أي معبد يُقام في هذا العالم يستطيع أن يكون مقر سكنى خالق المسكونة وكل ما فيها، أي ذبيحة تستطيع أن تُقدم لمن أنشأ الخليقة والتي كلها صنعة يديه، أليس من المضحك أن نتقدم لله ونظن أنه ينتظر عطايانا ليرضى عنا، مع أن كل عطية هي أصلاً منه، فأي عبادة تُقدم تكون لائقة بجلال مجده !!!
يا الله إلهنا جابلنا بيديك، نحن صنيعك وحدك، وصيرتنا لك هيكل مقدس خاص لنُقيم عبادة حية على مذبحك المقدس الذي هو قلبنا، هذا القلب الذي تدنس بفعل الخطية وميلنا الباطل نحو الخير الغير موجود، ففسدنا لأننا اختطفنا قضية الموت بإرادتنا وحريتنا، ولكنك وحدك أتيت في نفس ذات هيكل جسدنا وجعلت منا جسدك الخاص متحداً به بسرّ عظيم لا يُنطق به ومجيد وتممت تدبيرك الأزلي العظيم في الأوقات الخاصة المُعينة من قِبلك، وأعدت خلقتنا من جديد لنصير هيكل مقدس، رعية مع القديسين وأهل بيتك، فأعدت لنا الحياة ووهبتنا الخلود، وأصبحنا هياكل حيه مقدسة، نقيت مذبحها بكلمتك [ أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به ]، لذلك نطلب كلمتك التي انت ساهر عليها لتُجريها، نطلبها فينا دائماً لنصير أنقياء لكي نعاين سبحك ليظهر فينا مجدك الفائق، لكي نكون ملح الأرض ونور العالم كما قصدت حسب نعمتك الخاصة المنسكبة لنا بروحك القدوس قائدنا بالمحبة نحوك.
مجد اسمك فينا مظهراً وجهك في ملامح نفوسنا، حتى كل من يرى أعمالنا الصالحة التي هي ثمر روحك القدوس فينا يمجدونك أيها الاب السماوي أبينا الخاص في ابنك الوحيد.
نعظم اسمك ونمجد صلاحك يا الله ابانا وسيد كل أحد، فالمجد لك كل حين آمين فآمين