رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ بقلم الاب القمص افرايم الانبا بيشوى

yousry zaki

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 فبراير 2011
المشاركات
1,194
مستوى التفاعل
33
النقاط
0



فكرة لليوم وكل يوم 101- رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ




emanoeel-043fa64a39.jpg


بقلم

الأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

+ نحن رائحة المسيح الذكية { لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ لِلَّهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ} (2كو 2 : 15). وكلما كان لنا شركة مع المسيح وصلة دائمة وشبع بكلامه المحيي يظهر ذلك في كلامنا وسلوكنا وحياتنا ويحيا السيد المسيح فينا (غل 2 : 20). فالسيد المسيح غير منظور بالعين المجردة تظهر رائحته في المؤمنين باقوالهم وأعمالهم. ويجب أن نصلى ونعمل ليكون كل منا سبب بركة وحياة لمن حوله. هناك من يقبل كلامنا يتأثر بكرازتنا وسلوكنا ويؤمن ويخلص كما هناك من يرفض هذه المحبة ولا يؤمن فتكون دينونة عليه ويهلك. قبول كلمة الإيمان يتوقف على الناس، فكلمة الله لا تلزم بل هي تحث وتدفع للتفكير والإيمان. رائحة المسيح الذكية فينا يشتمها البعض فيتوب فتكون لهم رائحة حياة لحياة وتكون رائحة موت لمن لا يؤمن أو يقاوم الإيمان، كالشمس تخرج بنورها نباتات لها رائحة جميلة وتخرج من كوم النفايات رائحة كريهة. وهذا ما قيل عن المسيح شمس البر أنه وضع لسقوط وقيام كثيرين (لو 2 : 34). بينما أتى الرب يسوع المسيح لخلاص الناس جميعاً. هكذا كلمة الكرازة من يقبلها ويعمل بها يتحرر من الخطية بسلطانها فتكون له حياة، ومن لا يقبل كلمة الله ستكون كلمة الله دينونة له (يو 12 : 48).
+ أن البخور العطري يقدم في الكنيسة وهو يرمز إلى رائحة المسيح الذكية وللصلوات المقدسة المرفوعة لله فمثل قارورة الطيب الناردين الخالص كثير الثمن الذى تفوح رائحتها هكذا مات المسيح على خشبة الصليب وجرى منه دم وماء لكي يطهرنا من كل خطية ونغتسل من أثامنا، وأنتشرت من صليبه وإنجيله رائحة الخلاص في العالم كله. وعلينا أن نحيا كما يليق بانجيل المسيح وننقل ونكرز ببشري الخلاص ونخبر بكم صنع الرب معنا ورحمنا. وفي سبيل ذلك نحتمل الأتعاب ونحمل صليبنا بشكر وكما ان العطر يستخلص من الورود بالضغط والتعرض للألم، وزيت الزيتون ينتج من العصر وكما ينقى الذهب بالنار هكذا المؤمن كلما تعرض للتجارب والضيقات وحمل الصليب فان رائحة المسيح الطيبة منه تفوح ويظهر صبره وقوة تحمله كما الشهداء والمعترفين.
+ نحن مخلوقين لأعمال حسنة خلقها الله لنسلك فيها ليضيء بها نورنا قدام الناس لكي يروا أعمالنا الحسنة ويمجدوا أبانا الذي في السموات. فلنسير زمان غربتنا بخوف في محبة الله ونكون بسلوكنا وأعمالنا وتصرفاتنا رائحة المسيح الذكية.أن المؤمنين هو رائحة المسيح الذكية بنقاوة سيرتهم وقلوبهم وبكلامهم الطيب فهم الصورة الحلوة لمسيحهم القدوس. يقدموا الأبتسامة الصادقة للجميع والكلمة المشجعة والمحبة الصادقة ويجولوا يصنعوا خير كرسل سلام يتبعوا السلام مع الجميع ويحبوا الجميع محبة صادقة { وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً }(اف 5 : 2). تمتد محبة المسيحي حتى لمحبة الأعداء لكي نكون ابناء لابينا السماوى { أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.} (مت 44:5-45). أن وداعة الشهداء وشجاعتهم في مواجهة الآلام والموت كانت ومازالت باعث لنشر الإيمان كما ان وداعة وتواضع ومحبة المؤمنين تجعلهم رائحة المسيح الذكية كانوار تضئ في برية هذا العالم { شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ }(2كو2 : 14)
+ عندما سألوا السيد المسيح عن جواز اعطاء الجزية لقيصر أم لا؟ فقال { أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّه} (مر 12 : 17). وعلينا أن نستخدم المال والاشياء التى في العالم لمجد الله أما نحن كصورة الله خلقنا على صورته ومثاله ويجب أن نكون لله, نحن رائحة المسيح لله والبخور يجب أن يستخدم في الكنيسة بقلب طاهر فقط في الصلوات التى تقام لله ونحن اشترانا المسيح بدمه، فنحن ملك الله. فمجدوا الله في أرواحكم وأجسادكم التي هي لله. نحن رائحة المسيح الذكية مادمنا في المسيح والمسيح فينا هو يعطينا النور ويبث فينا الحكمة والنعمة والقوة ما دمنا متصلين بالتيار الإلهي فتشرق فينا شمس البر والشفاء في أجنحتها. فلنشكر الله لانه جعلنا رائحة الذكية تفوح من حولنا ونصلى لتكون لهم رائحة حياة وخلاص وبركة، أمين .
 
أعلى