تحريك العشّ مرثا وأختها ولعازر ..2

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
14102883_600234453489344_2253845104578401240_o.jpg


ضرب الاستقرار في حياة مريم ومرثا -
الحلقة الثانية:
تحريك العشّ
أحداث، عناصرها أقوياء وعنفاء:
مرض، وموت، وقبر وبكاء. سلسلة أحداث تتسارع بشكل مثير ومفاجئ. مسرحها هذه العائلة البسيطة:
مرثا ومريم ولعازر؛ العائلة التي أحبّها يسوع وأحبّته. غريبة ومحيّرة أحياناً معاملات الرب مع شعبه!
*
هذه العائلة، التي كانت تنعم بالاستقرار والراحة، والتي كان يسوع يزورها من حين إلى آخر، لكي يعوّض عن أي نقص نفساني أو روحي فيها، ولكي ينمّيها في حياة الإيمان، فيؤهلها لتمجيد إلوهيم، عندما اكتمل ملء زمانها وأصبحت في وضع يمكّن اليد الإلهية أن يقلبها من جنب إلى جنب، مدّ النسر العظيم يده وحرّك العش، فمرض لعازر.
إلهنا الحنون الحكيم، والعظيم المبارك،
"لا يدعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع"
(1كورنثوس 13:10).
هذا يعني أنه لا يسمح للبسمة أن تفارق محيّانا. لا يسمح لأحد أن ينزع فرحنا منّا. فهو لا يرضى بأن يكون فرحنا ناقصاً:
" لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ."
(يوحنا 13:7).
لذلك يرتب الرب لنا منفذاً لنستطيع أن نحتمل. تتغير الظروف، وتنقلب الأيام ولكنها تبقى بيد الرب.
*
تحرّك العش، فأرسلت الأختان إلى يسوع إلى عبر الأردن رسالة بسيطة تُفصح عن مشاعرهما، تقول:
" هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ"
(يوحنا 3:11).
ويبدو أنه كان مرضاً خطيراً وكان يسري في جسمه بسرعة، مما جعل الخوف يحل مكان الاستقرار والهدوء والطمأنينة.
هل يمرض لعازر المؤمن الذي يحب يسوع، والذي كان يتكئ مع يسوع، والذي تتلمذ عند قدمي يسوع، والذي فتح بيته للرب؟!
أيمكن أن يصيبه مكروه؟
أليس للرب يسوع، كما يزعم بعض المؤمنين، شركة تأمين ضد الأمراض والحوادث والموت؟!
المؤمن إنسان يمرض كبقية الناس الذين يمرضون، لكن للرب قصد في هذا المرض الذي :
".. لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ إلوهيم،.."
(يوحنا 4:11).
المهم أن يتمجد المسيح في أجسادنا
"..سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ."
(فيلبي 20:1).
فالمرض يبقينا متواضعين، كما يدفعنا بعيداً عن العالم وشروره، ويعطينا فرصة للجلوس أمام الرب، نقرأ كلمته، نعبده ونسمع صوته. المرض يُبرز فينا الفضائل الروحية فيعلّمنا الصبر والاحتمال، وينمّي فينا الفرح وروح الاتكال عليه والتسليم له. يذكّرنا بقصر العمر وتفاهة الحياة وضعف الجسد؛ هذا الإناء الخزفيّ الذي نعْتَني به، ونجمّله ونعتبره كثيراً كأنه شيء عظيم.
*
لماذا تعرّضت صحة تيموثاوس للاعتلال والأسقام الكثيرة، مع أنه خادم للرب؟
فأينما ذهب تلازمه آلام معدته وهو في حاجة إلى طعام خاص. ألا يُعيق هذا خدمته ويؤثر في شركته مع إلوهيم؟
نحن نظن أن المرض يلهينا بنفوسنا، لكن مرض تيموثاوس كان بركة له، وقد وضع الرب فيه دوافع جديدة:
أنا شاب ولديّ أسقام كثيرة قد تقصّر عمري، لذا يجب أن أخدم الرب في ما تبقّى لي من عمر.
*
لماذا أبفرودتس مرض مرضاً قريباً من الموت؟
عندنا شهادة كتابية جميلة عن أبفرودتس:
أمين، يحبّ الرب، مُصلّ، مؤمن ناضج واع، والرب رحمه. هل يمكن أن ينسى مراحم الأطباء والأدوية؟
ولكن عندما يكون :
"قَرِيبًا مِنَ الْمَوْتِ"
يحتاج إلى رحمة إلهية. هذا النوع من المرض يجعلنا نختبر، من جديد، مراحم الرب التي هي كل يوم.
*
لماذا ترك بولس تروفيمس مريضاً في ميليتس؟
لماذا لم يشفه؟
لماذا لم يرحمه الرب؟
لا نعرف، لكننا نعرف أنه كان لخيره أن يبقى مريضاً طيلة المدة المعيّنة من إلوهيم.
لماذا رافقت الشوكةُ الرسول بولس طيلة عمره؟
تضرّع إلى الرب ثلاث مرات أن تفارقه شوكة الداء، والرب لم يوافق، لكنه عوّض عليه بالنعمة لكي يختبر نعمة إلوهيم، وقوة إلوهيم، ولكي يبقى متواضعاً.
المرض ليس مشكلة؛ وليس بالضرورة قصاصاً؛ ولا هو دليل قلّة إيمان أو عدم إيمان، لكن لكي يتمجد إلوهيم في أجسادنا.
*
ثمة أشياء كثيرة نستعيرها من العالم:
المخاوف، والمشاكل، والهموم والبلايا.
"هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ"
(يوحنا 3:11).
وما المشكلة في ذلك؟
يمكن أن يموت لعازر، وأين المشكلة؟
بالنسبة إلى الناس، المرض يؤدي إلى الموت، والموت يؤدي إلى المجهول. أما بالنسبة إلى المؤمن الذي يحبه يسوع، فالموت يعني أن ننطلق إلى المسيح.
".. لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا."
(فيلبي 23:1).
إن أفضل المؤمنين عندما يصلون إلى حالات مربكة، يتصرّفون خارج الإيمان. أرسلت الأختان رسالة إليه على الرغم من بعد المسافة، وجاء الجواب المطمئن:
"..هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ،.."
(يوحنا 4:11).
وبحسب تعليم المسيح، فإن المؤمن لا يموت. المرض بالنسبة إلى أهل العالم، إن اشتدّ مخيف، وإن لم يُداوَ مميت. لكن بالنسبة إلى المؤمن لا يوجد موت بل نوم ورقاد.
" نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ،.. نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا."
(رومية 23:8).
وعلى حدّ تعبير المسيح:
لعازر نام
(يوحنا 11:11).
*
وصل الخبر إلى المسيح ولكن بأسلوب لبق:
"هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ"،
ونحن في قلق وخوف. إنّ الذين يتربّون عند قدميّ المسيح يصبحون لطفاء في كلامهم ومعاملاتهم، ولا يزعجون شعور الآخرين. أرسلوا صلاة قصيرة تتضمن عرضاً لحالهم، وضمناً، طلباً بالشفاء. لا نريد أن نصرخ، أو نبكي، أن نحنّن قلبك الحنون، لكن اسمح لنا، نحن أختيه، أن نذكِّرك بأن :

"الذي تحبه مريض".
هذه الصلاة هي صلاة الأقربين التي تعبّر عن الثقة الكاملة في الرب. صلاة تشبه صلاة موسى عندما مرضت أخته مريم،
".. يا يَهْوَه اشْفِهَا"
(عدد 13:12).
الجميل في هذا التصرّف أن الأختين لم تعرضا الأمر على الأقرباء والجيران لكنهما توجهتا إلى الرب. عرض أمورنا على الآخرين لا ينفع. لكن عرض أمورنا على الرب يعلمنا الدرس المُجْدي ويزوّدنا بالاختبارات والمشوارت، ويغيّر الأوضاع، ويزيد النعمة، لكي نصبح مستأهلين بأن يتمجَّد الرب في أوضاعنا.
*
أرسلت الأختان إلى من بيده أمرنا، ومن عنده سِجِلّنا:
نحن حزانى وحيارى، فالاستقرار في بيتنا قد ضُرب، ولا نعرف ماذا يجب أن نفعل، ولا نعرف ماذا يمكنك أنت أن تفعل، لكن نعرف أنك صالح وإلى الأبد رحمتك. نحن ننتظر منك كلمة أو تصرّفاً؛ لنا ثقة في محبتك ومراحمك وقدرتك وصلاحك، لكن من واجبنا أن نقول لك يا صديق العائلة:
"الذي تحبه مريض"؟
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
اشكرك على الموضوع الرائع و المهم--
الرب يبارك خدمتك
 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
اشكرك على الموضوع الرائع و المهم--
الرب يبارك خدمتك

تحية مباركة أختي العزيزة حبو اعدائكم
جميل امتناني لحضورك الطيب والجميل
الرب يباركك ويبارك حياتك وخدمتك ويفرح قلبك دائماً
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً آمين
.
 
أعلى