اليوم الأخير ... بقلمي
ومرّ يوم 21 كانون الأول مِن العام الماضي ولم يحدث أي شيء !!
ومع ابتعادنا عن ذلك التأريخ لأشهر كثيرة لكننا،لن نسمح أن يمر مرور الكِرام بدون أي تعليق منّا عليهِ ! ودون الحديث عنه بشيء مِن الموضوعية !
بين وقتٍ وآخر نسمع ونقرأ ونرى أخبار عِبر كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بان اليوم الفلاني سيكون هو آخر يوم في حياة وعمر العالم ونهايته ونهاية كل شيء ... العالم كلهُ يترّقب بحذر وخوف وقلق لا يوصَف وتضطرب النفوس وترتجف الأسارير وتخفق القلوب وتتجمد الدماء في العروق , بانتظار ذلك اليوم .
يتواصل الحديث والعرض والنشر عن الحدث الكبير المُرتقَب معزّزاً باستعارات وشواهد ووسائل إيضاح صورية وصوتية ورسوم لإعطاء الحدث واقعيته وأحقية أمرهُ .. أيام وربما أسابيع يظل الحال على هذا المنوال .. وبعد انتظار طويل يأتي ذلك اليوم لكن لن يحدَث شيء !!
والغريب وربما الطريف بالأمر إن الذين كانوا يروّجون الأخبار ويطبّلون لها والذين يخافون منها ويهيئون الملاجئ ومعلبات الأغذية والأدوات اللازمة لإبقائهم أحياء لأطول فترة ممكنة , سرعان ما ينسون أو يتناسون الأمر وكأن شيئاً لم يكن , تغافلاً أو تعمّداً , أو ربما فرَحاً , لأن لم يحدث ذلك الشيء المرعب المخيف وبقوا أحياءً يُرزَقون .
يُطرَح الخبر مِن عالِم فلك أو مرصد جوي أو نبوءة منجّم أو قارئ طالع أو مدعّي سحر أو عالم آثار مهتم بالحضارات القديمة المنقرضة أو .. أو .. الخ .
المهم هناك خبر مفبرك يُسنَد على أساسٍ ما !, الغاية منه إرباك وتخويف الناس وأهل العالم وجعلهم في حالة مِن الترقّب والشد .
ويطرح هذا الخبر بشكل مدروس ومبرمج وبأسلوب يدع الناس تقتنع به وتثق بموعدهِ إلى حد التصديق الكامل .
وتمر الشهور والأسابيع والأيام والساعات والدقائق والثواني وتأتي اللحظة (وخلال طيلة هذه الفترة , الناس في وضعٍ لا يُحسَدون عليهِ) اللحظة التي قيل عنها أنها لحظة بداية النهاية , نهاية كل شيء !!
لكن , وكالمعتاد , لا شيء يحدث !
والناس يتنفسون الصعداء وتستقر أحوالهم ويعودون إلى حياتهم وأعمالهم بشكل طبيعي , وكأن شيئاً لم يكن !!
وسرعان ما ينسون كُل ما قيل وكل ما ذُكِر !
أهي نِعمة النسيان , حلّت فجأةً وأطبقتْ بُغتةً على كل الناس بهذا الشكل المريب ؟
يصبح الحدث , مثل وفاة إنسان, يبكي عليه الناس وهم في طريق المقبرة وأثناء مراسيم الدفن وما زالوا ينوحون عليهِ , لكن عندما يعودون إلى بيوتهم وأثناء درب العودة , ينفضون أياديهم ويغسلونها من التراب العالق بها , وينسون كل شيء عن الميت والموت, بعد إتمام تقاليد الناس والطقوس التقليدية .
هل تأثير هذا الأمر على الناس يقتصر على التخويف والترهيب فقط , أم هناك تأثيرات أخرى أهم ؟؟
نعم هناك أمور أهم , وهو تعويد الناس وتكييفهم ووضعهم بأجواء التخويف من اليوم الرهيب , ثم عندما لا يحدث شيء سيتخذون موقف اللامبالاة وعدم أخذ جدية التحذيرات الكتابية باقتراب يوم الدينونة ونهاية العالم .
فلذلك عندما يتكرر الأمر ويخوّفون الناس بكل مرة ستصل القناعة عندهم يوماً بأن التحذيرات ما هي إلاّ أكذوبة , ومرة أخرى يتناسون ويخلطون (نتيجة عدم تمييزهم) بين التحذيرات الكتابية (الحقيقية) وتحذيرات أهل العالم (المزيّفة), والتشويش الذي يحدثه إبليس وأعوانه للنيل من التحذير الكتابي والإقلال من شأنه لغاية خطيرة ألا وهي ليتمادى الناس في الخطيئة والرذيلة وعمل كل ما هو قبيح وسيء أمام محضر الله من خلال العلاقة معه أو مع القريب .. بعد أن يكون قد نُزِع الخوف مِن قلوبهم (بعد أن ظُلِّلوا) وظنوا أن التحذيرات ما هي إلاّ لتخويفهم !
كل هذا الأمر ربما ينطلي على أهل العالم , لكن لا يمكن أن ينطلي أبداً على أبناء الله الحقيقيين , لأنهم يدركون بان يوم الدينونة والحساب لآتٍ فعلاً , لأن مصدر معلوماتهم يستقوها من الكتاب المقدس وليس مِن مصدر آخر .
كلمة الله الحية واضحة وصريحة , تتكلم عن اليوم الأخير دون أن تحدد يوماً ما .
فقال الرب :
وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا، لا ترتاعوا. لأنه لابد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد . لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن . ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع . حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم، وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي . وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا.ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين . ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين . ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص . ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى (متى 24 : 6 ـ 14)
وللاطلاع أكثر , اقرأ كل الإصحاح 24 من إنجيل متى
ثم يقول في مكان آخر من الإصحاح نفسهُ :
وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده (متى 24 : 36)
فأبناء الله متأكدين بان القيامة آتية لا محال , لكنهم لا يعلمون توقيتها بيومها وساعتها وتُركت معرفتها حتى كل ما يُقال خارج عن كلمة الله الحية تبقى مجرد أكاذيب وأضاليل .
فلا أحد يعلم تلك الساعة إلا الله الآب وحدهُ , وتُركت معرفة تلك الساعة في علم الله حتى يكون الجميع مستعدين متأهبين متهيئين لذلك اليوم القادم.
فهل بعد اليوم وبعد أن وضحتْ حقيقة اليوم الأخير وميّزنا بين التعليم الكتابي وأضاليل أهل العالم , أن يخدعنا أحد بشأنها مستقبلاً ؟؟
مع خالص محبتي واحترامي
ومرّ يوم 21 كانون الأول مِن العام الماضي ولم يحدث أي شيء !!
ومع ابتعادنا عن ذلك التأريخ لأشهر كثيرة لكننا،لن نسمح أن يمر مرور الكِرام بدون أي تعليق منّا عليهِ ! ودون الحديث عنه بشيء مِن الموضوعية !
بين وقتٍ وآخر نسمع ونقرأ ونرى أخبار عِبر كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بان اليوم الفلاني سيكون هو آخر يوم في حياة وعمر العالم ونهايته ونهاية كل شيء ... العالم كلهُ يترّقب بحذر وخوف وقلق لا يوصَف وتضطرب النفوس وترتجف الأسارير وتخفق القلوب وتتجمد الدماء في العروق , بانتظار ذلك اليوم .
يتواصل الحديث والعرض والنشر عن الحدث الكبير المُرتقَب معزّزاً باستعارات وشواهد ووسائل إيضاح صورية وصوتية ورسوم لإعطاء الحدث واقعيته وأحقية أمرهُ .. أيام وربما أسابيع يظل الحال على هذا المنوال .. وبعد انتظار طويل يأتي ذلك اليوم لكن لن يحدَث شيء !!
والغريب وربما الطريف بالأمر إن الذين كانوا يروّجون الأخبار ويطبّلون لها والذين يخافون منها ويهيئون الملاجئ ومعلبات الأغذية والأدوات اللازمة لإبقائهم أحياء لأطول فترة ممكنة , سرعان ما ينسون أو يتناسون الأمر وكأن شيئاً لم يكن , تغافلاً أو تعمّداً , أو ربما فرَحاً , لأن لم يحدث ذلك الشيء المرعب المخيف وبقوا أحياءً يُرزَقون .
يُطرَح الخبر مِن عالِم فلك أو مرصد جوي أو نبوءة منجّم أو قارئ طالع أو مدعّي سحر أو عالم آثار مهتم بالحضارات القديمة المنقرضة أو .. أو .. الخ .
المهم هناك خبر مفبرك يُسنَد على أساسٍ ما !, الغاية منه إرباك وتخويف الناس وأهل العالم وجعلهم في حالة مِن الترقّب والشد .
ويطرح هذا الخبر بشكل مدروس ومبرمج وبأسلوب يدع الناس تقتنع به وتثق بموعدهِ إلى حد التصديق الكامل .
وتمر الشهور والأسابيع والأيام والساعات والدقائق والثواني وتأتي اللحظة (وخلال طيلة هذه الفترة , الناس في وضعٍ لا يُحسَدون عليهِ) اللحظة التي قيل عنها أنها لحظة بداية النهاية , نهاية كل شيء !!
لكن , وكالمعتاد , لا شيء يحدث !
والناس يتنفسون الصعداء وتستقر أحوالهم ويعودون إلى حياتهم وأعمالهم بشكل طبيعي , وكأن شيئاً لم يكن !!
وسرعان ما ينسون كُل ما قيل وكل ما ذُكِر !
أهي نِعمة النسيان , حلّت فجأةً وأطبقتْ بُغتةً على كل الناس بهذا الشكل المريب ؟
يصبح الحدث , مثل وفاة إنسان, يبكي عليه الناس وهم في طريق المقبرة وأثناء مراسيم الدفن وما زالوا ينوحون عليهِ , لكن عندما يعودون إلى بيوتهم وأثناء درب العودة , ينفضون أياديهم ويغسلونها من التراب العالق بها , وينسون كل شيء عن الميت والموت, بعد إتمام تقاليد الناس والطقوس التقليدية .
هل تأثير هذا الأمر على الناس يقتصر على التخويف والترهيب فقط , أم هناك تأثيرات أخرى أهم ؟؟
نعم هناك أمور أهم , وهو تعويد الناس وتكييفهم ووضعهم بأجواء التخويف من اليوم الرهيب , ثم عندما لا يحدث شيء سيتخذون موقف اللامبالاة وعدم أخذ جدية التحذيرات الكتابية باقتراب يوم الدينونة ونهاية العالم .
فلذلك عندما يتكرر الأمر ويخوّفون الناس بكل مرة ستصل القناعة عندهم يوماً بأن التحذيرات ما هي إلاّ أكذوبة , ومرة أخرى يتناسون ويخلطون (نتيجة عدم تمييزهم) بين التحذيرات الكتابية (الحقيقية) وتحذيرات أهل العالم (المزيّفة), والتشويش الذي يحدثه إبليس وأعوانه للنيل من التحذير الكتابي والإقلال من شأنه لغاية خطيرة ألا وهي ليتمادى الناس في الخطيئة والرذيلة وعمل كل ما هو قبيح وسيء أمام محضر الله من خلال العلاقة معه أو مع القريب .. بعد أن يكون قد نُزِع الخوف مِن قلوبهم (بعد أن ظُلِّلوا) وظنوا أن التحذيرات ما هي إلاّ لتخويفهم !
كل هذا الأمر ربما ينطلي على أهل العالم , لكن لا يمكن أن ينطلي أبداً على أبناء الله الحقيقيين , لأنهم يدركون بان يوم الدينونة والحساب لآتٍ فعلاً , لأن مصدر معلوماتهم يستقوها من الكتاب المقدس وليس مِن مصدر آخر .
كلمة الله الحية واضحة وصريحة , تتكلم عن اليوم الأخير دون أن تحدد يوماً ما .
فقال الرب :
وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا، لا ترتاعوا. لأنه لابد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد . لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن . ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع . حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم، وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي . وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا.ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين . ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين . ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص . ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى (متى 24 : 6 ـ 14)
وللاطلاع أكثر , اقرأ كل الإصحاح 24 من إنجيل متى
ثم يقول في مكان آخر من الإصحاح نفسهُ :
وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده (متى 24 : 36)
فأبناء الله متأكدين بان القيامة آتية لا محال , لكنهم لا يعلمون توقيتها بيومها وساعتها وتُركت معرفتها حتى كل ما يُقال خارج عن كلمة الله الحية تبقى مجرد أكاذيب وأضاليل .
فلا أحد يعلم تلك الساعة إلا الله الآب وحدهُ , وتُركت معرفة تلك الساعة في علم الله حتى يكون الجميع مستعدين متأهبين متهيئين لذلك اليوم القادم.
فهل بعد اليوم وبعد أن وضحتْ حقيقة اليوم الأخير وميّزنا بين التعليم الكتابي وأضاليل أهل العالم , أن يخدعنا أحد بشأنها مستقبلاً ؟؟
مع خالص محبتي واحترامي
