مصر: تعزيزات أمنية في المنيا لتطويق توتر طائفي

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
مصر: تعزيزات أمنية في المنيا لتطويق توتر طائفي


articles_image120180907070225vtJq.jpg


الشرطة المصرية تحرس إحدى الكنائس (الحياة)

عشتارتيفي كوم- الحياة/

عززت قوات الأمن المصرية وجودها في قرية «دمشاو هاشم» في المنيا (جنوب القاهرة) أمس، بالتزامن مع صلاة مسيحيي القرية في شوارعها على مسن قبطي توفي في شكل طبيعي، وخشية حدوث أي توتر أو تجمعات لمسلمي القرية اليوم، وتكرار الأحداث التي شهدتها يوم الجمعة الماضي، حين حاصر مئات المسلمين بعد صلاة الجمعة منازل المسيحيين وأضرموا النار في واحد منها، واقتحموا 4 منازل أخرى، احتجاجاً على استضافة القرية قسا لإقامة الصلوات في منزل أحد المسيحيين، ومع تردد شائعات عن تحويل المنزل إلى كنيسة.

وانتقد أسقف عام المنيا وأبو قرقاص الأنبا مكاريوس في كلمة نشرها على حسابه على «فيسبوك» تعامل السلطات مع الأحداث التي شهدتها القرية، متهماً بعض المسؤولين بالتقاعس عن منع الهجوم على المسيحيين، لكنه أوضح أن وزير الداخلية اللواء محمود توفيق أوفد مبعوثاً خاصاً التقاه في المنيا ووعده بمعاقبة الجناة.

وأمرت نيابة المنيا مساء أول من أمس بتجديد حبس 19 متهماً بالاعتداء على منازل المسيحيين في القرية، لمدة 15 يوماً.

وتعدُّ محافظة المنيا واحدة من بؤر عدة تشهد توترات طائفية في مصر، علماً أن حدة التوتر تراجعت بصورة ملحوظة في الشهور الأخيرة إثر إقرار قانون «بناء الكنائس» في أيلول (سبتمبر) من عام 2016، ودخوله حيز التنفيذ في العام التالي، وبموجبه قننت لجنة يترأسها رئيس مجلس الوزراء عدداً من الكنائس المدشنة من دون ترخيص.

وعادة ما تنشب توترات طائفية في المحافظات إثر تدشين أهالي قرى من المسيحيين كنائس في منازل مدنية من دون ترخيص وإقامتهم شعائر فيها، بسبب بعد المسافة بينهم وبين الكنائس الرسمية، ما يثير حفيظة مسلمين.

وعُين قبل أيام محافظ جديد للمنيا هو اللواء قاسم محمد قاسم مدير أمن الفيوم السابق، ومفتش للأمن الوطني (الجهاز المعني بجمع المعلومات في الشرطة) داخل محافظات عدة بينها محافظات في صعيد مصر. وأدى مئات من أقباط قرية «دمشاو هاشم» أمس الصلاة على جثمان رجل يُدعى وديع حبيب حنين (٦٨ سنة) توفي نتيجة ظروف صحية، في شوارع القرية. وقالت أسقفية المنيا إن سبب الصلاة في الشارع هو عدم وجود كنيسة للأقباط هناك. وتمت الصلاة تحت حراسة أمنية مشددة.

وقال أسقف عام المنيا وأبو قرقاص الأنبا مكاريوس إن أقباط القرية تعرضوا لاعتداءات عام 2005 وبسبب شدة الضيق وقتها، هجرت بعض الأسر القرية، ولأن أحداً لم يعاقب، تكرر الأمر مرة أخرى على خلفية أن الأقباط يُمكن أن يفكروا في تدشين كنيسة في القرية، لافتاً إلى أن أحداثاً مماثلة حدثت قبل أيام في عزبة «سلطان» القريبة من القرية مرت من دون عقاب، ما أدى إلى تكرارها في قرية «دمشاو هاشم». وكانت لافتة حدة الانتقادات التي وجهها الأنبا مكاريوس لمسؤولين في الدولة لم يسمهم، في كلمة علنية نشر تسجيلها المصور على حسابه في «فيسبوك»، إذ أوضح أن مسؤولاً اتصل به قبل الاعتداءات بأيام عدة، وطلب منه عدم إرسال كاهن إلى القرية بسبب التوتر فيها، وقال إنه استجاب للطلب «من أجل السلام». وقال: «كنت أتمنى أن يكون التحذير للمتطرفين بعدم القيام بأي عمل عدائي. الدولة ما كان يجب عليها أن تتصل بالكنيسة لمنعها من الذهاب إلى القرية، وكان الأولى بها الاتصال بالناس الذين من المحتمل أن يقوموا بأعمال عدائية لتحذيرهم من المساءلة»، مؤكداً أن «الأقباط كانوا يصلون ولم يخطئوا، لكن للأسف كل مرة تتم الترضية على حسابهم». وزاد: «كل المصالحات تمت على حساب الأقباط، ونحن إيثاراً للسلامة نصمت لكن هذا يرسل رسائل للآخرين للتمادي في أفعالهم، التي لطالما مرت من دون عقاب ولا ردع». وأشار إلى «تطور نوعي» في الاعتداءات على الأقباط يتمثل في التظاهر ضدهم لإرهابهم ومنعهم التفكير في بناء كنائس، وكل تهدئة للأوضاع تحدث على حساب الأقباط».

وقال: «نحن وطنيون ومصر ليست غابة ولا قبيلة مصر دولة عريقة. نحن واثقون بأن المسؤولين لا يقبلون ذلك». وأكد أن وزير الداخلية أرسل مندوباً خاصاً قال إنهم «يتابعون ما يحدث وليسوا راضين وسيتخذون إجراءات». وأضاف» «أثق أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يدع الأمر يمر من دون محاسبة». وطالب بـ «معاقبة الجناة ورد المسلوب وتعويض المتضررين وبناء كنيسة بقرار من الدولة في قرية دمشاو هاشم».
 
أعلى