تابع الناموس مابين البطلان والتثبيت (2) مقدمة - معنى كلمة ناموس

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
[FONT=&quot]تابع سلسلة دراسية حول الناموس مابين البطلان والتثبيت[/FONT]
[FONT=&quot]([FONT=&quot]2[/FONT][FONT=&quot]) مقدمـــــــــة[/FONT][/FONT]​
للرجوع للجزء الأول أضغط هُنـــــــــا
[FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot](أ) تُستخدم كلمة شريعة[/FONT][FONT=&quot] ترجمة للكلمة العبرية [ توراة = [FONT=&quot]תורה[/FONT][FONT=&quot] ] وهي مشتقة من الجذر العبري [ [/FONT][FONT=&quot]ירא[/FONT][FONT=&quot] ي ر ا ] والتي تعني ألقى أو أصاب، أشار أو علَّمَ، ومنها جاءت كلمة توراة، وهي تعني الإشارة أو الإرشاد أو التعليم ومنها جاءت أيضاً [ [/FONT][FONT=&quot]מורֶה[/FONT][FONT=&quot] مُ رِ ه ]، والتي تعني مُعلِّم، وقد تُرجمت كلمة توراة في الإنجليزية ([/FONT][FONT=&quot]Law[/FONT][FONT=&quot]) أي قانون، متأثرة في ذلك بالترجمة السبعينية للكلمة ([/FONT][FONT=&quot]νόμος[/FONT][FONT=&quot]) نوموس والتي نجدها أيضاً في كتابات يوسيفوس، ومعناها [ عادة راسخة ]، وللاسم عده معاني كالتالي:
[/FONT]
[/FONT]​

  • [FONT=&quot](1) ويتكون الاسم [FONT=&quot]νόμος[/FONT][FONT=&quot] - [/FONT][FONT=&quot]nomos[/FONT][FONT=&quot] من الفعل اليوناني [/FONT][FONT=&quot]nemo[/FONT][FONT=&quot]، بمعنى يوزع او يُخصص، وبخاصة تأتي بمعنى تخصيص ملكية، وبمعنى آخر يُشير هذا الفعل إلى عمليات أساسية للبشر لكي يعيشوا معاً في جماعة. لذلك يجب أن تُحسم العلاقات بالممتلكات الأرضية بأسلوب مرتبط قانونياً حتى يُمكن أن تُصبح ملكية خاصة وشخصية أو عامة لها حق الانتفاع من الجميع، وهكذا يُغطى معنى هذا الفعل [/FONT][FONT=&quot]nemo[/FONT][FONT=&quot] من مجرد تسليم شيء لفترة محدودة من الوقت لنقل شيء مرة وإلى الأبد إلى ملكية آخر.[/FONT][/FONT]

  • [FONT=&quot](2) بنفس الطريقة اشارت الكلمة [FONT=&quot]nomos[/FONT][FONT=&quot] في الأصل إلى توزيع شيء ما وكل ما هو تبعه. والمقصود الترتيبات التي تُصبح مُنظمة وتصل إلى منزلة التقليد المتبع. والكلمة ذلك تُشير إلى: [ عادة – تشريع – قانون ] وعلى الأخص في توزيع البضائع والممتلكات وفي القانون والنظام.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ونجد أن المعاني القانونية والأخلاقية والدينية لـ [FONT=&quot]nomos[/FONT][FONT=&quot] مُتلازمه في العصور القديمة، لأنه كان يُعتقد (عند الأمم عموماً) أن جميع السلع تأتي من الآلهة الذين يدعمون النظام في العالم وفي العلاقات بين الشر. ومن هنا يأتي الاعتقاد العام في العالم القديم بأن القانون مرتبط بالإلهيات. لذلك نجد عن الشعوب القديمة أن العلاقة متداخلة وحميمة بين عبادة الآلهة وواجب الشخص تجاه المجتمع أو وسط الجماعة التي يعيش فيها.[/FONT][/FONT]​

  • [FONT=&quot](3) كان يُنظر إلى لفظة [FONT=&quot]nomos[/FONT][FONT=&quot] عندما تُستخدم في السياقات السياسية كأهم سمة للدولة، أي تُعتبر [ المعيار القضائي – العرف القانوني ] أو [ قانون الأرض ]. ومنذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد فصاعداً كُتبت كلمة [/FONT][FONT=&quot]nomos[/FONT][FONT=&quot] كجمع، أي جمع الكلمة لتبقى بدل ناموس نواميس، وبذلك اكتسبت معنى قوانين خاصة مكتوبة، وقُننت كدستور، والذي كان يلزم طاعته خوفاً من العقوبة القاسية التي تتبعه أن تم مخالفته.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]عموماً باختصار شديد، فأن المعنى الأصلي القديم لهذه الكلمة يُفيد التوجيهات والتعليمات والتعاليم والوصايا التي استلمها رجال الله الملهمون بالروح من فم الله بشخصه مثلما رأينا موسى النبي على الأخص، وهذا المعنى يُغطي: [FONT=&quot]أولاً[/FONT][FONT=&quot] الوصايا، والشريعة كقوانين ونُظم، والأحكام التي تسلمها مشرعو وقُضاة وملوك إسرائيل من الله، وكانت كلها تُجمع تحت كلمة الناموس. [/FONT][FONT=&quot]ثانياً[/FONT][FONT=&quot]: كل ما كان من الوحي الذي نطق به الكهنة سواء عموميين أو محليين. [/FONT][FONT=&quot]ثالثاً[/FONT][FONT=&quot]: تعاليم أُعطيت بفم الأنبياء تخص طبيعة الله وأوصافه ومُعاملاته عبر التاريخ وإعلان مقاصده تجاه شعبه الأخص، ومطالبه من الناس.[/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot](ب) [FONT=&quot]ونجد أول شريعة أو قانون ظهر، هو الوصايا العشر[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot][ ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات... ] (خروج 20: 1)، أما هذه الكلمات فهي الوصايا العشر التي تُدعى بالعبرية [ [FONT=&quot]aseret ho-devarim[/FONT][FONT=&quot] ] أي [ الكلمات العشر ] وقد ترجم اليهود – يهود الإسكندرية – في الترجمة السبعينية إلى من العبرية لليونانية بهذه الكلمة [/FONT][FONT=&quot]δέκα λόγι[/FONT][FONT=&quot] ومنها جاءت تسميتها بالإنجليزية [/FONT][FONT=&quot]Decalogue[/FONT][FONT=&quot] أي الكلمات العشر، ولكن جرت العادة أن تُدعى الوصايا العشر [/FONT][FONT=&quot]the ten commandments[/FONT][FONT=&quot]، إلا ان تسميتها العبرية المأخوذة أصلاً من نص الكتاب المقدس [ ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات...؛ وكان هناك عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة، لم يأكل خبزاً ولم يشرب ماءً. فكتب على اللوحين كلمات العهد، الكلمات العشر...؛ وأخبركم بعهده الذي آمركم أن تعملوا بهِ: الكلمات العشر...؛ فكتب على اللوحين مثل الكتابة الأولى الكلمات العشر التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع وأعطاني الرب إياها ] (أنظر خروج 20: 1؛ خروج 34: 28؛ تثنية 4: 13؛ تثنية 10: 4)

[/FONT]
[/FONT]​
[FONT=&quot]ونجد أن هذه الكلمات ليست وصايا بالمفهوم الدقيق للفظ، فقد قيلت في إطار العهد المبرم بين يهوه وإسرائيل، لكي يتعرفوا عليه كمخلص خلصهم من العبودية وقادهم إلى ذلك الموضع، بعد أن برهن لهم أنه هو: الكائن بذاته [ أيه أشير أهيه = أنا هوَّ [/FONT][FONT=&quot]έγώ [/FONT][FONT=&quot]είμι[/FONT][FONT=&quot] I am he who cause to be[FONT=&quot] - أنظر خروج 3: 13 – 14 ]، مُعلناً ذلك بأعمال قدرته التي عملها معهم، والآن يظهر لهم علانية في اختبار مُهيب ليُسمعهم توصياته التي بها يصيرون له شعباً خاصاً كما صار هو لهم إلهاً خاصاً يرعاهم. فقد رسم لهم بهذه الكلمات الخطوط الرئيسية لقيام علاقة ثابتة نعه لخيرهم وسعادتهم، ومن أجل استمرار تمتعهم بامتياز نعمته الموهوبة لهم مجاناً كنعمة مُعادة لهم من قِبَل محبته الخالصة: [ إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي، تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. فإن لي كل الأرض. وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمه مقدسة ] (خروج 19: 5و 6)[/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot](ج) ما هي الوصايا أو ما سبب الوصايا والشريعة عامة:[/FONT]​
[FONT=&quot]لا بد من أن نعلم أن الوصايا أو الشريعة ما هي إلا بنود العهد القائم بين الله وشعبه المختار، وقد أُقيم هذا العهد لكي يصير الشعب الخاص لله، اي شعب مكرس يخص الله الحي وحده. ونجد أن الشعب قد تقبل بكامل حُريته الدخول في هذا العهد، وتقبل جميع بنوده وأجاب باستعداده للطاعة بدافع عرفانه بجميل الرب وفضله عليه بتحريره من العبودية. وهكذا أصبح الله والشعب كله بكامل أفراده شركاء في العهد.

[/FONT]​
[FONT=&quot]لذلك أعاد موسى عليهم هذه الكلمات مُذكراً إياهم بالعهد في خطابه الأخير قائلاً: [ الرب إلهنا قطع معنا عهداً في حوريب. ليس مع آباءنا قطع الرب هذا العهد، بل معنا نحن الذين هنا اليوم جميعُنا أحياء. وجهاً لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار... (وهُنا يُعيد عليهم نص وبنود العهد) ... هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار والسحاب والضباب وصوتٍ عظيم ولم يَزِدْ... فلما سمعتم الصوت... قلتم هوذا الرب إلهنا قد أرانا مجده وعظمته وسمعنا صوته من وسط النار. هذا اليوم قد رأينا أن الله يُكلم الإنسان ويحيا... فاحترزوا لتعملوا كما أمركم الرب إلهكم. لا تزيغوا يميناً ولا يساراً. في جميع الطريق التي أوصاكم بها الرب إلهكم تسلكون لكي تحيوا ويكون لكم خير وتطيلوا الأيام في الأرض التي تمتلكونها ] (تثنية 5: 2 – 33)

[/FONT]​
[FONT=&quot](د) هذه الكلمات العشر: [/FONT]
[FONT=&quot]وإن كانت قد أُعطيت كأساس للعهد بين إسرائيل والله، إلا أنها مبادئ عامة صالحة لكل إنسان وملائمه للتطبيق لكل العالم وفي كِلا العهدين؛ فهي غير مشروطة باعتبارات وقتيه ولا تتأثر بأي تغيُرات اجتماعية أو سياسية أو حتى باختلاف القرون، فهي ذات شرعية مُلزمة لكل البشر، في الحاضر كما كانت في الماضي وكذلك المستقبل أيضاً، وذلك لأن الذي أملى بنود هذا العهد ليس سوى الله بشخصه، وهو الذي خلق الإنسان والعالم كله، ويعطيه ما يحفظ استمرار وجوده واستمرار دوامه. لذلك فأن عارض الإنسان أو انتهك أو خالف هذه الكلمات العشر، فليس في استطاعته أن ينقُضها أو يُبطلها أو يُلغيها أو يُبدلها أو يقلل من قيمتها، فقد قال الرب يسوع بشخصه: [ الحق اقول لكم: إلى ان تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واجدة من الناموس حتى يكون الكُل ] (متى 5: 18)

[/FONT]​
[FONT=&quot]وفي الجزء الثالث سنتحدث عن: ما هي القيمة الروحية الكامنة في شريعة العهد القديم !!![/FONT]​
 
التعديل الأخير:
أعلى