مصر: أزمة الحصول على تراخيص لبناء الكنائس تجبر المسيحيين على الصلاة في الشارع

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
مصر: أزمة الحصول على تراخيص لبناء الكنائس تجبر المسيحيين على الصلاة في الشارع


articles_image120160728084049Lw7c.jpg


© أ ف ب | قداس فوق أنقاض كنيسة تعرضت للحرق في قرية الإسماعيلية بمحافظة المنيا.

عشتارتيفي كوم- فرانس24/

دفعت أزمة بناء الكنائس في مصر المسيحيين إلى الصلاة في الشارع وغالبا ما يضطر البعض منهم لتحويل بيوتهم لكنائس صغيرة. ويشكل المسيحيون نحو 10% من سكان البلاد من أصل 90 مليون نسمة. وبحسب الأرقام الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في العام، يوجد في مصر 2869 كنيسة.


في العراء تحت قيظ الشمس، يترأس كاهن قبطي كل أحد القداس بحضور نحو مئة مسيحي في محافظة المنيا بجنوب مصر بعد أن أحرقت خيمة بسيطة كانت تستخدم لإقامة الصلوات وأغلقت السلطات مبنى شيد ليكون كنيسة من دون الحصول على تصريح رسمي بها.


ولا يوجد قانون ينظم مسألة بناء الكنائس في مصر، ما يدفع المسيحيين خصوصا في الريف لتحويل بيوتهم لكنائس صغيرة أو للصلاة في الشارع، ما يولد عنفا طائفيا داميا بين الحين والآخر لاسيما في جنوب البلاد حيث يقطن كثير من المصريين المسيحيين.


وخلال الأسبوعين الماضيين، اندلعت عدة نزاعات طائفية بين مسلمين ومسيحيين في المنيا وبني سويف بسبب صلاة الأقباط في بيوت حولوها لكنائس من دون الحصول على تصريح رسمي، وهو أمر شائع منذ الثورة الشعبية التي أطاحت الرئيس الأسبق حسني مبارك في العام 2011. وكثيرا ما يحرق مسلمون غاضبون هذه المنازل احتجاجا على استخدامها ككنائس.


وفي قطعة أرض خلاء، وقف كاهن وخمسة شماسين بملابسهم الكنسية البيضاء حول منضدة خشبية متواضعة تستخدم كمذبح صغير وتراص امامهم نحو مئة مسيحي كثير منهم نساء وأطفال، مرددين الترانيم في خشوع.


ويصطحب نشأت سعد (31 عاما) أطفاله الثلاثة وزوجته كل أحد للصلاة في هذا المكان بعد أن احترقت قبل شهرين خيمة كانت تستخدم ككنيسة في قرية "الإسماعيلية" في محافظة المنيا (300 كم جنوب القاهرة) البالغ عدد سكانها 5 مليون نسمة قرابة ثلثهم من المسيحيين بحسب الكنيسة.


ويقول سعد ذو الملامح الداكنة وهو يتصبب عرقا بعد ساعتين من صلاته التي بدأت في السادسة صباحا: "أبسط حقوقي كمصري أن أصلي في كنيسة وليس في الشارع". وتابع بغضب: "أشعر بالظلم كل مرة أذهب فيها للصلاة في الشارع. حلمي أن نفتح الكنيسة ونجمع فيها النساء والأطفال بدلا من الصلاة في الشمس" على الأرض غير الممهدة وسط البيوت الفقيرة المبنية من الطوب الأبيض وحقول الذرة الطويلة.


وعلى بعد أمتار، يحرس خفر مسلحون مبنى تم تشييده في العام 2009 ليكون كنيسة لكنه مغلق وغير مسموح بالصلاة فيه بعد لعدم حصول مسيحيي القرية على تصريح من السلطات بإقامة الكنيسة.


ويقول الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بولس حليم إن "بناء الكنائس أحد أهم المشاكل التي تواجه المسيحيين في مصر". وتابع: "هناك كنائس كثيرة مغلقة في البلد".


ويشكل المسيحيون نحو 10% من سكان البلاد البالغ قرابة 90 مليون نسمة. ويوجد في مصر 2869 كنيسة بحسب أرقام الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في العام 2011.


وتحدد شروط عشرة وضعها وكيل وزارة الداخلية العزبي باشا في العام 1934 بناء الكنائس في مصر. وهي الشروط التي يعتبرها المسيحيون "تعجيزية". ومن بين الشروط، موقع الكنيسة وسط بيوت المسلمين وقربها من المساجد وهل المسلمون موافقون على بنائها، بالإضافة لعدد المسيحيين في المنطقة وموقع أقرب كنيسة.


وقال إسحق ابراهيم المسؤول عن ملف حرية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهو مركز حقوقي مستقل في القاهرة: "هناك تمييز في التعامل بين حقوق المسلمين والمسيحيين في بناء دور العبادة. شروط بناء الكنائس تعجيزية".


وأدى نزاع حول بناء كنيسة في قرية الماريناب في أسوان (نحو 900 كم جنوب القاهرة) في أيلول/سبتمبر 2011 لتظاهرات واعتصام في القاهرة انتهى بمقتل 27 مسيحيا بعد مواجهة مع قوات الجيش.


ويشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ان جميع المصريين "متساوون" دون تمييز.


وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي في إشارة غير مباشرة إلى النزاعات الطائفية الأخيرة في محافظة المنيا، قال الخميس الفائت: "لا يجوز التمييز بين "مصري مسلم و مصري مسيحي" معتبرا أن المسيحي "مصري له ما لنا وعليه ما علينا".


وقدمت الحكومة المصرية أخيرا مشروع قانون لتنظيم بناء الكنائس إلى البرلمان ولكنه لم يناقشه بعد. وتقول النائبة في البرلمان نادية هنري عن حزب "المصريين الأحرار" إن "القانون المستهدف يجب أن يشمل ضمان الدولة لحرية الدين والعبادة" للمسيحيين.


ويأمل البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط في مصر، في أن يخلو قانون بناء الكنائس من أي "تمييز بين المواطنين" وأن يكون الحصول على تصريح ببناء الكنائس "بعيدا عن الجهات الإدارية التي تفرض هيمنة غير مقبولة"، بحسب ما كتب في مقال في المجلة الناطقة بلسان الكنيسة في تموز/يوليو الجاري.


وتعرضت 65 كنيسة ومبنى كنسي للهدم الكلي والجزئي في أحداث العنف التي صاحبت فض الدولة لتظاهرات الإسلاميين في صيف 2013. وكثير منها لا يزال خارج الخدمة.



المصدر :


http://www.ishtartv.com/viewarticle,69351.html
 
أعلى