القديس سلفانوس الممثل

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
القديس سلفانوس الممثل


الممثل الراهب:

ارتدي سلفانوس ثوب الرهبنة عشرين عامًا، وكان في الأصل يحترف مهنة التمثيل ثم انخرط في سلك الرهبنة، وكان في شوقٍ زائدٍ إلى خلاص نفسه في البداية.


العودة إلى ترديد الأغاني العالمية:


بدأ يتكاسل عن أمور خلاصه، ويتذكر حياة المسرح ويردد الأغاني العالمية بين الرهبان. فاستدعاه القديس باخوميوس وأمره أمام الرهبان أن يخلع رداء الرهبنة ويغادر الدير فورًا. فركع تحت قدميه متوسلًا إليه: "سامحني يا أبي هذه المرة ومن الآن سأتوب عن هذه الأمور وأرجع عن تكاسلي الروحي وسترى تغيري تمامًا". فقال له القديس باخوميوس: "ألم تعرف كم تحملتك؟ وكم مرة عاقبتك؟ وكنت مضطرًا إلى هذا من أجل خلاص نفسك. وبالرغم من كل هذه الضربات لم تُغير مجرى حياتك. فكيف يمكن أن أصفح عنك بعد ذلك؟"


دموع لا تجف:


عفا عنه بعدما تقدم الراهب بترونيوس ليضمنه هذه المرة فقط. فنما سلفانوس في نعمة الله وفي حياة الزهد والنسك حتى فاق كثيرين في الفضيلة. وكانت الدموع تنهمر من عينيه عندما كان يأكل مع الإخوة فتختلط بطعامه. ولما طلب منه الإخوة ألا يبكي أمام الزوار أجابهم بأنه يحاول ولم يستطع منع دموعه.

وقال بعضهم: "أليس من الأفضل أن يأكل طعامه وحده؟"

وقال آخرون: "نريد أن نعرف ماذا تقول، لأن بعضنا يراك باكيًا فيخجل من نفسه ولا يكمل طعامه".

وقال لهم سلفانوس ذات مرة: "أتريدوني ألا أبكي وأنا أرى رجالًا قديسين يخدمونني؟ الذين لست أهلًا أن أكنس تراب أقدامهم؟" ثم تساءل: "أليس مناسبًا أن أبكي على نفسي يا اخوتي لأن رجلًا من المسرح يخدمه القديسون؟ وأخشى أن يحدث لي ما حدث لداثان وأبيرام (عد1:16-35)، وأبكي لأني بجهلي لم أهتم كثيرًا بخلاص نفسي، وكنت على وشك الطرد من الدير، وأبكي أيضًا لأنني أعلم أنه إذا خرجت روحي من جسدي فلن أكون سعيدًا".


تفوقه في تواضعه:


فيما بعد تحدث القديس باخوميوس إلى الرهبان قائلًا: "إني أشهد أمام الله أنه منذ بناء هذا الدير وإلى الآن لم يصل أحد من الرهبان إلى النموذج الذي رسمته في مخيلتي إلا واحد فقط". . فلما سمع الإخوة هذا الكلام تساءلوا: "من هو هذا الواحد؟" وقال البعض أنه أنبا تادرس، وقال آخرون بترونيوس، وقال غيرهم أرسانيوس. وأخيرًا سأله تادرس، فلم يشأ القديس أن يذكره خوفًا من المجد الباطل، ولما ألحّوا عليه قال لهم: "هو الشخص الذي كان منذ وقت قصير سيُطرد من الدير، لكنه قاوم العدو وعرف حيله وصنع البرّ ونما في الروحانية، وكانت الدموع تنساب دائمًا من عينيه. وقد تفوق عليكم في تواضعه".


نياحته:


هكذا أكمل سلفانوس جهاده في ثمانية أعوام، وأصبح خادمًا حكيمًا. وقد شهدوا له عند رحيله إلى دار الخلود بأن طغمة من الملائكة قد حملت روحه الطاهرة وهي ترتل ترانيم النصرة، وتقدم تلك النفس إلى الله كتقدمة بخور طيب الرائحة ينبعث من احتراق الجسد عن الأطعمة والشهوات واللذات.​
 
أعلى