دراسة: فيضان قوي تسبب في فصل بريطانيا عن أوروبا
2323 (GMT+04:00) - 25/07/07
بريطانيا أصبحت جزيرة معزولة عن أوروبا نتيجة لفيضان قوي محتمل
-----------------------------------------
لندن، بريطانيا (CNN) -- ذكرت دراسة أجراها فريق من الباحثين والجيولوجيين أن واحداً من أقوى الفيضانات التي عرفها العالم، تسبب في فصل جزء من قارة أوروبا وحوله إلى جزيرة منعزلة، وهي الجزيرة التي أصبحت معروفة فيما بعد باسم بريطانيا.2323 (GMT+04:00) - 25/07/07
بريطانيا أصبحت جزيرة معزولة عن أوروبا نتيجة لفيضان قوي محتمل
-----------------------------------------
وجاء في الدراسة أن قوة اندفاع هذا الفيضان تقدر بحوالي 35 مليون قدم مكعب من المياه في الثانية الواحدة، وهي كمية تفوق المياه المتدفقة عبر نهر "المسيسبي" في الولايات المتحدة الأمريكية، بنحو مائة مرة.
وحسبما نقلت أسوشيتد برس، فإن هذا الفيضان حدث، على الأرجح، قبل نحو 400 ألف عام، مما تسبب في إحداث فجوة ضخمة، تبعه ارتفاع في مستوى سطح البحر، مما أدى إلى ظهور القنال الإنجليزي، الذي يفصل بين بريطانيا وفرنسا.
وقال الباحثون إن الصور التي حصلوا عليها، مماثلة لمنطقة في ولاية واشنطن الأمريكية، حيث أحدث طوفان ضخم قبل 15 ألف سنة، تشكيلات أرضية مميزة، مشيرين إلى أن نفس الشيء حدث مع بريطانيا.
ولم توضح الدراسة ما إذا كان هذا الفيضان، الذي وصف بـ"الكارثة"، قد تسبب في سقوط وفيات بشرية، إلا أنها قالت إنه تسبب في وقف موجات الهجرة سواء للبشر أو الثدييات بين القارة الأوروبية والجزيرة التي انفصلت عنها.
وأوضح الباحثون أن الدراسة، التي نشرت في مجلة "Nature"، تقدم أفضل دليل حتى الآن، فيما يتعلق بتفسير كيفية تشكل القنال الإنجليزي، وفصل بريطانيا عن باقي أوروبا.
وباستخدام موجات صوتية عالية الوضوح، تمكن الباحثون من رسم صور ثلاثية الأبعاد لأرضية القنال الإنجليزي، كما رسموا صوراً أخرى لواد ضخم عرضه عشرات الكيلومترات، ويصل عمقه إلى أكثر من 50 متراً، منحوتاً في طبقة من الصخور ترجع للعصر "الطباشيري."
وفي مراجعته لنتائج الدراسة، كتب فيليب جيبارد، عالم الجغرافيا بجامعة "كامبريدج"، إنه "ليس هناك مبالغة في القول بأن فيضاناً قوياً محتملاً قد تسبب في تشكيل القنال الإنجليزي."
وأضاف جيبارد قوله: "في حالة التيقن من أن فجوة مضيق دوفر اتسعت بشكل هائل، إلى أن بلغت تقريباً وضعها الحالي، فإنها ستكون الحدث الوحيد الذي قرر مصير بريطانيا نهائياً، أثناء فترات ارتفاع مستوى سطح البحر لتصبح جزيرة."
وقالت الدراسة إن الأنهار الجليدية سدت البحيرة من الشمال، كما أن سلسلة من الجبال الطباشيرية تمتد من "دوفر" حتى فرنسا، حالت دون تدفق المياه إلى الجنوب.