- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
حينما ندخل في سرّ الولادة الجديدة ونحيا بها، فأن نور المسيح القيامة والحياة لا يغيب عنا قط، بل يُنير أذهاننا ويفتح بصيرتنا على الحق، لندخل في سرّ ديمومة التوبة التي تنبع من كلمة الله التي نواظب على قراءتها بهدف تنقية قلوبنا ومعرفة مشيئة الله لنا لنحيا وفق ما يُريده منا لنُتمم قصده بدقه، ولكن يتعذر بشدة التعرُّف على نور الحياة الجديدة ومعرفة مجد الله بإشراقه في القلب [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6)، وذلك بسبب الانغماس في الشرّ، والشرّ ليس هو مجرد الوقوع في خطية ظاهرة، لأن الخطايا الظاهرة واضحة للغاية والإنسان يعرفها جيداً وبسهولة ممكن ان يتوب عنها، ولكني أتحدث عن الخطايا الخفية التي تُعطل نور الله في قلب لأن الإنسان لم يسعى لكي ينال موهبة الإفراز والتمييز ونوال الحكمة والفطنة من الله الحي، لكي يجتاز المعوقات بقوة عمل الله بغسل القلب، وشفاء النفس من كل ما يُعكر صفو حياتها ويربكها ليُثقلها بأثقال تمنعها عن رؤية وجه النور…
لذلك فأن: [ بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس: كل من لا يفعل البرّ فليس من الله وكذا من لا يحب أخاه ] (1يوحنا 3: 10)، فـنحن نعلم إن علامة انتقلنا من الموت إلى الحياة هو أننا نحب إخوتنا في الجسد الواحد بل وكل إنسان على وجه الأرض مهما من يكن، ونعلم أيضاً أن كل [ من لا يحب أخاه يبقى في الموت ] (1يوحنا 3: 14).
- فالمشكلة الحقيقية التي تعطل حياتنا وتعوِّق خدمتنا لله الحي، هي جرثومة الخطية التي تسكن داخلنا دون أن ندري، لأنها سرطان النفس المدمر، الذي هو الكبرياء وعدم المحبة، لأن الله يقاوم المستكبرين بفكر قلبهم [ يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيُعطيهم نعمة ] (يعقوب 4: 6)، و [ الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه ] (1يوحنا 4: 16)، فالله لا يسكن مع الغير محبين لأي آخر مهما من كان شكله او نوعه أو فكره أو دينه.. الخ، [ ومن لا يُحب لم يعرف الله لأن الله محبة ] (1يوحنا 4: 8).
- فمحبة الذات الزائفة هي الأساس الذي يلد الكبرياء في النفس، لأن محبة الذات هي التي تدفعنا لنحتفظ بالأمور التافهة التي بلا قيمة، بل تُسقط النفس من العلو المجيد الذي للقديسين، و تجعل الله مقاوماً للنفس وضداً لها، ومن مثل هذه الأمور التافهة: النقد اللاذع المصحوب بالإهانة والسخرية، الشتيمة، جرح الآخرين وغرس شعور النقص فيهم، الاعتداد بالنفس وعدم قبول اي نقد موجه بناء، اعتبار الآخرين قليلي الفهم وحمقى لا يدركون ولا يفهمون، اعتبار أني انا وحدي من أفهم والآخرين لن يتعلموا شيئاً قط، عدم قبول التعليم والتوجيه، تعليم الآخرين وعدم السعي للتعلم ابداً، البحث عن الأفكار الجديدة والألفاظ الثقيلة لإظهار العلم والفكر للتسلط على الآخرين، ويوجد بالطبع أشياء أخرى كثيرة تدل على كبرياء القلب، وعلينا أن نفحص أنفسنا جيداً امام المواقف لكي نعرف أنفسنا وما يسكن قلبنا، لكي نُسرع لنُقدم توبة…
لذلك فأن: [ بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس: كل من لا يفعل البرّ فليس من الله وكذا من لا يحب أخاه ] (1يوحنا 3: 10)، فـنحن نعلم إن علامة انتقلنا من الموت إلى الحياة هو أننا نحب إخوتنا في الجسد الواحد بل وكل إنسان على وجه الأرض مهما من يكن، ونعلم أيضاً أن كل [ من لا يحب أخاه يبقى في الموت ] (1يوحنا 3: 14).
- فأولاد الله الحقيقيين المولودين منه [ وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله ] (يوحنا 1: 12 – 13): فهؤلاء الذين سبق فعرفهم وسبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين، عينهم ودعاهم وبررهم ومجدهم أيضاً ] (أنظر رومية 8: 29و 30)، يحبون أنفسهم في المسيح القيامة والحياة، لأنهم يتحركون نحو تفضيل حياتهم في المسيح يسوع على كل الأمور الأرضية [ لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح ] (فيلبي 3: 7)، ، وهم يركضون للملكوت السماوي بكل طاقتهم، وباشتياق عظيم يزداد يوماً بعد يوم، يسعون بكل جهد بأن يكون المسيح الرب هو الملك الذي يملك عليهم.