اليك انت شخصيا المغفرة

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
اليك انت شخصيا المغفرة

من الصعب أن يغفر الإنسان لمن يسيء إليه، أو يَضُرُّ به، أو بأهله، أو بمصالحه أو بكرامته.
فالإنسان يميل بطبيعته إلى الانتقام، ورد الإساءة بما يفوقها.
وحين يعجز الإنسان عن الانتقام المباشر، فإنه يؤجله إلى حين يستطيع، ويظل حاملاً غيظه وحنقه حتى يتمكن من الانتقام!
وإذا كان المسيء قوياً، يستحيل علينا مواجهته، فإننا ننتقم منه في الخفاء، بالتحريض عليه، أو التشهير به، أو بالدعاء عليه لنستمطر على رأسه غضب السماء!
وهذه جميعها صور مختلفة من الانتقام، وعدم القدرة على الغفران.
والأكثر مـــــن ذلك أننا حــــتى لو تسامحنا، لا نستطيع أن نحب أو نقبل أو نتعامل مع من أساء إلينا!
أربعة أعداء للغفران!
حين تهدأ ثورة غضبنا ممن يسيئون إلينا، فقد نفكر في الغفران والتسامح. ولكن هناك أربعة أعداء يحاربوننا، ويحاولون الحيلولة دون تسامحنا.
هؤلاء الأعداء الأربعة هم:
* الكبرياء: وهي قوة هدّامة تمثل
العدو الأول للتسامح. فالكبرياء تؤجج الغضب وتستثيره، كلما خمدت جذوته، مدعية أن الانتقام كرامة، والتسامح هوان!
إن الكبرياء تبعث في داخلنا الرغبة في الثورة من أجل استرداد كرامتنا التي أهينت، وهيبتنا التي ضاعت!
والواقع إن التسامح يزيد كرامة الإنسان، ويرفع من قدره وشأنه.
* الشيطان: وهو قوة هدّامة خارج الإنسان، تحرضه على مقابلة الشر بالشر.
وهي دعوة تلقى صدى جيداً في قلب الإنسان الضعيف.
والشيطان يريد أن يُشعل الدنيا ناراً، وغضباً، وحنقـــاً، وكــــراهية، ومــوتاً. فكيف لا يحارب روح الحب والغفران في داخلنا.
إنه حاضر أبداً يلقن الألسنة كلمات السخط والغضب واللعنة، ويوغر الصدور بالحنق والمعاندة والإصرار.
* انتقاد المحيطين: كثيراً ما يتعرض المتسامح لنقد شديد من المحيطين به، الذين يحرضونه على رد الإساءة، وإظهار القوة، حتى لا يصبح ألعوبة في يد أعدائه، أو حائطاً وطيئاً يدوسه الجميع!
فإذا لم يستجب لهم، اتهموه بالضعف والجبن، وانعدام الكرامة!
* عدم تجاوب المسيء: وهذه عقبة رابعة في طريق التسامح، فكثيراً ما لا يتجاوب المسيء مع روح الغفران، ولا يستطيع أن يرتفع إلى مستوى المتسامح.
عوامل تساعد على الغفران:
بالرغم من صعوبة الغفران، وبالرغم من الميل الطبيعي للانتقام، فإن هناك بعض العوامل التي قد تساعد على اتخاذ موقف إنساني أفضل:
* حاول أن تجد عذراً لمن أساء إليك: فلربما يكون قد أساء إليك تحت ظروف نفسية قاسية، أو يكون قد خدعه أحد، ونقل إليه معلومات خاطئة عنك!
* اهزم كبرياءك: تذكر أنك بشر ككل البشر، تصيب وتخطئ. وربما أخطأت إلى آخرين وأسأت إليهم من قبل بأكثر مما أسيء إليك!
تذكر أنه كان من الممكن أن تفعل ما فعله الطرف الآخر لو أنكما تبادلتما الظروف والمواقع!
اذكر أنك لست بلا خطيئة، فلا ترجم الخطاة بحجر.

غير فكرك عن التسامح
لا تظن أن التسامح ضعف، فالتسامح دليل نضج، ووعي، وضبط للنفس، وقوة إرادة، واتساع أفق، ونظرة شمولية للحياة!
إن الانتقام هو سقوط في شبكة الذات، أما الغفران فهو انطلاقة فوق الذات.
لذلك فالمظلوم حين يغفر

للظالم، يكون أكثر منه قوة، وأرفع منه شأناً.
* اطلب من الله قوة للغفران: إن القدرة على الغفران، لا تدخل في ملكات النفس الطبيعية، لذلك نحتاج إلى قوة من السماء لتقهر فينا روح النقمة، وتملأنا بروح الغفران.
إن الله سبحانه وتعالى، هو وحده الذي يقدر أن يغفر للمخطئ إليه، ويمنحه نور شمسه وخير عطاياه، لأن طبيعة الله هي الحب والغفران، كما أن طبيعتنا هي الغضب والانتقام. لذلك فهو وحده الذي يمنحنا قوة لنغفر، وننسى الإساءة أيضاً.

وليغفر الله لنا:
هناك قصة عن رجل غني كان له خادمان، فاستدان أحد الخادمين من زميله مبلغاً ضئيلاً من المال، وفي ذات الوقت استدان الخادم الآخر من سيده مبلغاً عظيماً.
ومرت الأيام، ولم يقدر الخادم أن يسدد لسيده ذلك المبلغ الكبير، فجاء إلى السيد، وبكى، وطلب أن يسامحه، ولا يلقيه في السجن! فعطف السيد عليه، وسامحه بمديونيته الكبيرة، وأطلقه حراً.
ولكن هذا الخادم، بمجرد خروجه، ذهب إلى رفيقه، وطلب إليه أن يرد المبلغ الضئيل الذي اقترضه منه، فلما استرحمه ليعفيه، رفض، وجره مع أبنائه إلى السوق ليبيعهم مقابل دينه..
فلما علم السيد، استدعى خادمه هذا. وقال له:

لقد رحمتك، وتنازلت عن المبلغ الكبير الذي أخذته مني، أما كان ينبغي أن تسامح رفيقك؟
[إننا نسيء إلى الله في كل يوم، حين نكسر وصاياه، ونهين شرائعه، ونتغافل عن دعوته، ونمضي في طريق ابتعادنا عنه، ولكنه سبحانه لا يحنق علينا، ولا ينتقم من الإنسان الضعيف، رغم قدرته المطلقة أن يبيد الإنسان عن وجه الأرض، لكنه على العكس يحنو علينا، ويقبل عذرنا، ويمحو آثامنا، ويضمنا إليه في حب، متغاضياً عن جهلنا وحماقتنا. لكنه وهو يغفر لنا، يود أن نغفر نحن أيضاً للمسيئين إلينا.
فإذا لم نغفر الإساءة البسيطة التي يسيء بها إلينا الآخرون، لا يغفر الله لنا الذنوب الكبيرة التي نسيء بها إليه.

]أغفر.. واطلب الغفران:
إذا كنت لا تستطيع أن تغفر للآخرين إساءتهم.. فأنت تحتاج إلى قوة تساعدك، وهذه القوة لا يمنحها إلا الله.
فاغسل قلبك أمام الله. اغسله من الأحقاد والنقمة، سامح وانس وارتفع فوق غضبك.
اطلب من الله أن يغفر لك ما أسأت به إليه بعصيانك عليه مراراً بلا عدد.
تذكر أن كل خطيئة تصنعها،

تسيء إلى الله خالقك القدوس.
اطلب تغييراً في القلب، حتى يمنحك الله قلباً يغفر. واطلب أن يمتلئ قلبك من روح الله - روح الغفران، فتحب عدوك، وتحسن لمن يسيء إليك.
 

blackguitar

غريبا عشت فالدنيا
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2005
المشاركات
3,082
مستوى التفاعل
38
النقاط
0
موضوع جميل يا ميرنا وياريت نتعلم منه معنى الغفران والتسامح بحق

بس مش مفروض يتنقل المرشد الروحى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 

هيوي

New member
عضو
إنضم
15 يناير 2006
المشاركات
52
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
شكرا على موضوعك المهم.......وليباركك الرب
 
أعلى