حول الثالوث

Abdel Messih

Ορθόδοξο&#
عضو مبارك
إنضم
15 يناير 2012
المشاركات
1,535
مستوى التفاعل
123
النقاط
0
6352764754.jpg



هذه الصورة الموجودة أعلاه , هي صورة من القرن الخامس عشر , لقديس روسي اسمه أندريه روبليف Andrei Rublev :
6177389682.jpg


تُصوّر هذه الأيقونة الثلاثة ملائكة الذين زاروا أبينا إبراهيم و أمنا سارة , و لكن القديس رسم الثلاثة ملائكة و لم يرسم إبراهيم و سارة

يُشير الذهب البرّاق على الأيقونات دائماً إلى الألوهة , و تحيط أجنحة الملائكة باتسعاها كل شئ و تغطيه , و يُظهر محيط الأجنحة الداخلي المرسوم بالأزرق المُضاء الوحدة و صفة الطبيعة الواحدة السماوية , إنه إله واحد بثلاثة أقانيم متساوية تماماً , و هذا ما تدل عليه العُصيّ المتماثلة , علامة السلطة الملكية التي يتمتع بها كل ملاك


من كتاب : الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة - الكتاب الأول , أيقونة الغلاف أيقونة الثالوث الأقدس لأندريه روبليف , للأب صفرونيوس

الملاك الأوّل، ملاك اليسار ، يشير إلى الآب "غير المدرك" . لذلك تمّ تصويره بلباس غير واضح، حتّى لا نقول بلا لون تقريباً، وذلك للإشارة إلى الإبهام الذي يحيط به، ولكن أيضاً لأنّنا لا نعرف شيئاً عن الآب إلاّ ما كشفه لنا الربّ يسوع: "الله لم يره أحد قطّ. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو أخبر" (يوحنّا 1 :18).

الملاك الثاني، ملاك الوسط، الذي يواجهنا ويظهر لنا بشكل واضح، يرمز إلى الابن المتجسّد، يسوع المسيح. لباسه بلون صاف وجليّ، البنّي الداكن يرمز إلى الأرض والبشريّة. ووراءه ترتفع شجرة جذورها في الأرض وأغصانها تمتدّ نحو السماء. هذه الشجرة ترمز إلى عود الصليب الذي صار بواسطة يسوع شجرة الحياة ، السلّم المصعدة إلى السماء، والذي بواسطته اجتمعت السماء والأرض، فانعدمت الحدود بينهما.

الملاك الثالث، ملاك اليمين , يرمز إلى الروح القدس المانح الحياة الذي ينمي ويوجد جميع الكائنات. لذلك تمّ تصويره باللباس الأخضر، لون الحياة وفرحها.


من مدوّنة : الايقونة الارثوذوكسية

في المسيحية نحن نعرف إله واحد مُثلث الأقانيم ( الأشخاص ) , كلمة أقنوم في اليونانية هي " هيبوستاسيس - ὑπόστασις - hupostasis " و هي كلمة مكونة من مقطعين المقطع الأول " هيبو - ὑπό - hupo " و تعني تحت :
G5259
ὑπό
hupo
hoop-o'
A primary preposition; under, that is, (with the genitive) of place (beneath), or with verbs (the agency or means, through); (with the accusative) of place (whither [underneath] or where [below]) or time (when [at]): - among, by, from, in, of, under, with. In compounds it retains the same genitive applications, especially of inferior position or condition, and specifically covertly or moderately.


و المطقع الثاني " هيستِمي - ἵστημι - histēmi " و تعني قائم :
G2476
ἵστημι
histēmi
his'-tay-mee
A prolonged form of a primary word στάω staō (of the same meaning, and used for it in certain tenses); to stand (transitively or intransitively), used in various applications (literally or figuratively): - abide, appoint, bring, continue, covenant, establish, hold up, lay, present, set (up), stanch, stand (by, forth, still, up).


و لاهوتياً تعني ما يقوم عليه الجوهر , و لكن هذا يُمكن أن نعتبره شرح بسيط جداً للكمة التي تكونت من المقطعين السابقين , اما كلمة هيبوستاسيس فهي تعني شخص ( أقنوم )
:
G5287
ὑπόστασις
hupostasis
hoop-os'-tas-is
From a compound of G5259 and G2476; a setting under (support), that is, (figuratively) concretely essence, or abstractly assurance (objectively or subjectively): - confidence, confident, person, substance.

strong's Hebrew and Greek Dictionaries

يتكلم القديس يوحنا ذهبي الفم عن بدعة سابيليوس قائلاً :
" و بعد هذه الهرطقة ( كان يتكلم عن هرطقة ماركيون ) , ظهرت هرطقة سابيليوس التي نادت بأن الآب و الإبن و الروح القدس هم شخصاً واحداً . "
المرجع : تفسير رسالة بولس الرسول إلي العبرانيين , للقديس يوحنا ذهبي الفم , مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية , نصوص آبائية - 153 - , صفحة 147 .

و على الجانب الآخر نرى القديس غريغوريوس النزينزي يقول :
" بالنسبة لنا يوجد إله واحد و لاهوت واحد , و كل ما يصدر عنه يرجع عائداً إليه ليكون واحداً معه , مع أننا نؤمن بثلاثة أقانيم . و ليس واحداً هو الله بدرجة أكبر و آخر هو الله بدرجة أقل , ولا واحد هو سابق و آخر لاحق . كما أنهم ليسوا منقسمين في الإرادة ولا منفصلين في القدرة , ولا توجد هناك أية سمة تشير لكونهم أفراداً منفصلين , بل بكونهم أشخاصاً متمايزين فإن اللاهوت بأكمله و بغير تقسيم هو في كل واحد منهم "

المرجع : الإيمان بالثالوث , الفكر اللاهوتي الكتابي للكنيسة الجامعة في القرون الأولى - توماس ف.تورانس (
Thomas Forsyth Torrance ) , نشر دار باناريون , صفحة 344 .

فما الفرق بين الفرد , و بين الشخص ؟
نجد الرد في المرجع السابق , صفحة 275 :

' الشخص ' ( الأقنوم ) له مدلول يختلف تماماً عن مدلول ' الفرد ' . فالشخص هو من لا يوجد أو يحيا إلاّ في شركة و اتحاد و حب مع الآخر , و هو يحقق ذاته ( بكونه شخصاً ) في حبه الحر الكامل للآخر , و في تقديمه للآخر على نفسه , و في اختفائه هو و إظهار الآخر , و في اتحاده الكامل مع الآخر , و الاتحاد لا يحدث إلاّ بين أشخاص ( أقانيم ) بكل ما تعينه الكلمة , أى بين من يحيون على صورة أقانيم الثالوث . إذن الوجود المتأقنم ( الذي خُلقنا لنحياه ) هو وجود في شركة و اتحاد - و ليس الوجود الفردي - سواء مع الله أو مع بعضنا البعض. ( المترجم : د. عماد موريس اسكندر )

الله محبة
God is love

هذه الآية التي يعرفها أصغر المسيحيين بل و من المؤكد أن غير المسيحيين أيضاً سمعوا عنها , لا يُمكن تخيُلها إن لم يكُن الله واحد , و في نفس الوقت هو ثلاثة أشخاص !!

أقتبس من كتاب : منطق الثالوث - للأب هنري بولاد اليسوعي فيقول :
9136717985.jpg

6873996197.jpg


من هذا يتضح أنه لا يُمكن أن يكون الله محبة , إلا إذا كان إلهاً واحداً مُثلث الأقانيم , فالآب في الابن و الابن في الآب , و الآب و الابن في الروح القدس و الروح القدس في الآب و الابن , لهذا فهو محبة , لإنه ثلاثة أشخاص , لا يُمكن أن يكون الله شخصاً واحداً و في نفس الوقت يكون الله محبة .

لا يوجد أي سبب يُبرر إتياننا إلى العالم من العدم , إلا محبة الله , فهو بالتأكيد لم يخلقنا لنعبده كما يظُن البعض لإنه لا يحتاج العبادة , و إنما محبة الله أنشأتنا , و لو لم يكُن الله ثالوث , لما وُجدت المحبة , و لو لم توجد المحبة لما وُجدنا , فطالما نحن هُنا فإذاً الله محبة , و طالما الله محبة فإذاً الله ثالوث


:new5: مجداً للثالوث الأقدس :new5:
 
التعديل الأخير:
أعلى