لن تسعد وأنت تؤلم الآخرين

mary naeem

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
9,021
مستوى التفاعل
1,236
النقاط
113
لن تسعد وأنت تؤلم الآخرين
article14227253111be80c58736abbfdf74ec1cbda12bef91.JPG
تشوّه وجه امرأة بأثار الحروق، وفي يومٍ ما ذهبت الى المدرسة لتطمئن على ابنها، فلمَّا عادا إلى البيت لمحت مظاهر الحزن ارتسمت على وجهه، وكم كانت صدمة قاسية عندما طلب منها ألاَّ تأتي الى المدرسة مرَّة ثانية، فقد سخر زملاؤه من منظرها! وتمر الأيام والأُم تفني حياتها في العمل لإسعاد ابنها، لكنَّه يُصر في كل مناسبة أن يُبعدها لخجله من منظرها، وإذا تصادف ولمحها أحد رفاقه تثور ثائرته ويتفوّه بألفاظ نابية، ويُجبرها أن تختفي من أمام أصحابه، فما كان على الأُم سوى أن تلملم جِراح عاهتها في نفسها المطعونة بسيف أحب الناس إلى قلبها.
ويصر الابن على استكمال دراسته في أمريكا! فباعت أرضها وأعطته ثمنها، فسافر ولم يراسلها إلاَّ لطلب المال!
وبعد عدَّة سنوات يزف أقاربها بشرى زواج ابنها، فانفجرت أُمومتها واستجمعت ما تبقى لها من قوّة ومال وقصدت البلد البعيد، وها هى تطرق الباب وتفتح زوجة ابنتها وترحّب بها فقد كانت تُريد رؤيتها، وبسرعة تذهب وتبشِّر زوجها بقدوم أُمَّه، فخرج متجهِّم الوجه وبادرها قائلاً: لماذا أتيتِ إلى هنا؟! ألم أهرب منك؟! ماذا تريدين؟! فنزل كلامه كالصاعقة على رأس الأُم المسكينة، لكنَّها تحاملت على نفسها وعادت إلى بلدها حيث الوحدة والكرامة.
وتمر الأيام ويصير الابن أباً، وفي يقظة ضمير ندم على قسوته، قرّر العودة إلى بلده لزيارة أُمَّه ليستسمحها، فما أن قصد البيت حتَّى فوجيء بأنَّها قد رحلت عن دنياه ليحيا فيها كيفما شاء، تاركة له رسالة أمسك بها بيد انتابتها رجفة الحسرة وقرأ فيها الآتي:
ابني الحبيب: كنت أتمنى أن أراك قبل أن أموت ولكنّها رغبتك أن أظل بعيدة عنك، لكي لا تخجل من منظري مع أنَّك السبب! فعندما كنتَ طفلاً شبَّت النيران في ملابسك فاحتضنتك لأُطفيء لهيبها وأُنقذك وأنا أعلم أنِّي سأدفع الثمن، لكنِّي ضحَّيت بجمالي من أجلك!
انتهت القصة، ولكم أن تتخيَّلوا كيف قضى الابن بقيَّة عمره! ولو أنَّه تأمَّل قول الحكيم: " اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا تُقَوِّرُهَا غِرْبَانُ الْوَادِي وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ" (أم17:30) فما كان فعل كل ذلك بأُمِّه.
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
قصه جميله مارى وعبره اجمل
ياريت نتعلم مش نحكم على الناس بالمظاهر
ميرسى مارى لتعبك حبيبتى
 
أعلى