سلام في الرب للجميع - مهما من كانوا، ولكل الذين يدخلون في حوار ديني إسلامي مسيحي أو مسيحي إسلامي
أتكلم بمحبة للجميع بدون انحياز أو تحيز لأحد قط، يواء من هو على صواب أو من على خطأ أو اياً من كان، لأني عموماً أتخذ موقف المنصف من الجهتين ولا أريد شيئاً لإثباته ولا نفيه على الإطلاق لأني لست بطرف في أي نقاش أو صراع، ولكني - فعلاً - لا أرى محبة حقيقية (وطبعاً الكل هايقول ازاي أحنا بنحب الكل وبنتكلم بمحبة الله اللي في قلوبنا مع أن الأقوال ورد الفعل يثبتوا العكس، لأن المحبة مش كلام ولا لسان بل عمل وحق) ولا أرى اتزان واعي في أغلب المناقشات، لأن غالبية من يرد دائماً يتخد موقف الهجوم والدفاع، وهذا عادة يخرج الجميع خارج التقوى وإعلان محبة الله !!!
والموضوع يا إخوتي ليس موضوع إثبات فكري أو عقلي، فالمسيحية فعلاً حجر صدمة وصخرة شك، هذه حقيقة أعلنها الكتاب المقدس نفسه هذا لو هناك أحد دخله في سر المحبة والاتضاع بالتقوى وإعلان الحق في القلب بالنعمة فدخل في سرّ الخبرة...
فالمشكلة الحقيقية تتلخص في عدم رؤية إعلان حي لإله حي، وكل الصراع في المناقشات لتُثبت الحقيقة بالعقل، مع أن كافة الطرق الفكرية أو الفلسفية أو حتى التارخية، بالرغم من ضرورتها، لن تأتي بنتيجة تُذكر لأن السائل نفسه لا يسأل لأجل أن يُريد ان يُفتش عن إله حي ورب مُحيي ليدخل في علاقة شركة معه بالحب والإيمان ليرى ويُعايتن مجد الله الحقيقي، ب يريد يخاطب عقلاً لعقل لكي واحد يثبت والآخر ينفي وهكذا لم ولن ننتهي، وان اقتنع أحد سيُقنع عقلياً، وهناك فرق بين القناعة العقلية وانفتاح الذهن والدخول في سرّ الإيمان الذي يظهر في المحبة...
وفي الواقع الإلهي والاختباري: الله حي يشهد لنفسه، وواجب المسيحي الحي أن يشهد لإيمانه ويوجه الآخر لله بسرّ النعمة التي تعمل في قلبه سراً، أما الدخول في الصراع الفكري والفلسفي لإثبات أن هذا صح وهذا خطأ، لم ولن ينتهي قط، بل سيدخل الكل في دوائر مغلقة كل واحد يتحدى الآخر وربما يسخر منه ومن عقله، وهكذا في النهاية كله سيغفل عن حقيقة إظهار الله لذاته والدخول في علاقة حياة معه، لأن الله ليس ميت - حاشا بالطبع - بل هو الله الحي الذي يلمس القلب ويغير الذهن، والإيمان الحي يرفع الإنسان للمستوى الذي فيه يُعاين مجد الله ويرى نوره العظيم المُشرق ليأخذ حياة لنفسه على مستوى الواقع في حياته ...
والله لا يظهر نفسه للمتبارين في سباق إثبات أن كل واحد هو الصحيح والآخر هو الجاهل الذي لا يفهم وعلى خطأ ظاهر يُسخر منه، ونعلن أنه ناقص عقل وليس له منطق ,,, الخ الخ.
الله يا إخوتي لا يُعرف أو يُعلن وسط من هو يظن أنه على معرفة أعمق وأن معه الحق كله ويفتخر به، ويقارن دين هذا بذاك وفكر هذا بذاك، ويقول على الآخر جاهل الأُمي ولا يفهم وأحمق ... الخ الخ، وباقي هذا الكلام الذي أقرأه فأتأذى جداً، وكل واحد يتحجج في النهاية أن الآخر كده فعلاً وأنه يصف حقيقة ولا نشتم بل نعلن الحقائق ... وألف حجة وحجة وهيهات أن اقتنع أحد بأن هذا الكلام لا يُصح أن يُطلق على إنسان، لأن إيماننا يقول أن كل إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، ولو كنا نؤمن بهذا ونراها حقيقة كان من المستحيل أن نُهين أحد لأننا نُهين صورة الله المطبوعه فيه حتى لو كنا نراها مشوهه، لأن الإيمان ليس شعار ولا فكرة إنما رؤية وحقيقة واقعيه نحياها ....
وكل من يدَّعي أنه يعرف الله ويحيا معه بعمق وعنده المعرفة والفهم وهو يهين أي آخر تحت اي بند أو حجة، فهو يكذب لأن الله محبة، ومن يؤمن بمحبة الله ينال قوة من الأعالي في سرّ التقوى ويشهد لله المحبة في محبته واحترامه لكل آخر حتى لو الاخر تطاول عليه وأهانه وأهان دينه حتى، بالطبع أنا باتكلم كلام عام، سواء لمسلم أو مسيحي، فلو كان هناك أحد يعرف الله - كما يظُن - معرفة حقيقية كما يقول، فأن كتاباته ومواقفه وتعامله مع الآخرين وأعماله كلها ستشهد لمعرفته لله الذي يتكلم عنه، والمفروض كل واحد يشهد لإيمانه ويخرجنا خارج صراع أن كل واحد يتهكم على دين الآخر بحجة أنه يُريد ان يُعرفه الحق وأن يُهتدى لدين القويم، فالله يا إخوتي فاحص الكلى والقلوب، ولا يظن أحد أنه بذلك يوبخ أعمال الظلمة ويُظهر النور، لأن القديس بولس كان يتكلم على أن لما يكون فينا النور ونحيا به تلقائياً أعمال الظلمة ستوبخ، والتوبيخ الظاهر للمؤمنين، أو لمن ذاق نعمة الله وتركها ويحتاج لتوبيخ لكي يعود لله الحي، ولا يدَّعي أحد أن عنده هذا، لأن هذا يأتي بتوجيه من الله لو الإنسان عنده موهبة الخدمة من الله وليس من منطلق قناعته الشخصية، عموماً من يحمل الظلمة في قلبه ويأتي أمام النور لا يحتمل النور وأعماله كلها تُوبَّخ من الله، هذا لو كان عنده ضمير حساس وإيمان حي حقيقي ....
آسف على كلامي الموجه للجميع بلا استثناء ولا تمييز ولا انحياز، ولو أني أعلم يقيناً أنه لن يلتفت لمعناه إلا أقل من أقل القليل، ومن سيعي ما فيه بتذوق قلبي وليس فكري منطقي فقط، أقل من القليل الذي انتبه إليه، وربما يتهكم البعض، وربما يدافع البعض، وفي النهاية سنعود لنقطة الصفر وكأني لم أكتب شيئاً لأن كل واحد اتعود أنه يدافع عن وجهة نظرة الصحيحة بأي شكل أو صوره وتحت اي حجة، لذلك لن أُعلق مرة أخرى، لا سلباً ولا إيجاباً فسامحوني، أنا فقط أحببت أن اضع رؤيا أمام الجميع، وربما يتهكم البعض على اني وضعت هذا التعليق وسيقول أنه كان ينبغي أن يكون تعليق خاص بعيد عن هذه المناقشات، واقول كثيراً ما كتبته بعيداً ولم ينتبه إليه أحد ولا اهتم من الأساس، وكاني أتكلم في صحراء، وأتعجب أن هذا الكلام لا يوجد له صدى في قلوب من يقول أنه يعرف الله ويشهد له !!!!
أقبلوا مني كل احترام وتقدير ومحبة يا أروع إخوة لي سواء مسلمين أو مسيحيين أو حتى من أي دين أو طائفة أو الذين بلا دين، لأننا كلنا أمام الله الحي واحد، ويعلن نفسه لمن يأتي إليه بتواضع قلب طالباً وملتمساً وجهه المُنير، ول يأتي إليه معوقاً من معرفته التي وضعها في فكره لأنه يرى أنه على يقين أنه صح ويُريد أن يتعامل مع الله بفكره وما وصل إليه من معلومات، كونوا معافين في محبة الله وإعلان مجده بذاته آمين