تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير أحد السامرية الجزء الرابع والأخير

fikry

Member
عضو
إنضم
6 يونيو 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
9
النقاط
18
الإقامة
الولايات المتحدة
تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير
أحد السامرية
الجزء الرابع والأخير

مقدمة

شفنا لحد دلوقتى معاملات الله مع تلك المرأة السامرية من خلال حديث السيد المسيح معاها وكيف أن هى من خلال هذا الحديث أكتشفت الحقيقة الأولى التى ينبغى أن كل إنسان فى لقائه مع السيد المسيح أن يكتشفها وهى حقيقة مدى إنحرافه وبعده عن الحق وحقيقة إعوجاج سلوكه وتصرفاته وتفاهة الحياة التى يعيشها فى الخطية وأيضا عجز الإنسان على أنه يصلح نفسه بنفسه وقد أيه هذا الإنسان محتاج إلى قوة خارجية من أجل أنه يصلح الكيان الضعيف , شفناها وهى بتتكلم معاه وإزاى بتحول الحديث علشان ماتواجهش واقعها الأليم إلى موضوع السجود والعبادة , زى ما فى أوقات كثيرة جدا بيكون لينا نوع من العبادة الشكلية من أجل ان أحنا نهرب من المواجهة الحقيقية لكى ما نكتشف ضعفنا وعجزنا وإحتياحنا لشخص السيد المسيح ولكن بالرغم إن الإنسان بيشوف ضعفه الشديد جدا وعجزه ومدى إنحرافه ووحاشته أمام الله إلا أنه فى نفس اللحظة كل نفس فينا لما تتكلم مع السيد المسيح تكتشف قيمتها وغلاوتها عند السيد المسيح , وتكتشف قد أيه أن هذه النفس أو كل نفس فينا ليها مكانتها العظيمة جدا فى قلب السيد المسيح بالرغم من الوحاشة اللى هى عايشة فيها , وعلشان كده السامرية اللى كان كل الناس بيحتقروها ويسهزأوا بيها وبيتكلموا عنها وبيظروا ليها نظرات ردية , وإن كان كثيرين منهم كانوا يشتهونها وكان وضعها سىء جدا للغاية أو كانت إمرأة سيئة السمعة , لكن فى كلامها مع السيد المسيح أكتشفت قيمتها الفعلية وأنها مش مجرد متاع بيتمتع بيه الإنسان , أو مصدر إشباع لشهوة أى إنسان , ولكن إكتشفت قيمتها الحقيقية ككيان الله خلقه ممجد طاهر مقدس , والسيد المسيح أثار دهشتها وإعجابها الشديد جدا , ففى الأول ظهر لها كأنه يستعطى وجاى يشحت منها ولكن فوجئت أن هو معطى وليس مستعطى , وشافته فى الأول أنه إنسان تعبان من كتر السفر لكن أكتشفت فيه الحقيقة المزهلة , أن هذا الإنسان اللى شكله تعبان فيه الراحة الحقيقية لكل نفس متعبة , وبنشوف أيضا قدرة السيد المسيح العجيبة على إكتشاف النفس بأعماقها وفى دواخلها , وهو ده نفس الإختبار اللى جازه قبل كده داود النبى لما رتل مزمور 139: 1- 6 1 يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. 2أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. 3مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. 4لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. 5مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. وقال فيه أختبرتنى يا الله وعرفت أفكارى ومن خلف ومن قدام حاصرتنى , وعارف اللى جوايا وكاشف كل اللى فى داخلى , وقد أيه أن النفس دى تفاجأ أمام الله وكلمته أن كل نفس فينا مكشوفه وعريانه قدام ربنا , وفى قصة لطيفة عن أم أخذت بنتها الصغيرة معاها لخدمة من الخدمات اللى بتعملها الكنيسة , وكان واقف خادم عمال يوعظ ويتكلم عن السيد المسيح وعن عمل ربنا ويتوب الناس , وبعد إنتها العظة , البنت شدت فستان أمها وقالت لها : ماما الراجل اللى بيتكلم ده عارف كل اللى بيحصل فى بيتنا أزاى ؟ وهو شافنا إزاى ؟ وبنشوف قد أيه أن كلمة ربنا بتكشف النفس على حقيقتها حتى لو كانت النفس بتستتر بأستار كثيرة جدا , والسيد المسيح بينظر وبيكشف فينا الجانب الردىء وجانب الخطية , والسيد المسيح ليس فقط كشف الجانب الشرير اللى كان موجود فى المرأة السامرية , ولكن بالأكثر من هذا كان يرى فيها الإمكانيات الكامنة جواها لحياة القداسة , يعنى مش بس كشف وحاشتها لكن كمان كشف الحلاوة اللى جواها من إمكانيات لحياة مقدسة وأخرج من جواها إهتمامات لتاريخ الآباء وإهتمامات بموضوع العبادة و الإهتمامات بموضوع السجود , وعلشان كده السيد المسيح بينفخ فينا وفى إمكانياتنا حتى لو كانت ضعيفة روح القيامة حتى يقوم الإنسان من رقدة الموت اللى رقدها ويتكون ويتشكل فى شكل جديد , وما أحلى السيد المسيح لما يكتشف شخصيتى وشخصيتك , والجانب الردىء اللى فيها علشان يخلصنى منه وبعدين بالجانب الحلو المضىء أنا ممكن أكون أيه وأصير أيه , وهو ده اللى عمله السيد المسيح على مر السنين والأزمنة فى موسى الأسود وفى أغسطينوس وفىّ أنا شخصيا وفى كل الناس اللى عاشوا فى عمق الخطية لكن الله كان ليه نظرة أخرى لأنه كان يرى ما يمكن أن يصير عليه الإنسان من قداسة ومن طهارة ومن بر , فكان موقف المرأة السامرية فى خروجها أنها تروح تدعى كل أهل السامرة وتقول لهم تعالوا أنظروا وشوفوا (إنسان قال لى كل ما فعلت) وبتكلمهم عن إكتشافها اللى أكتشفته وكمان بتحدث الآخرين عن هذا الإكتشاف , وصدقونى أن الحياة المسيحية الحقيقية , والإنسان الروحى الصح اللى عايش حياة حقيقية مع ربنا مش حياة شكلية , والحياة الروحية الحقيقية بتتبنى على عامودين ولازم عمودين يسندوها ولو فى عامود منهم ضايع لا يكون هناك كيان روحى صح طيب ياترى ما هما هذان العمودان ؟ العمود الأول : هو إكتشاف الحق وقبوله , يعنى الإنسان يكتشف السيد المسيح ويقبله ويعيشه ويعرفه , والعمود الثانى : هو إعلان هذا الحق للآخرين , وأنه يحدث الآخرين عن السيد المسيح اللى أكتشفه , والبرهان الحقيقى على أنى قبلت السيد المسيح فعلا فى حياتى وأتمتعت بيه هو أنى أعلنه للآخرين , والحقيقة هى دى رسالتى أنا الشخصية بعد أكتشافى للسيد المسيح ومعرفته وأختبرت حياتى معاه هو أنى أعلنه للآخرين فى كل تأملاتى السابقة والمستقبلة أن أطال الله فى عمرى ولن يكف قلبى وعقلى وقلمى عن ذلك إلى أن أنتقل إليه , فلومفيش إعلان فى حياتى عن السيد المسيح للآخرين يبقى أنا لسة لم أعرف السيد المسيح ولم أكتشفه ولم أختبره , وصدقونى عدم توصيلنا البشارة المفرحة للآخرين معناه أننا لم نرتوى من السيد المسيح بعد ولم نختبره بعد , وعلشان كده ما تفتكروش أنى لا أكلم الآخرين وأحدث الآخرين عن ربنا وأن دى شغلانة الخدام أو الكهنة أو الأساقفة أو شغلة الناس اللى بتشتغل فى الكنيسة لكن هى بالضرورة الأولى لكل أنسان ذاق محبة ربنا ووجد ربنا فعلا بغير تعليم خاطىء , وأكتشف صلاح ربنا ورحمة ربنا تلقائيا سيجد نفسه لازم يحدث الآخرين عن هذا الإكتشاف اللى أكتشفه , ولازم يعلن السيد المسيح للآخرين , وعلشان كده لما بيقول بولس الرسول فى رسالته الأولى لأهل كورونثوس 9: 16 16لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. الضرورة موضوعة علىّ ويل لى أن كنت لا أبشر , والتبشير ده مش شغلة الكارزين فقط لكن هو شغلة كل واحد مسيحى ذاق السيد المسيح أنه يروح ويخبر الآخرين كم صنع بي الرب ورحمنى , وأياكم أن تضحكوا على نفسيكم وتقولوا أن أنتم عايشين مع السيد المسيح من غير ما يكون ليكم دور فعال وتقدموا السيد المسيح للآخرين , يبقى أنتم واقفين على عمود واحد , ولا يمكن على عمود واحد يكون فى كيان روحى , ويبقى الكيان الروحى اللى متوهمين أن أحنا بنعيشه لابد أن ينهار , والمرأة السامرية كانت رغبتها أنها تشارك الآخرين وتعلن لهم عن السيد المسيح وكمان توصل السيد المسيح للآخرين , والجميل أن الرغبة دى طغت على كل المشاعر اللى جواها وعلى كل المشاغل اللى كانت مشغولة بيها فى الماضى لدرجة أنها نسيت جرتها , وتركت الجرة اللى كانت واقفة عثرة فى طريقها , ورغبتنا أن أحنا نحث الآخرين عن السيد المسيح مهمة جدا جدا جدا وأن هذه الرغبة ترتفع فوق ضعفاتنا وفوق مشاكلنا وفوق مشاغلنا , وأن كانت الجرة لما أتكلمنا عنها أنها ترمز إلى ذاتها , فهى نسيت ذاتها فى سبيل أنها تنشغل بالآخرين وتحدثهم عن السيد المسيح , وموضوع الخجل اللى كان مسيطر على حياتها لدرجة أنها جاية ساعة القيلولة فى عز الظهر تملأ الجرة بالمياه وجاية وخارجة من المدينة للبير البعيدة اللى مياهها شحيحة علشان محدش يشوفها ومحدش ينظر لها , وهى الان أنتصرت على هذا الخجل وخرجت تقول لكل المدينة (إنسان قال لى كل ما فعلت ) اللى أنتم عارفينه عنى واللى مش عارفينه كمان , وخطيتها لم تصبح عائقا تنكسف منه وتغطى عليه لكن رايحة تقول أن خطيتها رفعها السيد المسيح وتشهد له وتقول أنه قال لها كل حاجة وكل اللى عملته , وهو ده الإنسان اللى شعر ببر السيد المسيح مابينكسفش من أى حاجة وما بيخجلش من ماضيه , لكن الإنسان اللى بيخجل هو الإنسان اللى لسة كاتم الخطية جواه أو الإنسان اللى لسة مخبى الخطية جواه ومتمسك بيها , وعشان كده الخجل بياخده كستار للظلمة والغلط اللى موجود جواه , الخطية المحبوبة عايز يسترها عن عيون الآخرين , فكل إنسان يظل كاتما لخطاياه هو إنسان يريد أن يحيا فى الخطية ويتلذذ بالخطية , طالما أنه عايز خطاياه تفضل مستورة عليه , ولكن الإنسان اللى شعر ببر السيد المسيح وأن السيد المسيح برره فهو لا يخجل لكن بيشهد (إنسان قال لى كل ما فعلت) اللى تعرفوه عنى واللى ما تعرفهوش , قال لى كل حاجة , وكأن كلامها ده كان ليه تأثير عظيم جدا لأنها كانت بتتكلم نتيجة إختبار وعلشان كده خرجت كل المدينة إليها , والعجيبة أن المدينة كلها سمعت كلام المرأة السامرية وخرجت لتنظر السيد المسيح , والمرأة السامرية هذه المعروفة فى المدينة أنها لم تصدق مع خمسة أزواج ولم تصدق فى الوعد معاهم ومحافظتش على العهد مع ولا واحد منهم , ومعروف عنها أنها خائنة وكاسرة للعهد و كاذبة , والعجيبة أن الناس صدقت هذه المرأة اللى كانت فى نظرهم فى يوم ما إنسانة لا تفى بالوعود وغير صادقة , ومع ذلك صدقوها لأنها تكلمت عن إختبار حقيقى وخرجت كل المدينة علشان تنظر السيد المسيح وكأنها تداركت الموقف من الكلمة التى قالها السيد المسيح لها (اذهبى وأدعى زوجك وتعالى إلى هنا , والسيد المسيح قال لها روحى وتعالى , يعنى هنا فى إرسالية , وفعلا سمعت كلمة السيد المسيح وقالت له بتركها للجرة (خللى الجرة عندك وأنا راجعالك تانى ) تركت الجرة عند السيد المسيح وراحت ذهبت للمدينة ورجعت ومعاها كل الناس للسيد المسيح , ولم تحضر الرجل الذى يعيش معها لكن أحضرت كل المدينة إلى السيد المسيح (إذهبى وأدعى ... وتعالى إلى ههنا ) وفعلا نفذت الأمر اللى قاله السيد المسيح , وإن كان الوحى فى الكتاب المقدس والقديس يوحنا سطر لينا وكتب لينا حتى هذا الموقف إنها راحت وأحضرت السامريين للسيد المسيح ولكن ماذا فعلت بعد كده ما نعرفش عنه حاجة , ولكن الأبدية حاتحكى لنا عن مدى عظمة تلك المرأة السامرية اللى كانوا زى ما بيقولوا أنها ساقطة وكانت محتقرة فى أعين الكل .

31*و32*ز33* 31وَفِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ سَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ قَائِليِنَ: « يَا مُعَلِّمُ، كُلْ» 32فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لِآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». 33فَقَالَ التّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَداً أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟» لما راحت المرأة السامرية تخبر أهل السامرة , ولما رجع التلاميذ ومعاهم الأكل فقالوا له يا معلم كُلْ وبقالك فترة طويلة ما أكلتش وتعبان , وأحد الآباء بيقول تأمل لطيف أن التلاميذ لما كانوا جايبين الأكل وبيقدموه للسيد المسيح وعايزين يثيروا شهيته أنه يأكل , زى ما يكون جايبين لربنا طعمية وبيقولوا له كّل , ده أحنا كمان معانا مخلل وأحنا كمان معانا سلطة علشان يعنى يحركوا شهية جواه ولكن السيد المسيح كان ليه نظرة معينة أن شبعه وإرتوائه فى إتمام مشيئة الآب الذى أرسله ونظر لهم السيد المسيح وقال لهم أنا لى أكل أنتم ما تعرفهوش , فقالوا يمكن فى حد أحضر له أكل , ويمكن المرأة اللى كان واقف يتكلم معاها دى أحضرت له أكل , وإن كان فى ذهنهم لما شافوا المرأة أستعجبوا ليه هو واقف يتكلم معاها ولم يستطيعوا أن يسألوا ماذا تطلب تلك المرأة ولماذا أنت تتكلم معها , ما قدروش يسألوا لكن راح لذهنهم أن ممكن يكون فى حد أحضر للسيد المسيح أكل , ولكن بنشوف هنا أيضا على حسب أسلوب القديس يوحنا فى الكتابة أن السيد المسيح بيتكلم كلام قد يبدو فى مظهره جسدى ولكن السيد المسيح بإستمرار يعنى وراءه مدلول روحى لكن الناس مابتفهمش حتى التلاميذ , وشفناه كان بيتكلم مع نيقوديموس عن الولادة الجديدة , وكل اللى راح لذهن نقيدوموس أن الواحد يدخل بطن أمه ويتولد مرة تانية , ولما أتكلم مع المرأة السامرية عن المياه , فكل ذهنها راح للمياه الموجودة فى البير أو المياه المادية , ولما أتكلم مع التلاميذ عن الطعام فراح ذهنهم للأكل الشرى أو المادى , ولكن السيد المسيح من كلامه بإستمرار يقصد المعنى الروحى فبين لهم كده .

34* 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. كان السيد المسيح عطشان للسامرية , وعطشه للسامرية غطى على جوعه للطعام اللى جايبه التلاميذ ليه , وكان جوعه إلى طعام المشيئة الأبوية , جوعه أنه كان يشتاق أنه يكمل مشيئة الآب , طيب ما هى هنا مشيئة الآب التى سريد أن يتممها السيد المسيح ؟ طبعا خلاص كل نفس فهو لا يشاء أن يهلك أحد بل يقبل الكل إلى الحياة وهو ده كان شغله الشاغل , وهى دى مشيئة الآب ألا يهلك أحد , وكان عمل السيد المسيح بإستمرار أنه عايز يتمم هذه المشيئة , وده اللى بنشوفه فى الصلاة الشفاعية الأخيرة لما بيقول فى يوحنا 17 : 4 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. العمل الذى أعطيتنى قد أكملته , وعلى الصليب بيصرخ ويقول "قد أكمل" ,والسيد المسيح جاء مخصوص لأجل تنفيذ هذه المشيئة , وعلشان كده نستطيع أن نقدر فرحة السيد المسيح بتوبة تلك المرأة السامرية و قد أيه أنه غطت على جوعه وعلى تعبه وعلى عطشه وكم هو مبهج جدا لقلب السيد المسيح ومفرح جدا لقلب السيد المسيح ومريح جدا جدا جدا لقلب السيد المسيح توبة إنسان واحد , وقد أيه لو الإنسان بيتوب صح وبيتوب حقيقى يسبب فرح عظيم لا ينطق به لشخص السيد المسيح , وكأن السيد المسيح بتجتاحه الرغبة الإلهية لخلاص كل نفس , وهذه الرغبة لخلاص كل نفس كانت بتطغى على أعواز جسده , وبالرغم أنه كان جسد بشرى كامل بيعطش ويجوع ويتألم , لكن إهتمامه بالنفس البشرية كان يطغى على إهتمامات جسده البشرى , وفى الحقيقة كان هذا أمرا واقعا لأننا لازم نعرف أن السيد المسيح لما أخذ جسد وتجسد , فهذا الجسد الذى أخذه أصلا تعيّن لكى ما يكون ذبيحة لخلاص البشرية , وهو لم يأخذ جسدا لكى ما يشوف إحتياجات الجسد وأعواز الجسد سواء يأّكلّه ويشّربه ويريحّه , لأ هو أخذ الجسد أصلا علشان يسفكه ذبيحة من أجل خلاص كل نفس بشرية ولم يجىء علشان يقعد فى وسطينا ويأكل ويشرب ويستريح لكنه جاء لكى ما يقدم هذا الجسد ذبيحة مقدسة , وأعد نفسه كذبيحة من يوم تجسده على الأرض , ولدرجة أنه بيقول فى رسالة بولس الرسول للعبرانيين 10: 4- 10 4لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.5لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً.6بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ.7ثُمَّ قُلْتُ: هَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ».8إِذْ يَقُولُ آنِفاً: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ.9ثُمَّ قَالَ: «هَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. 10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ونشوف خطورة المعنى وحلاوته وأن من مزمور 40: 6 6بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ. أقتبس بولس الرسول تلك العبارة أن ربنا لا يفرح بتلك الحيوانات الكثيرة التى تذبح لكن ماذا يفرح قلب ربنا ؟ أن السيد المسيح (هيأت لى جسدا) أخذ جسد , وطيب وماذا يعمل هذا الجسد ؟ أن افعل مشيئتك يا إلهى سررت , ولما السيد المسيح فعل مشيئة الآب فبيقول نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة , وعلشان كده جسد السيد المسيح كان معّد كذبيحة , ولم يجىء من أجل أن يأكل ويشرب ويرتاح ولكن جاء أصلا لكى يبذل هذا الجسد عننا جميعا , وبتقديس المشيئة تكمل عملية الفداء , وعلشان كده أفرغ كل ما فى جسده إلى آخر قطرة فى بذله لهذا الجسد من أجل خلاص البشرية بتتميم مشيئة الله وعلى الصليب صرخ "قد أكمل" لأنه بذل كل ما فى جسده كذبيحة عن الإنسان . فالسيد المسيح قال لهم لىّ أكل تانى غير اللى فى أذهانكم (أن افعل مشيئة الذى أرسلنى) وهو دى هدفى وهو ده شبعى وهو ده فرحتى وهو ده راحتى , ونقدر نقول مع السيد المسيح اللى أحنا متحدين بيه نفس الوضع بدلا ما كل نفس فى أنانية بتبحث عن شبعها وعن راحتها وفرحها وسرورها بإرادتها الذاتية وبمزاجها الذاتى , ومين ده اللى يقول أن فرحتى وشبعى وأكلى وإرتوائى هو أن أنا أنفذ مشيئة ربنا , ومش فرحتى أن أنا آخذ عطية معينة أو أمتلك شىء ولا فسحتى أن أنا أروح فى مكان معين مهما أن كانت عظمة هذا المكان ومهما كان جماله , ومش ده اللى سيعطينى فرح , ومش ده اللى يعطينى راحة ولا يعطينى شبع , لكن إن أنا أعيش ربنا , فهو ده اللى يعطينى فرح حقيقى وفسحة حقيقية وراحة حقيقية وشبع وإرتواء حقيقى , ومتعة حقيقية , وكانت طاعة السيد المسيح للآب هى أكله وشربه ومتعته وراحته وفسحته , وكانت طاعة السيد المسيح طاعة مطلقة وطاعة صادقة وليس كما نفعل نحن مع ربنا , وأحنا فى يوم بتكون طاعتنا لربنا ملتهبة وشديدة جدا , وتانى يوم بتكون طاعة سافرة رافضة ومش عاوزين نطاوع وبنبحث عن مزاجنا , طاعة متقلبة حسب المزاج الشخصى , لكن السيد المسيح كانت طاعته طاعة مطلقة صادقة ثابتة , ولا تتغير بتغير المزاج الشخصى , وأهو يوم مبسوطين ويوم مزاجنا جاى مع ربنا أدينا بنصلى وبنصوم وبنحضر الكنيسة وبنخدم , ويوم تانى مالناش مزاج وأهو أدينا بعاد عن ربنا وعن كل التصرفات الروحية , فكانت طاعة السيد المسيح هى جوهر كيانه وهى الهدف اللى جاء من أجله وأطاع حتى الموت موت الصليب , وكانت القوة الدافعة والمحركة لكل عمل بيعمله السيد المسيح هو أن يتمم مشيئة الذى أرسله , وعلشان كده نتعلم أننا لو عشنا فعلا إرادة الله وطاوعنا ربنا فعلا وتممنا كل ما يرضيه بنكون 1- حصلنا على سر السلام لأن لا يمكن أن يكون لنا سلام إذا كانت إرادتنا لا تتفق مع إرادة الله , 2- نحصل على سعادة حقيقية لأنه لا يمكن أن تكون لنا سعادة حقيقية إذا كانت إرادتنا تختلف عن إرادة الله , 3- نحصل على قوة وإنتصار أو قوة الإنسان أنه بيعيش إرادة ربنا ولكن آه عن ضعف الإنسان وعجزه وفشله لو إرادته لم تتفق مع إرادة الله , وهذا ما جاء السيد المسيح وتممه وصنعه من أجلنا .

35*حتى 39* 35 أَمَا تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. 36 وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعاً. 37لأَنَّهُ فِي هَذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِداً يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. 38أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ ». ولو نتخيل منظر السامريين بملابسهم التقليدية ,وهم كانوا بيلبسوا نوع من الكتان الأبيض وتوارد الجموع وراء بعضيها على حسب صياح المرأة السامرية (تعالوا أنظروا إنسان قال لى ما فعلت) وكلهم خارجين بملابسهم البيضاء رايحين ومتجهين ناحية السيد المسيح ومنظر اللون الأبيض وهو مغطى التل أو المكان اللى قاعد عليه السيد المسيح , والسيد المسيح شايفهم وبيقول لهم الحقول قد أبيضت للحصاد , والناس جاهزة روحيا ومستعدة روحيا لكى ما تأتى للملكوت , لكن منظر الناس المتجهة ناحية السيد المسيح يجعلنا نربط ربط كبير جدا ما بين أحداث الصليب وما بين موقف السيد المسيح فى تلك القرية (سوخار من مدن السامرة) , من أول ما شفنا من عدد4 عبارة (وكان لابد أن يجتاز السامرة) وكلمة لابد يعنى ضرورة وحتمية وينبغى والضرورة والحتمية وينبغى أيضا لإرتباطها بالصليب وعلشان كده كان بيستخدم نفس التعبير (ينبغى أن إبن الإنسان يسّلم لأيدى الأمم ويصلب) وينبغى ضرورة حتمية للخلاص اللى بيقدمه السيد المسيح سواء لليهود وسواء للسامرين , وبنشوف تعبه من كتر مشيه , وهو رمز للتعب اللى جازه فى جثسيمانى وحمله للصليب لدرجة أنه يقع ثلاثة مرات , وهى كانت فى نفس الساعة السادسة أو الساعة التى رفع فيها على خشبة الصليب , إتقابل مع المرأة السامرية وكان سر خلاص السامرة كلها أيضا فى الساعة السادسة , وقال نفس الكلمة أعطنى لأشرب اللى قالهل ليها أيضا صرخ بيها على خشبة الصليب (أنا عطشان) وزى ما التلاميذ تركوه وحده مع المرأة السامرية ساعة الخلاص , أيضا على الصليب تركوه لوحده , وزى ما أعلن وقال لهم طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى , صرخ على خشبة الصليب وقال (قد أكمل) أو أكملت مشيئة الذى أرسلنى , زى ما قال للمرأة السامرية (الماء الذى أعطيه أنا ) ولما طعن بالحربة فى جنبه وخرج منه دم وماء , وهو لم يعطى فقط ماء ولكن أعطى أيضا دم , وهو بيقول للتلاميذ الحقول قد أبيضت للحصاد وربط صلبه بموضوع حبة الحنطة (إن لم تقع فى الأرض وتمت تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير ) وآدى الحصاد الكثير لما حبة الحنطة (المسيح)وقعت فى الصليب وماتت جابت ثمر كثير , لما زرع البذرة فى قلب السامرية جابت ثمر كثير , أنظروا الحقول قد أبيضت للحصاد , وهو أعلن للسامرية (أنا هو الذى يكلمك) وفى محاكماته أمام بيلاطس ورئيس الكهنة كان بيقول "أنت تقول إنى أنا هو" وعدين بنشوف فى الآخر خالص نظرة السامريين للسيد المسيح لما بيصرخوا ويقولوا (هذا هو بالحقيقة مخلص العالم) والسامريين هؤلاء كانوا ناس أمميين , وهى نفس الكلمة التى نطق بيها قائد المئة الأممى اللى كان واقف تحت الصليب (حقا كان هذا أبن الله) فبنشوف مقابلة مبدعة جدا مابين أحداث السامرة وما بين صليب السيد المسيح , بل والأعجب من كده أن على الصليب السيد المسيح نطق بسبعة كلمات ووجهت إليه سبعة كلمات وأحنا نعرفهم كلاهما , وايضا مع المرأة السامرية السيد المسيح نطق بسبعة كلمات لا أكثر ولا أقل وكأن هذا هة كمال الكلام , تعالوا نعدهم مع بعض : قال 1- إعطنى لأشرب فردت عليه وقالت كيف تطلب منى وأنت يهودى وأنا أمرأة يهودية , وهذا بيقابله فى الصليب على طول الإستهزاء اللى كانوا بيقولوه للسيد المسيح (إن كنت إبن الله). وقال 2- لو كنتى تعلمين عطية الله فردت عليه ألعلك أعظم من أبينا يعقوب لأنه ماكانيتش فاهماه زى الناس اللى ماكانوش فاهمينه وهو على الصليب وقالوا له (أنزل من على الصليب) لأنهم مش فاهمين الصليب , وقال 3- من يشرب من هذا الماء يعطش فردت عليه أعطنى هذا الماء وبالضبط يقابلها الكلمة اللى قالها اللص اليمين (أذكرنى يارب) أعطنى يارب , وقال 4- أذهبى وأدعى زوجك فردت عليه وقالت ليس لى زوج , وقال 5- هذا قلتى بالصدق فردت عليه وقالت أرى أنك نبى ,و قال 6- الله روح والذين يسجدوا له فينبغى بالروح والحق أن يسجدوا وردت عليه أنا أعلم أن مسيا يأتى , وقال 7- أنا هو الذى يكلمك وكان ردها إنسان قال لى كل ما فعلت , فالسيد المسيح بيوجه لها سبعة كلمات زى ما نطق بسبعة كلمات للبشرية على خشبة الصليب , لكن هو هذا مخلص العالم , الذى لا يحتكره جنس دون جنس أو على طائفة دون أخرى , لكن لكل العالم وهو مسيح العالم كله الذى أعلن على خشبة الصليب , وإن كان فى حديثه مع المرأة أرانا أن كل المقتنيات التى تلح على الجسد والجسد عايز عايز عايز كالحاجات والرغبات اللى عايزها وكل المحاولات التى يبذلها الجسد لتحقيق هذه الطلبات, وبيورينا السيد المسيح أن هذا لا يمكن أن يعطى شبع أو سرور حقيقى حتى بالرغم من محاولاته وحتى لو أخذ الحاجات اللى بتلح عليه (كل من يشرب من هذا الماء يعطش ) يزداد ظمأه , إلهنا مش عايز يحرمنا من إلحاحات الجسد أو طلبات الجسد ومش عايز يجردنا منها لأنه لم يحقر من الينابيع الأرضية التى تعطى ماء أو شرب الأرض , ولكن فى واقع الأمر هو عايز يعطينا ما هو أجمل منها وما هو أفضل منها وما هو أبقى منها لأن كل اللى فى الأرض لا يدوم وينتهى وبيدبل , لكن هو عايز يوصلنا للحقيقة الثابتة التى لا تتغير أبدا , وعلشان كده بيقول لنا لا تجعل همك وإتكالك فى مسرتك وفى شبعك على إلحاحات الجسد لكن ضع همك وإهتمامك وإتكالك على ما تأخذه من الروح اللى بيقدمه ليك هذا الماء اللى خرج منه لكى لا يعطش كل من يشرب منه , السيد المسيح قال لهم أنظروا للحصاد وبتقولوا أن بعد أربعة شهور سيكون الحصاد ومعروف أن الحصاد فى الكتاب المقدس كان ليه معادين : 1- حصاد المؤمنين بالكرازة وهذا ما عمله التلاميذ بعد قيامة السيد المسيح وحصدوا النفوس المهيأة والمعدة للملكوت بكرازتهم فهو بدأ بعد القيامة 2-وينتهى هذا الحصاد فى القيامة الثانية فى مجىء السيد المسيح علشان يبدأ الحصاد الثانى , هذا الحصاد عكس الحصاد الأول الذى هو للخلاص وإدخال النفوس إلى الملكوت لكن الحصاد الثانى اللى حاييجى فى مجىء السيد المسيح الثانى فهذا للدينونة وهذا ما رأينا منظره فى سفر الرؤيا 14: 15- 16 15وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الأَرْضِ». 16 فَأَلْقَى الْجَالِسُ عَلَى السَّحَابَةِ مِنْجَلَهُ عَلَى الأَرْضِ، فَحُصِدَتِ الأَرْضُ. وهذان هما الحصادان الموجودان فى العالم , واللى العالم سيخضع ليهم , فالذى سينال الحصاد الأول سينجو من الحصاد الثانى , وعلشان كده السيد المسيح بيقول بإستمرار الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون , أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده , بالرغم أن العملية المتعبة كلها بتكون فى عملية الزرع لكن الله أعطانا العملية السهلة أو عملية الحصاد وحتى دى أحنا مش قايمين بيها مع الأسف وأصبح لكل آية فى الأنجيل رأيان وصراعات حول أشياء تبدو واضحة للبعض وغير واضحة للبعض الآخر وتاه المحصول وضاع ولذلك بيقول السيد المسيح أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده أو فعلة حقيقيين يخافون على الحصاد ولا يضيعونه , ولذلك السيد المسيح قال للتلاميذ الذين كانوا معه أرفعوا أعينكم وأنظروا وكلمة أرفعوا أعينكم هذه هى مهمة جدا , أنظر إلى فوق ولا تنظر إلى أسفل , ولا تجعل نظرك بإستمرار مركز لتحت للأرض بكل إلحاحاتها وبكل رغباتها وواضع حياتك وهدفك تحت فى الأرض فى الطين لأن نظرك بإستمرار لتحت , لكن أرفع عينيك لفوق , ولو رفعت عينيك لفوق سترى كل شىء بنظرة مختلفة تماما لو أنت نظرك بإستمرار لتحت , وسترى الحياة بشكل آخر تماما لو رفعت عينيك لفوق , والتلاميذ لأنهم كانوا ناظرين بإستمرار لتحت لأسفل , فكانوا كل اللى يعوه عن أهل السامرة هو أن هذه السامرة حقل مجدب مليان شوك وحجارة ونجاسة ووساخة لدرجة أن يعقوب ويوحنا فى مرة من المرات قالوا للسيد المسيح أنزل نار من السماء تحرق السامرة هؤلاء مفيش فايدة منهم لأن كانت نظرتهم بإستمرار لأسفل , لكن قال لهم لأ أرفعوا عينيكم لفوق وستنظروا الموضوع بنظرة أخرى مختلفة خالص لأن السيد المسيح كان ليه نظرة أن الثمر موجود حتى لو كانت البذرة مجرد بذرة مرمية , لكن هو شايف الثمر اللى جاى بعد كده وهو شايف الحصاد اللى جاى بعد كده وهو شايف الحصاد اللى جاى بعد كده , وأنتم بتقولوا لما تبدروا البذور فى الأرض لازم تنتظروا أربعة أشهر علشان تنتظروا الحصاد وهذا هو الشىء الطبيعى أو اللى الفلاح بيعمله بيبدر البذور ولازم يستنى أربعة أشهر علشان النبات ينموا ويكبر وبعدين يحصده , ولكن السيد المسيح زرع وحصد فى ساعة واحدة , يعنى رمى البذرة وحصد الحصيد فى ساعة واحدة , وهو ده الفرق بين دائرة الطبيعة اللى بنعيش فيها وبين دائرة النعمة , بين الإنسان اللى عايش فى المادة وبين الإنسان اللى عايش فى الحياة الروحية , نعم الطبيعة بتقول كده تستنى أربعة أشهر لكن النعمة بتقول فى التو والحال وفى نفس اللحظة لأن نعمة الله تعطى بسخاء ولا تعير , السيد المسيح رمى البذرة والبذرة أنفكت وضربت جذور فى الأرض ونمت ونمت ونمت وأخرجت نبات وأخرجت سنبل وأخرجت ثمر فى نفس الساعة وفى نفس اللحظة , ماذا تريدون ثانية من السيد المسيح ؟ وفى قدرة السيد المسيح أنه يقدر يصنع تغيير فى حياتنا كلّى وجذرى فى التو وفى اللحظة وفى الحال , فى ناس بتقول أن السيد المسيح لما قال أن بعد أربعة أشهريكون الحصاد والحصاد معروف فى شهر أبريل يبقى هو كان بيتكلم فى شهر ديسمبر , لكن الكلام ده مش مضبوط لأن السيد المسيح تعب وعطش من شدة الحر , ولو كان شتاء ماكانش عطش , ولكن هو يقصد بمعنى الآية أن لما يبدروا البذور بيستنوا أربعة أشهر فيكون الحصاد , فهذا الإنتظار المرير الله لغاه وفى التو والحال عمل النعمة أثمر هذا الحصاد , والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرا للحياة الأبدية , لكى يفرح الزارع والحاصد معا , واللى بيحصد أيضا بياخد أجرة وبياخد مكافأة , بيجمع ثمر للحياة الأبدية , بيجمع نفوس للحياة الأبدية , والزارع بيجمع معاه وإن كان الزارع هو اللى زرع الأرض ونظف النبات وروى النبات وهو اللى عمل المجهود الكبير لكن أيضا الحاصد ليه نصيب , فبيقول لهم أنتم اللى حاتحصدوا والنفوس جاهزة للحياة الأبدية وعلشان كده قوموا وأجمعوا من أجل أن لا تمضى الفرصة لو الإنسان تغافل على أنه يحصد النفوس للحياة الأبدية , وعلشان كده كخدام أفهموا ما هو مقدار مجد العمل اللى أنتوا بتعملوه , فالإنسان الخادم إنسان بيجمع للحياة الأبدية , وآه لو الإنسان الخادم عرف هذه الحقيقة وعظمة العمل اللى بيعمله أنه بيجمع للحياة الأبدية , ومايكونش خادم مزاجى وقت ما يجيله مزاج يخدم ووقت ما يجيلوش مزاج يبطل , فعليه أن يفهم العمل اللى بيعمله زى ما نحميا قال 6: 3 3فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِمَا رُسُلاً قَائِلاً: «إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيماً فَلاَ أَقْدُرُ أَنْ أَنْزِلَ. لِمَاذَا يَبْطُلُ الْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟» إنى عامل عمل عظيم إنى أبنى أسوار أورشليم , إنى أشيد لملكوت السموات , إنسان فاهم هو بيعمل أيه مش أى شىء تافه أو مزاج أو تغير فى المزاج أو أى علاقات تافهة تبعده عن أنه يشتغل للحياة الأبدية , والحاصد يجمع ثمرا للحياة الأبدية , والحقيقة ضعف الكنيسة وخصوصا كنائس المهجر لأن خدامها مش فاهمين هم بيعملوا أيه وفاكرين أن ده عمل تطوعى وتكرّم منهم على ربنا بينما فى واقع الأمر هو شرف ومجد للإنسان أنه يشتغل فى كرم ربنا ويجمع ثمر للحياة الأبدية , والحقيقة أن أى أنسان يشتغل للعالم ومهما أن جمع فكل ما سيجمعه سيدفن فى التين وفى التراب , لكن الإنسان اللى بيشتغل للحياة الأبدية سيدوم ثمره إلى الأبد , وعلشان كده ما عظمة العمل لأن الخدمة مش شىء ثانوى فى حياة الإنسان , وقت ما يحب يعطى ووقت لا يحب لا يعطى , لكن هذه الخدمة شىء ضرورى , وكما قلنا الحياة الروحية الصحيحة بتقوم على عمودين , وكما يقول بولس الرسول فى رسالته الأولى لأهل كورونثوس 9: 16 16لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. الضرورة موضوعة علىّ فويل لى أن كنت لا أبشر , وعلشان كده يعمل للحياة الأبدية لكى يفرح الزارع والحاصد معا وربنا عايز يفرح الإثنين مع بعض , وبيورينا أن الذى لا يمكن حدوثه فى دائرة الطبيعة يعنى مش ممكن فلاح يزرع ويحصد فى نفس اليوم , ولكن فى دائرة النعمة ممكن فى نفس اللحظة يزرع ويحصد فى نفس اللحظة وعلشان كده فى مزمور126: 5- 6 5الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. 6الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ. هو مزمور من مزامير الغروب اللى بنصليه بيقول الذاهب للبكاء حاملا بذاره يعنى اللى رايح الصبح وهو بيبكى بالدموع وهو بيبذر البذار يرجع بالليل وهو شايل الحزم وأن بذرته نبتت وأثمرت وحصد وجاب حزمه معاه , وهو ده عمل النعمة العجيب , ولما بيتكلم فى العهد القديم عن العصر المسيانى أو عصر المسيح العجيب فى لمحة لطيفة قوى بيقول فى سفر عاموس 9: 13 13«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ يُدْرِكُ الْحَارِثُ الْحَاصِدَ وَدَائِسُ الْعِنَبِ بَاذِرَ الزَّرْعِ وَتَقْطُرُ الْجِبَالُ عَصِيراً وَتَسِيلُ جَمِيعُ التِّلاَلِ. بيتكلم عن عصر المسيح ومدى النعمة والعمل الوفير بدون التعب الموجود فيها , وعاموس بيقول ها أيام , وهى أيام المسيا ,وبيلحق الحارث وهو اللى بيحرث الأرض وبيبذر البذور , الحاصد , يعنى مفيش وقت ومفيش فرق بين الإثنين , وبيقول دائس العنب هو باذر الزرع , يعنى اللى بيبذر بذور العنب هو اللى حايدوس المعصرة , يعنى يجمع ويحصد ويعصر العصير , وتقطر الجبال عصيرا وتسيل جميع التلال , وهو هنا بيتكلم عن ذلك العصر المسيانى أو عن عمل النعمة العجيب , فالطبيعة تقول أستنى , لكن عمل النعمة بيقول فى نفس الوقت ونفس اللحظة وهذا ما عمله السيد المسيح مع أهل السامرة , لكن بيقول للتلاميذ لازم تاخدوا بالكم واحد يزرع والتانى يحصد وأنا أرسلتكم تحصدوا اللى أنتم ما تعبتوش فيه , طيب مين اللى زرع ؟ السيد المسيح هو اللى زرع , والتلاميذ هم اللى حصدوا ولم يتعبوا فى الزرع , لأن السيد المسيح قد سبق وجهّز النفوس وهم حايحصدوا اللى ماتعبوش فيه , آخرون تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم , ويقصد أيضا بآخرون أى أنبياء العهد القديم اللى بيتكلم عنهم بولس الرسول فى العبرانيين 11: 33- 40 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. 39فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، 40إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا. بيقول أنهم أتبهدلوا وتعبوا (أرميا وأشعياء وحزقيال ودانيال .......وغيرهم ) لكن أنتم أتيتم وحاتاخدوا الحصاد على الجاهز لكن فى نفس الوقت المبدأ مازال سارى وأنتم حصدتم اللى لم تتعبوا فيه , لكن حاييجى وقت أنتم يا تلاميذ حاتزرعوا وغيركم حايحصد , وعلشان كده بيقول بإستمرار العبارة المشهورة فى الكنيسة "أن دماء الشهداء هى كانت بذار الإيمان" , والسيد المسيح بيقولك أنت يازارع مهما تعبت لا تزعل وما يعزش عليك التعب إذا لم تجد ثمر قدامك , لكن حاييجى وقت الثمر حايظهر وحايظهر بمنتهى الوضوح وعلشان كده لا تتراخى وأنت بتبذر البذرة , والسيد المسيح بيقولك أنت كمان يا حاصد لما تيجى تحصد ويكون الحصاد وفير فإياك أن تتكبر لأن هذا الحصاد أصلا غيرك اللى تعب فيه مش أنت , وعظمة الحصاد اللى أنت بتلاقيه فى الخدمة كان وراها ناس مختفين وهم بيزرعوا ومحدش شافهم ومحدش وجدهم , وعلشان كده وأنت بتزرع أوعى تتراخى وتقول أنا مش حاشوف ثمر , وأنت بتحصد أوعى تتكبر وتقول أن الثمر ده نتيجة مجهودى لأن آخرين تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم .

39* 39فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». وهنا إيمان أهل السامرة كان نتيجة أو عن طريق شهادة وكلام المرأة السامرية فى الأول وهو إيمان مباشر عن طريق الإستعلان , وصدقوا كلام المرأة لأنها كانت بتشهد أنسان قال لى كل ما فعلت لكن الجميل فى الموضوع هو ما يلى .

40*حتى 42* 40 فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. 41فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدّاً بِسَبَبِ كلاَمِهِ. 42وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: « إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ ».قالوا للمرأة أنه مش بسبب كلامك وشهادتك ولكن بسبب أننا أختبرنا وبسبب كلامه هو آمن كثيرين جدا , وهنا الإيمان فى معناه الجميل هو الإنتقال من الخبر إلى الخبرة , وهم أخذوا الخبر من المرأة السامرية ولكن صار ليهم الإختبار لما هم جربوا السيد المسيح لما عاشوا معاه ,وقالوا لها مش بسبب كلامك وخبرتك وشهادتك لكن بسبب أن احنا شفناه ولمسناه وعشنا معاه أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم , وكان ملفت للنظر جدا إستعداد السامريين للإيمان وكان أستعداد مذهل لأنهم صدقوا السيد المسيح بمجرد أن السيد المسيح قعد معاهم يومين بعكس اليهود اللى السيد المسيح ظل فى وسطهم ثلاثة وثلاثين سنة لكن لم يصدقوه وفى الآخر صلبوه , والسمريين آمنوا من غير ما يشوفوا معجزة لكن بمجرد سماع الخبر وتحول الخبر فى حياتهم إلى خبرة إلى حياة , فآمنوا بيه , بينما اليهود ظلوا طالبين معجزة يشوفوها ويتفرجوا عليها وبالرغم من أنه عمل معجزات كثيرة لكن لم يصدقوه , ولذلك قال السيد المسيح فى متى 11: 20- 24 20حِينَئِذٍ ابْتَدَأَ يُوَبِّخُ الْمُدُنَ الَّتِي صُنِعَتْ فِيهَا أَكْثَرُ قُوَّاتِهِ لأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ: 21«وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا، لَتَابَتَا قَدِيماً فِي الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ. 22وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا. 23وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ! سَتُهْبَطِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ. 24وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ تَكُونُ لَهَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكِ»., ويل لك يا كورزين ويا بيت صيدا ويا كفر ناحوم وهنا السامريين بيؤمنوا بينما اليهود اللى كان عندهم كل شىء من ناموس ومن شريعة ومن نبوات لم يؤمنوا بالسيد المسيح , والسمريين لم يطلبوا آيات من السيد المسيح ولكن كان طلبهم الوحيد أنه يمكث معهم , والحقيقة ما أجمل هذا الطلب أن أنا أطلب عشرة السيد المسيح , طيب يا ترى وأنا بأصلى ماذا أطلب من ربنا يسوع المسيح ؟ فهل بأطلب منه نجاح وحل مشاكل وتحقيق رغبات ؟ أو فى مرة فريدة بأطلب منه أنه يقعد معايا وقول له يارب أنا عايز أعاشرك وعايز أعيش معاك وعايز أذوقك وعايز أختبرك , والسيد المسيح مكث مع السامريين يومين ولم يمكثهم معهم ثلاثة أيام طيب ليه ؟ لأننا عارفين أن ثلاثة أيام رمز للقيامة لكن هو لسة لم يسلمهم سر القيامة لأنه لسة ماماتش وما قامش , لكن قعد معاهم يومين , ورقم 2 بيرمز للحب , وكأنه بيقول لهم أنا حأمكث معكم مكوث الحب والعشرة , لكن إختبار القيامة حاتاخدوه بعد قيامتى وهو ده اللى بنشوفه لما بيروح فيلبس ويبشر أهل السامرة , ولكن لأنهم كانوا عاشوا معاه عشرة الحب , أهل السامرة يقبلوا الإيمان بسرعة جدا ويعتمدوا فينزل يوحنا وبطرس ويضعوا أيديهم على السامريين .

السامريين صدقوا وآمنوا والسيد المسيح أدخلهم إلى حظيرته لأنه صار مسيح العالم كله ولا يفرق بين جنس وجنس وبين أمة وأمة وعلشان كده أكل وشرب معاهم خلال هذان اليومين , وراح لعقر دارهم بات معاهم ونام عندهم بالرغم من أن كل هذه الأمور كانت نجاسة فى ذهن الإنسان اليهودى , ولكن السيد المسيح صار حبيبا لكل إنسان والمنبوذ بالدرجة الأولى , فالسيد المسيح هو صديقه وهو حبيبه , وعلشان كده الذين يلتقون به ويحيون معاه لا يمكن أن ينتهون معه كما كانوا أولا , ولابد أنهم يتغيروا ويقولوا هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم , وكانت البشارة الأولى والكرازة الأولى بواسطة تلك المرأة السامرية , والتقليد بيقول أن أسمها "فوتينا" أو المضيئة لأنها فعلا أضائت أهل السامرة بإختبارها والكنيسة الغربية بتعيد للمرأة السامرية فى يوم 20 مارس من كل سنة وبتعمل لها عيد كبير قوى لأنها أضائت أولئك السامريين الذين قبلوا السيد المسيح قبل أن يقبله اليهود بل وقبل أن تقبله الكنيسة ككل , وهم وضعوا ايديهم على الواضح أمامهم "لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ".

وكما رأينا فى إيمان السامريين بالسيد المسيح كمخلص للعالم نتيجة المناداة التى نادت بيها المرأة السامرية وكرازتها لما خرجت تقول لهم تعالوا أنظروا إنسان قال لى كل ما فعلت , ورأينا أن السامريين لم يطلبوا آيات ولم يطلبوا معجزات من أجل أنهم يآمنوا بشخص السيد المسيح , ورأينا قد أيه هؤلاء السامريين كانت نوعيتهم نوعية جيدة بعكس اليهود اللى كانوا بيطلبوا مسيا كملك أرضى يصنع ليهم مجد أرضى ومملكة ويصنع ليهم حروب وإنتصارات , والسامريين لم يطلبوا السيد المسيح كملك أرضى يصنع قوات وعظائم وإنتصارات , لكن كان طلبهم اللطيف هو أنهم طلبوا عشرة مع السيد المسيح وكان طلبهم أمكث معنا , ونريد أنك تمكث معنا ونريد أن نتمتع بيك شخصيا ونريد أن نعرفك معرفة حقيقية , وهذه هى أعظم طلبة يطلبها الإنسان فى حياته , وليس أنه يطلب شوية معجزات أو أعمال عجيبة أو خوارق للطبيعة أو يحصل على شوية رغبات أو طلبات , ولكن ما أجمل أن يكون الطلب هو شخص السيد المسيح ذاته , فأنت عايزينك بشخصك وأقعد معانا وعايزين نعاشرك وعايزينك تعيش فى وسطينا , وما اجمل ان يكون هذا هو طلب الإنسان , وياترى لو كل واحد فينا راجع نفسه وقال أيه طلباتى بإستمرار وأنا بأطلب ايه فى خلال حديثى مع ربنا , فهل بأطلب منه شوية طلبات وأقول له أثبت لى أنك بتحبنى بإنك تعمل فى حياتى شوية معجزات وحاجات من المستحيل فى نظرى ونظر الناس عايزك تحققها لى وعايزك تحقق لى المستحيل والصعب علشان أعرف أنك بتحبنى وأنك موجود وأنك بتسمعنى , أو طلبتى من شخص السيد المسيح تعالى عيش معايا وأنا أعيش معاك ونكون فى شركة بعضنا مع بعض , ومن خلال العشرة اللى طلبوها هؤلاء السامريين قدروا ينتقلوا من الإيمان بالخبر اللى سمعوه من السامرية إلى الإيمان بالخبرة بالإختبار أنهم عاشوا وقالولها أننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن , لكن أحنا جربناه وذقناه ونعرف ونشهد أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم , والحقيقة إيمان هؤلاء السامريين بيورينا فعلا العلاقة الحقيقية اللى بتتكون بين الإنسان والله ومراحلها لأن إيمان هؤلاء السامريين يمثل إيمانى وتعرفى على شخص السيد المسيح , وفى بداية العلاقة بين الإنسان والله ينبغى يكون هناك فى تعارف تماما كما عرفت المرأة السامرية السامريين على السيد المسيح , تعالوا أنظروا وشوفوا واحد بيقول لى كل ما فعلت اللى تعرفوه واللى ماتعرفهوش , وعرفت السيد المسيح بيهم لما قالت له خليك هنا وتركت جرتها بحواره وكأنها بتربطه يعنى "أنا سايبة الجرة دى أمانة عندك لأنى راجعالك تانى وخليك قاعد هنا لحد ما أجيب لك الناس يتعرفوا عليك ", ففى المرحلة الأولى ينبغى أن يكون هناك تعارف بين الإنسان وبين الله وهذا التعارف المبدأى أو الأولى يستلزم وجود إنسان , يعنى لازم ييجى واحد ويعرفنى على شخص السيد المسيح ويقدمنى للسيد المسيح , وكمان يقدم السيد المسيح لىّ وهو ده اللى بيقوله بولس الرسول فى رومية 10: 14- 15 14فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ 15وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». كيف يؤمنون إن لم يسمعوا يعنى علشان يؤمنوا لازم فى الأول يسمعوا , طيب وكيف يسمعون بلا كارز ؟ يعنى إزاى يسمعوا إذا ماكانش فى كارز , يبقى علشان يسمعوا لازم يكون فى حد يكرز لهم أو يكلمهم عن السيد المسيح , ولذلك أصر بولس أن يقول كيف يسمعون بلا كارز , وعلشان كده بإستمرار ينبغى أن يكون هناك إنسان واسطة معرفة بين البشر وبين السيد المسيح , يعنى واحد بيكلمنا عن السيد المسيح وبيعرفنا على السيد المسيح , وهذه هى المديحة الجميلة اللى قالها بولس الرسول وإقتبسها من أشعياء 52: 7 7مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!» ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام القائلين قد ملك الرب إلهك المخبر بالخلاص , بنشوف أشعياء 6: 5- 10 5فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». 6فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ 7وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ». 8ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ: «مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فَأَجَبْتُ: «هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي». 9فَقَالَ: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُوا وَأَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا. 10غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى». وفى مرة من المرات ربنا بينظر وهو جالس فى هيكله ويقول من أرسل ومن يذهب من أجلنا , يعنى أرسل مين علشان يعرّف الناس علىّ , فطلعله أشعياء كده بعد أن مس فمه بالجمرة وقال له هئنذا إرسلنى , والله بيتسائل فى كل أزمنة الحياة "من أرسل ومن يذهب من أجلنا" ومين اللى يروح ويكلم الناس عنى ويعرّف الناس بىّ , المرأة السامرية قامت بهذا الدور أو بهذا الوسيط , إنها راحت وعرّفت الناس على السيد المسيح "أنظروا إنسان قال لى كل ما فعلت" , الكنيسة والله بإستمرار يدعو أن يكون هناك أحد يعرف الآخرين على شخص السيد المسيح , ويكون واسطة معرفة أو واسطة تعارف , إمتياز عظيم للنفس التى تكون واسطة تعارف بين الله والناس وأيضا مسئولية خطيرة أنها لابد أن تعرّفهم الله جيدا , ولذلك لما بولس الرسول شعر بأهمية هذا الدور فقال فى كورثوس الأولى 9: 16 16لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. الضرورة موضوعة علىّ فويل لى أن كنت لا أبشر , إذا يا أخى دورك ليس فقط أنك تعرف السيد المسيح وليس هذا الدور قاصرا على الأساقفة والقساوسة والرهبان والخدام , لكن دورك أنك تعرّف الآخرين على السيد المسيح ولا تقول دى شغلة الخدام أو شغلة الشمامسة أو شغلة الكهنة ولا شغلة الأساقفة , لكن دى ضرورة موضوعة على كل واحد ذاق السيد المسيح وأختبر السيد المسيح حتى يحدث الآخرين عنه , وبنشوف لحد دلوقتى أن كل واحد بيلتقى بالسيد المسيح بيروح ويجيب واحد تانى ويقول له تعالى وأنظر , كما شفنا إندراوس بيروح يجيب بطرس وفيلبس يروح يجيب نثنائيل والسامرية تروح تجيب السامريين والدعوة كلها تعالى وأنظر ودورى أن أنا اعرّف الآخرين بالسيد المسيح وأكون واسطة هذا التعارف , وماتقولش دى مش مسئوليتى , وانا لم أتلقى دعوة من الله , وربنا لم يدعونى للخدمة ولم يدعونى أنى أعرّف الآخرين , وحأقول لك أن الآية اللى قالها ربنا فىسفر أشعياء لسة بترن«مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» ربنا عمال يقول كده , ومين اللى أبعته مرسل من أجلى لكى ما يعرف الناس عنى , وهل الله يجد إنسان فينا يقول له «هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي». كما نطقها أشعياء , وما تقولش أن أنا ما سمعتش دعوة مباشرة من الله لىّ لأجل الخدمة وربنا ماقاليش تعالى أخدم , ولم يوجه لىّ دعوة , ولم يرسل لى كارت دعوة , ولم يدعونى أن أدخل فى صفوف الخدام والخادمات حأقول لك لأ مش ربنا لم يدعوك لكن أنت الذى لم تسمع الدعوة ! أو أنت اللى مش عايز تسمع الدعوة , محدش يقول أن ربنا لم يدعونى للخدمة لأ يا أخى ربنا بيدعو الكل وبيقول «مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» وأنت اللى مش عايز تسمع الدعوة لأنك مش عايز تتعب نفسك , بالضبط زى الطفل لما يكون جوعان ويروح يقول لمامته أنا عايز آكل فتقول له أستنى يا حبيبى خمسة دقائق لحد ما أخلّص الأكل وحأنادى عليك علشان تيجى تاكل , طيب حايعمل أيه الطفل ؟ هل حايجرى وينزل تحت فى الشارع أو يستخبى فى البلكونة أو يقعد فى مكان يقدر يسمع أمه لما تنده عليه بمنتهى الوضوح علشان ييجى جرىّ ياكل ؟ أكيد سيضع نفسه فى مجال يقدر يسمع فيه صوت أمه بوضوح علشان تدعوه أنه يأكل ولكن لو الطفل ده عارف أن أمه حاتنادى عليه مش علشان تخليه ياكل , علشان تشغله أو يشترى أو يشيل أو يجيب حاجة , آه ممكن يجرى بعيد قوى علشان ما يسمعش صوتها لما تنادى عليه لأنه ما عندهوش إستعداد إنه يتعب , وهو ده اللى أحنا بنعمله أننا فى أوقات كثيرة بنتحجج ونقول ربنا لم يدعونا أننا نخدم ..لأ.. فى واقع الأمر أحنا اللى مابنسمعش دعوته لأننا لم نضع أنفسنا فى المجال أو فى المكان اللى نقدر نسمع فيه صوت الله , فالمرأة السامرية اللى راحت تخدم وجلبت إيمان كل البلد وعرّفتهم بشخص السيد المسيح , وهى لم تتخرج من الكلية الإكليريكية ولا درست فى مدارس اللاهوت ولا عملوا لها فصل إعداد خدام ! وكمان ولا قرأت كتب ويمكن كمان ماكانيتش بتعرف تقرأ , وهذه المرأة السامرية التى تسببت فى إيمان بلد بحالها لم يكن عندها أى خبرة لاهوتية ولا أى معرفة روحية بل على العكس كان عندها ماض أثيم وخطايا تغطيها لكن قدرت أنها تنجح أكثر من اللى بيدرسوا اللاهوت وكمان بياخدوا دكتوراة فى اللاهوت دلوقتى !! , السامرية قدرت تنجح أنها تجذب كل هذه النفوس للسيد المسيح لأنها تكلمت نتيجة إختبار ونتيجة حياة عاشتها وحاجة لمستها "أنظروا إنسان قال لى كل ما فعلت" وعلشان كده ما أجمل أن الخدمة تكون من قلب نابع بأختبار لحب السيد المسيح وحلاوة السيد المسيح وغفران السيد المسيح وقدرة السيد المسيح , قلب شاعر ومش قلب دارس وإن كنت لا أنقص من قيمة الدراسات الصحيحة , ولكن السيد المسيح محتاج لناس مختبرين ويشهدوا عنه وليس لناس دارسين بيقعدوا يقرأوا ويسرقوا من بعض تحضيرات علشان يتكلموا عن السيد المسيح ..لأ.. ربنا عايز قلب طبيعى بالفطرة , قلب أختبر حاجة وذاقها وبيقولها على طول , وما أجمل أن القلب يكون مختبر والنفس تكون ذاقت حلاوة الخلاص وتكلم الآخرين عن هذا الخلاص , ولكن هذه هى الخطوة الأولى أو خطوة التعارف , وأحنا محتاجين لخدّام فى خطوة التعارف هذه علشان يعرفونا على شخص السيد المسيح , ولكن الخطوة الثانية وهى المهمة جدا أنهم أخذوا الخبر اللى قالته المرأة السامرية واللى سمعوه بآذانهم وحولوه لإختبار ولحياة معاشة وأقتربوا من السيد المسيح أكثر وأصبحت المعرفة الأولى التى أكتسبوها من المرأة السامرية معرفة متزايدة نتيجة الحياة مع السيد المسيح ونتيجة العشرة مع السيد المسيح الذى أكل معهم وألتصق بيهم وألتصقوا بيه وعلشان كده تهافتوا وقالوا له أمكث معنا لأننا عايزين نقعد معاك وأنت تقعد معانا فى أكلنا وفى شربنا وفى فسحنا ومشاكلنا وأفراحنا وفى ضيقاتنا وفى راحتنا وعايزينك تكون معانا , وعلشان كده لا يمكن تتعرف المعرفة الكاملة على شخص السيد المسيح إلا بالعشرة ولا يكفى السماع وأننا نسمع عن السيد المسيح لكن مهم جدا أن يكون هناك عشرة بيننا وبين السيد المسيح , وبكدة المعرفة تزداد قوة والإلتصاق يزداد ونحيا فى محضر الله بإستمرار لما يتنقل السمع إلى حياة معاشة , ولو واحد سمع عن السيد المسيح وأكتشف النور والسيد المسيح أشرق له فهو محتاج بعد كده أنه يدخل فى العلاقة الحقيقية والعشرة والحياة اليومية مع السيد المسيح علشان يكتشف السيد المسيح بنفسه , وفى واحد شاور زى يوحنا المعمدان اللى شاور ليوحنا وأندراوس على السيد المسيح وقال " هوذا حمل الله " وأهو أنا شاورت ليكم عليه لكن هذه الإشارة لا تكفى للمعرفة ..لأ.. ده أنتم لازم تمشوا وراه وتقعدوا معاه وتمكثوا معاه وتزداد معرفتكم بيه علشان تعرفوه أكثر وأكثر , ولذلك أنبه على نقطة خطيرة وهى " لا يكفى إختبارات الآخرين " يعنى لابد أن أنا أختبر السيد المسيح بنفسى لأن فى الحقيقة أحنا من هواة السماع , وآه ممكن نسمع عن البابا كيرلس السادس وكيف عاش مع السيد المسيح وعن مار مينا وعن أنبا أنطونيوس , أهو بنسمع إختبارات الآخرين لكن هذه لا تكفى لأن إختبارات الآخرين ممكن تكون بداية أنها بتسلط الضوء لكن لابد أن يكون لى إختبار عشرة أنا , لكن آسف أقول أن فى الوقت الحاضر الحياة الروحية أصبحت فى الكنيسة مجرد سماع قصص لكن مفيش إختبار , ونشوف السامريين قالوا للمرأة السامرية إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ، ولكن لأن أحنا أختبرنا وذقنا وعشنا وعلشان كده وصلوا للحقيقة هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ , فإذا كنت الخطوة الأولى أتعرفت ثم الخطوة الثاية إختبرت فينبغى أن تكون الخطوة الثالثة تسليم الحياة بالكامل للى أنا أختبرت حلاوته ومحبته ومعرفته وبعد المعرفة والإختبار , فالسيد المسيح ليس مجرد نبى بيقول شوية كلام أو منذر ينذر بالويلات للناس البعاد عن الله أو مصلح إجتماعى أو مجرد أنه محلل نفسى أستطاع أن يحلل شخصية المرأة السامرية ويعرف أعواذ النفس البشرية ودرس أفكارها وتغلغل فى أعماق الفكر البشرى ..لأ .. فالسيد المسيح أكبر من كل هذا , فهو ليس مجرد محلل نفسى ولا نبى ولا مصلح لكن السيد المسيح هو أعمق من كده بكثير جدا جدا , واللى أكتشفوه السامريين أنه مخلص العالم , وقالوا نؤمن بالحقيقة أن هذا هو المسيا مخلص العالم , طيب يعنى أيه مخلص العالم ؟ وهو العالم عايز خلاص من إيه ؟ هل من شوية الحروب والإضطرابات ؟ أو من شوية الكوارث والمجاعات والأوبئة والمتاعب البشرية فهل هذا ما يريد العالم أن يتخلص منه ؟ هو مخلص العالم من أيه؟ هل من شوية تعب ومضايقات وإضطهادات بيقعوا على الناس اللى موجودين فى العالم ؟ إختبار المرأة السامرية وماذا خلصها منه السيد المسيح؟ هل من مشوارها اللى كانت بتمشيه كل يوم لحد البير ؟ ما هى مشكلة العالم ؟ طبعا الخطية لأن الخطية هى التى تتعب الإنسان وبتتعب كل شىء أكتشفوه السامريين أن السيد المسيح هو مخلصهم من خطاياهم , وحتى لما أسموه يسوع وكلمة يسوع يعنى مخلص لأنه يخلص شعبه من خطاياه , أحبائى لا تستهونوا بالخطية ولو عايزين تعرفوا بشاعة الخطية واللى بتعمله فى الإنسان وإحنا ممكن بننظر لللذة الخطية الظاهرية والمتعة التى يتمتع بيها الإنسان لما بيعيش فى الخطية , لكن فى واقع الأمر لو نظرنا نظرة للخطية فى أبعادها الثلاثة من ماضى وحاضر ومستقبل , نجد أن هذه الخطية فظيعة وتستعبد الجميع سواء فى الماضى أو فى الحاضر أو فى المستقبل , وماضى الخطية فى ذنبها وجرمها وإحساس الإنسان بالشعور بالذنب أن هو مذنب وعليه ثقل أو حمل تقيل , وهو ده اللى بتضعه الخطية على الماضى , وإن كان عمل خطية فى الماضى بيبقى شاعر أن فى حمل وثقل عليه وإحساسه بعقدة الذنب وإحساسه بأنه مش نظيف وإحساسه بأنه مش نقى ومش طاهر , وهذا هو الإحساس بالنسبة للماضى طيب وبالنسية للحاضر بيكتشف الإنسان قوة الخطية وسلطانها وسطوتها وإن الخطية قوية جدا جدا وأنا فى الحاضر أمام إغراء الخطية ضعيف لأنها طرحت كثيرين قتلى وكل قتلاها أقوياء , وقدام إغراء الخطية أنا ضعيف جدا , فى الماضى بتشيّلنى حمل وفى الحاضر بتضعنى تحت السطوة والرغبة وقوتها , طيب وفى المستقبل !؟ أكيد بتضعنى تحت الدينونة نتيجة عقاب الخطية , وهى ليست ماضى تدمره وحاضر بتذله ولكنها مستقبل مظلم جدا نتيجة الدينونة وعقاب الخطية , طيب والسيد المسيح بيعمل أيه بقى ؟ السيد المسيح هو مخلص العالم من الخطية وبيشيل آثار الماضى وسلطان الحاضر و ظلمة المستقبل وهذا ما يفعله السيد المسيح مخلص العالم بيلغى آثار الماضى كلها , وبيجعل الإنسان بيتولد من جديد وبيرفع سطوة الخطية الحاضرة وسطوتها وغلبتها وهو ده اللى قاله بولس الرسول فى رسالته لأهل رومية 6: 14 14فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ. الخطية لن تسودكم بعد اليوم , وبالنسبة للمستقبل كما يقول بولس الرسول فى رسالته لأهل رومية 8: 1 1 إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ . لا دينونة من الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح , لأن السيد المسيح هو مخلص العالم و أه لو نفهم الكلمة دى صح "مخلص العالم" زى ما بنقولها بالقبطى إبسوتيرن ديكوزموس , مخلص كل العالم من آفة الخطية اللى بتهد كل شىء , وهو اللى مسك الطينة القذرة الموحلة والمتسخة والشديدة الإتساخ , وهى المرأة السامرية وقام بتشكيلها وعجنها وصنع منها إناء جديد إناء للكرامة بعد ما كانت إناء للهوان , وهو صنع منها إناء جديد أو إنسانة جديدة ومستعدة لكل عمل صالح بمجرد ما أتقابلت معاه أتغيرت حياتها وسلوكياتها إلى إنسانة مستعدة لكل عمل صالح ةخرجت تكرز وتبشر وتخدم من غير ما يدخلوها فصل إعداد خدمة ومن غير ما تدرس فى كليلت اللاهوت اللى أساتذتها بيتبعوا تعاليم خاطئة لن توصلهم لشىء سوى الجدل وخلق أراء كثيرة لكل آية يخلق معه جو العثرة التى قال عنها السيد المسيح أنه لابد أن تأتى وأهى بتتحقق قى كل عصر وكل واحد بيشترك معهم فى هذه العثرة أو لم يقاوم هذه الأفكار وتغاضى عنه كلهم معا مصيرهم واحد بحيرة النار والكبريت وهو مصير حتمى وأكيد وعلى رأى مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث مساكين الناس اللى فكرهم الخاص يعلموه للآخرين , وهو ده السبب أنه وجدت طوائف كثيرة فى المسيحية , الفكر الخاص , الفهم الخاص , البعيد عن التسليم الرسولى الذى توارثناه من جيل إلى جيل وبنسميه التسليم الرسولى , السامرية نطقت بإختبارها وتحولت إلى إنسان مستعد لكل عمل صالح بعد ماكانت إنسانة بتنغمس فى كل عمل شرير , وعلشان كده بتطلب مخلص العالم وبتطلب أنه يمكث معك وأنك تعيش معاه زى ما السامريين طلبوا ولم يمكث معهم ثلاثة أيام ولكن قعد معاهم يومين فقط كما قلنا سابقا , هو ده مخلص العالم الذى يقدم ذاته لكل العالم رجاءا وخلاصا , وإذا كنت أنا لحد دلوقتى لم أتحول إلى إنسان مستعد لكل عمل صالح فأنا لم أتعرف بعد على السيد المسيح مخلص العالم , وآسف إنى أقول لو لم أدرك هذه الحقيقة أن السيد المسيح مخلص العالم لن يكون لى نصيب فى الملكوت حتى لو كانت كل حياتى مقضيها داخل الكنيسة , وإذا لم أدرك هذه الحقيقة أن السيد المسيح مخلص العالم سواء فى ماضى الخطية أو فى حاضرها أو فى مستقبلها فهو يرفع كل آثار الخطية , وبكدة ننهى قصة إيمان المرأة السامرية والسامريين اللى صاروا فى وقت الكرازة بعد قيامة السيد المسيح من الدعائم الرئيسية فى الكنيسة لما ذهب إليها فيلبس المبشر وسبب فرح كبير جدا لإيمان السامريين , وكما نعرف هم فى الأول أخذوا خبر اليومين أو خبر الحب لأن رقم أتنين دايما فى الكتاب المقدس بيرمز للحب , ولكن فيلبس نقل لهم خبر القيامة أو خبرالثلاثة أيام وأن السيد المسيح مات وقام وأن مخلص العالم الذى آمنتم به قد صنع لكم فعلا هذا الخلاص , وعلشان كده السامرة قبلت كلمة ربنا بفرح وقبلت الكرازة بموت السيد المسيح وقيامته بفرح لأنه كانت بتنتظر هذا الخلاص وتتوقع هذا الخلاص .

والى اللقاء مع تأملات وقراءات فى الأسبوع الخامس من الصيام الكبير أحد المخلع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين
أخوكم +++ فكرى جرجس
 
أعلى