاكم وأنتم قريبون من سن التقاعد .. إلا إذا كنتم أدمنتم صحبة قائدكم الأعلى على حلاوة الصحبة أو مرها
إن جيش مصر هو عينة من شعبه .. بنسبة متدينيه وعلمانييه .. إخوانه وسلفييه .. قد تراهن عليهم في حرب مع إسرائيل أو غير إسرائيل .. أما أن تحسب أن باستطاعتك زجهم في بطش بالشعب أو قمع للإسلاميين ، فأعتقد أن هذا صعب المنال ، وتهور غير محسوب
لقد كانت ثورة مصر ثورة بيضاء ، لهذا يمكنكم رؤية مبارك يعامل معاملة الملوك على سريره الأثير ومحبسه منقطع النظير .. ولو اضطررتم الشعب وفي القلب منه إسلامييه لثورة جديدة فستكون ثورة غير بيضاء .. وستكون القاهرة مثل سرت .. ولن تكون محاكمات طويلة .. بل ستكون لحظة الاعتقال .. هي لحظة المحاكمة .. هي لحظة النطق بالحكم .. ثم محاكمة جديدة .. محاكمة الملكين
لا أريد أن أرى رجال المجلس العسكري في غير الصورة الجميلة التي رسمتها لهم حتى وإن كانت صورة هلامية قليلها حقيقة ومعظمها خيال .. صورة أبقيت فيها التحية العسكرية الدراماتيكية للشهداء ، وأزلت منها تواطئهم الرهيب أيام موقعة الجمل وتركهم للجمال والبغال والخيول تمر بما حملت على ظهورها من جمال وبغال وخيول .. صورة تتسخ باستمرار وأزيل اتساخها باستمرار .. ملتمساً لهم أعذار الفشل ومحدودية الذكاء وقلة الخبرة والرعونة .. ولو استمررت في التماس الأعذار فلن أجد بعد ذلك إلا الخيانة والتآمر والانقلاب
لا أريد أن أرى نظرة الشماتة في عيون مبارك وأبنائه إذا ما لا قدر الله رأوا المشير مسجونا معهم في طرة .. وساعتها سيقول له جمال أما كان وضعنا أحسن من هذا لو كنت أطلقت النار على المتظاهرين بالتحرير وخلصتنا جميعا من هذا الكابوس بدلا من هذا السيناريو الأمريكي الذي اتبعته فأوصلك لما أصبحت فيه
أعلم أن هؤلاء كانوا يوماً من الأيام رجال مبارك المخلصين ، ولكني أعلم أيضا أن هؤلاء القادة ما وصلوا إلى مناصبهم تلك في عصر مبارك إلا بعد التأكد بنسبة تزيد عن مائة بالمائة أنهم أبعد ما يكونون عن الثورة ، وأنهم أهل الثقة لا الخبرة ، والطاعة لا النقاش ، والإذعان لا التهور .. فهل خلقت الثورة بداخلهم فجأة .. وضد من .. ضد الشعب .. وأي شعب .. شعب خرج لتوه من ثورة عظيمة .. شعب مات بداخله الخوف والمستحيل
والمضحك أن يهدد رجال المجلس العسكري بعدم دستورية ممثلي الشعب .. من اختارهم مبارك وجمال وسوزان قبل الثورة يطعنون في شرعية من اختارهم شعب مصر بعد الثورة .. وكأنهم عينوا بوحي من السماء و نزل بهم الروح الأمين على جيش مصر
بوازع من ذكرى جميلة وصورة حبيسة في الوجدان أكاد أن أطلق سراحها ، أنصح هؤلاء القادة العظام أن يخرجوا بشرف الثورة بدلا من أن يخرجوا بعار الخيانة .. وأقول لهم إذا كان لمبارك سابقة يد عليكم فرعيتموها ، فاتركوا للثورة ذكرى طيبة حتى ترعاكم وأنتم قريبون من سن التقاعد .. إلا إذا كنتم أدمنتم صحبة قائدكم الأعلى على حلاوة الصحبة أو مرها
إن جيش مصر هو عينة من شعبه .. بنسبة متدينيه وعلمانييه .. إخوانه وسلفييه .. قد تراهن عليهم في حرب مع إسرائيل أو غير إسرائيل .. أما أن تحسب أن باستطاعتك زجهم في بطش بالشعب أو قمع للإسلاميين ، فأعتقد أن هذا صعب المنال ، وتهور غير محسوب
لقد كانت ثورة مصر ثورة بيضاء ، لهذا يمكنكم رؤية مبارك يعامل معاملة الملوك على سريره الأثير ومحبسه منقطع النظير .. ولو اضطررتم الشعب وفي القلب منه إسلامييه لثورة جديدة فستكون ثورة غير بيضاء .. وستكون القاهرة مثل سرت .. ولن تكون محاكمات طويلة .. بل ستكون لحظة الاعتقال .. هي لحظة المحاكمة .. هي لحظة النطق بالحكم .. ثم محاكمة جديدة .. محاكمة الملكين
