يعقوب التائب القديس

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
يعقوب التائب القديس

يعقوب المتوحد
عاش هذا الراهب في القرن الرابعالميلادي، وانفرد متوحدًا في مغارته التي أقام بها 15 عامًا أجهد نفسه بالأصواموالصلوات المستمرة، وكان محبًا للوحدة والسكون وقطع شوطًا طويلاً في حياه الفضيلةوالجهاد حتى سمى إلى درجةٍ عاليةٍ وأنعم الله عليه بفضائله ومنحه موهبة إخراجالشياطين.
حزمه مع خاطئة شريرة
ذات مرة جاء أحد الأشخاص إلى نتريا لكي يُشفى منمرضه، وعندما كان يمر بقلاية هذا القديس صرخ الشيطان وخرج منه، وعرف سكان البلدةبهذه القصة وللحال أتي إليه الكثيرون ليشفيهم. حاول الشيطان أن يوقعه في الشرفاحتال عليه قوم من أتباع إبليس وأوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه ودخلت عليهالمغارة، ووثبت عليه وصارت تداعبه مستدرجة إياه إلى الخطية. فما كان من القديس إلاأن وعظها وذكّرها بنار جهنم والعقوبات الدهرية، تكلم معها بثبات ووقار حتى ندمتورجعت عن طريقها وخرجت بدموعٍ وندمٍ واشتاقت إلى التوبة. فأرسلها القديس إلى أحدالكهنة لتعترف أمامه. كانت تردد الشكر الله الذي منَّ عليها بالرجوع عن طريق الموتإلى الحياة وذلك بصلاة القديس.
سقوطه
بعد أيام جاء إليه الشيطان مره ثانية بحيلهماكرة، فكان لأحد الأشخاص ابنة وحيدة صرعها الشيطان وحاول الأطباء علاجها ولميفلحوا. أخيرًا فكروا في إرسالها إلى الراهب يعقوب، وحالما وصلوا إليه خرج منهاالشيطان، ولكنها ما أن تصل إلى بيتها حتى يرجع مرة ثانية، وتكرر هذا الأمر كثيرًافأراد والدها أن تبقي بجانب القلاية. رفض القديس في بادئ الأمر، ولكن أخذ والدهايستعطفه فوافق أخيرًا. حاربته أفكار الخطية واستسلم لها وأخيرًا سقط في ذات الفعل،وظل في سقطته وملأ الشيطان عقله بأفكار كثيرة، فقال له سيظهر عليها الحَمْل وسوفيقتلوك، ومن الأفضل أن تقوم وتقتلها. فنهض القديس علي الصبية وقتلها وحمل جسدهاوطمره في الرمل. ظهر له الشيطان في صورة أحد غلمان أبيها جاء لزيارة الصبية، إلا أنالقديس كذب مدعيًا أن وحشًا قد افترسها، ثم أراد أن يخدعه مرة أخرى فأجبره أن يقسمبصدق ما يقول، فأقسم.
توبته
عند ذلك ظهر له الشيطان نفسه ساخرًا منه، فلما رأى ذلكلطم علي وجهه وترك باب القلاية مفتوحًا وخرج هائمًا علي وجهه تائهًا يندب نفسهبالويل والعويل. ترك القديس القلاية وفي نيته العودة إلى العالم، لكن الله أرسل لهراهبًا قديسًا عزّاه وشدد قلبه وأخيرًا أمره أن يداوم على الصوم والصلاة، فظلالقديس صائمًا لم يفطر من وقت سقطته بل كان يبكي بدموع غزيرة مثل المطر، وظل هكذاسائرًا سنة يأكل من عشب البرية. وبعد تمام هذه المدة وجد مقبرة خربة فدخل وسكنفيها. ظل القديس يجاهد وأخذ يصلي وهو منكسر القلب، وكان يصرخ إلى الرب لكي يرحمهويقول: "خمسون سنة أجمع وفي طرفه عين بدّدت الجميع؟ ويلي أيها المسيح الهي زنيتوقتلت وكذبت وحلفت في نهارٍ واحدٍ". وظل هكذا حوالي سبعة عشر عامًا وكان القبرمغلقًا عليه وهو يحسب نفسه ميتًا، ويُقال أن العشب نبت تحت قدميه من الدموع وصارطعامه منه وكان ينعس قليلاً ثم يقف ويبسط يديه للصلاة.
أسقفيطلب بركته
حدث في تلكالأيام أن خربت البلاد المحيطة بالمقبرة وصارت مجاعة عظيمة فيها، فرأى أسقف تلكالمدينة في رؤيا شخصًا يقول له: "إن كنت تريد أن تنزل رحمه الله علي الأرض اذهب إلىيعقوب المجاهد، وعندما يطلب هذا من الله تحل الرحمة". ذهب إليه الأب الأسقف وأخذبركته وطلب منه أن يصلي من أجل هذا الشعب فقال له: "من أنا حتى يسمع الرب طلبي أناالخاطئ والزاني". فأمسك الأسقف بيديه وأخرجه إلى خارج القبر، فصلي إلى الله وانفتحتالسماء واقبل الرعد والعواصف وانزل إليهم الخير. وأخيرًا أخذ الشعب بركته وظلملازمًا للمقبرة عشرة سنوات أخرى، وعندما كان الشعب يأتي لزيارته كانوا يجدونهدائمًا باكيًا مستغيثًا بالله إلى أن تنيّح بسلام. وتعيّد له الكنيسة في اليومالثالث من شهر أمشير. القديس أنبا يعقوب التائب المجاهد. السنكسار، 3 أمشير.
 
أعلى