موازين البشر وميزان الله...

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63

21762013_997399123766618_6874706687334114108_n.jpg

كثيرة هي الموازين التي يستخدمها البشر لوزن الأمور وتقييم البشر! وهي موازين قابلة للتغيير من وقت إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى، ومن شخص إلى آخر. فمن يصفهم البعض بالصلاح والكمال؛ يصفهم آخرون بعكس ذلك، بل أن أولئك أنفسهم قد يغيّرون رأيهم في لحظة، ويبدلون نظرتهم للأمور مع تبدّل الظروف، فتتبدّل القيم، وتنقلب الموازين، وتتغيّر الأحكام.
لكن الله ليس كالبشر، أفكاره ليست كأفكارنا، وطرقه ليست كطرقنا، هو وحده الكامل في كل شيء، كامل في عدله، ثابت في قضائه، ليس عنده تغيير ولا ظل دوران، ولا يحابي بالوجوه، ولا يعوّج القضاء. موازينه ثابتة، يزن بها كل إنسان، وبحسب ناموسه الكامل يحاسب كل البشر. قد يزننا الناس بموازينهم المغشوشة فيمدحوا كمالنا وذواتنا، وقد نزن نحن أنفسنا بموازيننا الخاصة فنقول عن أنفسنا أننا لسنا مثل باقي الناس، ولكن ماذا عن موازين الله في "الكتاب المقدس" وماذا لو وزنا أنفسنا بحسب وصاياه التي وضعها بين أيدينا، هل يثبت كمالنا وافتخارنا؟
يستخدم البشر كل أنواع الموازين التي يظنون أنها تناسبهم، لكنهم سوف يتبينون يوماً ما أنها باطلة! فمن يعتقد أنه شخص مؤدّب بحسبه ميزانه، سيكتشف يوماً بأن أدبه لا يمكن أن يخلصه من ذنوبه بحسب موازين الله التي تخبرنا:"إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"، فنيقوديموس كان من أعظم المؤدبين في عصره، ومع ذلك قال له المسيح:" إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله". ومقاييس الله تؤكد لكل إنسان بأن الرجاء الوحيد لخلاصه هو في الإيمان بالمسيح حمل الله الذي رفع خطية العالم، وبدون ذلك لن يكون له نصيباً في الحياة الأبدية، وفي اليوم الأخير حين يقف بميزان الله سوف يوجد ناقصاً. إنه لأمر لا يتصوره العقل أن نُدعى يوماً للوقوف أمام الله للدينونة دون أن يكون لنا رجاء في المسيح، لأنك لن تستطيع أن تدخل ملكوت الله إلا بالطريقة التي رسمها الله. فهل أنت مستعد للوقوف في ميزان الله؟


اذاعة حول العالم
 
أعلى